جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (4) بقلم:د.ابوبكر خليل شداد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2020, 06:23 PM

أبوبكر خليل شداد
<aأبوبكر خليل شداد
تاريخ التسجيل: 06-25-2020
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (4) بقلم:د.ابوبكر خليل شداد

    06:23 PM September, 30 2020

    سودانيز اون لاين
    أبوبكر خليل شداد-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ذكرنا في المقال السابق كيف تشكلت الهوية العربية الإسلامية في معظم ارجاء السودان لكن قابل هذا التوجه بعد الاستقلال اتجاها آخر يتحيز للافريقانية كهوية جامعة تعبر عن أهل السودان.. تيار الافريقانية بدأ منطقيا لكثيرين مع قيام عدد كبير من حركات التحرر في أفريقيا نظرا الي فظاعات الاستعمار ومرارات الاستبعاد.

    ولعل الاحاسيس المتراكمة بالظلم خلال عهود الاستعمار الأوروبي ادت الي تشكل الهوية الأفريقية الجامعة ذات الأجندة التحررية، وأبرزت من خلالها قيادات من أمثال يوليوس نايريري ونكروما ومانديلا وغيرهم من قادة التحرر في أفريقيا. علي سبيل المثال، قاد الغاني كوامي نكروما حركة التحرر في بلاده عبر تأسيس حزب المؤتمر الشعبي الغاني وفتح الحزب أبوابه لجميع طوائف الشعب الأمر الذي أهله ان يكون أكبر حزب جماهيري في وقت وجيز يرفع شعارات ثلاثه توحدت حولها الأمة: تحقيق السيادة ، الشعب يفضل المخاطر مع الحرية على الاستقرار مع العبودية، وأن تخليص أفريقيا من الأستعمار هو الضمان الوحيد للمستقبل.

    في المقابل خرجت الاحزاب السياسية في السودان من عباءة مؤتمر الخريجين و تباينت اجنداتها بين الدعوة الي استقلال السودان والرغبة في الانضمام الي منظومة الكمنولث وبين الدعوة الي الاتحاد مع مصر، وبالطبع مثلت هذه الدعوات رغم وطنيتها، رغبات دولتي الاحتلال الثنائي مما فتح المجال لاستمرار نفوذ الدولتين في فترة ما بعد الاستقلال والي وقت طويل.
    تأثرت هذه الاحزاب بالحركة السياسية المصرية فحزب الأمة السوداني مثلا انتهج طريق حزب الأمة المصري الذي رفع شعار (مصر للمصريين)ورفض الحزب المصري دعوة الحزب الوطني المصري المنادي برابطة خاصة مع الدولة العثمانية، وللمفارقة كان هذا هو موقف التيار الإتحادي في السودان وحزبه الكبير (الوطني الإتحادي) الذي تم تأسيسه في القاهرة تحت إشراف الصاغ صلاح سالم عبر اندماج عدة أحزاب صغيرة وتلقي بدوره دعما كبيرا من مصر من أجل تأكيد فكرة الاتحاد والنفوذ المصرى في السودان ودون وجود حركة جماهيرية مصرية في المقابل تنادي بالوحدة مع السودان سوي بعض الأصوات من حزب الوفد التي تتحسر علي حصول السودان علي حق تقرير المصير من بريطانيا بموافقه الرئيس عبدالناصر . لم يكن حال الاحزاب التقدمية أفضل، فقد خرج الحزب الشيوعي السوداني من ثياب الحركة الطلابية حركة (حدتو) التي تفرعت هي الاخري من حركة (حستو) المصرية والتي اسسها اليهودي الفرنسي/المصرى هنري كوريل عام 1945.

    خرج السودان من مرحلة ما بعد الاستقلال يحمل بذور الصراع والضغائن بين الشمال والجنوب مع بدايات التمرد المسلح في الجنوب وذكريات مذابح مدينة توريت قبيل الاستقلال.

    يقول الطيب صالح في احدي مقالاته معلقا علي مداولات مؤتمر جمعية الدراسات السودانية في واشنطن في التسعينات.. "اعتدنا في هذه المؤتمرات أن يطلع لنا شقيق من الجنوب يتلو علينا تهما ممجوجة، كيف أن العرب الشماليين استعبدوا الجنوبيين وهم أشقاء.. أعجب مافي الأمر انهم (الجنوبيين) يرون الفيل ويطعنون ظله، لم نسمع أو نقرأ لاحد منهم، يحقد علي الاستعمار الأوروبي أو الانجليزي. يواصل الطيب صالح في مقالته ،حكم الانجليز السودان ستين عاما واتبعوا من أساليب البطش في الجنوب كما في الشمال حتي دان لهم القطر بشقيه. وكان في الجنوب حاكم انجليزي يدعي ميجور كوك، كانوا يضربون به المثل في الفظاظة (زمن ميجور كوك، زمن يخيشوا الناس) اي يضعون الإنسان في كيس من الخيش وهو حي ويربطونه داخله. يواصل الطيب صالح متحدثا عن الانجليز ،لم يفصلوا الجنوب كما كانوا ينوون اول عهدهم، ولم يوحدوه توحيدا بينا، وتركوا أمر التعليم للارساليات التبشيرية ،تفعل ما تشاء وتزرع بذور العداوة والبغضاء...يواصل الطيب صالح لا يذكر بعض الجنوبيون دور تجار الرقيق الاوربيين إنما لا يملون من تذكيرنا بالزبير باشا، إنما الزبير باشا لم يكن تاجر رقيق – ولم يكن تبوتب العماني - . كان طالب ملك وقد أسس دولة إمتدت من تشاد حتي بحر الغزال وكادت تبقي لولا التدخل الاوربي. وكذلك الحال مع تبوتب في الكونغو. كان كبار قادة الزبير من الزنج بما فيهم نائبه (رابح) لم يكن شماليا بل كان جنوبيا من أعالي النيل.. وحقيقة الأمر أن الشماليين حملوا أكبر العبء في التصدي لجبروت الحكم التركي، ثم فظاظات الخليفة عبدالله أواخر العهد المهدي ثم صلف الانجليز أول عهدهم، وأخيرا ظلم ذوي القربي من الحكومات العسكرية المتعاقبة. إنما بعض الجنوبيين يريدون أن يستأثروا بدور الضحية، لأن في أمريكا وأوروبا دائما أناسا يطلبون (ضحية) يسعدهم أن يعطفوا عليها، حتي لو كانوا هم السبب في كون (الضحية) ضحية اصلا".

    اذا هذا الاستقطاب وغياب الفكرة القومية لدي الاحزاب والطبقة السياسية والانقسام حتي علي فكرة مبدئية مثل استقلال البلاد ، خرج جيل الاستقلال تقوده نخب عاجزة عن الفعل بعيدة عن هموم الشعب ولم تجد حاضنة شعبية سوي الطائفية السياسية التي تباينت ولاءاتها هي الاخري بين الولاء والارتباط بالخارج والتبعية لمصر أو لانجلترا. لم يكون هناك وقت للاتفاق أو مناقشة المشروع الوطني الكبير لمرحلة ما بعد الاستقلال. ولم تجد القوي السياسية وقتا تلتقط فيه أنفاسها وسط تجاذبات التيارات والتحشيد الايدلوجي والاستقطاب الإقليمي وأصوات ابواق الانقلاب العسكرى المدبر من هذه القوي أو تلك. يقول الأستاذ إسحق القاسم شداد وهو من مؤسسي حزب البعث العربي في السودان ان تعيينه قياديا في الحزب تم في بغداد وتزامن ذلك مع طرد السلطات العراقية للخميني من مدينة النجف الاشرف ثم عودته لإيران منتصرا بعد شهور من باريس لتبدا بعدها بقليل الحرب العراقية الإيرانية عبر تحريك الشيعة في جنوب العراق ، ولعله من المثير ان نري كيف اقحم السودان طرفا في تلك الحرب الي درجة ارسال الجنود السودانيين الي العراق بينما كانت القيادة في العراق تخطط للسيطرة علي السودان عبر انقلاب عسكري بعثي رفض الأستاذ إسحق شداد ان يكون وزيرا لخارجيته بل وكان موقفه سببا في إلغاء الانقلاب وابتعاده عن الحزب ولكن يبقي المثال الأكبر الما في نفوس الأجيال هو تنازل نظام عبود العسكري وموافقته علي اغراق مدينة حلفا الجميلة وترحيل أهلها بكل ارثها الحضري والتاريخي ودون ان يكون للشعب السوداني مصلحة ولا رأيا.

    مع مرور الوقت تعاظم الفارق بين نخب الشمال والجنوب الي درجة أشبه بالقطيعة مع استمرار الحرب والتمرد في جنوب السودان التي حرمت الجنوبيين من المشاركة في الانتخابات.
    وجدت حركات التمرد في جنوب السودان حاضنه أفريقية تعادي الثقافة العربية الإسلامية عداء حارقا وغير مبرر وتجلت تلك العداوة في عدد من الحوادث والمذابح التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من الأفارقة المسلمين مثلما حدث في مذبحة توريت التي دشنت التمرد في جنوب السودان قبيل استقلال السودان في يوم 18 أغسطس 1955 ورغم وجود المستعمر الانجليزي الا ان السلاح لم يوجه الي الفيل بل وجه الي صدور المدنيين من الموظفين السودانيين الشماليين وللغرابه، فقد اتخذت حكومة جنوب السودان بعد الانفصال يوم المذبحة عيدا قوميا في جمهورية جنوب السودان بعد أكثر من خمسين عاما علي مذبحة توريت واقامت نصبا تذكاريا لتخليد ذكري اليوم وانطلاق حركة الانانيا المسلحة.
    توالت مذابح المسلمين في وسط وشرق أفريقيا إذ حدثت مذبحة بشعه في
    أمارة زنجبار العربية العام 1964 وذلك عقب انقلاب عسكري دبره رئيس دولة تنجانيقا المجاورة القس يوليوس نيريري وقتل في تلك المذابح اكثر من خمسين ألفا من المسلمين وطردت إعداد كبيرة من العرب من ذوي الأصول العمانية واليمنية واعقب ذلك ضم إمارة زنجبار الي دولة تنجانيقا لتكوين دولة تنزانيا الحالية ويصبح نايريري رئيسا لها، ويقوم بعدها بحملة واسعة لمحاربة اللغة العربية والثقافة الإسلامية وفتح الباب واسعا للتنصير رغم ان غالبية سكان البلاد في كلا من زنجبار وتنجانيقا من المسلمين، وحدث أمرا مشابها في إمارة بوغندا المسلمة التي دخلها الإسلام عبر التجار من السودان عام 1830،فقد قام الانجليز باحتلال مملكة بوغندا العام 1894وتم القضاء علي حكم الأمير المسلم نوح مبوقو كياباسينقا الذي جعل الدين الإسلامي الدين الرسمي لمملكة بوغندا في العام 1875 واعقب ذلك الغزو الانجليزي فتح المجال للارساليات المسيحية بعد توحيد الثلاثه ممالك (بوغندا وأنكولي وانيورو) لتكون دولة أوغندا الحالية وتم نفي الأمير نوح خارج البلاد لكن تولت عائلته من بعده رعاية وتعليم المسلمين في أوغندا. في شرق أفريقيا تمكن الامبراطور منليك الثاني من اخضاع المسلمين في إثيوبيا وخير الأمير الراس علي سليل الإشراف العقليين بين النفي أو القتل أو التنصير فاختار الأمير علي التظاهر بقبول المسيحية فأطلق عليه الامبراطور اسم ميكائيل وزوجه ابنته التي أنجبت وريث العرش الأمير أياسو الا ان الشكوك تزايدت حول كتمان الأمير علي وابنه لاسلامهم واعتزازهم بنسبهم الشريف ودفاعهم عن المسلمين مما أثار غضب الكنيسة الارثوذكسية فعمدت الي عزل الامبراطور أياسو وتنصيب الأمير تفري مكونن وصيا علي ابنه الامبراطور ليتم قتلها لاحقا وتعيين الوصي تفرى مكونن امبراطورا باسم هيلاسلاسي بعد معارك مع المسلمين شارك فيها سلاح الطيران الفرنسي انتهت بهزيمة وبنفي الأمير المسلم أياسو للخارج عقب الغزو الإيطالي وسقوط هيلاسلاسي، وذلك حتي لا يعاد تعيينه امبراطورا حيث انه حفيد الامبراطور منليك الثاني.

    ولعل هذه اللمحات التاريخية المختصرة تشير الي دور الاوربيبن في اخصاع أفريقيا للاستعمال وتغيير جو الهوية بالبطش والمذابح فقد قدرت ضحايا مذابح الملك البلجيكي ليوبولد بعشرة مليون أفريقي في منطقة حوض الكونغو الا ان أمر التنصير وحصار الثقافة الإسلامية في حزام أفريقي لا يسمح للاسلام التمدد خلفه ظل هدفا معلنا كما كان يردد القس الإيطالي دانيال كمبوني (تنصير أفريقيا أو الموت) ولعل الرجل كان مخلصا في قوله فقد مات في الخرطوم بعد إصابته بمرض الكوليرا.

    ربما يجد المرء بعضا من ما يفسر سر هذا العداء الحارق للغرب للسودان في قول الدكتور خالد محمد فرج :ان الازمة الحقيقية للسودان كبلد وكيان علي مر العصور هي انه قد مثل تجسيدا لما يمكن تسميته تمازج أو التقاء الهويات الخاسرة في ميزان العالم المعاصر. والمقصود هو الهويات العربية والإسلامية والافريقية (الزنجية ) ،ولا شك في أن هذه الهويات جميعها هويات ظلت تقابل من قبل الآخر الأوروبي بمشاعر سلبية باستمرار علي اقل تقدير، ان لم تقابل بالعداء والاحتقار.

    نواصل، في المقال رقم 5 عن عوامل تشكل الهوية بين السياسي والثقافي.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de