تقع جنوب طوكر جنوب ولاية البحر الاحمر محاددة دولة ارتريا ، تقطنها مجموعة سكانية متداخلة مع ارتريا كحال كل المجموعات السكانية الحدودية في كل العالم . في فترة حكم الانقاذ اعتمدت كمحليةباسم محلية عقيق عين لها معتمد وهي المنطقة الممتدة من مرافيت الى قرورة، وقد تعاقب على ادارتها كل من حسب الله صالح حسبالله والمرحوم همد عبدالله هوي ووكيل الناظر الحالي محمد علي محمود محمد علي وكان اخر معتمد قبل الثورة هو الاستاذ حسن عثمان ابراهيم . قبل الانقاذ كان مجلس بلدي ريفي طوكر ، لم تعرف الدولة المركزية اى شيئ عن هذه المنطقة وانسانها ولم تكن هناك خدمات تذكر الا بعض الشفخانات في مناطق محدودة ومدار اساس محدودة العدد في احسن الاحوال ، اما الماء والطرق لم يكن في خيال سكان هذه المنطقة لانه حلم بعيد المنال. ففي يوم الأربعاء ٢٦ مارس في ١٩٩٧ في ذلك اليوم الأسود فجعت منطقة جنوب طوكر ببداية هجوم كاسح. من قوات مدججة بأسلحة ثقيلة، و دبابات، وحاملات جنود. من جيوش متحالفة جلها من الجيش الارتري و قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل (جون قرنق)، وقوات التحالف السوداني الذي اسسه وقاده العميد م.عبدالعزيز خالد، وقوات مؤتمر البجا بقيادة السيد موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية السابق . وقد سيطرت هذه القوات في كل من قرورة و عيتربه و عقيتاي و المناطق الجبلية حتى عدارت دون مقاومة تذكر وعينت السيد عبدالله كنه مسؤولا اداريا فيها وهو من ابناء المنطقة (طوكر) وكان يعمل في حقل التعليم ويعرف المنطقة جيدا بالاضافة الى عضويته في تنظيم الجبهة الشعبية الارترية وهو عضو قيادي في مؤتمر البجا منذ بداية خروجه معارضا الى ارتريا الذي شارك في الغزو. قد نفذت القوات الغازية مجزرة جماعية نوعية في مدينة قرورة، على المدنيين حيث أعدمت بالرصاص الحي ثلة من واجهات المدينة، على رأسهم الشيخ (الثمانيني) الشهيد محمد احمد قمع، و ابنه الشهيد بكري محمد احمد (ممرض)، و كذلك رئيس المنطقة مساعد طبيب الشهيد حسن ادم أكد والمواطن حامد إدريس إيلتي احد وجهاء المدينة، وكوكبة من المعلمين منهم الشهداء حامد محمد علي ود الشيخ، و عثمان محمد عثمان اكد، و إدريس محمد سعيد أبو رقاد، وصالح محمد علي ندل، و أخرين من المواطنين العزل. وعقيتاى هي الاخرى كانت هدفا للتصفية حيث نفذت القوة الغازية مجازر تمثلت في : الاستاذ إدريس سليمان محمد فايز معلم الشيخ عجيل محمد صالح همد شلش من وجهاء عقيتاى الشيخ همد محمد عمر إدريس من وجهاء عقيتاى الشيخ محمد حسن علي طراي من وجهاء عقيتاى الشيخ محمد علي محمد إدريس مأذون عقيتاي عبدالله محمد حسب الله نور الدين عامل ضرار محمد حسب الله ضرار رئيس عمال بمدرسة عقيتاي محمد علي حسب الله ضرار اعمال حره عثمان ضرار صالح محمد مزارع محمد سعيد محمد جمع مزارع إدريس نور الدين محمد عجيل طالب إدريس محمود محمد جمع مزارع ابراهيم عثمان ضرار شيخ ديني أحمد محمد عثمان ود الشيخ طالب ابراهيم نور الدين محمد عجيل حامد إدريس عمر مزارع عبدالله إدريس عثمان مساعد طبيب منطقة عقيتاي همد حسن إبراهيم يوسف عامل همد محمد إدريس محمد عجيل طالب وحسب افادات احد الشهود الذين حضروا الواقعة ذكر: (هولاء هم بين شهيد دفن واسري تم قتلهم فيما بعد في ارتريا كان ذلك في عقيتاي صبيحة الأربعاء ٢٧ مارس ١٩٩٧ وانا كنت واحد من الذين شاركوا مع هولاء الاخوان شهود على تلك المجزره وقد اخرجتنا العنايه الإلهية وانا جريح في يدي اليسرى بطلقه أسعفت لمستشفى طوكر بجمل من ابلنا في غابه مسكيت محيطه شمال عقيتاي ). ومما يندي له الجبين التمثيل ببعض الجثث و منع سترهم إلا بعد ترجي المواطنين المنكوبين. كما شملت الحملة، اقتياد ما يفوق أربعمائة شخص من جميع المناطقَ المحتلة، منهم أحد الواجهات دكتور محمد إبراهيم عثمان صيدلي وشاعر وفنان ، هذا البطل الذي تغنى في شبابه للثورة الإرترية ، و شارك في مهرجاناتها ولا سيما الجبهة الشعبية و من أغانيه: إريتريا شالت المدفع و أقسمت تاني ما ترجع و حتى بناتها في الميدان حاملات قنابل و مدرع كما تغني باللغة المحلية كاغنيته المشهورة : (عدا بركا ساقما لبيى قورا نسأتو سفالالا قروبى وهيتا قبأت شهادتو). و منهم الشرطي عثمان عبدالله ورئيس منطقة عدارت موظف غابات محمد نور جميل و المواطن حميداي مسؤول منطقة جلهنتي و المواطن محمود ابوكرب من واجهات جلهنتي و القائمة تطول. هؤلاء المواطنين الذين لم يظهر منهم أحد. حيث تفيد بعض المعلومات بأنه تمت تصفيتهم بالرصاص الحي ودفنوا في مقبرة جماعية تكشف الأيام في ظرف أفضل عنها . كما خلفت الأحداث جرحى و ظروف نفسية على النساء و الأطفال. كانت الوثبة الثانية في ستة أبريل تم احتلال منطقة عقيق والكسرة و عيدب حتى مشارف مرافيت. وكانت خسارتها أقل، نسبة للجؤ المواطنين الى طوكر و بورتسودان. و قد كان فيها شهداء . و اقتياد بعض المواطنين للمجهول نذكر منهم الأستاذ سليمان محمد علي. و كانت الوثبة الثالثة يوم ١٦ أبريل متزامنة مع عيد الأضحى. هذه الوثبة التي سقطت فيها مرافيت و تقدمت القوات إلى مدينة طوكر لإكمال المخطط لولا صمود الجيش و القوات الصديقة. مع فقد الأرواح تعرضت المنطقة لنهب متاجر ومؤسسات لم تسلم منها حتى أساسات المنازل و المدارس بما فيها الأسقف و الشبابيك. وكأن الاستهداف موجه لإطفاء منارات المجتمع وضرب البنية التحتية. في الذكرى الرابعة والعشرين لهذه المجزرة علينا اولا ان نقف اجلالا واكبارا لشهدائنا وجرحانا الذين خضبت دماؤهم الزكية تراب هذه الأرض كأعلى ضريبة يقدمها الإنسان لارضه. ثانيا علينا ان نحدد من المسؤل عن هذه المجازر وهل كانت الأولى أم نهج متبع سلفآ وماذا كان دور الدولة السودانية حكومة و معارضة. وخاصة معارضة الشرق التي تنزوي خجلا عند ذكرى هذا الملف. ثم ما دور ابناء المنطقة والمنظمات الخيرية والأحزاب التي تدرك حجم هذه الخسائر البشرية و المادية و اثرها النفسي على مواطن المنطقة. للإجابة عن الأسئلة أعلاه نوكد : ان المسؤول من هذه المجازر هي الجبهة الشعبية الحاكمة في إرتريا مستعينة بادوات وغطاء المعارضة السودانية انذاك والتي كانت تتخذ من ارتريا منطلقا لها ولو بشكل صوري، وهو إسلوب قديم متجدد انتهجتهالجبهة الشعبية الارترية كوسيلة لأركاع إنسان هذه المنطقة. و نذكر بعض النماذج التاريخية من هذه المنهجية المؤسسة على التخويف و الاذلال وقد نفذتها منذ قيام تنظيمها بعد إنفصالها من قوات التحرير الشعبية و كانت أول عملية لها فور انشقاق البعثة الخارجية ١٩٧٧م حيث عقدت البعثة الخارجية إجتماع جماهيري في حلفا أحد أحياء قرورة و قد داهمت الشعبية الاجتماع بقوة مسلحة ليلآ و هرب من هرب و اقتادت أفراد من الحضور بما فيهم طلاب قصر وقامت بتصفية أحد قادة قوات التحرير الشعبية الشهيد حسن محمود كرافية و قد ووري جثمانه مقابر قرورة. ثم داهمت مرة أخرى عام ١٩٨٢م احياء قرورة وقتلت مواطنين عزل برصاص حي نذكر منهم الشهيد صالح طعديتاي و الشهيد عافه قلب و الشهيدة بنت باقدير التي حاولت الدفاع عن خالها عثمان أبو كرب الذي تم اختطافه مرة أخرى كما قامت بمداهمة عدة منازل نجو أفرادها بلطف الله. ثم تكرر المشهد بمحاولة اغتيال في طوكر المناضل محمود طوراي وراح ضحيتها شقيقه ادريس في عام ١٩٨٧م . وفي عام ١٩٨٩تم اعتقال الشيخ حسن ادم رشان والشيخ محمد علي سكر من مرافيت. ثم بعد الاستقلال صفت العصابة الشهيد نوراي قوع في قرورة ١٩٩٣م واستمر المنهج حتى تاريخ آلإجتياح الأخير. ان شعب هذه المنطقة متداخل بل متكامل مع إمتداده في ارتريا وخاصة (من مصوع وافعبت و نقفه و السلسلة الجبلية عنبربب و تبح وادوبحا وهقر وعريرب و عيترة و جلهنتي ...إلخ ).هذه الأرض التي اوت الثورةالإرترية عامة بل كانت معاقل الجبهة الشعبية خاصة بطبيعتها و إنسانها المكافح و قد ترعرعت الشعبية و نمت وكانت كل مؤسساتها آمنة و محمية في هذه المنطقة بل كانت قلعة تكسرت فيها كل محاولات العدو وكانت مدخل النصر والاستقلال لإريتريا في ٢٤ مايو ١٩٩١م. ولكن ماذا كانت المكافأة. كانت مكافاة الشعبية لإنسان المنطقة ما ذكرناه أعلاه.واستمر الإسلوب حتى في الداخل الارتري بنفس الوتيرة حيث هدمت كل البنية التحتية من مستشفيات و مزارع حتى لم تترك قفص دجاج بل اعتقلت رموز المجتمع في افعبت و نفقة و بقية المناطق. كما غدرت بجل القيادات حتى من داخل الشعبية التي دفعت ثمن التحرير. ان استمرار القبضة الحديدية والتنكر لهذا الشعب بحاجة لوقفة جادة و مسؤولة لكل من له صلة بهذه المنطقة حتى يعيد حساباته و علاقاته مع النظام الارتري وان هذا المجتمع جدير بإجراء تغيير متواصل مع شركاء الوطن لاستعادة كرامته و صون حقوقه في العيش الكريم بقدر تضحياته و نضالاته المشهودة. أما الدولة السودانية والتي دارت في اراضيهاهذه الاعتداءات ،لم تتعامل على مر الحقب بمسؤولية مع إنسان هذه المنطقة بل تركته فريسة للنظام الارتري و كان طواطؤ و تسهيل في بعض الأحيان لذلك منذ الاجتياح و حتى تاريخ سقوط حكومة البشير لم يكن اي اهتمام بهذه الأرض او إنسانها بل أسدلت الستار حتى من تبني ذكرى هذه المجزرة ناهيك عن معالجة آثارها النفسية والاقتصادية طيلة حقب حكمها وكذلك المعارضة السودانية التي وفرت غطاء للجبهة الشعبية لم تقم بدورها الأخلاقي في حماية المواطن . و الأدهى والأمر بعد توقيع اتفاقية الشرق لم يتم الاعتذارات اوالاهتمام بهذه المناطق كونها مناطق متضررة بالحرب ناهيك عن مصير الإسرى و المفقودين. من هذا السرد للأحداث ، ممكن ان نقول ان طوكر و جنوبها تقع عمليآ تحت سلطة النظام الارتري وهذا ينقلنا إلي دور الدولة السودانية السيادي في أرض و شعب ينتمي لها بالقانون ولكن تواطؤ الدولة السودانية أفقد سكان المنطقة الثقة حيث تعيش السيادة السودانية غريبة بل متماهية في سلب حرية المواطن على أرضه التي توارثها كابرا عن كابر. في ظل المتغيرات الكبيرة والتدخلات الإقليمية وأهمية هذه المنطقة التي برزت بوضوح في الاحداث المتسارعة بعد نجاح الثورة السودانية المباركة رافعة شعار ( حرية سلام عدالة) هذا الحلم الذي كان ينشده المواطن السوداني خاصة وشعوب المنطقة عامة كنقطة تحول في مسار اعادة الثقة في الشعوب لبناء دولها وصياغة مستقبلها . ثورة شعبية حملت آمال الشعب السوداني رغم وجود بعض المثبطين. وكانت اولويات هذه الثورة الاهتمام بقضايا الهامش الذي تمثل هذه المنطقة اهمها وكلنا امل خاصة بعد أفراد مسار مستقل لقضايا الشرق . وباستضافة جوبا التي تعتبر شريكة في الملف اخلاقيا ولها معرفة بمشاكل المنطقة كونها عاشت فيها وشاركت في قضاياها . ولكن يقع العبء الأكبر في إنسان منطقة جنوب طوكر خاصة والشرق عامة وخصوصا الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وأفراد فاعلين بالتنسيق لتبني قضاياهم وإخراجها من ادراج الأجهزة الأمنية ووضعها في طاولة القوى السياسية والمجتمعية في السودان . إسوة بمناطق الهامش الاخرى. اما أن الاوان ان نطرح ملفاتنا على الرأي العام حتى يعيد إنسان هذه المنطقة ثقته ويعيش عزيزا كريما في بلد عاش فيها اسلافه ودفع فيها ضريبة الدولة كاملة علما أن هذه الامة مازالت بقدرتها فقط كيف ترتب اوراقها وتحدد اولوياتها وتتسامى فوق خلافاتها لتفويت الفرصة على الخصوم وتعميق الثقة على الاصدقاء أو أصحاب المصالح المشتركة ادريس ابراهيم لندن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مقالات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست