تعريف العلمانية بقلم:عبدالعليم شداد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2021, 12:44 PM

عبدالعليم شداد
<aعبدالعليم شداد
تاريخ التسجيل: 09-18-2014
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعريف العلمانية بقلم:عبدالعليم شداد

    11:44 AM February, 02 2021

    سودانيز اون لاين
    عبدالعليم شداد-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    بالرغم من الاهمية العظيمة لتعريف العلمانية الا ان تعريفاتها ظلت علي الدوام تعريفات جزئية غير واضحة مما جعل لها وجوها ومفاهيم متعددة جعلت المدافعين عنها يدافعون عنها من احد الوجوه والذين يهاجمونها هم كذلك يهاجمونها من الوجوه الأخرى, فمثلا عند تناول مسألة العلمانية والدين سيجزم الكثيرون بان العلمانية ضد الدين بينما يجزم البعض الاخر بانها ليست كذلك والحقيقة هي ان العلمانية (ضد الاله نفسه) أيا كانت حقيقته واسمه وضد كل عمل يترتب علي الايمان به فهي ليست ضد الاديان اذ تعمل علي تأطيرها في اطار محدد فلا مشكلة للعلمانيين مع دين يظل مجرد طقوس رياضية او نفسية مقطوع الاثر من اله حي يأمر وينهي ولهذا نجد أن العلمانيون دائما ما يشجعون كثرة الاديان او تعدد الاديان في الدولة الواحدة فهذا هو الوتر الذي يتلاعبون به دائما فالاطار الذي يريدونه للأديان هو ان تكون مثلها مثل الاندية الرياضية او مثلها مثل المجموعات الثقافية يختار الناس منها ما يشاؤون لأجل الترفيه النفسي او التسلية وتمضية الوقت والمتدينون (رجال الدين) عندهم هم فئة من فئات المجتمع مثلها مثل اصحاب الفرق المسرحية والفنون الشعبية والفلكلورية لهم حيز محدد ومهام محددة لا يتجاوزونها.
    بدأ ظهور العلمانيين كفئة منظمة في القرن الثامن عشر في اوروبا وقد كان ظهورهم بعد صراع عنيف بدأ بين المسيحيين الاوربيين فيما بينهم ومن ثم اصبح الصراع بين العلمانيين وبين المؤمنين المسيحيين الذين كانت تمثلهم الكنيسة وفي هذه المرحلة كان الصراع صراعا بين المؤمنين بالغيب (الاله) وبين الدنيويون الذين لا يؤمنون به لينتهي لصالحهم بوسائل متعددة منها الثورات السياسية المعد لها جيدا في بريطانيا وفرنسا والمانيا و هولندا وروسيا وغيرها وساعدهم في تحقيق هذا النصر بعض العيوب الموجودة في الكنيسة والعقيدة المسيحية وانظمة الحكم السائدة في ذلك الوقت ومن ثم بدأوا في تشكيل المجتمعات الاوروبية علي اسس جديدة تمت فيها تربية الناس ليكونوا علمانيين دنيويين لتكون نتيجة ذلك أن أصبحت الكنائس اليوم في اوروبا خالية مهجورة لا يدخلها احد وقد عبر عن ذلك المصور الفرنسي فرانسيس ميسليت في كتابه المشهور (الكنائس المهجورة - Abandoned Churches) الذي استعرض فيه العديد من الكنائس المهجورة بمقاعدها الفارغة المليئة بالأتربة التي لم يدخلها احد منذ عشرات السنين لأنها اصبحت بلا حوجه وفي تقرير عن وضع الكنائس في اوروبا ان أوروبا بها نحو ستين ألف كنيسة ودير ولكن عدد الكنائس التي تشهد ممارسة دينية مستمرة لا يتجاوز بضعة الاف لذلك نجد ان بيع الكنائس في اوروبا وامريكا اصبح امرا عاديا حيث يتم بيعها لمستثمرين يقومون بتحويلها لمحلات تجارية او فنادق أو صالات عرض أو لأنشطة تجارية أخرى فعدد الذين يذهبون الي الكنائس اصبح اقل من عشرة بالمئة من السكان ومن ثم ظهرت ظاهرة الالحاد التي لم تعرفها البشرية من قبل حيث وصل عدد الملحدين الذين لا يعترفون بوجود اله الي اكثر من ربع السكان في الولايات المتحدة حسب اخر الدراسات اضافة الي ارتفاع عدد اللادينيين الذين وصل عددهم لأكثر من خمسين بالمئة وكل هذا يعتبر نتيجة طبيعية لسياسات العلمانيين في الاعلام والتعليم ونشرهم للنظريات العلمية الوهمية التي تحقق اهدافهم.
    لقد كان ظهور الدول والحكومات العلمانية هو نقطة تحول ضخمة في حياة البشرية فلأول مرة في تاريخ الانسان يصبح الحكام والحكومات هم الذين يعملون علي القضاء علي فكرة (الايمان بالغيب) التي تتميز اهم سماتها في وجود اله خالق يختلف الناس في مفهومهم له ولكنهم جميعا يقرون بوجوده ولهم طرقهم المختلفة في عبادته ففيما مضي لم يكن شعب من شعوب العالم الا و له اله يعبدونه بإخلاص ففي اسيا كان للهنود الهندوس المئات من الالهة مثل راما وبراهما والصينيين كانت لهم الهتهم كذلك والفرس وقدماء المصريين وسكان امريكا الاصليين واليونانيين قبل المسيحية عبدوا زيوس واثينا والعرب قبل الاسلام كانت لهم اللات والعزي وغيرها كل ذلك اضافة للأديان السماوية المعروفة وغير المعروفة فقد عبد الانسان كل شيء تقريبا فهناك من عبد الشمس والقمر والنار والحيوانات والعواصف وغيرها فوجود الاله امر تدركه النفس البشرية وتحس به ولكن بعد ظهور المشروع العلماني الذي قام منذ بدايته بوضع برنامج شامل يؤدي الي انسان فاقد الاحساس بإلهه اصبح معظم الناس لا يشعرون بوجود اله وضعفت الاديان فكيف يخضع الناس لإله لا يرونه او يحسون بوجوده.
    لقد جاء المشروع العلماني بمفاهيم وانظمة جديدة شملت كل جوانب الحياة مثل النظام الاجتماعي ونظام الاسرة والنظام السياسي والاقتصادي وحتي مفهوم الناس للكون وجغرافية الارض وطبيعتها. وكل هذه الاسس والقواعد تقوم الحكومات منذ زمن عن طريق مناهج التعليم ووسائل الاعلام المختلفة بغرسها في نفوس الاطفال منذ نعومة اظفارهم والهدف النهائي منها هو إضعاف احساس الناس بالغيب مما أدي الي انتاج شعوب علمانية دنيوية لا تؤمن الا بالمحسوس ففي الجانب الاجتماعي جاء العلمانيون بمفهوم المساواة المطلقة بين المرأة والرجل وهذا بخلاف المفهوم القديم الذي كان سائدا في كل المجتمعات والذي كان ينظم الاسرة وينظم العلاقة بين الرجل والمرأة فقد كان الرجل هو قائد الاسرة ورئيسها والمسؤول الاول عنها وعن توفير احتياجاتها والمرأة هي نائب الرئيس والاولاد هم الرعية وما سوى ذلك هو مجرد استثناء اما نظام العلمانيين فهو نظام البحث عن المساواة الكاملة حيث لا يوجد رئيس ولا نائب رئيس ولا رعية كما انهم يجتهدون غاية الاجتهاد في جعل المرأة تعمل خارج البيت مثلها مثل الرجل لتقوي وتستغل ماليا ومعنويا عن زوجها فجعلوا الاسرة عبارة عن حشد بلا قيادة فتم تخريب الرابطة الاسرية تحت شعار المساواة اضف الي ذلك انه في كل الدول التي ساد فيها نظام العلمانيين الاجتماعي تتم تربية الاطفال علي انهم شخصيات مستقلة عن ابائهم وامهاتهم والسجن هو مصير الاب ان حاول تأديب ابنه أو ابنته في البيت ففقد الاب سلطته فانهارت بذلك منظومة الاسرة تماما وهذا أمر واضح لا جدال فيه في كل دول اوروبا وامريكا حيث اصبح الزواج بلا قيمة وأصبحت المساكنة (العيش معا كالأزواج ولكن بلا زواج) هي الاصل وبانهيار الاسرة انهارت العلاقات الاجتماعية الممتدة وانغلق الناس حول ذواتهم وشهواتهم ومما يؤسف له انحدار الحال ليصبح أمرا مستساغا ان يتزوج رجل برجل وان يتم تشجيع ذلك بالقوانين فاليوم هذا الزواج القبيح اصبح معترفا به في اكثر من خمسة وعشرون بلدا ابرزها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وفيما يتعلق بالاقتصاد او سبل كسب العيش تم تحويل الناس الي الات عاملة لجمع المال فجعلوا الاسرة كلها بنسائها ورجالها تعمل في ظاهرة تاريخية فريدة وتركض ليل نهار طول العام بحثا عن السعادة والرفاهية ومعلوم ان شدة المبالغة في العمل من اجل البحث عن المال وتحصيله تشتت الذهن وتنسي الناس انفسهم فيصبح التفكير في (اله) لا يرونه نوعا من الخيال اللاواقعي , كما قاموا بتقنين الرباء وجعلوه اساسا لعمل البنوك والتعاملات المالية العالمية ومن ثم تم تشجيع الناس علي التوسع في الاستهلاك و الاستدانة من البنوك والجدير بالذكر ان عملية تشتيت الذهن هذه تبدأ منذ دخول الاطفال للمدارس حيث يتم السيطرة علي عقولهم وتشتيت اذهانهم عن طريق كثرة المواد الدراسية غير موحدة الهدف والمحشوة بالكثير من اللغو. اما في الجانب السياسي فتقوم سياسة العلمانيين (خاصة في اوروبا) علي اعطاء الشعوب حرية وهمية بينما يعملون بقوة باطشة لحماية فكرتهم فهم يعملون بسياسة الهجوم الدائم فالآخرين عندهم دائما مستبدون متخلفون ظلاميون الي اخر القائمة من صفات بينما هم دائما رعاة الحرية والمساواة وما الي ذلك وقد اداروا الشعوب عن طريق استغبائها بحيث لا تعرف من يحكمها ولا تعرف اهدافه النهائية وذلك بصناعة ما يسمي بالمسرح السياسي (ادارة اللعبة السياسية) فالقادة السياسيون الذين يظهرون علي الواجهة في معظمهم مجرد ممثلون أو زعماء مضحوك عليهم يؤدون ادوارهم المطلوبة منهم الي حين استبدالهم باخرين بعد استنفادهم لأغراضهم بينما يظل اصحاب اللعبة الحقيقيون غير معروفين للجماهير.
    بالنظر لكل ما سبق يمكننا ان نعرف العلمانية بالتعريف التالي (العلمانية هي مشروع يعمل ضد الله العظيم وفقا لبرنامج سياسي اجتماعي واقتصادي يهدف الي حرمان الانسان من الاحساس بالعلاقة الفطرية بينه وبين خالقه وذلك بالعمل علي اضعاف احساس الشعوب بالغيب من اجل انتاج شعوب علمانية دنيوية ملحدة ويعمل العلمانيون علي تحويل الاديان الموروثة من اديان تعبدية متصلة باله الي نشاطات شخصية مثلها مثل الانشطة الرياضية والثقافية) ومن هذا التعريف ندرك ان العلمانيين قد سرقوا فطرتنا وديننا بتوجيهاته وشريعته السمحة وحرمونا من الاحساس بالهنا فاصبحنا نقف امام ربنا في صلواتنا ونحن لا نشعر ولا نحس به فربنا الذي ليست لدي البشر قدرة علي تحمل رؤيته من شدة جماله وجلاله جعل فينا ما ندركه به وقديما لم يأتي رسول أو نبي ليقنع الناس ويتجادل معهم في وجود الله من عدمه فهذا امر كان مفروغا منه ولا جدال فيه فقد كانت رسالة الرسل حول ارشاد وتوجيه الشعوب وتعريفها بالإله الصحيح الذي تجب عبادته فالشيطان دائما ما كان يعمل علي صرف الناس عن عبادة الله الي عبادة الاصنام والاوثان والاديان المحرفة ولكن الشيطان اليوم وبواسطة هؤلاء الشياطين بدل طريقته الي ما نحن عليه اليوم اذ ينادي من ينادي بيننا بالدولة العلمانية دون ان يطرف له جفن.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de