|
دعاء و ادعاء و تاريخ كاذب و ملامح شخصية بقلم عمر عثمان
|
04:17 PM June, 04 2020 سودانيز اون لاين عمر عثمان-Omer Gibreal-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
الى حين
دعاء عادل متساوى تلتقى به الوالده ابناءها كل صباح فكل ام ترى او تريد ابنها و بنتها فى افضل و اعلى المراتب , ثم الانسان يدعو لنفسه و احبائه و يبتهل الى ان تتحقق الامانى هكذا تسير الحياة و هذا الدعاء المستمر بالتوفيق له خط داخلى فى النفس مع الله جل جلاله بالأمل و الرجاء فى تذليل الصعاب و كسب حسنات الدنيا فلكل انسان ما يتمناه , و تجد الام مئات التبريرات لابنها و مئات التبريكات سواء نجح او فشل فى عمل , و هكذا اكتفى المجتمع بالدعاء اكثر من العمل بالرغم من امر الله بالعمل و الدعاء , و لكن العمل مرهق صعب فتركنا العمل و اكتفينا بالدعاء , دعاء دون اجتهاد او عمل نختفى وراء ظلمات العقول التى تعشق الخمول و الاختباء ثم التمنى دون جهد , و تريد المستقبل دون اقدام , كثيرون يخافون الاقدام , البشر كما يختلفون فى اشكالهم و الوانهم يختلفون ايضا فى صفاتهم و اخلاقهم فهذا شجاع و هذا بخيل و هذ متفائل و ذاك متشائم و هذا صريح و تلك مزعجة هذا متواضع و ذاك جاهل مغرور , ندعى الوطنية ثم نعمل ضد الوطن , ندعى الشجاعة , ثم نتنصل عنها عند أي موقف تحت مسمى تبريرات كثيرة و ندعى هذه الصفات و عقلنا فقط يتشاجر و يقدم و ينتصر و لكن فقط عبر الخيال . سلوك المجتمع همجى , الرواية و الاعلام و الدراما المصرية كانت و ما زالت تحارب الجهل و مشاكل المجتمع بالمعرفة و التوعية , تتحدث عن السلوك المعيب و تواجه نفسها فى مرأة الحقيقة , اما هنا ان طرقت هذا الباب لأتتك الشتائم و السب من كل صوب فالمجتمع لا يتقبل النقد , نحن ندعى الوضوح و نختفى بالظلمات , و كل يري فى نفسه صفات , فقد ادعى كثير من البخلاء من معارفى و افتخروا كل على حد , بأنه كريم بل يضحك من اعماقه و يلعن البخل و يضحك ملء شدقيه على نكات البخلاء و ينكر الواقع و يصدق خيال و خيلاء نفسه , و كاذب يتحدث كثيرا عن الصدق و لص يتحدث عن الامانة , و ان الامر اظنه يحتاج الى دراسة و ضوء , مواجهة النفس بحقيقتها و حقائقها فى مجتمع ينكر كل انسان صفاته ,كنت فى جلسة مع اصدقاء , سألتهم عن جدودهم , كلهم بمختلف قبائلهم بما فيهم شخصي انا , اسلافنا و شجرة غوائلنا تنتمى الا العظماء , بل معظهم حلف و اغلظ فى الحليفة و هو يفتخر بنسبه الكاذب , و الكذب هذا منقول و متوارث جيل بعد جيل , فجدودنا اكبر تجار و حكام و اكبر قادة و تحت اكبر تختفى الحقيقة , نهاية الجلسة صحت ضاحكا متعجبا , كلنا اذن ابناء ذوات فأين العامة أذن ؟ التاريخ المنقول عبر الالسن و الكتابة مخادع غير حقيقي . اننا مجتمع يكذب على نفسه , فالكاذب و الذي يوعد و يمثل و يعطى امل مخادع محبوب , لدى قريب هاتفه لا يكف عن الرن , لديه كثير من الاصدقاء و المعارف كثير الوعود قليل الوفاء , و لكنه على كل حال محبوب مرغوب , يظل يكذب و يوعد بذكاء , فينسون وعده و يتمسكون و يحلمون معه بوهمه , و سمسار له لسان مراوغ فأن كنت المشترى يوهمك بأن السوق ليس فيه مال و انك ستجد كمثال سيارة بأرخص الاثمان و هو الشرك الاول حتى تطمئن له , ثم يبحث معك و يؤلبك على اسعار البائعين و انها غالية , ثم تصبح أكثر اطمئنانا له حتى اذا اطمأننت له , اما اكمل لك سيارة بها عيب او سيارة اغلى من سعرها ثم تصبح صديقا له .ان الحياة غابة من المجهول و اغلب المجتمع غير واعى , بالرغم من وضوح الشمس يختار جحر مظلم يختفى خلف نظرياته و اوهامه و احلامه الواقعية و غير الواقعيه , هكذا صرنا نكتفى بالأحلام و التمنى و نتجاهل العمل و بدون عمل او جهد يتحول كسلنا دون تعب فقط مجرد دعاء . [email protected]
|
|
|
|
|
|