(١) كنت بالفصل الدراسي الثاني من المرحلة الابتدائية عندما كلفني أحد إخوتي بمراقبة محله التجاري الصغير في نهار رمضان قائظ. كنت مستمتعاً بالبيع حين طلب مني أحد الزبائن إسترداد قيمة صنف زعم بشرائه من المحل؛ بعد المعاينة قلت له يا عمي نحن لا نبيع هذا الصنف ،لذا لم نكن نحن من باعه لك. فما كان من الرجل الا أن باغتني بجملة ظلت بذاكرتي تقاوم النسيان . قال الرجل: كيف لا تنكر بيعكم لي و قد هربتم بإبريق النبي من قبل؟ ( صلى الله عليه وسلم). أسرته في نفسي لكن بإستفهام أكبر من تهمة سرقة إبريق خاتم المرسلين . و هو هل أتى أهلي من الجزيرة العربية و بذلك نحن عرب ؟ . لكن عندما كبرت علمت أن شعب الزغاوة و على نقيض المجموعات الأفريقية الأخرى ترى في الإنتساب الي العرق العربي مسبة و مهانة لهم برغم أن جميعهم مسلمين و بدينهم يعتزون . ذلك بصرف النظر عن صحة موقفهم من العروبة من عدمها.
(٢) بحكم النشأة خالطت الكثير من السودانيين و خاصة في الوسط ، إلا أنني لم أحتك عن قرب بأهلنا الشوايقة الا في المرحلة الثانوية و ما بعدها. ثم قدر لي أن أعيش بالجوار منهم في إحدي ضواحي شرقي مطار الخرطوم . لم يكونوا مجرد أناس عاديين ، بل كانوا ينابيع من الصفاء و الإخاء. مازلت أذكر حجم التعاطف الذي أظهره جيراني عندما علموا بتعرضي لصعقة كهربائية، الي حد عجزت والدتهم عن الوقوف على رجليها حتى ساعدها الآخرون للمجيء إلي للتأكد بنفسها بأن إبنها على قيد الحياة. كان صهرهم صلاح و شخصي البسيط نسبح عكس تقاليد الخرطوم ؛ ربما الوحيدان اللذان يخرجان للإفطار ال رمضاني في شوارع الضاحية. ليس لأننا كرماء أو أغنياء ؛ فقط أننا سودانيين أو على الأقل على دين اهل الجزيرة الخضراء و الذين يرابطون في المساء على طريق مدني الخرطوم (ليس لنهب المارة و قتلهم كما فعل الجنجويد الاوباش المتوحشون القادمون من كوكب غير كوكبنا) إنما لإطعام المسافرين .
لحظة كتابة هذه السطور؛ فإن إبني يقضي إجازته السنوية في المهجر ببيت أحد أعمامه و خالاته من أهلنا الشوايقة. ليت ربعاً مني يكون من الشوايقة و الربع الثاني من البجا. و لن أفصح عن مصير الربعين الاخيرين .
(٣) (رغم مرارات الماضي و قتامة الحاضر الا انني متفائل بغد افضل – و التفاؤل اكسير الحياة. كل ما يحتاجه السودانيون هو التحول الي دولة ديمقراطية يحكمها القانون و يتساوى فيها الجميع – فيها يكون الناس الاحزاب و التنظيمات الحرة – و بتلك التنظيمات يمكننا حل معضلتنا التاريخية . لكن ان اردنا اصلاح الحاضر املا في غد اجمل للاجيال القادمة فلابد من مراجعة التاريخ و محاسبته- دولة جنوب افريقيا و التي تخلصت من النظام الفصل العنصري في التسعينيات استطاعت ان تحجز موقعها بين الامم المتقدمة اليوم و ذلك لا لشئ سواء ان شعبها اصحاب عزيمة قابلوا ظلامات تاريخهم بشجاعة و اخلاص. علم من ارتكب منهم الذنب من قبل ان لا احد سيحاسبه ان بات حاكما او محكوما فتخلى عن السلطة لصناديق الاقتراع طواعية و لم يتشبث بالحكم بدافع التسلط او منع الاخر من الاضرار به انتقاما للايام المظلمة. اذا على الناس ان يتخلصوا من فهم (ان لم اظلمك ستظلمني انت) .يمكننا ان نعمل سويا لمحاربة الظلم و تبديد الوهم ليوم افضل)). ذلك ما قلته في أكتوبر ٢٠٠٩ عن سؤال صحفي حول تعافي المجتمع السوداني.
(٤) التشكيل الوزاري الجديد و الذي بظننا يعد لوحة رسمت بإتقان مذهل فيها أستخدمت أجمل ألوان الجغرافيا والتاريخ ، فهي تستحق وضعها عند كل بيت سوداني ،لأنها تعبر عن الذي ينبغي أن يكون ،فهو السودان المتجدد ( و ليس الجديد). الا ان البعض من الذين يفضلون العيش تحت رحمة وصايا الجوار الشمالي على العيش تحت سقف الندية و المساواة مع أبناء جلدتهم قد صعب عليهم الأمر . فأنهالوا على حكومة أمل بكل ما هو قبيح و مقيت. فهو أمر يجد منا التفهم ، لأن الذي أعتاد على الرضاعة من ثدي الحكم لوحده لأكثر من سبع عقود من الصعب عليه أن يتقبل مشاركة الآخرين له. لكن الوقت كفيل بتعليمهم و لو على مضض. دأبت على التكرار لكن ماذا بوسعى أن أفعل إزاء من تسلم الحكم من المستعمر و الجنيه السوداني كان يعادل ١٢ دولاراً لكن لسوء إدارته اوصل الدولار الي رقم يمينه عشرات الأصفار من العملة المحلية غير التكرار ؟ لهذا أكرر مناشدتي لشعبة القبائل بجهاز الأمن الوطني بإيقاف الجراد الالكتروني من النهش في جسد الوطن المثخن بالجراح أصلاً. الحملة الممنهجة التي تديرها شعبة القبائل بجهاز الأمن (بإشراف مباشر من قبل صلاح قوش و دون علم الفريق أحمد مفضل ) ضد قبيلة الزغاوة و ضد القوات المشتركة سترتد على مطلقيها و على الوطن بأكمله قبل أي وحدة عسكرية أو جماعة إثنية.
لو أرادت حركات الكفاح المسلح نيل الحقائب الوزارية كانت لتقاسمت مناصفة مع مليشيا الدعم السريع و على إثرها تلقت أموالاً ضخمة من قبل كفلاء المليشيا الاقليميين. لكنها راهنت على وحدة تراب السودان و كرامة أهله ،فآثرت الإنحياز للجيش و الدولة السودانيين . و على الخيار التاريخي قدمت أرتالاً من الشهداء و مازالت تفعل .
(٥) إفتقار كتاب تاريخ السودان للمهنية و الأخلاق و تحيزهم الأعمى لمناطقهم أورث الجهل بمعرفة الكثيرين عن تاريخ شعوب الهامش السوداني. لكن الأمل مع الحقبة الجديدة أن تعاد كتابة التاريخ ليعرف البعض أننا شركاء في الوطن مناصفة و ليس بمن البعض على البعض الآخر. الذي يتعين على البعض فهمه أن شعب الزغاوة كيان كبير حتى على مستوى السودان و حركات الكفاح المسلح حتى إن كانت قوتها العسكرية الصلبة قوامها الزغاوة الا أنها لا تشكل غير نسبة رقم أحادي من القبيلة. في الجانب الآخر فهي مجرد مكون من مكونات القوات الوطنية التي تقاتل تحت إمرة الجيش السوداني بجانب ( قوات العمل الخاص و البراؤون ، المستنفرين و قوات درع السودان) في تناغم و انسجام كبنيان مرصوص. القوات المشتركة ليست كمليشيا الجنجويد الذين لا دين و خلق و لا وطن لهم . انما هي قوات وطنية تحت قيادة القائد العام للجيش و رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان. تأتمر بأمره و تنتهي بنهيه . الذين ينتظرون خروج القوات المشتركة عن طاعة الجيش السوداني أو التمرد على الدولة السودانية سيطول انتظارهم .
تبقى لي أن أقول : من يبحث عن الصفاء و الإخاء فليذهب للشوايقة و من رغب في الوفاء و الفداء فليبحث عن الزغاوة. و من اراد جميعها فلينظر الي كل قبائل السودان.
كدي يا جماعة بهدوء و من غير عنصرية أو تشنج:---- الزغاوة الرطانة قادة في الدعم السريع الزغاوة ام كملتي يشكلون معظم مقاتلي الدعم السريع من منطقة أم دخن و هبيلة الزغاوة رطانة المكون الرئيسي للقوات المشتركة الزغاوة قادة في حزب الأمة الزغاوة وزراء في حكومة كامل ادريس الزغاوة وزراء أساسيين في حكومة التأسيس المرتقبة الزغاوة يسيطرون على كل المنطقة بين مصر و ليبيا و تشاد و الفاشر بقوات لا تنتمي إلى القوات المشتركة عدد من الزغاوة كيزان خارج حلبة الصراع أغلبية الزغاوة خارج التشكيلات السابقة ينتظرون ادوار كبرى
طيب ياخي قالوا بنيامين نتنياهو من اصل شايقي اذا اسحاق شامير زغاوي رطاني و اسحاق رابين زغاوي ام كملتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة