يوماً بعد يوم تتكشف تلك الخفايا .. ويوماً بعد يوم تتكشف تلك المفاسد التي كانت تنهش مفاصل وأمعاء دولة السودان برا وبحرا وجواً .. ولقد أنخدع الشعب السوداني في هؤلاء كثيراً وكثيراً .. حيث كان هؤلاء يدعون التقوى والصلاح منذ مقدمهم للسلطة .. وكانت بوادر الصلاح والتقوى والعفاف تلوح في وجوههم عندما كانوا يزعمون بأنهم زاهدون عن متاع هذه الدنيا .. حيث كانوا يبدون صيحات : ( هي لله ،، هي لله ) .. ولكن مع الأسف فتلك أعمالهم وممارساتهم خلال الثلاثين عاماً قد أثبتت غير ذلك تماماً !.. كانوا يظهرون التقوى والصلاح في الوجوه وأعمالهم كانت تمثل أبشع ألوان الجرائم والمفاسد فوق وجه الأرض .. واليوم عندما تكشف ( لجنة إزالة التمكين ) تلك الحقائق المخيفة والمريرة يتعجب الشعب السوداني من فداحة تلك المفاسد التي كانت تجري في البلاد باسم الدين الإسلامي !.. وحتى لأزمان قريبة كان الشعب السوداني يعتقد بأن هؤلاء في السودان هم من أزهد الناس وأتقى الأتقياء الذين لا يركضون خلف متاع الدنيا الزائلة .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الحقائق التي تكشفها ( لجنة إزالة التمكين ) تؤكد بأن هؤلاء كانوا من أفسد الخلائق الذين حكموا هذه البلاد في وقت من الأوقات .. والصورة الحالية التي تكشفها الأيام تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه هؤلاء كانوا أبعد الناس عن تعاليم وأخلاقيات الدين الإسلامي .. وفي عرف الشعب فإن تلك الرموز الكبيرة التي مثلت تلك الجماعة الإسلامية في السودان قد بدأت الآن تتهاوى وتتساقط مقاماً ومكانةً وتقديراً .. وتفتقد مكانتها في نفوس الأمة السودانية .. حيث تلك الرموز الإسلامية الملطخة أيديها بالفساد والمفسدة في كافة مجالات ومرافق الدولة .. ومن المؤسف جداً أن لا يتواجد بين هؤلاء الرموز ذلك الرجل النظيف العفيف النقي الطاهر الذي يتقي الله ويخشى عواقب يوم الحساب .. وتلك الشخصيات الكبيرة التي كانت تجد الوقار والاحترام من كافة أبناء السودان في وقت من الأوقات بدأت الآن تفقد هيبتها ومكانتها في نفوس الشعب السوداني .. والشعب السوداني يتألم حسرة وأسفاً كلما تكتشف ( لجنة إزالة التمكين ) فضيحة من تلك الفضائح المجلجلة الغير متوقعة من هؤلاء !.. وأكثر أفراد المجتمع السوداني حائرون اليوم من فداحة تلك المفاسد الكبيرة التي كانت تجري في البلاد بأيدي هؤلاء .. والمؤلم حقاً أن تلك المفاسد والتلاعب والسرقات والمنهوبات كانت تتم باسم الدين الإسلامي .. ومن العجيب والغريب أن أحداً من هؤلاء الرموز لم يتقدم حتى الآن ليحتج وينفي عن نفسه تلك المفاسد القبيحة المنسوبة إليه !.. ولم يتقدم أحد منهم لينفي بأنه لا يمتلك تلك العشرات والعشرات من المنازل والعمارات والفلل والأراضي والأفدنة !.. ولم يدعي أحد منهم بأن تلك الاتهامات مجرد اتهامات ملفقة ومنصوبة إليه زوراً وبهتاناً .. وذلك السكوت والصمت يعني الإقرار بتلك المفاسد والسرقات والمنهوبات .. والأعجب في الأمر أن البعض منهم يرى أن تلك المنهوبات والمسروقات من الحقوق العامة والخاصة تحل لجماعاتهم دون الآخرين من أبناء الشعب !.. وتلك تبريرة من أغرب التبريرات .. ومعظم هؤلاء الذين كشفت التحقيقات بأنهم يمتلكون تلك الأعداد الكثيرة والكثيرة من المنازل والفلل والعمارات والأراضي كانوا لا يملكون ( كوخاً ) قبل مجئ نظام البشير !.. ورغم ذلك فإنهم يحللون ذلك النوع من استغلال الأوضاع لصالحهم ويجدون أن ذلك من حقهم .. حيث يحللون لأنفسهم ما يحرمون لغيرهم .. فهؤلاء ليلاً ونهاراً كانوا بنبحون في المنابر ويحرمون سرقة الحقوق العامة والخاصة ،، وفي نفس الوقت فإن تلك التحقيقات تؤكد بأنهم كانوا ينهبون حقوق وممتلكات دولة السودان !
تلك الحقائق التي تكشفها ( لجنة إزالة التمكين ) يوماً بعد يوم هي حقائق قاتلة وطاعنة في الصميم .. حقائق قد شوهت تلك التوجهات الإسلامية المزعومة كثيراً وكثيراً في كافة أرجاء العالم .. وتلك الشعوب الكثيرة التي كانت تسعى لتحقيق الشريعة الإسلامية في بلادها بطريقة أو بأخرى بدأت الآن تتراجع وجلاً وخوفاً ،، وذلك عندما تسمع تلك المفاسد الكبيرة وتلك المهازل التي مورست في السودان باسم الدين الإسلامي .. وبالتالي فإن هؤلاء الذين حكموا البلاد لثلاثين عاماً بفرية الدين الإسلامي قد شوهوا صورة الإسلام كثيراً وكثيراً .. وسوف يسألون عن تلك المتاجرة باسم الدين في يوم القيامة .. والعقلاء الذين يراقبون تلك الأحوال عن كثب يقولون أن هؤلاء الجماعة في السودان قد شوهوا صورة الإسلام السمحة بتلك الممارسات القبيحة الشنيعة !!.. ومن الملاحظات العجيبة أن تلك التجارب الإسلامية التي تمت في الكثير من الدول العربية في السنوات الأخيرة كانت بريئة في معظمها من تلك المفاسد في الأموال والممتلكات العامة والخاصة .. ولم تحدث تلك المفاسد والسرقات بتلك الكثافة والقباحة إلا في دولة السودان .. وهؤلاء بتلك الممارسات الساقطة القبيحة المنكرة قد أفقدوا مكانة الإسلام في قلوب الكثيرين من المسلمين في أرجاء العالم .
الشعب السوداني يتساءل اليوم في حيرة شديدة ويقول : ( كيف لتلك الرموز الكبيرة التي كانت تدعي الصلاح والإصلاح أن تواجه الشعب السوداني بعد تلك الفضائح التي تجلجل الآن في الساحات السودانية ؟؟ ) .. وبأي وجه سوف يواجهون ذلك الشعب السوداني الذي كان يعتقد فيهم الصلاح والتقوى في يوم من الأيام ؟؟.. وبأي مقدار من الوقار سوف يتقدمون تلك الصفوف ليصلوا بالناس كما كان في السابق .. وتلك النفوس التي تقف من ورائهم في الصلاة بدأت الآن تشكك في سلامة معتقداتهم ؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست