• خسارة اسم لخسارة موقع في قلب الخرطوم النابض !.. كما يقول ( سماسرة الأراضي ) في عهد النظام البائد .. وتلك الخسائر يثبتها الواقع المعاش عند الزيارة .. حيث ذلك الجوار الذي لا يخلو من الزحام طوال الساعات وطوال الأيام وطوال الشهور وطوال السنوات .. وحيث هؤلاء العاملين في ذلك المستشفى الذين لا يتقيدون ولا يهتمون بشروط المهارة وجودة الأداء !! .
• البداية في تلك المنشأة لمن يزورها لأول مرة مجرد طلاسم في طلاسم في طلاسم .. والذين يتواجدون في طاولات الاستقبال من العاملين للإرشاد عادة لا يتجاوبون بتلك الهمة الكبيرة .. وحين يسألون يجاوبون بتأشير الأصابع لجهة من الجهات دون حرف يقال ،، والذي يتابع تلك التأشيرات للأصابع يمر بكامل أقسام المستشفى من لوحة للوحة وهو يلاحق تلك التأشيرات بالأنامل دون توقف .. وفي نهاية المطاف يعود لنفس الطاولة الأولى التي بدأت منها الطواف لأول مرة !!.
• النصيحة الأولى لذلك المسئول عن إدارة المستشفى عليه أن يجلس قليلاُ في تلك الصالات ويتفقد الأحوال بروية شديدة .. وخاصة في صالات العلاج .. وصالات الانتظار .. وإذا وجد السانحة فعليه أن يجلس قليلاُ في كرسي من تلك الكراسي الخاصة بالمرضى .. ثم ينظر للأعلى ليشاهد تلك المناظر الكريهة للمباني من الداخل .. وعند ذلك سوف يكتشف أن المباني برمتها لا تليق بمسمى المستشفى .. حيث تلك الترسبات والتراكمات والأوساخ القديمة .. والمسئول لو سافر لبلاد العالم وشاهد تلك المنشآت الصحية في تلك البلاد لعرف معنى النظافة في المستشفيات .. ولأكتشف أن ذلك المبنى المسمى ( بمستشفى الأسنان التعليمي ) أنظف منه حظائر الخنازير .. وشتان بين النظافة في مراكز العلاج في دول العالم حيث قمة النظافة التي تلوح النصاعة وبين حظائر الخنازير التي تسمى مراكز العلاج بالسودان !!!
• من المواقف المضحكة والطريفة في ذلك المستشفى التعليمي أن موظفة الاستقبال في قسم ( الحشوات ) كتبت مجموعة من الإرشادات والتعليمات وعلقتها بالقرب من طاولتها .. ومن تلك الإرشادات بند صريح يقول ( في حال غياب موظفة الاستقبال ) يمكن كتابة اسمك في الدفتر المتواجد أمامك فوق الطاولة .. ( مما يدل على أن موظفة الاستقبال لذلك القسم تغيب كثيراُ ولا تتواجد في معظم الأوقات لسبب من الأسباب ) .. ثم يأتي هؤلاء المرضى ويكتبون الأسماء في ذلك الدفتر المتواجد بموجب الإرشادات والتعاليم المعلقة في الحائط .. ولكن يقع التناقض الشديد حين تعود تلك الموظفة ( كثيرة الغياب ) .. فهي عندما تعود وتشاهد تلك الأسماء المكتوبة في الدفتر المتواجد تغضب وتزمجر وتقول : ( من طلب منكم أن تكتبوا الأسماء في الدفتر ؟؟ ) فيجبها المرضى في حيرة ويشيرون لتلك التعليمات المعلقة خلفها في الحائط .. والعجيب أنها تقول بعد ذلك أن الفرص محجوزة للأمام شهراُ كاملاُ ..
• المهم أن الجولة الأولى في ذلك المستشفى قد تضيع سداُ طوال اليوم من الصباح وحتى نهاية الدوام دون فائدة تفيد !!. وعليه فإن أغلب المراجعين لذلك المستشفى عند مرحلة من المراحل يتوقفون ويمسكون عن المحاولات بعد ساعات طويلة مهدورة في الفارغة .. ولسان حال البعض منهم يقول ساخرا ( ما الجدوى من إضاعة كامل اليوم في معرفة الإجراءات ناهيك عن تلقي العلاج ؟؟ .
• البعض يقول يعني شنوا حشوا الأسنان أو علاج الأسنان ؟؟ .. ومن السهل جداُ قلعها والتخلص من تلك الطلاسم الهوجاء في مستشفى الأسنان .. وكذلك التخلص من تلك الإجراءات الروتينية الطويلة العقيمة المملة ؟؟ )... وقال أحد المرضى ساخراُ بعد أن مزق الأوراق التي في يده : يعني شنو أنا ماشي آكل بيها ( كباب سيخ ) ؟؟ مش هو ذلك الفول المعهود يومياُ ؟؟؟ .. والفول يمكن بلعه دون المضغ بالأسنان ومن السهل جداُ بلعه دون مضغ !!
• هنا الاسم ( مستشفى الأسنان التعليمي بالخرطوم ) لا يشترط أن يكون هو الوحيد الذي ينفرد بتلك المواصفات والسلبيات والتقصير ... فهناك العشرات والعشرات من تلك المستشفيات العامة في السودان .. والتي تنوء بنفس السلبيات والأوساخ والروتين اليومي الممل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة