جلسة هادئة مع .. الكيزان بقلم:نوري حمدون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2020, 08:26 PM

نوري حمدون
<aنوري حمدون
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جلسة هادئة مع .. الكيزان بقلم:نوري حمدون

    08:26 PM September, 20 2020

    سودانيز اون لاين
    نوري حمدون-الابيض-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    =1= مطلوب من الحزب السياسي ان يكون همه الاول و الاخير احداث التغيير الايجابي للمجتمع الذي يعمل بين جنبيه . و مطلوب منه ان يوضح مجموعة القيم الكبرى التي تحكم تفكيره و عمله. ثم مطلوب منه بعد ذلك ان يوضح برنامجه للمرحلة الراهنة لا غير . لان الحزب الذي يدعي امتلاكه لبرنامج عمل شامل كامل و مفصل للحاضر و المستقبل و ما بعده لا يعتبر حزبا سياسيا , بل جماعة تتوهم انها تملك عصا موسى مع مقدار غير يسير من التدخلات الالهية . كل جماعة بهذا التكوين تشكل خطرا على الناس و على نفسها في ذات الوقت . و لو وجدت طريقها للحكم تشبثت به بكل ما اوتيت من قوة ليس فقط بزعم انها الافضل و لكن ايضا بزعم انها حزب الله المختار . و هو الزعم عينه الذي سيفتك بها و بالناس في نهاية المطاف لانه يصيبها بالغرور و الكبرياء و الجبروت فتعمى عن ان ترى اخطاءها او ترى الناس او ترى نفسها و قد غرقت في الظلم و في الفساد و في الدماء . و هذا الوصف الذي سقناه ينطبق تمام الانطباق على جماعة الاخوان المسلمين في السودان الذين سنتحدث عنهم في هذا المقال و الذين هم في نهاية المطاف جزء من السودان و من نسيجه الاجتماعي .

    =2= في السودان لم يكن القضاء على هذه المجموعة ممكنا الا كما ذكرنا بتوافق الحلفاء و الفرقاء مثلما حدث في ثورة ديسمبر المجيدة في 2019 التي اطاحت بهم بشكل دراماتيكي فاجأ الكيزان انفسهم قبل ان يفاجئ الآخرين . و كما يقولون , تتعدد الاسباب و لكن السقوط واحد . و لان المجموعة تضم الكثير من المتعلمين و المثقفين فقد توقعنا بعد السقوط ان تنكفئ المجموعة على نفسها سريعا في احترافية عالية و تراجع تجربتها من كافة الزوايا حتى تنجز شروط العودة من جديد و يتحقق لها حلم (الهيمنة على العالم) على الاقل عند المستوى النظري و الذي طالما غردت به مع حلفائها في المحيط العربي و العالمي على السواء .و لا أحد بكل تاكيد يملك ان يحدد لاحد الناس سقف احلامه .

    =3= اما ما نتوق حقيقة الى حدوثه بواسطة مجموعة الحركة الاسلامية بناء على قراءتنا لعوالم فكرها و معالم طرائق تفكيرها فهو ان تقوم المجموعة بنفسها بتفكيك مباني فكرها طوبة طوبة و صامولة صامولة و اعادة التركيب على اسس جديدة نحاول فيما يلي ان نساهم معهم في تبيان ملامح تلك الاسس سعيا منا نحو اقامة دولة المواطنة المتساوية التي تسع الجميع .

    =4= فاولا : على مجموعة الحركة الاسلامية السودانية القبول بالواقع بروح رياضية عالية . و نحن نقدر ان خسارة الحركة لعدد 30 عاما من عمرها ليس بالامر الهين . بيد ان النظرة الاحادية للامور دائما ما تضخم الخسارة بكل تاكيد , و لذلك نطالب المجموعة بالنظر للمسألة من عدة زوايا .. و التي في واحدة منها سترى ارتالا من البشر عليها غبرة ترهقها قترة (قال السعدي في تفسيره – سوداء مظلمة مدلهمة، قد أيست من كل خير، وعرفت شقاءها وهلاكها.) .. انهم الشعب السوداني بكل تاكيد , و أحد ضحايا الانقاذ .. و عليها حينئذ الاعتراف بحق هذا الشعب المسكين الصابر في ان يحكم نفسه بالطريقة التي يختارها و يرضاها حتى و لو اودت به الى التوج (يقال ان التوج هو حفرة كبيرة واسعة و عميقة تتجمع فيها مياه الامطار فيقصدها الرعاة والبدو بماشيتهم و كثيرا ما يغرق فيها الاطفال و يموتوا و تستعمل ككناية عن الموت والهلاك(.

    =5= ثانيا: على مجموعة الحركة الاسلامية كذلك مراجعة التجربة السودانية و الاعتراف بالاخطاء التي من ابرزها التبني الخاطئ لسياسة التمكين الذي وقعوا بسببه في الفساد المزكم للانوف . و اعتقد ان تبني سياسة التمكين قد جاء تكرارا غير حميد من ابناء الحركة لما قام به بعض الاسلاميين الاوائل من العرب الذين كانت ما تزال تحركهم معاول العنصرية البغيضة حين تمددت جيوشهم في بلدان الشعوب المجاورة تحت ظلال دولتهم الوليدة و تحت شعار (الدعوة مقابل الغنيمة) فكانت النتيجة وبالا على تلك الشعوب المقهورة و على الاسلاميين الاوائل انفسهم الذين افقدهم التمكين احد افضل حكامهم حين اوغل في سياسة التمكين في غير رفق فانتشر الفساد بين عماله انتشار النار في الهشيم حتى ثارت ضده جماهير المسلمين و قتلته في صحن داره و بين اهله و الشمس لم تزل بعد في كبد السماء .

    =6= و ثالثا: في اعتقادي انه ما كان على الحركة الاسلامية السودانية أن تنداح كثيرا مع استلهام تجارب الاولين حتى تنخرط مثلهم في حروب طالت كل الهامش السوداني . ان تبني سياسة الحرب (بدل السلام) التي اطاحت بنظام الانقاذ الذي اسسته الحركة الاسلامية في السودان , هو نفسه الذي جعل الاسلاميين الاوائل في الجزيرة العربية يحصدون انفسهم حصد غرائب الابل في حروب عبثية دامية اسماها التاريخ (الفتنة الكبرى) لم تسلم من شظاياها حتى الكعبة المشرفة . لقد كان السبب الرئيس الذي يقود الممسكين بزمام السلطة للسقوط دائما في وحل الحروب العبثية هو رفع الشعار الشيزوفريني القائل بأنهم حزب الله المختار .

    =7= رابعا: المرجعية الفكرية للاخوان مرجعية دينية و لذلك فالدولة التي اسسوها على هذه المرجعية هي دولة دينية بامتياز حيث يسود التمييز بين المواطنين بسبب الدين . و الذي يعرفه الناس ان الاسلام ليس فيه دولة دينية و ليس فيه تمييز بسبب الدين . و لاقناع الناس بعدالة التمييز الذي تبنوه يشير الاخوان الى حق الاكثرية المسلمة في ان تحكم بمعتقداتها و تلون الحياة بالوان دينها . و لكنهم لا يشيرون البتة الى ان هذا الدين , و ان كان عنوانه واحد , الا ان انواعه متعددة و مذاهبه مختلفة و طرائقه شتى . و هم بكل تاكيد انما يتحدثون عن نوع واحد من الدين هو الدين بحسب طريقة الاخوان . و طريقة الاخوان على عكس ما يشيعون هي طريقة حصرية لاقلية محدودة اسمها الاخوان المسلمين .. فكيف استساغوا فرض طريقتهم على الاكثرية . و عوض ان يصوروا الخلاف على حقيقته هذه وجدناهم يوهمون الناس بان هناك معركة كبرى تدور رحاها في العالم و في السودان بين اهل الايمان و اهل الكفر .. و ذلك ضربا منهم على وتر الدين او كما يقولون (متاجرة بالدين) . و هذا على ما اعتقد هو ما جعلهم لا يجدون غضاضة في ان يقدموا لزعيمهم (يوم التقى الجمعان – الكيزان و الثوار – في موقعة القيادة العامة) فتوي رسمية بقتل ثلثي الشعب السوداني انتصارا لدولة الانقاذ .

    =8= و خامسا: جاء أكبر الضرر على الحركة من الاساس الفكري الذي تقوم عليه تفاصيلها و ادبياتها. فالحركة مثل كثير من الحركات المتطرفة تقوم على ثلاثية: الخلافة/الشريعة/الجهاد .. و هي ثلاثية السلفيين الشهيرة نفسها . و هم في ذالك يستلهمون تجارب الماضي لا بل و يستنسخونها بالكربون حين يرفعون شعار (خيبر خيبر يا يهود .. جيش محمد سوف يعود) . و لعل نتائج الاحداث النهائية اوضحت ان السلفنة لا تصنع نجاحا في العصر الحديث (السلفنة نقصد بها استلهام اعمال السلف الصالح) لكن الذي يصنع النجاح هو العمل المناسب في الوقت المناسب . فالذي حدث هذه المرة هو ان ذهب الاخوان و بقي اليهود . فالاخوان و كل السلفيين يسعون نحو تطبيق ثلاثية الخلافة/الشريعة/الجهاد التي اشرنا اليها بعد ان يعطوها معاني و دلالات جديدة . و قد علم كل المسلمين ان الاسلام ليس فيه دولة و لا يدعو لاقامة دولة من اجل نشره او تثبيته .. يقول سبحانه و تعالى: ((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ)) . كما علم المسلمون في مغارب الارض و مشارقها ان تطبيق الشريعة الحقيقي يتم بواسطة الفرد المسلم المكلف بعيدا عن سلطان الدولة او كهنوت الجماعة .. يقول سبحانه و تعالى ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)) . و علم المسلمون من اولهم الى آخرهم ان اعظم الجهاد هو جهاد النفس و الدفاع عن النفس . اما ما ظل يبشر به الفقهاء و الكهنة من غزو و فتوحات فهو العدوان عينه الذي قال عنه الله سبحانه و تعالى ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ))

    =9= الحركة الاسلامية محتاجة لعمل مراجعة فكرية شاملة بعيدا عن السلفنة و بعيدا عن وهم حزب الله المختار حتى تتمكن من التحضير الواقعي لعودة راشدة و جاذبة اذا كتب الله لها مثل تلك العودة .. و الله خير الحاكمين .
    ====================























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de