تعددية التلب كتبه د.الطيب النقر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-22-2025, 12:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2025, 08:35 PM

الطيب النقر
<aالطيب النقر
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعددية التلب كتبه د.الطيب النقر

    08:35 PM July, 19 2025

    سودانيز اون لاين
    الطيب النقر-كوالالمبور-ماليزيا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم



    التِلِبْ، الحكيم الذي لم يختلي يوماً بكتاب، نراه دائماً، يظهر استنكاره المرير، لانحراف المجتمع عن قيمه النبيلة، التي كانت سائدة إلى عهد قريب، ويوضح بأن عقله، عاجز كل العجز، عن فهم ازورار الناس عنها، وانغماسهم في السفالة، والعهر، والفجور، دون أن يلاحظ حادب، أن حياة الناس نكرا، وفي أخلاقهم شذوذا، و يحصي لنا "التلب" الفيلسوف، صاحب "الأفق الواسع"، الذي نهضت فلسفته، على فكرة تعدد الزيجات، أسباب هذا التدهور المريع في السلوكيات، ويجملها في أثر الفروض الغائبة، في مفهوم المجتمع التعددي، فهو يرى أن الثقافة الغربية، التي أجرت العالم بأسره، على نمط واحد، السمة البنائية الجوهرية، الطاغية عليها، رغم ما مرّ بها من أحداث منوعة متعددة، هي دوران إمراة واحدة، في فلك الرجل، وهذه السمة، يجب أن تختفي، وتتوارى عن الأنظار، لأنها تناقض نفسها، وتهدم كل ما بناه الغرب، الذي لن يستطيع التقيد بالعدد الذي تواضعت عليه حضارته، أو يقتنع به اقتناعاً كاملاَ.
    والتلب، تاجر الأواني المنزلية والمتزوج من أربعة نساء، بعد أن يصل إلى هذه النقطة من حديثه المرسل، يلقي بنفسه علينا، ويتحفنا بأحاديث طويلة خرقاء، ما اطمأنت بها نفوسنا يوماً، ولا ارتاحت لها ضمائرنا، يدعي في سفسطة كلامه، أن الثقافة الغربية، أزرت بالتعددية الإسلامية، التي تطهر الناس من أوضار الرذيلة، فمجتمعاتنا، سوف تكون في مكانة، أرفع من هذه المنزلة، لو شاعت فيها فكرة التعدد، التي كانت ستسري عن مهجنا، هذا العناء المؤثل، ثم يصمت فجأة "التِلِبْ"، ويضطرب، وينتفض قائماً من جلسته، في لهفة وعجل، حينما يرى "بثينة" الغيداء، الطويلة، الفرعاء، وهي تتأود في مشيتها، متجة إليه، "بثينة" العاهرة، الماجنة، التي تحضر بصورة راتبة، في بعض من حاشيتها، إلى متجر "صريعها" التِلِبْ، هي الوحيدة التي تهدم لنا فلسفته، التي لم يشيدها قط على أساس مكين.

    التصاوير العابثة

    دلدوم، سائق التاكسي الموهوب، الذي اعتاد أن يعطي الداعرات من سابق فضله، ويسبغ عليهم من فيئه، اعتاد بعد أن يصلي العشاء في المسجد، أن يقضي زهاء الساعة، في خشوع وتدبر، ومسبحته العسجدية، لا تفارق أصابعه الغليظة، وبعد أن يقفر المسجد من المصلين، يسعى أن يغمض عينيه، ولكن النوم لا يجد سبيلاً إليهما، وسط هذه العبرات الحارة، التي تنهمر على خده انهمارا، دموع مصدرها، هذه الفروق الجوهرية، التي لا تسير على خط مواز متناغم، بين قيمه الميعارية، التي تحتكم إلى ما أنزله الله على أنبيائه، وبين نزعته الفنية، التي يدافع عنها وجدانه بالحق، وبالباطل، رغم أنها تتفاوت مع أطر العبادة والتفاني، إذن الاتساق الداخلي، الذي يسعى" دلدوم" لتحقيق توازنه، يقتضي منه، أن يتخلى عن تحفه الفنية، التي تحشتد البغايا لرؤيتها، كلما جلب بعضاً منهم إلى منزله، منحوتاته الرائعة، وتصاويره الدقيقة، التي لا تتمركز حول فكرة الاغواء، جسدت في الحق، "كآبة الساقطات"، و"عبثية العار" التي تشغل مساحات رحبة في تعابير وجوههن، إذن اللوعة المخيمة على وجوه المسافحات، هي الغاية التي تدفع "دلدوم" أن يطلب من المومس، أن تتجرد من ملابسها، وتنحني أمامه،، وتظل على هذه الهيئة طوال الليل، حتى تتسم تفاصيل منحوتته بالثراء، فرصد المشاعر الرازحة تحت وطأة العار، والسقوط، هو أزمة موغلة في القدم، عند من يتناولون العري بشكل حسي، و"دلدوم" التائه، وقف في معترك داره، التي تعج بالمنحوتات، والتصاوير العارية، جامداً ساكناً، قبل أن يهوي على تلك التماثيل، التي كانت تتطلب شهوراً طويلة في اعداد موادها، وتنظيمها، واستكمالها، بالركل، والتحطيم، وهكذا "بعثر" دلدوم مجسماته، وأشكالة، التي كان يقف حيالها موقف المشدوه بين الزهو والغضب.

    دورية أهل المخمل والديباج

    لم يكن من الصعب على لصوص
    المدينة، معرفة أمر "الدورية"، التي توافق عليها أبناء ذلك الحي، الذي اشتهر قاطنيه بالغنى والثراء، كان اللصوص على يقين راسخ، بأن شباب تلك الجهة، الذين تناثروا على أديمها، وأوحالها القذرة، وانبطحوا على حشيشها الأخضر المبتل، وهم يتصايحون، ويصخبون، سوف تفتر عزيمتهم، حينما ينال منهم الجهد، وتترنح أعينهم من شدة السهر الطويل، وبعد أقل من أسبوع، ارتد افتتانهم بالدورية، التي نالت استحسان أقطاب الحي، إلى نقمة وعبء ثقيل، فانكمشت همتهم، وتقاصرت، بعد أن استبان لهذه الفئة، التي لم يكن يعنيها أمر اللصوص اطلاقا، ولا تفكر فيه، أن عناء هذه الدورية، سيظل يلازمهم فترة غير قصيرة من الزمن، والشباب الذي يريد أن يحيا حياة مزدوجة، يجمع فيها بين القيم الموروثة، وبين الحداثة، التي يعد استكشاف أبعادها، وصورها أمراً مشروعاً، كان يشعر بأن هذا الالتزام المضني، وانفاق الليالي على مراقبة الحياط والجدر، من أجل الإيقاع بشخصيات ذات وجوه كامدة، غاية تقتضي منهم رجعة وشيكة، ولعل التعليل الطريف الذي لا يصح تجاهله، أن شباب تلك الناحية، كان يشعر بأن تعاقب اللصوص على "دورهم ومنازلهم" من الأوضاع الأزلية، التي لا يملك المرء إلا أن يقبلها على ما هي عليه، فاللصوص لن تقف دوريتهم الهزيلة تلك، عقبة كأداء في طريق تقدمهم، ونهب خيراتهم، إذن دوريتهم هذه، لم تعد تجدي نفعاً، خاصة أن السرقة التي تتفزع من هولها الأسر، لم تتوقف، حتى وهم يجوبون المنطقة بأسرها، السطو على المنازل شيء واحد يوقفه، وهو تحول أساسي يطرأ على واقعهم الاقتصادي المزري، وهذا لن يتحقق إلا بعد قرن من الزمان.
    أمست الدورية إلى حد بعيد، يتصدى لها أفراد، كان طريق الثراء مسدوداً أمامهم، من ضمن هؤلاء الأفراد "مجدي الأنوك"، وبرير" الخمرجي الحائر"، وجدهما لص عتيد، السمة الطاغية على حياة هذا اللص، هي التوتر الناجم عن الطموح الزائد عن الحد، "فجبر الدار" الذي يريد أن يغتني بين عشية وضحاها، وجد مجدي الأنوك وبرير، في نقاش عاصف حول الزخارف الموجودة في العملة السودانية، هل يطغى فيها جانب على جانب، أم هي متساوية، والغريب أنهما احتكما إلى اللص، بعد أن أعياهم المراء، و " جبر الدار" اللص المتوتر، الذي يرى أن هذا الجدال يشوهه، ويبتذله، ويحط من مكانته، أشهر" سلاحه الآلي" في وجه الأنوك وبرير، وطلب منهما أن يضرب كل منهما الآخر مائة جلدة، بخيزرانة كان يحملها "جبر الدار" في يده، بعدها لاحت على اللص المتمرس مظاهر انتهازيته، فأمرهما أن يدلانه في إطار حربه المستمرة على خصومه، على الأماكن التي يختفي فيها بقية أفراد العقد الفريد، شجعان المنطقة، الذين درّ "جبر الدار" من الطواف على منازلهم، أرباحاً وافرة، جعلت صيته ينتشر في كافة ربوع الولاية.

    السبت 19/7/2025

    Image



    Sent from Yahoo Mail on Android























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de