كتب الأستاذ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ خمس مقالات في صحيفة "الديمقراطي" في شهر مايو المنصرم تحت عنوان (ﻧﻤﻮﺫﺟﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻤﻈﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ "ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ"). وهي مقالات تستحق الوقوف عندها للمساهمة في نقد المجتمع المدني بغية تطويره والارتقاء به. أحاول في هذا المقال الأول تلخيص ما ورد في المقالات، بالتركيز على ما يخص المجتمع المدني مباشرة، دون التفريعات الأخرى، وباختصار أرجو ألا يكون مخلا . ، ليكون التعليق من بعد. يرى الصادق أن المجتمع المدني له دور سالب في ﻤﺂﻻﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭالتردي المعيشي ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻇﻞ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ، ولم يمارس ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ . ﺃﺗﻴﺤﺖ لعناصر المجتمع المدني ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻇﻔﺖ. ولقد ﺍﻧﺤﺮﻓﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺃﺳﺮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﻤﻈﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ، ﻛﻤﺎ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﺍﻟﻤﻈﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ للوصول ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ. وتطرق الصادق إلى ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ الذي ﺧﺎﻃﺐ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺿﺒﻂ ساعة ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻧﺠﺢ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻧﺘﺤﺎﻝ ﺻﻔﺔ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻮﻳﺾ، ﻭﺻﺎﺭ ﻛﺎﻷﺣﺰﺍﺏ، ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ. انعقد في أديس أبابا اجتماع ضم الدكتور أمين مكي مدني، والدكتور بابكر محمد الحسن، والأستاذ الصادق علي حسن "كاتب المقالات" ، بتسهيل من المجموعة السودانية للديمقراطية أولا ، التي كان يرأس مكتبها التنفيذي الأستاذ عبد المنعم الجاك، حدد فيه المجتمعون أنهم لا يمثلون المجتمع المدني، وأنهم عبارة عن مبادرة وأنَّ هذه المبادرة ستطرح للمنظمات المجتمع المدني في الداخل، وهي التي تقرر بشأنها، كما رفض دكتور أمين تسميته برئيس المبادرة، وظل يردد بأنه لن يقبل تولي أي مهام متعلقة بالمجتمع المدني أو وظيفة إلا بالانتخاب. لم تبد كونفدرالية منظمات المجتمع المدني حماسا لمبادرة المجتمع المدني ، كما أبدت (دافس) تحفظات عليها. و(دافس) هي شبكة من منظمات دارفورية، برئاسة الأستاذ حامد علي نور، وكغيرها من شبكات المجتمع المدني لم يكن ل(دافس) تنظيم بمعناه الدقيق، بل تجمع لقوى مدنية مثل حملات المناصرة، ولم تكن لها اجتماعات راتبة ، وكان ينشط بها الصادق آدم إسماعيل (المعروف بالصادق الزعيم). انعقدت لاحقا الجمعية العمومية للمبادرة، وتم انتخاب الدكتور أمين مكي مدني رئيسا والدكتور بابكر محمد الحسن نائبا له، كما تم انتخاب الأستاذ حامد علي نور أمينا عاما . وانعقد الاجتماع التأسيسي لنداء السودان بأديس أبابا بتسهيل من المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً. وبعد وفاة أمين وابتعاد بابكر بسبب المرض أصبحت مقاليد الأمور بيد حامد علي نور وحدث صراع داخل المبادرة. حدث استقطاب وانقسمت المبادرة إلى فريقين فريق قاده أمين عام المبادرة الذي تم انتخابه حديثاً الأستاذ حامد علي نور، وفي معيته الصادق الزعيم من جهة، والأستاذ مهيد صديق وآخرون من جهة أخرى، وعمل الأستاذ حامد علي نور ومجموعته على إبعاد سكرتارية اجتماعات نداء السودان بباريس . ووفقا للنظام الأساسي لمبادرة المجتمع المدني يفترض أن ينعقد اجتماع الجمعية العمومية كل أربع سنوات، وانقضت السنوات الأربع ولم تنعقد الجمعية العمومية! وأوقفت المجموعة السودانية للديمقراطية أولا تمويل المبادرة. وليس للمبادرة الآن وجود فعلي ولا وجود مؤسسي. خرج نصف اللجنة التنفيذية من المبادرة وعملت على تكوين تجمع القوى المدنية، وابتعد أمينها العام حامد علي نور واستقر بالخارج، وسيطر الصادق الزعيم على مقاليد الأمور فيها، وصار من بطانة المكون العسكري!! . ومنذ سقوط النظام عجزت المبادرة عن عقد ورشة واحدة أو منتدى واحد، أو لقاء، أو حتى اجتماع لعضويتها؛ وصارت عبارة عن شنطة يحملها الصادق الزعيم، ويحضر بها الاجتماعات، ولأن المساحة خالية، صار باسمها ومن هم حوله يقدمون الترشيحات للمناصب الدستورية والمفوضيات ومؤسسات الدولة الأخرى، ويحتجون بها أمام مكونات قحت، وليس لأي منهم منظمة تعمل أو مقر. ووجد المكون العسكري بمجلس السيادة، الذي تغول على السلطة التنفيذية وتمدد بفرض سياسة الأمر الواقع، وجد ضالته في هؤلاء النفر. وقال الصادق أن الكيان الثاني، الذي مارس الاحتيال السياسي، هو تجمع القوى المدنية والذي انشق عن الكيان الأول "مبادرة المجتمع المدني"، وانضم لقوى الحرية والتغيير، ويمثله مهيد صديق مع فئة قليلة ومحصورة العدد. تم كوين تجمع القوى المدنية بعد اندلاع ثورة ديسمبر، وقال كاتب المقالات تمت دعوة هيئة محامي دارفور لتكون جزءا من التأسيس، وتم الإعلان عن تجمع القوى المدنية بالرغم أن الاجتماع الخاص بمناقشة الأمر لم ينعقد بسبب عدم اكتمال الحضور. طلبت هيئة محامي دارفور اجتماعا بتجمع القوى المدنية اعتراضا على بعض القرارات. تغيبت قيادات التجمع عن الاجتماع واعتذروا بأنهم منشغلون باستضافات في أجهزة الإعلام المختلفة، التي أحدثت لهم "ربكة" بتعبير الأستاذ مدني عباس . إن تجمع القوى المدنية لا يرتكز على مرجعية سليمة، بل هو أقرب للشلة، ولكن بهذه الشلة شخصيات معتبرة، ولغالبية أعضاء تجمع القوى المدنية منظمات مدنية ومقار، كما لهم علاقات مع منظمات دولية ممولة، كما استفاد من علاقته بالمجموعة السودانية للديمقراطية أولا، ومن خلالها ساهم التجمع في توفير المعينات للمعتصمين بتمويل من مبادرة العمل المفتوح OSIEA. وقال الصادق نتيجة لانغماس مبادرة المجتمع المدني وتجمع القوى المدنية في ممارسة الأنشطة السياسية، بل وتدافع عناصره بالمناكب مع قيادات الأحزاب، تحولتا فعليا لتنظيمين سياسيين، يمارسان الاستقطاب السياسي، ويستخدمان أدواته في التنافس والكيد الرخيص، لذلك فقد المجتمع المدني مكانته الرائدة واحترامه. إن كياني مبادرة ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، مارسا الاحتيال ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻤﻈﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺃﺿﻌﻔﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ودعا الصادق لاستبعاد تجمع المهنيين والمبادرة وتجمع القوى المدنية من الساحة السياسية لأنها أضرت بالعمل المدني والنقابي. ويمكن اختصار ما سطره قلم الصادق فيما يخص دور تجمع المهنيين وتجمع القوى المدنية في الاعتصام، يمكن اختصاره في كلمتين هما (غياب الشفافية)، وتحدث عن دور مزعوم للسفاح صلاح قوش في الاعتصام ننتظر أن يفصح الصادق عن ما لديه. ونعقب على هذا الطرح في المقال القادم بإذن الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جعفر خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست