قرات مقالا للدكتور الشفيع خضر بعنوان ( مائدة مستديرة لانقاذ الوطن ) نشر بصحيفة القدس العربي وهو كان ممكنا ان يكون مثله ومثل مئات بل آلاف المقالات والمداد الذي سكب في محاولة لمعالجة المشكل السوداني الذي اعيى من يداويه الا ان يصدر المقال من الدكتور الشفيع خضر فهذا ما يثير عندي شخصيا هاجسا و حنقا ظل يلازمني وحساسية مفرطة من طريقة النخب السودانية في الانتهازية والتنظير الاجوف الذي اوردنا للحالة (العرجاء) التي وصف بها الدكتور الشفيع الفترة الانتقالية ومبعث الحنق من هكذا مقال ومقال اخر سبقه ان الدكتور الشفيع طيلة السته اشهر التي سبقت مقاله هذا ظل الفضاء الاعلامي سواء المقرؤ ورقيا او اسفيرا يتحدث عن الدكتور الشفيع كعراب لحكومة الفترة الانتقالية وانه هو الشخص المقرب من رئيس الوزراء وانتظرت وتمنيت ان يخرج علينا الدكتور الشفيع بنفي لما وصف به من قيادته لدفة المرحلة الانتقالية ولو من باب التواضع ولكنه ظل صامتا وربما منتشيا لانه حمد بما لم يفعل او ربما كان يظن ان الفترة الانتقالية نزهة قصيرة لما لحكومة حمدوك من سند شعبي ودولي وكان يتوقع ان تنطلق الحكومة التي وصف بانه عرابها في مضمار الانجازات بمهارة عداء سليم وقوي الساقين ولكن الان بعد التحديات الكبيرة والصعاب خرج ليصف الفترة برمتها بانها بطة عرجاء وهو وصف مقبول ومفهوم ولو لم ياتي من الشخص الذي اقر بانه عراب الفترة الانتقالية فلو كان هذا المقال لغازي صلاح الدين او امين حسن عمر او حتي سكرتير الحزب الشيوعي الخطيب الذي يجلس في المكان الذي طمح اليه الشفيع لكان هذا مقبولا اما ان يصمت الشفيع علي وصفه بالعراب ثم يري التعثر ويصف ما كان عرابه بالعرج فهذا يضعه في موضع انتهازية النخب التي ادمنت الفشل كما وصفها المرحوم الدكتور منصور خالد الشي الاخر الذي لا يبشر بان نخبنا وعت الدرس وفهمت واستوعبت حجم الحراك والتغيير الذي حدث في المجتمع السوداني العريض وليس المجتمع الذي يعشش في مخيلة النخب من امثال الشفيع هو ما طرحه الدكتور الشفيع من مؤتمر مائدة مستديرة ترعاه مبادرة جامعة الخرطوم كأنما الامر مدارسة في شعر الحقيبة او قراءات في مدرسة الخرطوم التشكيلية او اي من ترهات الترف الثقافي الذي ظل يشغل الصفوة في المركز وتنتهي موائدهم سواء كانت مستديرة او مربعة باداء مموسق من كورال الجامعة لرائعة الخليل عازه في هواك هذه المرة الوضع مختلف فاذا ارادت النخبة عقد مائدة مستديره عليها قبل الجلوس في ردهات القاعات المرور علي ثلاثة ملايبن في معسكرات النزوح واللجوء وعليها زيارة معسكرات عشرات الجيوش في غابات وجبال ووديان السودان من شرقه لغربه وعليها حلحله تعقيدات تقاطعات مخابرات دول عدد سكانها اقل من الهائمين علي وجوههم في طرقات العاصمة المترهلة بلا هدف ومع ذلك تدير احزابا وافرادا تستكتبهم وتامرهم بما شاءت وقت ما شاءت وعليها اعادة اللحمة الاجتماعية للمجتمع السوداني الذي قضت النخب الطرف عن تخريبها المتعمد وعليها ردم الهوية الطبيقية والتي خلفتها حكومات ما بعد الاستعمار هذه القضايا وغيرها تنتظر الشفيع وامثاله في مائدتهم المنتظرة لم تتعلم نخبنا ولم تعلي الدرس ومازالت تدور في حلقتها المفرغة التي ما تنتهي فيها من مهمة فاشلة الا وتنتقل لفشل اخر في حالة ادمانها المزمنة وهنا الدكتور الشفيع خضر بعد ان احرق خبز الفترة الاتقالية يستدعي الخباز ليخبره بما يفعل ليحاور نفسه ممثله في رفاقه من النخب الفاشلة يمينها ويسارها وهكذا تستمر الحلقة الدائرية ولكن ما لا يستوعبه الدكتور الشفيع وصحبته من النخب انهم لن يعودوا لنقطة البداية في حلقتهم المفرغة كما تعودوا بل سينفرط العقد هاتف Samsung Galaxy الذكي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة