كانت الوالدة حاجة جمال رحمها الله في نيالا لزيارة بنتها بخيتة وزوجها المرحوم السر عيسى المعلم بثانوية نيالا. وأظنهم سكنوا حي الوادي حين زرتهم في 1978. وعادت بالطائرة للخرطوم. ولكن امتنع على الطائرة الهبوط في مطارها بسبب عاصفة ترابية ضربت المدينة. فوجهوا الطائرة لتواصل السفر إلى بورتسودان حتى تهدأ ثائرة الخرطوم. وعادت الطائرة بعد ساعات للخرطوم. وأعرف أن تلك "الجهجة" كانت فوق احتمال الحاجة. فلا صبر لها على من لا يحسن عملاً. واحتضنتها اختي المرحومة قمر القسوم حين بلغت بيتها في حلة ميري الخرطوم بحري: "سلامتك سلامتك يا حاجة ناس نيالا كيف؟". وكأنها كانت تنتظر ذلك السؤال لتفرغ شحن ضيقها من السفرية الشقية. فقالت لا تتلفت لها: -نيالا! أساليني من ناس بورتسودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة