———————————————— العودّة إلى النّصوص القديمّة في زّمن الانّهيار
————————————————
"ما من حرب أفتك من الحرب الأهلية. إنها اللحظة التي يتحوّل فيها الجار إلى خائن، والأخ إلى عدو، والبيت إلى ساحة قتال. إنها الحرب التي لا تنتصر فيها أمة، بل تنهزم روحها. — ونستون تشرشل، خطاب في مجلس العموم، ١٩٣٨".
فتنة في رّحم الدولة ليست هذه الصفحات وليدة اللحظة، بل هي فتات وّعيٍ ترّاكم في الظّل، في الهوّامش التي سبقت انفجار الحرب، وفي هوامشها وهي تستعِّر. كنت أكتُب، لا كمن يحدّق في نبوءة، بل كمن يسمع الارتجاجات البعيدّة في رّحم الأرّض، وهو يعلم أن الشقوق ستفتح فمها، وأن شيئاً ما كان يعتمِّل بهدوء ويمّور بمكرٍ منذ عقودٍ طويلة. جمعت هذه المقالات بعد أن حاصرتنا الحرب من الجهات الأربعة، وبعد أن سقطت الخرطوم في شَرَكِ العُنف، الذّي ظللنا نحذِّر من هندسته الهادئة، ومن ترّاكمه البُنيوي الذي لم تكن لُغَّة الشعارّات تكفي لتهدئة أتونه المشتعل، ولا صفقات المرّاحل الانتقالية، بقادرة على إطفاء أواره. بعضها كُتب في سنوات الإنكار، حين كان كثيرون يُمنّون النفس بأن (السودان تغيّر)، أو بأن العسكر تعلّموا دروس انفصال الجنوب والحرب في دارفور والمنطقتين والثّورة، أو أن النُخب قد استخلصت من الفشل مرّارة كافية لتجنّب التكرّار. وبعضها الآخر كُتب ونحن نتبدد في دُّخان الحرب.. كان الجمر لا يزال في طور التوهّج، وكان الألم لا يزال غضاً، لكن حدّس التارّيخ كان حاضراً، فيما ملامح "النسيان المنظّم" قد بدأت ترسم خطوطها على جُدُر الأمكنة وطبقات الوّعي. وكانت أصداء أغنيات الحماسة والحقيبة، تتلاشى في الفراغ العريض فلا يعود صدّى! "حرب السُّودان المنسيّة" ليست توصيفاً لحربٍ لم تُذكر، بل لحربٍ جرّى تعمِّيتها، تعقيدّها، تفكيك أسبابها إلى صراعات قَبَلية، طائفية، مناطقية، أو حتى شخصية، كي يُحجب جوهرها البُنيوي: إنها حربٌ على (معنى السودان نفسه)، على احتمالاته، على ذاكرته الجمعية، وعلى مشروعه المفتوح، الذي حاول أن يُولد من رّحم ثّورة ١٨ ديسمبر المجيدّة. بعد أن نجحت الثّورة في زعزّعة البُنية الفوقية لنظام الحركة الإسلاموّية، وانكشفت مفاصل السلطة أمام عيون الجماهير الغفيرة، بدا لأول وهلة أن الحُلم بإعادّة تشكِّيل السودان، لم يعد بحاجة إلى فوهة بندقية.. بل إلى إرادة مدنية ومثابرّة سياسية. لكن السُّودان، المثقل بتارّيخ من العنف البُنيوي المترّاكم، سرعان ما وجد نفسه مجدداً عند عتبة السلاح، حين أعادت قوى النظام البائد تموضعها بوجهٍ جدّيد، وفرضت الحرب كأفق وحيد للتسوّية. في لحظّة مفصلية، وجدّت قوّى التغييّر نفسها عند مفترق طرقٍ حاد. فالحركات المسلحة التي التحقت باتفاق جوبا، لا سيما "الحرّكة الشعبية شمال – عقار"، مالت إلى تصوّر إصلاحي للتغيّير، بالرّهان على اختراق (مركز السُّلطة في الخُرطوم) تدرّيجياً، عبر مسارّات سلمية كالوثيقة الدستورية، ومن بعدها الاتفاق الإطاري. هذا الخيار بدا واقعياً في الظاهر، لكنه في الجوهر، ظل متنافراً مع دعوات (التغيّير الجذّري)، التي تبناها فاعلون آخرون مثل الحلو وعبد الواحد، وكذلك مع بعض القوّى الحزبية والمدّنية، التي رّأت في التسوّية إصلاحاً سطحياً، لا يطال عمق الأزّمة السُّودانية، المتجذّرة في بُنى الاستبداد والفساد. وهكذا تشكّلت معادلة متناقضة، فالدّعوة إلى إقصاء العسكر والجنجويد، كما رفعتها الشوارّع في شعارّها الحاسم، كانت تعني من حيث المآلات، خوض مواجهة مفتوحة مع (أجهزّة القوّة المتغلغلة في الدّولة)، وهي مواجهة كانت تُنذر بانفجار حرب أهلية واسعة، إذا لم تُدار بحذرٍ بالغ. فـ(قوات الدّعم السريع)، وقد تحوّلت من ذراع موازّية إلى مركز نفوذ قائم بذّاته، لم تكن على استعداد للتفريط في مكتسباتها، التي رّاكمتها من تحالفها مع البرهان و"اللجنة الأمنية" ما بعد الثّورة. ذلك التحالف الذي بدا لاحقاً هشّاً ومؤقتاً، سُرعان ما تحوّل إلى صرّاع مفتوح بين طموحين سُّلطويين، يتربصان ببعضهما: أحدهما ورِّيث الدّولة القديمّة، والآخر يحلم بتأسيس هيمنّة جدّيدة. أما جنرالات اللجنة الأمنية، الذين اختطفوا القوّات المسلحة وحوّلوها إلى آلية للسمسرة السياسية والبزنس الأمني، فقد رأوا في ثّورة ديسمبر لا تهديداً وجودياً فحسب، بل كسراً لقواعد إرث سياسي واقتصادي، ظنوه أبدياً منذ انقلابهم في ٣٠ يونيو ١٩٨٩. لقد تصرّفوا بوصفهم وكلاء حصريين لحكم السُّودان، وحمّاة لترِّكة نظام لا يريد أن يُدفن. وعلى الرُّغم من أن أطروحة (الاتفاق الإطاري) انطلقت من منطق إصلاحي، سلمي، قائم على تفكيك التمكين تدريجياً، فإن الحرّكة الإسلاموية، لم ترَ فيها سوى تهديداً وجودياً لكيانها، فبدأت تعدّ عدّتها وعتادها للعوّدة لا عبر صناديق الاقتراع، بل عبر نّار الانقلاب وفوهات البنادق. بين عامي ٢٠١٩ و ٢٠٢٣ فعلت كل ما في وسعها، لتقويض الانتقال المدّني، من صناعة و تفجير الأزّمات الاقتصادية، إلى إعادة تنشيط شبكاتها العميقة في الخدّمة المدّنية والأمن، وصولًا إلى الحُلم بانقلاب دموي (محدّود)، يتحوّل عند الضرّورة إلى حربٍ خاطفة! لكن الرّياح جرّت بعكسِ أحلامهم. فما ظنوه خاطفاً وسهلًا، استحال إلى حربٍ طاحنة، تغذّت على دماء الرجال ودموع الأطفال والنساء.. لم تعد الخرطوم لحظتها (مركزا للسلطة).. أصبحت مجرد مدينة أحرقتها الكراهية والأحقاد والضغائن ونيران الحرب، التي احتقنت بها شرايين الإسلام السياسي. لكن، لم يكن ذلك حريقاً للخرطوم (مركز السلطة)، فحسب، بل كان أيضاً احراقا للذاكرة والوعي والمعنى والإنسان! كشفت الحرب كم أن مشروع الإسلام السياسي قائم على وهم (الاستئثار المطلق)، لا على (عقد وطني جامع). قائم على الخطيئة والجريمة، لا على القانون والمؤسسة والمواطنة! ومع استمرار الحرب، تغيّرت بوصلة الإسلامويين، فلم يعد الهدّف هو العودّة إلى السُّلطة فقط، بل أيضا النّجاة من الفناء الوشيك. ومن هنا بدأت تعبئتهم العنصرية للشعب، واستدعائهم لذّاكرة السيطّرة المركزّية – "النّهر والبحر" – بوصفها (ذاتاً) ضد (آخر) هم شعوب السودان الأخرى، لضمان استمرار هيمنتهم، في مواجهة أقاليم، ما عادت تقبل بالتبعية أو التهميش. هكذا صاروا يقامرون بوحدّة السُّودان نفسها، ويغذُّون نّار الحرب الأهلية، خشية أن يفقدوا مواقعهم في مفاصل الدولة الجدّيدة، التي يُفترض أن تولد من رّماد هذا الخرّاب الذي شمل قبل السودان الأربعة. في المقابل، ظّلت القوّى التي تنادي بمشروع السُّودان الجدّيد – سواءاً كانت مدّنية أو مسلحة – تُدرك أن لا معنى لبناء (وطن مختلف)، دون اختراق جذّري لمركز القرّار في الخُرطوم. هذا المركز، الذي ظل لعقود مغلقاً أمام التنّوع الجغرّافي والثقافي والاجتمّاعي، لا يمكن إصلاحه إلا بهزيمته أولًا، ثم (إعادة تأسيسه) على قواعد (عقدٍ جدّيد). غير أن الحرّكات المسلحة، التي منحت نفسها إسم "القوات المشتركة" عجزت عن الاجماع على توقيت أو طريقة هذا الاخترّاق. ومثلها فعلت الحركات المسلحة الاخرى، لا سيما تلك التي تنطلق من دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، فبعضها فضّل الترّيث، وبعضها انكفأ على مصالح مناطقية، بينما استمّر نطاق الحرب يتسع، وتكبر معه تكاليف الانتظار. وفي خضم الحرب التي التهمت ما تبقى من هشّيم الدّولة، اتّضح أن بعض القوّى التي طالما ادّعت تمثيل الهامش وكفاحه، قد اختارّت الاصطفاف مع قلب النظام، الذّي كان سبباً في مآسي ذلك الهامش ذاته! فالقوّة المسلحة الرّئيسة في النيل الأزرق، بقيادة مالك عقار، والحركتان الأكبر في دارفور، بقيادة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، وجملة من التنظيمات التي وقفت على الحياد، أو ادّعت الوقوف عليه، كشفت بانحيازها أو تواطؤها مع من أشعلوا الحرب، أن شعارات السودان الجدّيد والعدّالة الاجتمّاعية، لم تكن عند البعض، سوى أورّاق ضغط تفاوضي لا أكثر. لم يكن موقف عقار ومناوي وجبريل مجرد "انحراف سياسي" عابر، بل بدا وكأنه تحالف وجودي مع قلب السودان القدّيم، ممثلًا في المليشيا الإسلاموية، التي استعادت نفسها عبر ما يُسمّى "اللجنة الأمنية"، في مسعى صرّيح لإعادة إنتاج النظام البائد، بكل عنفه وبنيته الاستبعادية. وبينما تدّفقت الدّماء، وانفرط عقد الخُرطوم، وتبعثرت ضفائرها مضرجة في النيل، استمّرت هذّه القوّى في المساوّمة على جراح شعوبها، مطلقةً العنان لابتزاز سياسي مكشوف، غايته تثبيت مواقعها في السُّلطة، عبر تحالفات مصلحية، حتى وإنْ كان الثّمن هو دفن شعارّاتها القديمّة، عن الحرية والدّيمقراطية والعدالة الانتقالية والمدّنية والمساوّاة، في رمال النسيان. وهكذا بدت قومية التوجّه، ونزّاهة الغّاية، تلك التي طالما تباهت بها هذه الحركات، موضع شكٍ عميق! فحيث كان يُنتظر منها أن تُعبّد الطرّيق نحو سودان يخرج من رّبقة (التهميش التارّيخي)، آثرت أن تؤمّن لنفسها حصصاً في كعكة الخرّاب، ولو كان ذلك على حساب الأرض، التي ادّعت الدفاع عنها، والنّاس الذين حملت اسمهم في بياناتها الأولى. لقد كان امتحان الحرب فاضحاً، لا لخصومهم فحسب، بل لهم هم أنفسهم: كاشفاً عمّا إذا كانوا حقاً أبناء الهامش، أم مجرد وكلاء جُدد للسودان القدّيم بثوبه الرّث الذي مزقته الثورات والثورات المضادة وقوى "انتحال الهوية و التاريخ!". في هذا الكتاب، تعود النصوص كأشباح يقظة، لا لتقول "لقد كنا على صواب"، بل لتدلّ على الخيط الدّموي الرّفيع، الذي يربط النُخب الانتهازية بأمراء الحرب، وعلى كيف تواطأ الجميع على إسقاط السودان في الهاوّية، وإنْ اختلفت شعارّاتهم ولُغَّتهم ومواقعهم على رُّقعة هذا الدمار. إنهم جميعاً المطرّقة والسنّدان، ونحن من ظللنا بينهما، نُسحق باسم الدّين، والوطن، والطبقة العاملة والهامش، والثّورة، والديمقرّاطية، كلٌّ حسب مقامه ومراده. فحين يخف صليل البنادق، وتفقد المدن أسماءها تحت الركام، سينبثق السؤال المربك: وماذا بعد؟ أي مستقبل ينتظر عبد الفتاح البرهان، وقد ارتدى عباءة الوطن ثم خلعها في الوحل؟ وأين يمضي حميدتي، المُحارب البدوي الصاعد من رمال الهامش، وقد خَبُتَ بريق الذهب، وغاصت قدماه في دماء المدن؟ وأي مرافئ تنتظر الحركات المسلحة، التي حاربت لعقود كي تعود إلى الخرطوم، فإذا بها تحرس موتها فيها؟ بل وأين تمضي قوى سياسية عارضت الاستبداد، فإذا بها تغازل مؤسساته؟ يبدو البرهان كظل طويل لتاريخ الدم والانقلابات، لكنه أقرب إلى صورة باهتة من جنرالات الأمس، أولئك الذين رسموا الخرائط بالمقاصل. لم يعد ممكناً الحديث عنه كقائدٍ عسكريٍّ يحظى بالشرعية، ولا كرئيس دولةٍ تعترف به المؤسسات. نهايته ستكون أقرب إلى نهاية رجل وحيد في بدروم سجن أو برجٍ محاصر: قد لا يُقتل، لكنه سيُهزم من الذاكرة. المستقبل لا يمنحه مكاناً، إلا في محاكمات التاريخ، أو عزلة طويلة، داخل السودان أو خارجه، حيث يتآكل المجد الزائف في صمت. أما حميدتي، فرغم شعاراته عن الديمقراطية، ومراوغاته في خطاباته، لم يكن سوى "الاستثناء الذي فضح القاعدة". صعد على أكتاف الهامش، لكنه أعاد إنتاجه بأكثر الأدوات عنفاً. مشروعه السياسي المعلن اصطدم بجدران الحقيقة: لا يمكن لميليشيا أن تحكم دولة، ولا يمكن للدم أن يُحوَّل إلى مانفستو. مستقبله محفوف بالملاحقات الدولية، والانهيار التدريجي لبنيته القتالية، واحتمالات التفكك الداخلي في صفوف الدعم السريع. وانفضاض الحلفاء. ومع ذلك سيبقى رقماً في المعادلة إلى حين، لكن بلا مشروع، وبلا جبهة آمنة. أما تجربة الحركات المسلحة والتي كشفت تناقضاً جوهرياً: فقد قاتلت فيما مضى من أجل العدالة، ثم ساومت بها بعد اندلاع الثورة. مناوي وجبريل وعقار، خرجوا من خنادق التهميش بأجسادٍ مثقلة بالرغبة في الاعتراف، لكنهم دخلوا الخرطوم مشاةً حفاة عراة خلف مركبة النظام القديم. مستقبلهم لن يُبنى على ما حققوه من مكاسب ذاتية، بل على قدرتهم على الانفكاك من تحالفاتهم الآثمة، واستعادة الشرعية الشعبية المفقودة. وإلا، فإنهم سينتهون كمليشيات مناطقية تُحكم بسياسات المراكز، أو تُحرق بما تبقى من نيرانها. وأما القوى السياسية المعارضة، وخاصة تلك التي توهمت أن اتفاقاً إطاريّاً سيكبح جياد العسكر، وجدت نفسها بلا حاضنة، وبلا ميدان. عجزها عن ترجمة الثورة إلى مشروع سياسي فاعل، يجعلها في مفترق طرق: إما أن تعيد تأسيس نفسها على قاعدة القطيعة الكاملة مع بنى الاستبداد، أو تذوب تدريجياً في هوامش الدولة العميقة. ومع سقوط الحياد، لم يعد ممكناً القول إنها بريئة من الدم. الخطاب الذي لم يسمِّ الجناة بأسمائهم، لم يكن خطاباً أخلاقياً، بل غطاء لعودة الأسوأ. هكذا جاءت هذه الصفحات: ليست تاريخاً بالمعنى الأكاديمي، ولا شهاداتٍ بالمعنى الإخباري، بل محاولة لتجميع خيوط الرؤية في زّمن التعتيم، واستعادة لأصوات تلك اللحظات التي كتبناها، ونشرناها – على مراحل – في منابر مثل الحوار المتمدن، السودان للجميع، سودانيز اون لاين، سودانايل، الراكوبة، و التغيير، وغيرها من المنصات، التي سمحت للكلمة الحرّة أن تُقاوم ما استطاعت، وتُؤرّخ للحظة قبل أن تبتلعها ماكينة الإنكار الرّسمية. أضعها بين يديكم، لا لتقرأ ماضينا القريب فقط، بل لتتأمل في سؤال المستقبل: من نحن، إذا لم نعد نعرف عدونا من داخلنا؟ ومن ذا الذي ينجو من بلدٍ يأكله ساسته وجنرالاته معاً، ويُديره اللاوّعي الجمعي، كأنما هو قدرٌ محتوم؟ لقد بدأت هذه الحرب وقد استقر في وّعي الفلول، أن حميدتي يمثل (العقبة الرئيسية) في طريق عودتهم الى السلطة مرّةً أخرى، وكلفهم تعقبه لقتله أرواح آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، الذين قضوا تحت قصف (السوخوي) والمدافع الثقيلة، وآلاف الجرحى والمفقودين من المواطنين العزل، إلا من أحلام شحيحة بسودان آمن مستقر، وملايين النازحين واللاجئين في أصقاع الداخل والخارج! لا محالة ستنتهي هذه الحرب وقد كتبت الدماء التي سالت فيها، النهاية الرّسمية لحزب فاشي متوحش كان اسمه ذات يوم "الحركة الإسلاموية السودانية". لكن هل ستنتهي الحركة الإسلاموية حقاً بنهاية الحرب؟ هذا أحد الأسئلة التي يحاول هذا الكتاب الإجابة عنها! ختاماً حين تضع الحرب أوزارها، سيقف الجميع أمام المرآة ذاتها: أيّ منكم لم يغمس يده في الخراب؟ ستنهض نخب جديدة، وقد يخرج جيل لم يشهد تمثيلية ما بعد الثورة، لكنه لا يحمل أوهامها. وحده الشعب السوداني، في القرى والمدن والمخيمات، سيكتب الخاتمة. فإما أن تكون بداية جديدة، أو تكراراً أكثر مأساوية للفصل الأخير من ملحمة شعب لم يُنصف بعد. ——-
. مقدمة لمخطوط كتاب: (دفاتر الحرب —١)، حرب السُّودان المنسيَّة: "مطرّقة أُمراء الحرب وسندّان النُخب"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة