بعد أن فشل مشروعه التآمري التخريبي ضد ثورة ديسمبر المجيدة، التي خانها وخان الوطن والشعب، وواصل تنفيذ مخطط الكيزان بإشعال الحرب في 15 أبريل 2023، عقب فشل إنقلاب 25 أكتوبر 2021. لجأ مجرم الحرب البرهان إلى تقليعة جديدة وهي تغيير علم السودان واسمه. لكن هذه المسرحية البائسة لا تخفي حقيقة الهزائم المتتالية التي مني بها في الفاشر وبابنوسة، الواقعة في ولاية غرب كردفان الغنية بالثروة الحيوانية والصمغ العربي والفول والسمسم، والبترول والغاز. هناك انكشف عجز الطبقة الطفيلية التي ظلت تنهب موارد البلاد باسم الوطن، وتوظفها لخدمة مصالحها وتنفيذ أجندتها القذرة ضد الشعب. البرهان وداعموه من الإنتهازيين والفاسدين الذين يعيشون على المال الحرام، لا يغير من حقيقتهم تبديل علم أو اسم، ما دام اللصوص والقتلة الأشرار هم المتحكمون في القرار. الحل الوطني الحقيقي لا يكمن في تغيير الرموز الشكلية، بل في تغيير العقلية حتى يتمكن السودان السير في الإتجاه الصحيح، أولى خطوة تبدأ بصياغة عقد إجتماعي جديد يعبر عن إرادة الشعب السوداني بكل تعدده وتنوعه الإجتماعي والثقافي والفكري والسياسي، ويؤسس لدولة القانون والمؤسسات، وتفكيك شبكات الفساد في الأجهزة العسكرية والمدنية، وإستعادة الأموال المنهوبة من عرق السودانيين، ومحاكمة رموز نظام الإنقاذ المجرم الذين أطاحوا بالنظام الديمقراطي عام 1989، وفصلوا الجنوب، ووسعوا رقعة الخراب والدمار، وأشعلوا الحروب، وآخرها حرب ٢٠٢٣/٤/١٥، التي قضت على الأخضر واليابس. المطلوب الآن هو وضع حد للفوضى التي يمثلها الكيزان وكل من دار ولف في فلكهم، تأسيس جيش وطني مهني مهمته الأساسية طاعة إرادة الشعب وتنفيذ قرارات الحكومة المدنية، وترسيخ الديمقراطية في إطار دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية علمانية. الحقيقة الجوهرية التي يجب أن يعرفها الجميع وهي ركيزة من ركائز علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، حقيقة علمية تعبر عن نواميس الحياة تقول: لا تقدم ولا إستقرار بلا ديمقراطية، حرية، وعدالة إجتماعية.
الطيب الزين كاتب وباحث في قضايا القيادة والإصلاح المؤسسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة