إخوتي وأخواتي الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ن أسمحوا لي أن أُقدم لكم روايتي الأولي (سيرة في أروقة سنارية)، من خلال كلمات قليلة
هذه روايتي الأولي (سيرة في أروقة سنارية) التي سبق أن إستعرضها علي صفحته الأخ والزميل السفير الدكتور خالد فرح، وقد نشرت الآن، علي آمازون باللغتين العربية والإسبانية
الرواية في الأصل سيرة ذاتية، وبعض منها، سيرة غيرية، وكان القصد منها، تسجيل بعض جوانب تراث ثقافي غير مادي ولمحات من حياة أهل مدينتي الحبيبة، سنار، في منتصف ستينيات القرن الماضي
استهللت الرواية باقتباس عنوانها، وأطلقته على الرواية تيمناً برواق السنارية، تلك المنارة العملية السامقة في نبراس العلم والمعرفة آنذاك، الأزهر الشريف. فسنار بالنسبة لي، جميعها أروقة علم وإشعاع ثقافي ومعرفي وعطاء إنساني باذخ. وفي نظري، مثلت المدينة في ذلك الزمان، إضافة ورصيداً رائعاً ليس لي فحسب، بل لجميع أهلها
و إقتباس "كلمة أروقة"، وهي جمع رواق، والرواق في اللغة العربية المعاصرة هو السقيفة للدراسة أو العبادة في مسجد معبد أو غيرها". “ورواق السنارية” في الأزهر بالقاهرة كان أحد الأروقة في الأزهر الشريف؛ وكانت هناك أيضاً، ستة عشر من الأروقة الأخرى لطلاب العلم والمعرفة الوافدين للأزهر من كل أركان المعمورة وهي: رواق الحرمين، ورواق اليمنية، ورواق الأكراد، ورواق البغدادية، ورواق السليمانية، ورواق الهنود، ورواق الجاوة، ورواق المغاربة، ورواق الدكارنة، ورواق الأتراك، ورواق دكارنة صليح، ورواق البرابرة، ورواق الجبرا، ورواق البرناوي. و«رواق السنارية» بناه ملوك السلطنة الزرقاء السودانية 1505 1822 لسكنى طلاب العلم السودانيين الوافدون من مملكة سنار ونواحيها الذين يفدون للدراسة في الأزهر في ذلك الوقت
سارت بي، أحداث الرواية بين دروب وأروقة مدينتي الحالمة الوادعة سنار، فدخلت بعض بيوتها، وطفت بشوارعها، فالمدينة، كانت موقع طفولتي وصباي وأحلى سنين عمري، ولذلك فقد جاءت الرواية، بعضاً من قصة حياتي التي سار بها قطار الزمن طويلاً، تحمل أطيافاً من الرؤى والأحلام، ففي طياتها بعض النجاحات، وكل ذلك بفضل الله تعالى، وحياة بعض رموز تلك المدينة الوادعة التي تتوسد ضفة النيل الأزرق من بلادنا
ولقد كان لزاماً عليّ خلال سردي لأحداث الرواية، التوقف في بعض محطات حياتي، مسرعاً في بعضها، ومبطئاً في الأخرى، حسب ما تحويه من تجارب، وأحداث، وصور، وأماكن، اختزنتها مخيلتي، وشخوص، وسحن، وألسن، وألوان مختلفة التقيتهم خلال مسيرتي، وما ارتبط، وإرتبطت به من الذكريات
ولذا، فالسيرة، لم تكن سوى اجترار لبعض الذكريات العفوية الغالية والعزيزة على نفسي، وقد إستعنت ببعض الحكايين من محيطي، وهم قلة، ولهذا فإنها تظل ناقصة في العديد من جوانبها، وقد تخللها المرح والمزاح وكستها التلقائية، وكانت مدفونة في حنايا قلبي وصدري، اختزنتها منذ الصغر، فشاب بعضها القصور
ولعل الهدف من سرد تلك الأحداث وتسجيلها في هذه الرواية، هو الوقوف عند تراث ثقافي شفاهي غير مادي لمجموعة سكانية محددة، بغية تسجيله، واستذكاره، وحفظه، مع ذكر ملامح وحكايات لبعض الشخصيات السنارية، وملامح لما ارتبطت بها ضمن محيط معرفتي وعلاقاتي الشخصية، ولهذا فإنها، تظل أمثلة وليست حصراً للحياة في سنار
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة