خواطر طبيب اد علي بلدو ولد بحلفاية الملوك عام 1922م و لحق بكتاب محمد نوور ابراهيم قبل التحاقه بالمدرسة الاولية’ التحق بمدرسة حلفاية الملوك الاولية 1930م و منها لمدرسة امدرمان الوسطى 1934م و لكن المصروفات و ضيق ذات اليد اعاقته عن مواصلة الدراسة ’ فلم يمكث اكثر من شهرين و التحق بكلية المعلمين ببخت االرضا بالدويم. و منها عين مدرسا بتنقسي الجزيرة في العام 1941م’ ثم الخرطوم 1944م. و لكن لنفسية الشاعر القلقة فقد استقال من المعارف و هاجر الى مصر في العام الذي تلا الفيضان الشهيرو التحق بمعهد المعلمين بالزيتون’ لينال ليسانس الدراسات الاسلامية و اللغة العربية في عام 1955م.عمل بشندي لمدة عام قبل ان يعود للخرطوم’ قبل ان يتوفى في ريعان شبابه و هو يؤدي مهنته كمعلم بمدرسة الخرطوم بحري الوسطى’ و تشيعه جموع غفيرة في موكب مهيب الي الحلفايا. معاناة و مرض عانى شاعرنا كثيرا من تعب الحياة و رهق العمل’ لتتعب نفسه و يجهد ذهنه القا و ابداعا’ و قد قضى زمنا طويلا نزيل السرير الابيض و المستشفيات و خرج منها مجبرا و مكرها بعد ان خذله الناس و المسئولون و تزايدت تكلفة العلاج’ ليعود به اخيه عابدين الى الحلفايا و منها ليواريه الثرى بمقبرة العبدلاب’ حيث كل نجم الي غياب. شعر من دم تالم جماع كثيرا في حياته و كانه ينزف ابداعا حين يمشي:
من دمي اسكب في الالحان روحا عطره و رؤى النفس و انداء الاماني العطره و شجوني و حياة بالاسى مستعره خلق الزهرة تفنى لتعيش الثمرة و كما انه بكى كثيرا من ما يعانيه و يعيشه:
تذهب الساعات من عمري قربانا لفني اتبع الموجة طرفي و لها ارهف اذني و انطباع الزهر في الغدران يستوقف جفني و انتفاضات جناحين على اوراق غصن و لقد اسبح في النغمة من كون لكون هبة للفن دنياي و روحي غير اني
وطن ووهن رغم ظلم الوطن له في محنته الا انه تغنى له و انشده كثيرا من شعره:
هنا صوت يناديني نعم لبيك اوطاني دمي و عزمي و صدري كله اضواء ايمان سارفع راية المجد و ابني خير بنيان هنا صوت يناديني تقدم انت سوداني
عروس النيل احب جماع النيل و تغنى له و مشى بجانبه لساعات طويلة و تامله و عشقه ’بل اراد ان يكون بداخله و جزء منه:
النيل من نشوة الصهباء سلسله و ساكنو النيل سمار و ندمان و خفقة الموج اشجان تجاوبها من القلوب التفاتات و اشجان كل الحياة ربيع مشرق نضر في جانبيه و كل العمر ريعان تمشي الاصائل في واديه حالمة يحفها موكب بالشوق ريان و قد اصبحت هذه القصيدة ضمن منهج المحفوظات للمدارس الثانوية.
حب عبر الحدود
تناول جماع في شعره حركات التحرر الافريقي و خص بها الجزائر : يهتز وقعك في المشاعر يا صوت احرار الجزائر لحن اذا مس الشعور فكل من في االارض شاعر صوت تجمع في انبعاث دويه صوت للضمائر انما جيش القلوب اجل ناصر
هذا و قد حفظت الحكومة الجزائرية لجماع هذا الحق الادبي ضمن التوثيق لادبيات الثورة. عذاب المغني تغنى له الراحل سيد خليفة بالعديد من الاغنيات منها: اعلى الجمال تغار منا ماذا عليك اذا نظرنا هي نظرة تننسي الوقار و تسعد الروح المعنى
دنياي انت و فرحتي ومنى الفؤاد اذا تمنى انت السماء بدت لنا و استعصمت باالبعد عنا
اشعار و اوطار
كتب الشاعر كثيرا في المدن السودانية و مدح القادة كالامام المهدي و عجيب المانجلك و كما رثى الادباء و الشعراء كالعمرابي و تناول الاحداث المختلفة كالكفاح ضد المستعمر و اطلاق سراح المعتقلين و غيرها و ذلك باسلوب فخيم و عالي الاتقان سبق به عصره . سؤال و نهاية اغفى ادريس محمد جماع عينيه للمرة الاخيرة متوشحا يديه و متسائلا: انا ما زلت ساخرا من ضمير له حدود تارة كلهه ااشتعال و حينا به جمود هذه علة الوجود فهل يشفى الوجود ليمضي لوجهته الاخيرة مؤتلقا في بهاء عتمته, و ليظل تساؤله قائما.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة