١ أثارت دعوة الفريق البرهان الانصرافية لتغيير علم السودان ضجة كبيرة' في ظروف تصاعد الحرب والضغوط الخارجية والداخلية لوقفها' وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية والإنسانية ونذر المجاعة مع النقص في الغذاء والانفس والثمرات' والأخبار المتضاربة حول سيطرة الدعم السريع علي الفرقة ٢٢ مشاة بمدينة بابنوسة.فقد اقترح البرهان تعديل العلم السوداني الحالي والعودة إلى العلم القديم الذي رفع في استقلال السودان في العام 1956 أثناء مخاطبته لبرنامج تأبيني لشهداء المعارك الحربية أقامته حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي في منصة يزينها علم الاستقلال الذي يحمل الألوان الأزرق والأصفر، والأخضر الذي ترفعه قوات جيش تحرير السودان كشعارا لها' بحجة محاولة لإعادة صياغة الدولة السودانية من جديد على أسس صحيحة ورفع “علمنا الذي نعرفه، والذي رفعه أجدادنا في يوم الاستقلال”.وهو العلم الذي تم تغييره بعد انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩. ٢ دعوة البرهان تختزل مضمون استقلال السودان في رفع العلم وليس في الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي الذي فرط فيه بربط البلاد بالتبعية للخارج.فضلا عن أن تغيير علم البلاد تقرره سلطة تشريعية منتخبة'وليس قرارا فوقيا كما فعل الرئيس المعزول نميري بعد انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩ المشؤوم. علما بأن ذلك يهدد بتقسيم السودان بعد فصل الجنوب الذي يخطط له الإسلاميون باصرارهم على استمرار الحرب ورفض الهدنة لتوصيل المساعدات الإنسانية ووقف الحرب والحكم المدني الديمقراطي. إضافة إلى أن استقلال السودان لم يكن علما فقط وتغيير عملة' بل كان نتاجا لتراكم نضالي أدي في النهاية لتوقيع اتفاقية الحكم الذاتي لعام 1953 التي كانت نتاجا لنضال الشعب السوداني ، ونتج عنها تكوين أول برلمان سوداني منتخب في نهاية عام 1953 ، مما فتح الطريق لتوسيع النضال الجماهيري من أجل إلغاء القوانين المقيدة للحريات مثل : قانون النشاط الهدام الذي تم إلغائه في جلسة مجلس النواب المنعقدة مساء الثلاثاء 30 /3/ 1954 ، والتمسك بوحدة البلاد والتنمية المتوازنة، ، وتوسيع التعليم وزيادة ميزانيته، وتمّ تكوين الجبهة الاستقلالية من مندوبي حزب الأمة والحزب الجمهوري الاشتراكي والجبهة المعادية للاستعمار وشخصيات مستقلة وعمالية والتي اتفقت علي الاستقلال التام ، ودستور انتقالي كفل الحريات السياسية والنقابية والصحفية ' وعدم ربط البلاد بالأحلاف العسكرية ومعونات الدول التي تؤثر علي سيادتنا. تواصل النضال حتي كانت الجلسة التاريخية التي أعلن فيها الاستقلال من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥. ٣ بعد الاستقلال كانت القضية الأساسية استكمال الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي والثقافي، والحفاظ علي السيادة الوطنية ، وترسيخ الديمقراطية والتعددية السياسية ومعالجة مشاكل الديمقراطية بالمزيد من الديمقراطية وانجاز التنمية المتوازنة في كل أنحاء البلاد وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق أواللون أوالعقيدة أوالفكر السياسي أوالفلسفي. ولكن ذلك لم يتم ودخلت البلاد في حلقة جهنمية من انقلابات عسكرية وأنظمة ديكتاتورية شمولية أخذت حوالي ٥٩ عاما من عمر الاستقلال البالغ ٦٩ عاما، وأسهمت تلك الأنظمة العسكرية في تكريس قهر الجنوب والمناطق المهمشة، والتنمية غير المتوازنة حتى تم انفصال الجنوب وخطر فصل دارفور' ومصادرة الديمقراطية والحقوق الأساسية، وتكريس التنمية الرأسمالية والفوارق الطبقية والتبعية للدول الغربية حتى بلغت ديون السودان أكثر من 60 مليار دولار.مما قاد للحرب الجارية حاليا التي تهدد وحدة السودان واستقلاله وسيادته الوطنية واستنزاف ثروات لمصلحة الرأسمالية الطفيلية في طرفي الحرب المرتبطة بالمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب بهدف نهب ثروات البلاد. مما يتطلب اوسع نهوض جماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة وعدم الإفلات من العقاب وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة وقيام الحكم المدني الديمقراطي' والحفاظ على وحدة البلاد شعبا وارضا' ومواصلة ثورة ديسمبر حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة