رهاب الأجانب (إكزينوفوبيا) كتبه د. محمد عبد الله الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 05:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2025, 01:45 PM

د.محمد عبدالله الحسين
<aد.محمد عبدالله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-05-2020
مجموع المشاركات: 22

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رهاب الأجانب (إكزينوفوبيا) كتبه د. محمد عبد الله الحسين

    01:45 PM August, 04 2025

    سودانيز اون لاين
    د.محمد عبدالله الحسين-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    مقدمة:
    صار رهاب الأجانب أو كراهية الأجانب ظاهرة ملفتة في السنوات الأخيرة في كثير من دول العالم خاصة في دول الغرب. ورغم أن الظاهرة كانت موجودة من قبل وبأشكال مختلفة لكنها لم تكن تلفت الأنظار باعتبارها مشاعر إنسانية طبيعية أو عبارة عن تصرفات عابرة. لكن مؤخرا صارت هذه الظاهرة مثيرة للقلق لتزايد حالاتها ولتأثيرها على السلام والأمن.
    يحاول هذا المقال بالتالي تقديم خلفية عامة عن الجوانب المختلفة لهذه الظاهرة من خلال تعريفها، والتعريف بأبعادها وبالعوامل المتسببة فيها.
    سوف أشير في هذا المقال لكل من المصطلحين (رهاب الأجانب وكراهية الأجانب) بالتبادل حسب الظرف الموصوف، حيث مصطلح رهاب الأجانب قد توضح الوضع أو الحالة الموصوفة أفضل من مطلح كراهية الأجانب، والعكس أيضا صحيح.
    ما هو رهاب/ كراهية الأجانب؟:
    من خلال كلمة فوبيا في المقطع الأخير من مصلح إكزينوفوبيا Xenophobia أو رهاب الأجانب. نجد أن تخصص علم النفس كان له القِدح المعلّى في التعريف بمصلح رُهاب/ كراهية الأجانب، مبكرا وبالتالي تم تصنيف الظاهرة باعتبارها اعتباره (رهاب) أو خوف نفسي وفق علم النفس.
    إلا أنه هناك فرق قد يبدو طفيفا بين مصطلح "رهاب الأجانب" و "كراهية الأجانب" خاصة باللغة العربية، بخلاف مصطلح xenophobia باللغة الإنجليزية. فمصطلح رُهاب الأجانب يدل على رد فعل أو استجابة سلبية، (موجهه للذات). وفي المقابل يدل مصطلح كراهية الأجانب على فعل موجبة ومتعدي (موجه للآخر).
    من ناحية أخرى فإن اضطلاع علم النفس بتحليل ظاهرة رُهاب/ كراهية الأجانب يقصر تناول الظاهرة ضمن إطار الفرد. إلا أن تناول حقول معرفية أخرى للظاهرة مثل علم الاجتماع والسياسة والدراسات المتعلقة بالمهاجرين واللاجئين ساعد في فهم نطاق وأبعاد الظاهرة بشكل أكبر.
    تعريف رهاب الأجانب:
    تُعرف جمعية علم النفس الأمريكية رهاب الأجانب بأنه خوف مفرط وغير عقلاني وأحيانا مرضي من الغرباء
    (على الرغم من أن التعريف يتضمن اللاحقة "-فوبيا"، إلا أن كراهية الأجانب لا تصنف على أنها اضطراب عقلي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية-5 DSM-5 حيث ليس لها معايير تشخيصية رسمية).
    من ناحية أخرى يرى بعض الباحثين، مثل بوسان (2002)، بأن المعتقدات المتطرفة المعادية للأجانب يمكن أن تعكس شكلا من أشكال الاضطراب الوهمي، مما يشير إلى "نوع من التحيز" للحالات التي تنطوي على الكراهية المرضية أو العنف.
    بالإضافة لذلك فقد حذر بيل (2004) من إضفاء الطابع الطبي على العنصرية أو كراهية الأجانب، حيث يمكن أن يبرر ذلك السلوك الضار ويتجاهل التأثيرات الثقافية.
    بالتالي فإن مصطلح رهاب/ كراهية الأجانب عبارة عن تمظهرات للمواقف السالبة تجاه المهاجرين و/ الأجانب/الغرباء. وتتمثل هذه الظاهرة بشكل عام في عدم القبول أو عدم الترحيب بهذه الفئات من قبل سكان ومواطني البلد الأصلي.
    وتتمثل ظاهرة رهاب أو كراهية الأجانب في إبداء المشاعر السالبة مثل عن عدم الترحيب، أو عدم الارتياح لوجود الازدراء أو النبذ أو التحيز. كما قد يتمثل الرهاب تحديدا الخوف أو الحذر أو عدم الإحساس بالأمان. وفي مثل هذه الحالات أو ما يشابهها يكون الرهاب انعكاسا للإحساس بأن هؤلاء الأجانب/ الغرباء يمثلون تهديدا ما(حقيقيا أو مُتخيَّلا)، وفي هذه الحالة قد يتسم رد الفعل بالعنف المتجاوز للحد المعقول.
    يمكن القول بشكل عام أن رهاب أو كراهية الأجانب كمظهر أو كسلوك فردي أو جماعي موجود في كثير من الدول التي يوجد بها مهاجرون أو أجانب/ غرباء ولكن تختلف شكل وحدة وانتشار الظاهرة حسب سياق وأوضاع كل بلد.
    أسباب رهاب الأجانب:
    قد ترجع أسباب رهاب/ كراهية الأجانب إلى تضارب المصالح، والتي تكون غالبا لأسباب اقتصادية. كما قد ترجع لأسباب تتعلق بالهوية. فظاهرة رهاب/كراهية الأجانب تمثل أحد أشكال التعبير غير المباشر عن الهوية سواء كانت في شكلها الفردي أو الجماعي. يزيد من توقُّد وخطورة رهاب/كراهية الأجانب وجود تباينات كبيرة كما في حالات الاختلافات الدينية أو اختلاف العرق أو الجنسية أو اللون أو الشكل أو الثقافة بما يمكن اعتباره مهدِّدا. وفي هذه الحالة تكون ظاهرة رهاب/ كراهية الأجانب شكلا من أشكال الإحساس الطامح بالهوية القومية أو الشوفينية.
    يُنظر في كثير من الأحيان إلى ظاهرة رُهاب أو كراهية الأجانب في الحياة اليومية ضمن السلوكيات العابرة التي لا تلفت النظر إلا قليلا، باعتبارها سلوك طبيعي أحيانا أو سلوك معتادا.
    إلا أن الوضع قد يكون مختلفا بالنسبة للأشخاص الغرباء الذين يكونون أكثر حساسية من غيرهم تجاه هذه المشاعر السالبة. تأخذ مشاعر رهاب أو كراهية الأجانب أشكالا شتى، قد تكون في شكل تعبير من خلال ملامح الوجه أو من خلال عبارة تنم عن التأفف أو الاشمئزاز أو عدم القبول أو النفور، أو البغض. لا مشاحة إذن أن معظم من البلدان المستقبِلة للمهاجرين على سبيل المثال توجد بها هذه الظاهرة بشكل أو بآخر حسب خصائص وظروف البلد والسكان.
    رهاب الأجانب والهوية:
    يتعلق رهاب أو كراهية الأجانب بشكل عام بجانب العوامل المتسببة فيه هناك بتأثير جانب له علاقة بالفطرة البشرية وهو موضوع الهوية. من بين أهم سمات أو محددات الهوية هو ذلك الإحساس بالإحساس بالأمان والثقة في وجود الشخص بين الجماعات التي ينتمي سواء عرقيا أو دينيا أو ثقافيا. وفي المقابل يشعر بنوع من عدم الأمان المتمثل في الإحساس بالتشوش والارتباك وعدم الثقة في وجود أشخاص هم ليسوا ممن ينتمي إليهم. بالتالي نلاحظ أن ظاهرة رهاب/ كراهية الأجانب ليس بعيدا عن تأثيرات الهوية، بغض النظر عن التعليم وثقافة وخبرة الشخص المتأثر برهاب الأجانب.
    بناء على ما تقدم يمكن القول إن هذه ظاهرة رهاب أو كراهية الأجانب تتناسب بشكل عام طرديا مع درجة تأثير الهوية القومية في الشخص، كما تتناسب طرديا أيضا في حال وجود مهدِّدٍ ما.
    من بين العوامل أو الظروف التي تعتبر مهدِّدا للشخص وتزيد بالتالي من فرص من ظهور رهاب الأجانب هو تضارب المصالح فيما يتعلق بالتنافس على الفرص أو الموارد المتاحة. كمثال على ذلك وجود تنافس على الفرص المحدودة، مثل التنافس لجني المكاسب المادية، أو المنافسة في تولِّي الوظائف، أو التنافس على الفرص والموارد ذات القيمة أو المزايا العالية. من أمثلة.
    من ناحية أخرى هناك وجه أخر من أوجه رهاب الأجانب وهو الإحساس بالتهديد لأمن وسلامة المجتمع والمحافظة على قيم وعادات وثقافة المجتمع. ولا يأخذ هذا الرهاب بعده السياسي إلا عندما يكون وجود الأجانب يمثل تهديدا عاليا أو فعليا لمصالح الأفراد المجتمع. يرتبط كراهية ورهاب الأجانب أحيانا ارتباطا وثيقا بالتعصب وجموح العاطفة الوطنية (الشوفينية). وفي الحالة يكون الجو مهيئاً لاستخدام رهاب الأجانب كمشروع قومي أو سياسي يخدم أجندة معينة.
    رهاب الأجانب في دول الخليج:
    يرتبط رهاب الغرباء بشكل عام بنسبة وجود الأجانب أو الغرباء فيها مقارنة بنسبة السكان الأصليين. وترتفع بالتالي نسبة الظاهرة في الدول التي ترتفع نسبة المهاجرين أو الأجانب كما في دول مثل أغلب دول الخليج. حيث يُخشى في مثل هذه الدول من التهديد الديموغرافي والثقافي، ويكون حدوث الظاهرة أشد احتمالا في بلدان الخليج لوجود ثقافة وتقاليد ذات سمات خاصة يُخشى ذوبانها.
    من ناحية أخرى يكون رهاب الأجانب هو السياج الافتراضي لحماية مصالحهم المفترضة. لذلك فإن أي قرارات رسمية تصدر يكون الهدف منها التقليل بأقصى درجة ممكنة من تسرب تلك الامتيازات للأجانب وبالتالي زيادة الإحساس بالأمان لدى المواطنين. بأقصى درجة ممكنة المخاطر بعلاقة محددة بالموارد البشرية في البلد المعني وبعدد السكان وبمستوى الرفاه ففي تلك الدول يرتفع مستوى الخوف من الأجانب باعتبارهم مهددين للأمن الاجتماعي. وبالتالي قد لا تتاح للمهاجرين أو الأجانب الفرص التي يجدها المواطنون في بعض المجالات مثل فرص التعليم أو التوظيف. قد يصل رهاب الأجانب في بعض المجتمعات الدرجة التي يقتصر فيها وجود الأجانب على التواجد في أماكن محددة أو تحديد مشاركاتهم أو تواجدهم في بعض المجالات والمواقع الاجتماعية والعامة مثل بعض مواقع التسوق أو الترفيه أو مناطق السكن.
    خلاصة:
    من المتوقع أن تأخذ ظاهرة رهاب أو كراهية الأجانب، بعدا أكثر وضوحاً، من خلال استمرار الهجرة بين الدول، ولزيادة وتيرة التنقل بين الدول كظاهرة بشرية. بالتالي فإن هذه الظاهرة تستحق مزيدا من الدراسة من مختلف الحقول المعرفية حتى يتم الإلمام بكافة جوانبها في ظل عالم أصبح شديد التغير بفعل العولمة والنمو المتسارع في وسائل التنقل والسفر والهجرة.
    "انتهى"
    (د. محمد عبد الله الحسين)
    [email protected]
    المراجع:
    1-ويكيبيديا
    2- مجلة مِداد الآداب
    1-simplypsychology.org/xenophobia-fear-of-strangers.html
    2-Olivia Guy-Evans What Is Xenophobia؟ Types and Effects,in simplypsychology,4 july 2025.
    3-APA Dictionary of psychology























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de