شعب ضد الإحباط بقلم: د.عبد المنعم أحمد محمد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2020, 08:14 PM

د.عبد المنعم أحمد محمد
<aد.عبد المنعم أحمد محمد
تاريخ التسجيل: 09-25-2020
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شعب ضد الإحباط بقلم: د.عبد المنعم أحمد محمد

    08:14 PM September, 25 2020

    سودانيز اون لاين
    د.عبد المنعم أحمد محمد-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    استعرت هذا العنوان من المكتبة العربية من الكاتب المصري شريف صلاح الدين ، لأنه الأنسب في الحالة التي يعيشها الإنسان السوداني ، ولو كانت هناك وصفة طبية للوقاية من الاحباط فلاشك أن أولى الناس بها في عالم اليوم هو هذا الأسمر الذي شاء قدره أن يولد ويعيش في أرض السودان .
    والإحباط هو الحيلولة دُونَ تحقيقِ المرءِ رغبةً مِن رغَباتِه ، سواء أكان لهذه الرغبة ما يبررها أم لا، وللأنسان السوداني رغبات محددة تكاد تكون هي الحد الأدني من متطلبات أي مخلوق ليتمكن من الحياة ، وهي بلا شك مشروعة ولها ما يبررها ذلك أنها هي الحياة بعينها . ويصاحب الحيلولة دون تحقيق رغبة أي أنسان ، ضرب من الحسرة وخيبة الأمل. 
    في كتاب نظرية الإحباط: تحليل التعلم والذاكرة بقلم أبرام أمسيل Frustration Theory: An Analysis of Dispositional
    Learning and Memory
    للكاتب Abram Amsel
    نجد أن الكاتب قد ذكر أن الاحباط ليس نوعا واحدا بل هناك أنواع متعددة من الاحباط ، استنادا على تحليل السلوك الناتج عن سلسلة من التجارب على الحيوانات .
    فهناك إحباطات تختلف على حسب المسبب لها ، وتزول بزوال أسبابها ، فقد يحبط المريض إذا اشتد به المرض ، ولكن سرعان ما يزول الاحباط عند شفائه .
    وهناك من قسم الاحباط إلى احباط داخلى ، واحباط خارجي .
    فالإحباط الداخلي لا تكون الأهداف التي لم تحقق وأدت له دائمًا مادية وموجودة على أرض الواقع أو عملية ، ففي كثير من الأحيان تكون الأهداف المهمة شخصية تخص النفس والمشاعر والصفات والفشل هنا هو المثال الأوضح للإحباط الداخلي ومن أمثلة ذلك الفشل في التخلص من مشكلة الخجل الشديد – فقدان الثقة بالنفس – الخوف والقلق والتوتر – الغضب السريع – العصبية في الصباح – الرهاب الاجتماعي وغيرها الكثير. وهذا لا يهمنا هنا كثيرا .
    و الاهم منه هنا الإحباط الخارجي و ينشأ في هذه الحالة عن الأسباب الخارجية من الصعوبات والعراقيل والأخطاء والحواجز وغيرها، ويمكن أن يجتمع كل من النوعين وأن يكون أحدهما سبب للآخر.
    والحسرة وخيبة الأمل تكاد الأن تمشي على رجلين في كل شارع في قرية أو مدينة في السودان . فهل وصل الشعب السوداني لمرحلة الإحباط .؟
    و الاحباط يمثل مجموعة من مشاعر مؤلمة تنتج عن وجود عائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات أو معالجة مشكلة من المشكلات لدى الشخص.
    ولعلنا لا نحتاج لبحث طويل لنكتشف الكثير من العقبات والعوائق التي تحول دون إشباع حاجة السوداني لأساسيات الحياة ، وتقف هذه العقبات في طريق معالجة أي مشكلة من المشاكل التي تحيط به وتخنقه .
    فأكثر الاحباطات للإنسان السوداني تلك المتعلقة بالاستقرار السياسي وما يتبعه من استقرار اقتصادي يمكنه من العيش الكريم .
    فمنذ الاستقلال ظل الإنسان السوداني في بحث دائم عن الاستقرار السياسي ، الذي يكفل له نظاما يحفظ له حقه كإنسان يعيش على أرض خيراتها لا تعد ، ولا تحصى ، فظل عاجزا عن تحقيق واشباع رغباته ، وهذا ما يجعل الطريق للانزلاق نحو الاحباط ممهدا دائما ، وعقب كل تغيير يقوم به .
    استقل السودان عام 1956م وكانت آمال وتطلعات الإنسان السوداني أن يحقق له الاستقلال ما يريده من حياة كريمة ، في بلد غني بموارده ، وفشلت حكومته الأولى وتجربته الديمقراطية الوليدة ، فانتقل لحكم العسكر في عهد عبود ، ومنها إلى يومنا هذا ، لايزال الإنسان السوداني يدخل في إحباط ليدخل في إحباط آخر أشد إيلاما من سابقه .
    تتبع هذه الاخفاقات السياسية في كل مرة ضائقة في المعيشة ، تذهب الفرحة بأي تغيير قد تحقق .
    إلى الآن لا يعرف الإنسان السوداني من يقود من ؟ ولماذا يحدث له ذلك ؟ ومن هذا الذي تخصص في صناعة الإحباط له ؟ وهل من يصنعون الإحباط هؤلاء هم أبناؤه ومن صلبه أم دمى صنعها غيره تماما كما كان يصنع نوع من التبغ خصيصا للسودان ؟
    الإحباط قد يلعب دوراً مهماً في تحقيق الصحة النفسية أو التحول بها إلى حالات المرض النفسي ؛ فهو يعتبر من أهم العوامل المؤثرة على التوافق الشخصي. وإن كان هذا صحيح على مستوى الفرد فهو صحيح على مستوى المجتمعات ، وبالنظر للشعب السوداني فأن عظمة هذا الشعب أنه بالرغم من ما أحاط به من إحباطات وخيبة أمل في كثير من الساسة الذين ظن فيهم خيرا إلا أنه يملك إرادة وقوة هائلة ضد الإحباط ، أو فلنقل أنه يحقق في كل مرة صحته النفسية من خلال ما يمر به من أحباط ، والأهم أنه لم يتحول الاحباط به إلى مرض نفسي ، فتحقق له بذلك قدر كبير من التوافق النفسي .
    على عكس كثير من الشعوب التي تحيط بنا ، نجد أن ما أصابها من احباطات حولها إلى مجموعة من الناس كأنما سلبت منهم الروح ، ونزعت منهم الإرادة ، واستصعبوا التغيير فقعدت بهم الهمة فاستسلموا .
    و ما يصلح على مستوى الفرد يصلح على مستوى الشعوب فكلما كانت قوة الشخص أو الشعب أعظم ، وتماسك شخصيته أمتن وأصلب استطاع تحمل الإحباط وثابر في تجاوز عوائقه ومشاعره وانطلق في الحياة محققاً هدفه أو معدلا له أو مغيرا له و ناعماً بحياته وسعيدا بساعاته ولحظاته .
    ولعل السوداني كفرد ، والسودانيون كشعب ، من أكثر الناس صلابة وقوة في الشخصية ( حمال أسية ، جمل الشيل ) ، وتتبدى كل معاني الصلابة والقوة في أغاني الحماسة التي تمجد صفات التحمل والتماسك عند الصعاب وما مر على هذا الشعب من احن ومصائب لم تنل من عزمه ولا من تماسكه بالرغم مما يبدو عليه من مظاهر ضعف ظاهري فقط وكما غنى المغني (نحن في الشدة بأس يتجلى) ، فالشدة تظهر معادن الناس .
    وباختصار نحن شعب ضد الاحباط ، استطاع بقوة شخصيته ومتانة وصلابة إرادته تحدى كثير من الصعاب وتجاوز الكثير منها ، ففي نصف قرن استطاع ولثلاث مرات منذ الاستقلال أن يستعيد زمام الامور ويجعلها بيده ، وكانت مفاجأة للذين لا يعرفون أصالة معدنه .
    فالمحبط إنسان عاجز ، ولا يمكنه إحباطه من التغيير ، لأن العبور من فوق حاجز الإحباط دون الوقوع فيه ، يتطلب القوة والصلابة وتكرار المحاولات
    للوصول للهدف ، فقد حاول التغيير في ثورة أكتوبر 1964م ، ولم يستسلم عندما فشلت الاحزاب وعاد للمربع الأول بإنقلاب مايو 1969م ولم يحبط أو يستسلم ليحاول مرة أخرى في ثورة أبريل المجيدة عام 1985م ، ولعل ثورته الحالية هي من أعظم الدروس على أنه شعب ضد الاحباط ، رغم ما يعانيه اليوم من شظف العيش وصعوبته .
    هذه المحاولات المتكررة والاصرار على بلوغ الهدف ، تنبئ أن هذا الشعب حى وأن إرادته قوية وأن معدنه لا يصدأ أبدا .
    وكما قال الشاعر :
    أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de