لقد ناد الشباب الثوار بتلك الشعارات العظيمة : ( حرية / عدالة / سلام ) .. ورغم ذلك فإن الشعب السوداني لم يحقق ولم يمارس تلك الشعارات في لحظة من اللحظات .. بل هي مجرد ديباجة ترددها الألسن والأحوال في أرض الواقع تخالف الحقيقة .. وتلك الثوابت التي طالبت بها ثورة الشباب السوداني قد أصبحت صعبة المنال في هذه الأيام في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة التي تحكم البلاد !.. والعجيب في الأمر أن تلك الحكومة الانتقالية تردد تلك الشعارات كالببغاء في أجنداتها ثم هي التي تعطل وتحارب تلك الشعارات من تلقاء نفسها !! .. فذاك درب من دروب النفاق الغير معهودة في مسارات الحكومات السابقة بالسودان من قبل !.. ومنذ أعقاب تلك الانتفاضة الأخيرة والبلاد تعيش حالات ديكتاتورية مزمنة للغاية .. ورغم ذلك فإن تلك الجهات الرسمية تدعي أنها تمارس شعارات الثورة المرفوعة !! .. وهي كاذبة كل الكذب في تلك الإدعاءات !! فتعالوا لنتفحص الحقيقة حتى يعلم الجميع والعالم كيف تجري الأحوال في دولة السودان بعد تلك الانتفاضة الأخيرة :
أولا : إذا تحدثنا عن شعار ( الحرية ) نجد أن تلك الحرية ممنوعة في السودان حالياً بموجب تلك القوانين بفرية الطوارئ العديدة المخترعة والمصطنعة زوراً وبهتانا في البلاد .. فتلك ( الحرية ) في هذه الأيام محاطة بكافة أشكال وألوان السياج والمحذورات والممنوعات .. وكافة المظاهر بدولة السودان بعد الانتفاضة الأخيرة توحي بأن البلاد تعيش حالات ( ديكتاتورية ) عاصية وقاتلة .. وتلك الشوارع السودانية منذ الانتفاضة الأخيرة تعج بمظاهر البطش والتنكيل بأشكالها وألوانها .. ولا يخلو شارع من الشوارع السودانية من رجال الأمن المدججين بأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة وبتلك العربات العسكرية السريعة .. والشعب السوداني لا يمانع في تلك المظاهر الديكتاتورية البحتة إذا كانت لجلب الأمن والأمان للمواطنين .. ولكن تلك التجارب والحقائق والممارسات في الشهور الماضية قد أثبتت أن تلك المظاهر ليست لجلب الأمن والأمان للمواطنين بقدر ما هي لكتم ( الحرية ) والأنفاس !.. وذلك الشعب السوداني لا يستطيع في هذه الأيام أن يمارس أي لون من ألوان ( الحرية ) .. ولا يستطيع أن يبدي احتجاجاته بشكل من الأشكال .. وإذا ما تجرأ الشعب السوداني المغلوب على أمره وخرج في تلك المواكب والمظاهرات السلمية ليعبر عن احتجاجاته وعن آرائه وعن أفكاره من منطلق ( شعار الحرية ) المرفوعة في البلاد يجد العديد والعديد من تلك المعيقات التي تفرضها الحكومة الحالية المؤقتة .. حيث تلك الجسور والكباري التي تغلق وتمنع ( حرية التنقل ) من منطقة لمنطقة !.. وحيث ذلك الوابل من ( الرصاص ) الذي يصطاد المتظاهرين بالمرصاد !! .. بجانب ذلك الغاز المسيل للدموع !! ؟؟ .. بجانب تلك الاعتقالات التعسفية !! .. ثم تلك المسائلات التي تماثل مسائلات بيوت الأشباح !! .. ولسان حال الشعب السوداني يردد في هذه الأيام عبارات : ( أيه حرية تلك المزعومة وأي بطيخ ذلك الشعار الزائف ؟؟؟ ) .. وبالمختصر المفيد فإن دولة السودان بعد تلك الانتفاضة الأخيرة تعيش في كنف ( ديكتاتورية ) قاتلة وكاتمة للأنفاس .. ولا يوجد أي مظهر يؤكد أن البلاد تمارس شعار ( الحرية ) في أي وقت من الأوقات .. وتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ( بأقسامها الثلاثة ) تكذب على الشعب السوداني حين تدعي أنها مع الشعب في خندق الانتفاضة والثورة .. وأنها تؤمن بتلك الشعارات المرفوعة .
وثانياً : إذا تحدثنا عن شعار ( العدالة ) .. فبالله عليكم يا عقلاء الناس في هذه البلاد أين تلك ( العدالة ) المزعومة ؟؟ .. وتلك الحيثيات في أرض الواقع تؤكد بأن دولة السودان هي آخر دولة فوق وجه الأرض تتحدث عن تلك ( العدالة ) !! .. حيث عجزت تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة أن تحقق ذلك الشعار المرفوع لفترة عامين من الزمان .. وهي تلك ( العدالة ) التي لم ينالها هؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا برصاصات الغدر والخيانة بأيدي هؤلاء الطغاة في ساحات الاعتصام .. وكذلك لم ينالها هؤلاء الآلاف والآلاف الذين ظلموا في هذه البلاد في أحداث كثيرة وجرائم خطيرة للغاية .. ويكفي أن نعلم بأن تسعة وتسعين في المائة من تلك الجرائم التي وقعت في البلاد بعد الانتفاضة الأخيرة قد شابها تلك الضبابية القاتمة التي لا تفصح عن الحقيقة !.. وأن الكثير والكثير من تلك الجرائم قد رحلت أدراج الرياح دون تلك ( العدالة ) والقصاص والمحاكمات المطلوبة !!.. ولمدة سنتين والشعب السوداني ينادي ويطالب ( بالعدالة ) والقصاص والمحاكمات عن تلك الجرائم العديدة المتفرقة التي وقعت في البلاد ،، كما ينادي ويطالب ( بالعدالة ) الفورية والقصاص .. ورغم ذلك فإن الردود السائدة من قبل تلك الحكومة المؤقتة تتجسد دائماً في ذلك التسويف والمماطلة وقلة الاهتمام !!
وثالثاً : إذا تحدثنا عن شعار ( السلام ) .. فذلك الشعار في السودان من أغرب الشعارات التي تمتاز بالمراوغات !! .. فهو ذلك الشعار الذي يراوغ بين الشك واليقين منذ الماضي البعيد وكذا الحال في هذه الأيام .. وكل من يرفع ذلك الشعار في هذه البلاد فهو تاجر بطريقة أو بأخرى ! .. حيث يتاجر باسم ( السلام ) ليربح قدراً من المكاسب والمصالح الذاتية .. وأسواق ( السلام ) كالعادة في كل الأوقات والأزمان تعج بهؤلاء تجار المكاسب باسم ( السلام ) .. وتلك حقيقة يعيشها الشعب السوداني منذ لحظة الاستقلال .. ولا جديد تحت السماء .. وكالعادة المعهودة في السودان منذ استقلال البلاد أطراف تدعي السلام مؤقتاً حين تنال حصتها من ( القصعة ) ،، وأطراف أخرى ترفض ( السلام ) حتى يتم إرضاءها وتنال شروطها التي تملأ جيوبها !! ,, والعملة المتداولة في ساحات ( السلام ) بالسودان هي عملة المنافع والمكاسب الشخصية الذاتية .
وبالمختصر المفيد فإن تلك الشعارات الثلاثة المرفوعة ( حرية / عدالة / سلام ) هي مجرد حبر على الورق .. وذلك الشعب السوداني رغم تلك التضحيات الجسيمة ورغم ذلك الإسقاط والانتصار لم يحقق مثقال ذرة من تلك الشعارات المرفوعة !.. والحقائق في أرض الواقع تؤكد بأن الشعب السوداني يعيش حالياً في ظروف ديكتاتورية قاتلة وخانقة .. وهي ديكتاتورية أشد بطشاً من أيام ( بيوت الأشباح ) .. وكاذب منافق من يدعي غير ذلك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست