|
|
 رحيل حسن محمد عثمان الذى سطع نجمه فى شرق السودان بقلم طارق مصباح يوسف
|
01:47 PM February, 04 2021 سودانيز اون لاين
طارق مصباح يوسف-ايرلندا
مكتبتى
رابط مختصر
نرفع اكف الضراعة متبتلين الى المولى عز وجل ان ينزل شآبيب رحمته على خبير برامج مساعدات اللاجئين حسن محمد عثمان
He died peacefully in his sleep
نزولًا عند رغبة بعض الأصدقاء تجدون ادناه المقال الذى سبق لى نشره فى العام ٢٠١٥ على موقع سودانيزاونلاين. المقال المشار اليه كان محاولة توثيقية ركزت على إنجازات المرحوم حسن اثناء توليه لإدارة برامج مساعدات اللاجئين بالشواك (١٩٧٦-١٩٨٩).
طارق مصباح يوسف
تاريخ التسجيل: 05-08-2015
مجموع المشاركات: 25
أيام حسن محمد عثمان في شرق السودان بقلم طارق مصباح يوسف
04:35 PM May, 08 2015
سودانيز اون لاين
طارق مصباح يوسف-ايرلندا
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أيام حسن محمد عثمان في شرق السودان بقلم طارق مصباح يوسف
هذا المقال محاولة لتسليط الضوء علي حقبة مهمة من تاريخ السودان في التعاطى مع قضايا اللجوء، بالتحديد فى حقبة الثمانينات من القرن الماضى و التى شهدت تدفقات لاجئين غير مسبوقة فى شرق السودان. سيكون تركيزي على ابراز أهم ملامح النموذج الذى شكل نهجًا متكاملًا لادارة مشاريع اسكان اللاجئين التى أدارها حسن، و هو ما سأطلق عليه:
Hassan's Model (HM)
يمكن تلخيص أبرز هذه السمات و الملامح التى شكّلت المبادىء الأساسية لهذا النموذج الفريد فى النقاط التالية:-
1. leading by example or leadership by example
و التى تتمحور فى تقديم رئيس المنظمة نفسه كمثال يحتذى ليصبح قدوة للجميع (القيادة بالاقتداء). فقد جسّد حسن محمد عثمان مبدأ القيادة بالأنموذج في
الحرص علي النزاهة كقيمة أخلاقية مهمة يجب توفرها لدى القادة , خاصة و أنّ الأمر كان متعلقا بسمعة و صورة السودان أمام الجهات المانحة. ساعد على ذلك مايمتلكه الرجل من كاريزما مستندة على خصال ذات معانى سامية مثل الميل الفطري لإغاثة الساغب و المفجوع، الحس الوطني العالى و التعامل الانسانى. هذا الى جانب الحضور الذهنى, قوة الشخصية, الهيبة, الجرأة فيما يتعلق باتخاذ القرارات و السيطرة على مقاليد الأمور بحزم و حنكة. و قبل كل ذلك التمكّن المعرفى الذى لم يكن مستغربا لشخص درس في خور طقت ومن بعدها جامعة الخرطوم التى تميّز خريجوها بحذقهم و امتلاكهم ناصية اللغة الانجليزية. على المستوى الشخصى كنت من الذين يحرصون على حضور حفلات الوداع التى درجت ادارة اللاجئين على تنظيمها باستراحة الشواك لموظفى مكتب المندوب السامى للاجئين المنتهية فترة عملهم بالسودان. كان دائما ما يتولى تقديم برامج تلك الحفلات الطريفى يونس الذى كان يضفى على الحفل شىء من الفكاهة و الظرف خاصة و أنّ الرجل يتمتع بروح دعابة و براعة مذهلة فى استخدام الانجليزية. أمّا مسك الختام فكلمة بانجليزية رصينة كان يبّذ بها حسن محمد عثمان جميع من سبقه من المتحدثين.
٢/ تسجيل حضور مستمر, خاصة بعد ساعات العمل الرسمية مع الايحاء لمرؤوسيه بأن التفاني في العمل هو أحد مفاتيح تجويد الأداء.
٣/ الولع بالعمل و المهام الموكلة و تأديتها على الوجه الأكمل (The passion with the job).
٤/ الاهتمام بقضايا العاملين بالادارة و تهيئة الاجواء المناسبة التى تعينهم على القيام بواجباتهم.
٥/ دعم المجتمعات التى تحتضن اللاجئين و إيلاء امر مساعدتها أهمية خاصة. من أمثلة ذلك اتاحة الفرص لأبناء و بنات المناطق القريبة من أماكن تواجد اللاجئين, بل فى كافة ولايات الاقليم الشرقى للعمل فى وظائف برامج اللاجئين مما كان له أثرا طيبا فى نفوس أهالى تلك المناطق. هذا بالاضافة الى الاسراع بحل المشاكل الخدمية العاجلة ( مثل دعم مستشفى و محطة مياه الشواك ) و غيرها. و قد تمت بلورة ذلك لاحقا فى اقناع المانحين بتمويل مشاريع ضخمة خاصة بالمناطق التى تأثرت بوجود اللاجئين
Refugee Affected Areas ،شملت قطاعات المياه, الصحة, التعليم و غيرها.
٦/ خلق وشائج قوية بين العاملين. فعلى سبيل المثال كان رؤوساء الادارات بالشواك يحرصون على تناول وجبة الافطار بصورة جماعية فى حضرة المدير العام حسن. كان ذلك فرصة لمخاطبة هموم العمل و العاملين فى أجواء تلقائية. كذلك كان هناك نهج آخر رسّخ أواصر العلاقات بين العاملين بادارة اللاجئين الا وهو ذلك التقليد المتمثل فى مشاركة العاملين بعضهم البعض فى المناسبات الاجتماعية أفراحا كانت أم أتراحا. هذا بالاضافة لتهيئة أماكن الترفيه التى كان يرتادها الجميع رؤساء و مرؤوسين..
7/ بناء قدرات العاملين و الاهتمام بالتدريب. و قد أظهرت كوادر الادارة مهارات عالية فى العمل الجماعى العمل تحت الضغوط مع انسجام اتيام العمل. خاصة أيام الطارىء التى تتطلب
يبدو أنّه كانت هناك رؤية ثاقبة وراء انتقاء الكوادر التى شاركت فى ادارة البرنامج و الذى كان أضخم برنامج لمساعدات اللاجئين فى المحيط الاقليمى ان لم يكن على مستوى العالم. لذا لم يكن مستغربا استيعاب الكثيرين من أبناء و بنات جيل العصر الذهبى الذين تلقفتهم المنظمات الدولية التى جاءوا اليها بخبرات طوارىء ود كولى و غيرها من برامج مساعدات اللاجئين التى ابدعوا فى ادارتها بصورة أبهرت الأجانب الغربيين الذين شاركوا فى هذه البرامج فى الفترة المذكورة.
8/ الزيارة الراتبة التى درج على القيام بها حسن محمد عثمان فى كل عام لجميع مشاريع اسكان اللاجئين بغرض الوقوف على سير تنفيذ برامج مساعدات اللاجئين, و قد ثبت مؤخرا أنّ هذا النوع من الزيارات الميدانية هو
the best type of monitoring
9/ الطابع القومى لادارة مشاريع اسكان اللاجئين.
فعلى سبيل المثال فقد جمعت كوادر الادارة أبناء الجنوب شول وليم و لينو رول (دولة الجنوب حاليا) بغيرهم من مواطنى اجزاء السودان الأخرى . باختصار كانت ادارة اللاجئين بوتقة انصهر فيها "سودان مصغّر" لا مكان فيه للنعرات الضيقة قبلية كانت أم مناطقية..
١0/ Empowerment of refugees كذلك لم يكن موضوع تمكين اللاجئين
ضمن مدراء الادارات بالشواك. فقد كل من د. محمد خير و برهاني ولداقبرايل من الجارة اريتريا.غائبا
اخيرا ما كان لهذا الانجاز أن يتحقق لولا وجود كوكبة من الكوادر عالية التأهيل تم انتقا ئها بعناية. فعلى الرغم من أنهم كانوا طرائق قددا, الاّ أنّ ما كان يجمعهم هو التميّز فى تأدية المهام الموكلة اليهم. كان ذلك واضحا فى انبهار الجهات المانحة, خاصة الوفود التى كانت تزور قرى اسكان اللاجئين بغرض الوقوف على سير تنفيذ البرامج. بل أن كثيرا من الأجانب الذين عملوا فى تلكم الفترة يبدو أنهم تعلّموا من كوادر ادارة اللاجئين السودانية الموجودة آنذاك الشىء الذى أتاح للكثيرين من هؤلاء الأجانب تسنم أعلى الوظائف فى أماكن اخرى من العالم بعد مغادرتهم السودان.
.
طارق مصباح يوسف
ايرلندا
.
Tarig MisbahYousif (PhD) is a freelance researcher in the field of forced migration and human displacement. He worked for many years as an aid worker in refugee camps in Sudan. He now lives in Ireland
|
|
 
|
|
|
|
طارق مصباح يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست