سوبرمان المدنية بقلم:محمد كمال شرف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 05:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2021, 00:17 AM

محمد كمال الدين
<aمحمد كمال الدين
تاريخ التسجيل: 06-13-2018
مجموع المشاركات: 23

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سوبرمان المدنية بقلم:محمد كمال شرف

    00:17 AM March, 27 2021

    سودانيز اون لاين
    محمد كمال الدين-UK-لندن
    مكتبتى
    رابط مختصر






    بين حسن وعادل ومحجوب فواصلٌ ايديولوجية بعرض المحيط الأطلسي.

    حسن ابن الريف المحافظ، تربطه بالرب سياقات الحاكمية، والجاهلية، والولاء، والبراء. إلهه حاضر على مدار خفقات القلب وخطوات القدم وتمتمات اللسان. دوافعه ربانية ومقاصده منبعها الكتاب والسنة. لحيته الطويلة توحي بالأصولية فيه وجلبابه القصير إحياءٌ للدين على نهج السلف، وأما كلامه: فقال الله وقال الرسول.

    عادل، ابن أم درمان، ولاؤه أمدرماني محض، هويته "الحِلّة" ومصدر فخره أنه "ود قَلِبَا". يحضُره الرّب في الصلوات الخمس وتربطه بالمسجد صلوات الجُمع والأعياد والجنازات. دوافعه سودانية، ومقاصده منبعها الموروث المحلي؛ بنطاله يوحي بالعصرية فيه وحرارة سلامه نهجٌ في الاندماج المجتمعي. أما كلامه فتوصيف للمعايش وأحلام الغد.

    أما محجوب، فمحجوب هو بين جدران غرفته الصامتة. يطالع في أفكار التحرير والتنوير. يغازل اللينينية تارة ويداعب التروتسكية تارة أخرى. ويحلم وهو بين أوراقه المبعثرة بتحريك القواعد واجتثاث الرأسمالية. ولاؤه لفكر التنوير وهويته ثورية. علاقته بالله طقوسية ومقاصده تحريرية. شَعرُه المتناثر يوحي بانشغاله بعالم غير جسده. اعتزاله مجالس العوام نهجٌ في تربية الذات الثورية؛ أما كلامه فقال ماركس وقالت روزا.

    مشهدنا السوداني يعج بالحواسن والعوادل والمحاجيب. صداقاتنا خليط من هذه الأنماط. وثورتنا قام بها هؤلاء جميعاً -مع أخواتهن الجسورات: حسينة وعديلة ومحجوبة.

    الكل في نمطه الخاص يحب وطنه السودان (حب للوطن عبر الله وحب للوطن عبر الوطن وحب للوطن عبر أنوار التحرير)، ويتعامل مع الإسلام بشكل خاص كذلك. فالإسلام كما قال الدكتور شادي حامد دين استثنائي. يميزه من باقي الاديان شيئان: أولهما، لحظة نشوئه التي أعطت محمد (ص) دوراً نبوياً وسياسياً؛ والآخر هو قدسية نصوصه التي يعتبرها المسلمون كلام الله المباشر. يقول حامد بأن هذين السببين يجعلان جُل المسلمين (بما فيهم الليبراليين) يقِرُّون بوجود دورٍما للدين في تنظيم المجتمع. ولكن ماهية هذا الدور وكيفية إنزاله ممارسات سياسية وقانونية، هذه مسائل كُتب فيها كثيراً. ونحن في السودان المعاصر، لا تزال نخبنا السياسية تتوارى خلف مصطلحات سياسية رمادية وتعجز عن تصميم نموذجها الدولتي لا على طراز تونسي/تركي ولا على طراز داعشي ولا على طراز واقواقي. وعلى أطراف جمهورية "الحاصل شنو؟"، يتوه عادل السوداني ورفاقه ويعلقون الآمال على سوبرمان الدولة المدنية المطروح. يرجون منه أن يُقدِّس الدين المنزَّل، وأن يُسَودِن الدين المؤوَّل وأن يُبطِل الدين المبدَّل. ولا أحد يدري إلى متى التوهان!

    الحقيقة ان الإسلام السياسي في السودان (كما في الأقطار ذات الأغلبية المسلمة) لم يحن ميعاد ارتحاله. والسبب هو استثنائية الإسلام التي نقلتها لكم عن كتاب شادي حامد (Islamic Exceptionalism). بيد أن بقاءه على السطح السياسي مرهون بنوعية نقده لذاته وقابليته للتحول. فهل الحركات الإسلامية في السودان على استعداد لكذا "جهاد" فكري؟ يحدثنا البروفسير آصف بيات عن تحرك فكري وعملي ملموس داخل حركات الإسلام السياسي المعاصرة. تحرك قاد بعد الأحزاب (في تركيا مثلاً) لإيجاد مقاربات ومفاهيم تتسق ومعايير الحداثة، خصوصاً في مسائل التعدد السياسي وحقوق الانسان والحريات. وسمى هذه الحركات بحركات ما بعد الإسلام السياسي (Post-Islamism). وما بعد الإسلام السياسي ليس هو ما قد يسميه البعض بالإسلام الليبرالي. فهو ليس تخديراً براغماتياً (أو خصخصة) للدين من أجل تبني المنتوج الحداثي. بل هو تأصيل للحداثة من منطلقات إسلامية. وربما يلاحظ المراقب الحذق أن الاختلاف بين هذين المنظورين على المستوى التطبيقي طفيف جداً. ولكن هنالك اختلاف تأطيري هام. فالمنظور الأول مادي الإطار وهو بذلك يسير الاستيعاب لدى المجموعات العلمانية. أما المنظور الثاني وهو ميتافيزيقي الإطار فهو أنسب لخطاب المجموعات المحافظة. وللتأطير الخطابي كما تعلمون دور مهم في تحديد نوع التفاعل مع الخطاب ذاته، خصوصاً حين يكون المخاطَب متديناً ولا نقدياً في آن واحد. ولنتحدث هنا عن تونس. فتونس ما بعد الربيع العربي حَكَمَها تآلف إسلامي علماني. جمع الإسلامي والعلماني قالب الدولة القطرية " العلمانية صراحة": وهي علمانية جزئية لا ترفض "التَخَلقُن" بأي مرجعية ديمقراطية. فهي تعمل كمغنطيس للفكر والأخلاق وبذلك تمثل "المتوسط الحسابي" لمعتقدات المجتمع خصوصاً في مسألة علاقة الدين بالسياسة. نجاح النموذج التونسي يعزى إلى حد كبير لعمليات النقد الذاتي التي مرت بها الأحزاب التونسية. فلا اليسار ولا اليمين عرضوا قوالب سوبرمانية سطحت بها العوام وزجت بها للعمل في أطر ضبابية. بل جاؤوا بنموذج الدولة الحديثة وأبانوا مداخل تأثير المرجعيات المختلفة فيه. وتونسي الشارع البسيط يفهم أن النموذج الدولتي القائم يتأثر بميولات المواطن الاجتماعية والاقتصادية. فما تأثيرنا نحن على دولة ما بعد الثورة في السودان؟
    **
    أدى اندلاع الثورة السودانية لعودة تساؤلات طالما أغلق حكم الجبهة الوطنية الباب في وجهها: أي دولة نريد؟ وفي كسل نُخبتي بيِّن، أُلقِيَ علينا مصطلح "دولة مدنية" كسوبرمان اللحظة؛ لتحل الدولة المدنية محل الدولة العسكرية والدينية والعلمانية، كلهم في آن واحد -سوبرمان مفتول العضلات! تراضت الجماهير على المبدأ "المدني" (الذي قلّما جرؤ سياسي على تسميته علمانياً)، ورَوجت له النخبة السياسية بحماس. وظل هذا التعتيم الاصطلاحي (مقصوداً كان أم لا) قائماً إلى أن فَجَّر عبد العزيز الحلو قنبلة التبيان المدويةً وطالب بفصل الدين عن الدولة. هنا انفضح السوبرمان المدني المروج له وعجّت الساحة مجدداً بخلاف ضروس قاده العقائديون كحسن ومحجوب. وعادت تيارات احتكار الحقيقة للبروز. أما عادل ورفاقه -وقد اتضح أنهم يمثلون سواد السودان الأعظم- فعادوا إلى تيههم بين محطات الوقود وصفوف الخبز: لا حيلة لهم أمام جماعة الاسلام هو الحل والبروليتاريا هي المُنقِذ. حينها، أدرك عادل أخيراً أنه واقع في فخ التسطيح؛ وأن سوبرمان المدنية المزعوم (بكل طلاسمه الصعبة) إنما هو في الحقيقة فصل بين الناس والنخبة. ولربما أدرك عادل أيضا بأنه يحتاج الى ثورة أخرى: هي ثورة فكرية تُخلصه من عقلية الأسوَد والأبيض لكي يُميِّز ألوان الطيف السياسية وينعتق من فخاخ النخب.

    ولكن، أين البداية؟ ليست هنالك بداية، بل هنالك بدايات متوازية: بدايات من الأسفل ومن الوسط ومن الأعلى. بمعنى آخر، هناك مسؤولية تحرك فورية تقع على عاتق الجماهير والمثقفين العضويين والنخبة السياسية على حد سواء. ولهذه البدايات متطلباتها:
    تتطلب جماهيراً قادرة على التعاون (لا التنافس) فيما بينها لخلق كيانات خدمية موازية للدولة: كيانات لا تحكمها قوانين الاسقاط الفوقي ولا يعيقها غموض "النخب".
    تتطلب سيلاً من المستنيرين الوطنيين ليساعدوا الناس على تمييز الألوان وكشف الألغام السياسية.
    تتطلب أحزاباً سياسية غير متعالية على نقد الذات، صريحة في تعريف نموذج الدولة الذي تتبناه و في تحديد علاقة الدين بالدولة وفقاً لهذا النموذج.
    وتتطلب منا جميعاً ألا نفيق من حلم الثورة أبداً. فثورتنا ثورة استنارة جاءت لتكشف الغطاء عن غموض الساسة الإبداعي ولتقيم كيانات شعبية لاسلطوية ولتمنع احتكار الحقيقة ولتُخرج جيلاً موهوباً في تفاعله مع (لا في تغافله عن) مطالب الناس. إنها ثورة تُسَودِنُ المفاهيم لكي نعيش بعدها الحداثة -حداثة سودانية بامتياز!

    تقصير:
    شخصيات حسن وعادل ومحجوب تعجز عن تمثيل التنوع السوداني (من عدة زوايا)؛ وليس هذا غرض المقال.

    محمد كمال شرف
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de