جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري ( 5) بقلم:دكتور ابوبكر شداد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2020, 09:32 PM

أبوبكر خليل شداد
<aأبوبكر خليل شداد
تاريخ التسجيل: 06-25-2020
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري ( 5) بقلم:دكتور ابوبكر شداد

    09:32 PM October, 09 2020

    سودانيز اون لاين
    أبوبكر خليل شداد-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كما ذكرنا في المقالات السابقة فإن الخلاف حول قضية الهوية الوطنية في السودان بدأ مع بواكير عهد استقلال البلاد، و لم تنجح المحاولات الباكرة لتوحيد اللغة ونظام التعليم في البلاد التي ابتدرها نظام الفريق ابراهيم عبود، الذي بادر بفتح المدارس والمعاهد في جنوب السودان التي تدرس المنهج العام ولعلها كانت وجهه نظره المخلصة في تلك الفترة ان يحد من نشاط مجلس الكنائس العالمي الغربي في التبشير وهيمنته علي نظام التعليم في جنوب السودان ولكن قادت تلك المحاولات الي صب الزيت علي النار وتفجير الأوضاع في جنوب السودان خاصة بعد واقعة طرد المبشرين الغربيين من السودان، وأعقب ذلك بداية التمرد المسلح الممول من جهات غربية. الدكتور منصور خالد من جانبه يري ان القمع الذي واجه به عبود التمرد في الجنوب جعل الجنوبيين في موقف أقرب للانفصال كما اغري الكنائس الغربية لقيادة حملات وتعبئة الرأي العام العالمي لإنقاذ المسيحيين من الاضطهاد في جنوب السودان وفتح ذلك الباب واسعا لتدويل المشكلة الجنوبية. يقول السيد الصادق المهدي ان حل كل الاحزاب بما فيها الاحزاب الجنوبية في عهد الفريق عبود دفع النخب الجنوبية للجوء خارج السودان وتكوين حزب الحزب السوداني الافريقي (سانو) وزاد الطين بله إطلاق سراح عدد من العسكريين الجنوبيين من المشاركين في أحداث التمرد دون تسكينهم في وظائف مما دفعهم لتكوين حركة الانانيا المسلحة.

    ورغم كل العوامل والأخطاء السياسية الماحقة بتشكل الهوية الوطنية في السودان فقد برزت طليعة المثقفين والمبدعين بوعي متقدم لخصوصية الهوية السودانية وفي وقت مبكر، مما يدلل علي ان حركة الثقافة والوعي كانت متقدمة نسبيا في تعريف الهوية السودانية الوطنية علي حركة الممارسة السياسية، التي ظلت تكابد دعوات الاستتباع والمد القومي العربي تارة وتمرد الجنوب واضطرابه تارة اخري.
    برزت، ومنذ نهاية العشرينات من القرن الماضي مساهمات رائد التجديد في الثقافة السودانية الحديثة حمزه الملك طمبل ودعوته لادباء عصرة الي عدم الاكتفاء بالمدارس الشعرية العربية القديمة بل بضرورة الاهتمام بالشعر والادب الذي يعكس ويصور خصوصية الحالة السودانية (الافروعربية) ، وتواصل جهد الجماعات الأدبية بهذا الفهم عبر جماعة مجلة الفجر وروادها عرفات محمد عبدالله، معاوية محمد نور، ومحمد احمد المحجوب، الي مجموعة (الغابة والصحراء) التي اتخذت مملكة سنار، (السلطنة الزرقاء 1504-1821م)، نموذجا يعبر عن التمازج العربي الافريقي في الشخصية السودانية، وذلك عبر استدعاء رمزية تكون مملكة سنار بتحالف كبير بين القبائل العربية والافريقية (الافروعربية)بقيادة كلا من الزعيمين عمارة دنقس وعبدالله جماع لتكوين أول مملكة إسلامية علي انقاض الممالك المسيحية لتكون هي نواة الدولة السودانية الحالية. لكن رغم معقولية طرح جماعة الغابة والصحراء التوفيقي ونبل أهدافها تعرضت لانتقادات من عدة جهات وذلك لاتخاذها سنار رمزا تاريخيا يعبر عن تمازج الذات السودانية ، فبينما رأي فيها التيار العروبي تحجيما لانتماء السودان العروبي، رأي فيها الاسلاميون بدورهم رمزا علمانيا لتحجيم دور الإسلام في المجتمع، اما بعض اليساريين فقد رأوا في رمزية سنار تكريسا لهيمنة الثقافة العربية الإسلامية وبذرة باكره لمشروع الدولة (الدينية) وقامت تلك المجموعة من اليساريين بدورها بتكوين جماعة أدبية موازية باسم ( أبادماك) إله الحرب المروي القديم. ولم تقف الانتقادات لجماعة الغابة والصحراء علي ما ذكر عند تكوينها في الستينات بل لاحقتها الانتقادات حتي الوقت الحاضر، إذ يقول الكاتب والناقد الشاب غسان عثمان واصفا تجربة الغابة والصحراء بالوعي المشوه:



    (والسلطنة الزرقاء التي توصف بشراكة عربية إفريقية/إفريقية عربية موصوفة بالسلطة السودانية، هذا اللقاء الذي فجر كوامن الشاعر محمد عبد الحي (1944- 1989م) في قصيدته (العودة إلى سنار 1962م) ليقول في النشيد الثاني:



    "افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة، افتحوا الليلة أبواب المدينة..

    بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –"

    من بلاد الزَّنج ؟" لا

    أنا منكم. تائه، عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ".)


    ويستطرد الأستاذ غسان موضحا وجهه نظره ، هذه أزمة الثنائية في هويتنا القومية، أي الجمع بين العرب والأفارقة بشكل إثني، وهنا مكمن المشكل، لكن الجسم الثقافي السوداني قويم وقديم، وإن ظل يتخفى عنا بسبب لا عقلانية الممارسة السياسية، وبفعل أن مؤرخينا بمختلف توجهاتهم الفكرية كانوا من أصحاب منطق إما..وإما !، (مدرسة الغابة والصحراء)، أو حصر التعدد في السودان في (الأفروعربية)، وكأن التعدد يساوي التقابل، تجليات هذه الثنائية المشوهة.


    ورغم كل هذه السجلات الباكرة واللاحقة في التوجهات الثقافية الا ان من الثابت أن طليعة المثقفين السودانيين لم تتأخر ساعة في تأكيد انتماءها الافريقي الأصيل وتفاعلها بقضاياه وبعض شواهد ذلك، الانفعال الشعبي بالتظاهرات وقصائد الرثاء العديدة عند إغتيال الزعيم الكونجولي بياتريس لومببا علاوة علي الوقوف الصلب مع حركات التحرر في كافة الدول الأفريقية. وظهرت جليا رغبة النخب الشمالية ووعيها بتركة الاستعمار وبذور التفرقة وأيضا رغبتها في تضميد جراح الفرقة بين شطري الوطن وذلك عبر تضمين مشاعر ومعاني الوحدة في الأعمال الأدبية بل وفي المقررات المدرسية ولعل اختيار قصيدة الشاعر الاستاذ عبداللطيف عبدالرحمن محمد خير (منقو زمبيري) لتدرس في المدارس الابتدائية يننئ بوعي عام عند المثقفين بسياسة المستعمر الرامية لفصل الجنوب عن الشمال. القصيده قالها الشاعر في وداع زميله منقو زمبيري في الأربعينات والذي تم نقله من مدرسة بخت الرضا في الدويم، وسط السودان للعودة والعمل في مدرسة ملكال في جنوب السودان . يقول الاستاذ عبداللطيف عبدالرحمن مخاطبا زميله ابن الجنوب منقو:
    *أنت سوداني وسوداني أنا *
    ضمنا الوادي فمن يفصلنا*
    *نحن روحان حللنا بدنا *
    *منقو قل لا عاش من يفصلنا *
    *قل معي لا عاش من يفصلنا*.

    ولعلي أختم هذه اللمحة التاريخية المختصرة بذكر نموذج ملهم لتعدد التجارب الأدبية المدركة لخصوصية القومية السودانية ،خارج أطر الجماعات الأدبية المختلفة، مثله الشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتورى بكل زخم هوياته المكونة وتلك التي عاشها وتعايش معها وانفعل وتفاعل مع تقلباتها وعبر عن كل ذلك التعدد الزاخر وعيا وأدبا راقيا. فالاستاذ الفيتورى ولد في دارفور وعاش في مصر وعمل في ليبيا وحمل جنسيتها ومات وهو عاشق لتراب المغرب وتغني لافريقيا إنتماءا وحبا وللعروبة أيضا ، وعبر عن مكنونات نفسه بشجاعة ، ورثا الزعيم الشيوعي السوداني عبدالخالق محجوب وعوقب تبعا لذلك من قبل (قوي الرجعية) وكتب وأبدع وتحلق عاليا في سماء الصحافة المصرية والليبية والسودانية وعاصر كل تناقضات الانظمة بوعي وجلد وصبر ، وظل رمزا وصوتا جهيرا وتجسيدا حيا ونموذجا باذخا للمقدرة الفائقة علي إدارة الهويات المتعددة، تلك التي أثرت وجدانه وثقافته العالية. ولعل سيرته تشكل نموذجا ذاخرا جديرا بالدراسة والتحليل والتعلم .



    لكن رغم الوعي الباكر بقضية الهوية الوطنية عند جيل ما بعد الاستقلال في السودان تعرضت هذه المفاهيم وما صاحبها من حراك ثقافي ومجتمعي لضربات الانظمة الحاكمة المتعاقبة التي أفسدت ذلك الحراك التلقائي اللازم لتطور الوشايج الوطنية تماما كما عانت النخب الجنوبية بدورها تغريبا وعزلة داخل بلدها وجحودا سياسيا لبعض خصوصيتها من قبل الانظمة القمعية عزز من اتجاهها جنوبا والانكفاء نحو أفريقيا ،وفي نهاية المطاف غربا حينما لم تجد ما تصبو اليه ويعزز احساسها بالانتماء لذلك الوطن الكبير. لقد كان استقلال السودان حدثا غريبا أشبه ما يكون بتنفيذ اتفاق وترتيبات عنه من تتويج معترك تحرر ونضال وساهم الانجليز في ترتيب أوضاع ما بعد الاستقلال وخلقوا طبقه موالية لهم من النخب السياسية وتم تسكينهم في الوظائف العليا عبر ما يسمي بسودنة الوظائف وتم تصميم وتبعية نظم الإدارة والتعليم للنظام الانجليزي بل وحتي القانون تم فصله الي شرعي ومدني رغم اعتراض الحزب الجمهوري عند بداية هذه السياسات عند تكوين المجلس الاستشاري لشمال السودان في الأربعينات والذي رأي فيها الحزب الجمهوري بذرة لمخطط فصل الجنوب عن الشمال.



    نواصل في المقال الاخير رقم 6.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de