الشعوب السودانية يتعين عليهم مواجهة الحقائق بشكلها المجردة عندما تستباح حرمة الدماء في كل ركن من اركان السودان .ويتجه البلد الي الهاوية بسرعة يصعب اللحاق بها الا بالاعجوبة ،وقته يصبح مواجهه هذه الحقائق امر حتميا وليست احدي الخيارات. لان انهيار السودان ليس مثل سوريا واليمن وليبيا والصومال لان هذه الدول اسباب الصراع فيها اقل عمقا بكثير من السودان التي تعود بجذورها اكثر من قرن وبينهم دم مسفوك ومن دون توقف والثأر مطالب به غير متروك والحقيقة المجردة فالسودانيون مختلفين في كل شئ حتي علم السودان ولذلك ان احتمالات التقسيم امرا واردا ولكن لا احد يستطيع تصور الخريطة المتوقعة وعدد الدول و بالقطع بعيد كل البعد عن نظرية الحمدي التي يراهن عليها بعض الناس ويريدون التخلص من بعض اجزاء السودان .وبالرغم من القناعة بهذه الاحتمالات الكبيرة الا ان بقاء السودان موحدا اسهل وافضل للسودانين وللمنطقة . ◦ نعم ليس بالضرورة ان نحب البعض لان عمر السلطة في السودان تعمل عكس وظيفة الدولة وصناعة الكراهية ولكن مع ذلك ينبغي علينا جميعا ان نحن السودان .
◦ اولي ◦ هذه الحقائق ان السلطة الحالية جاءت بترتيب من المؤتمر الوطني للالتفاف علي ثورة الشباب. ◦ والحقيقة الاخري ان تنظيم مؤتمر الوطني في الواقع الفعلي ليس تنظيما اسلاميا ولا قوميا بل تنظيما جهويا عرقيا بعد طرد الترابي أنشأوا كيان عرقي جهوي واتوا علي رأسه الاسلامين منهم لا يزيد عدهم كثيرا عن اصابع اليدين في قمة الجهاز السياسي للاسباب التالية. ◦ اولا ◦ بغرض رفع الشعار القومي المحلي ◦ ثانيا ◦ تحميل مسوولية جرائهم للتنظيم الاسلامي ◦ ثالثا ◦ الاستفادة من دعم التنظيمات الاسلامية العالمية واغلاق فرصة الانفراد مجموعة الترابي في الساحة الاسلامية. ◦ رابعا ◦ الحفاظ علي الروح القتالية للجيوش التي تجاوزت عددهم اصابع اليد والتي فقدت العقيدة القتالية . ◦ هكذا ان السلطة الحقيقية بعد الترابي لا علاقة لها بالتوجهات الاسلامية سوي رفع الشعارات الخالية من المضمون وسلوكهم ابعد ما يكون من الاسلام وهو تنظيم عرقي بامتياز ويشغل غير الاسلامين منهم من التنظيمات الاخري مواقعا غير تلك التي في الواجهه ليتمكن الحزب من تسويق الشعارات الاسلامية واستمرار احتكار الساحة الاسلامية ،التي قامت عليها سلطة الانقاذ.. و يؤكده هذه الحقيقة ما قاله عبدالرحيم محمد حسين ليوسف الوالي وزير الزراعة المصري في وقته (حكاية الاسلام دا بتاع ناس ترابي بعدما طردناهم نحن نستخدمه كشعار فقط حتي لا تكون الساحة الاسلامية لوحدهم لاننا اقلية لا نستطيع الصمود من دون هذا الشعار ) انتهي . وشهد علي ذلك التنظيمات الاسلامية التي اتت الي السودان لتستظل في رحاب الدولة الاسلامية ورأوا غير ذلك وحصيلة رأيهم انها جريمة منظمة. ◦ اما قادة التنظيمات السياسية الاخري منهم من تم ادخاره لمثل هذا اليوم بامتيازات تصلهم عن طريق ذويهم تتم توظيفهم في الوظائف المعتبرة والمجزي ماديا او الدفع مباشر في بعض الاحيان وهم انفسهم يقدمون الدعم للمؤتمر الوطني خلف الابواب. ◦ عندما شعروا بان حكومتهم وصلت الي النفق المظلم بسبب الحصار الدولي والحروب الاهلية واختلفوا في تشكيلة الحكومة الاخيرة عندما اتهموا البشير بتسليم السلطة الهامش انصرف البعض من دعم الحكومة وادي ذلك الي قيام الثورة والتي قادمة لامحالة واسرعوا الي وضع سناريو و اعادوا انتاج نظامهم بصناعة القيادة لهذه الثورة وتكوين الحكومة بعد الثورة في مطبخ اثيوبيا والقاهرة بدأت تتضح ملامحها يوما بعد يوم . ◦ مهمة السلطة الحالية ◦ مطلوب منها ان تقوم بدور تمويه المجتمع الدولي والاقليمي والشعب السوداني باستمرارها عبر واجهه احزاب الفكة اليسارية بالتشاور مع قيادات المؤتمر الوطني في الخفاء وجعل بعض التعديلات الطفيفة بحيث يتمكنوا من الحفاظ علي عصب السلطة. نعم تم اعادة الانتاج بنجاح ولكن المخطط واجهه بعض الصعوبات في استمراره لأسباب كانت بعضها ليست في الحسبان. ◦ اولها ◦ المجتمع الدولي كشف المخطط من اول يومه عن طريق المخابرات الاسرائيلية عندما اعلنت بان النظام اعاد انتاج نفسه وبدأت تبتز بكشف الحقائق و دفعها نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي وكانت السلطة في الخرطوم مرغمة في السير نحو التطبيع والحكومة الامريكية تنتظر فتح السفارة الاسرائيلية في الخرطوم لتطور علاقاتها الفعلية مع الخرطوم و كلما اقدمت الخرطوم خطوة تحركت واشنطون خطوة للامام . ◦ ثانيها ◦ السلام مع الحركات المسلحة كانت سلطة الواجهه تتوقع ترتيب عملية السلام بعد ان تتمكن السلطة الجديدة وتحاور قادة الحركات علي الوظائف وبعض التنازلات الطفيفة في وسط شعارات الثورة بحيث لا يؤثر في جوهر السلطة. ولكن الذي حدث ان السلام يتطلب تنازلات حقيقية من ضمنها استهداف حقيقي لقيادات مؤتمر الوطني وصياغة جديدة للمؤسسات قد لا تستطيع المؤتمر الوطني الانفراد بالامساك بزمام الامور .ولذلك بدأوا يضعون العراقيل امام الحوار و تعثرت العملية السلمية ومن المحال ان يتم العملية السلمية بالرغم من ضروريتها لفتح العلاقات الدولية التي هي مرهونة بصناعة السلام. وحتي اذا تم التوقيع عليه لا يمكن ان يتم تنفيذ ماتم الاتفاق حوله اذا كان مؤثرا في بنية السلطة وخاصة البنود التي تستهدف قيادات الوطني والمحاكمات الجادة او تسليمهم للقضاء الدولي او الدخول بعمق واحداث التغير في المؤسسات الامنية واستقلال القضاء. ◦ فالسلطة الحالية وقفت حائرة امام هذه المستجدات مما تطلبت خروج الموتمر الوطني في العلن وبدأ الحوار مع بعض الاطراف في الحركات المسلحة وفتح قنوات الحوار مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو بواسطة التنظيم الذي انشق خصيصا لهذا الغرض ومن قبلهم مع المجموعة التي عرفت نفسها بالاتحادي الاصل في الوصول لتفهمات جريئة مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو ،لقطع الطريق امام حديث عن سلطة البقارة. هذه كلها اطراف من تنظيم الجلابة يعملون علي مبدأ اينما تمطر سوف يأتينا خراجك. ◦ .(وضرورة المعرفة -الاتحاديون -والمؤتمر الوطني والجلابة اسماء مختلفة لمسمي واحد وان وجدت تقسيمات داخلية للاستهلاك الخارجي ومن يقول غير ذلك اما يتعمد في خلط الامور او من حملة الاباريق كما يقوله عطرون ) . وان شذ بعض الجلابة مثل بعض قيادات حزب الامة من هذه الدائرة ومع ذلك لا يغير في الواقع شيئا لانهم يتفقون في الهدف النهائي. ◦ ومليونية جرد الحساب تم افشالها بالعنف البالغ من جهاز امن المؤتمر الوطني لتأكيد ان الفرصة الوحيدة لنجاح الثورة تتم بقيادة التجمع المهنين الجزء الذي تم تحضيره لقيادة الثورة القادمة اذا قامت . ◦ وفي اطار الحوارات التي يقوم بها المؤتمر تم استدعاء احدي الحركات المفاوضة من جوبا الي مصر بدعوة كريمة من صلاح قوش للتشاور بشان الحوار الجاري والمطلوب منه افشال الحوار لتكون ضمن الترتيبات خارج الحوار في اطار الوضع السياسي المتوقع علي رأسه صلاح قوش نفسه وان كره الثوار . ( ملحوظة ليس حركة الحلو) ◦ ثالثا ◦ العدالة لقد وضعوا لها الترتيبات الضرورية للالتفاف علي العدالة عبر جهاز قضائي مدروس يعرف المطلوب منه ولكنه اكثر من فضح خطة اعادة الانتاج لانها لم تستطيع التضحية حتي ببعض الافراد هو الشي الذي لم يكن مستصاغا منطقيا ومن المحال قبوله من الناحية العملية و من المستحيل التخطئ او الالتفاف علي العدالة برمتها. بالرغم من ان السلطة تمكنت من تجاوز محاسبة منسوبي المؤتمر الوطني من الجرائم الموجهه ضدالدولة بتغاضي عن ملاحقة المدخرات المسروقة وكبار تجار المخدرات ومتابعة اموال البترول وكل الفساد باعطاء المهلة الكاملة لازالة اثار الفساد والمهلة مازالت مستمرة . ◦ الا ان هناك من الجرائم كل عيون العالم مفتوحة لا يوجد الطريقة المناسبة لها للالتفاف حولها الا بإطالة امد المحاكمات والتلويح بها يوميا الي ان يحدث التغير المتوقع او السلطة العلنية للمؤتمر تعمل علي تقديم البعض لمحاكمات بموجب القانون الجنائي الذي لا يصلح معه حق الاعدام لمن تجاوز اعمارهم فوق العقد السابع وتعلن العفو العام علي البقية.وبالطبع الجلابة الذين يتم الحكم عليهم بالسجن سيظل عملًا صوريًا ولكن المطلوب منهم عدم الظهور او العيش في الخارج. ◦ صلاحيات سلطة الواجهه ◦ نعم تمكن حمدوك اتمام الاخراج ولكن وقف حائرا امام الترتيبات اللاحقة بالرغم من الاجتهاد وبل هو نفسه دخل في ذات النفق الاقتصادي بل ذات الطين بلة وباتت سلطته مهددة بثورة الجياع والعالم كله ينظر اليه بالشك والريبة والشعب يتململ وتتسارع ارهاصات الثورة والحكومة وصلت محطة من المحال الاستمرار الي الامام بدون الايفاء بمطالب الثورة في حدها الادني ورغبات المجتمع الدولي تتمثل في العدالة والطموح الامريكي ان يري عملا مقنعا ضد الاسلامين ولا تستطيع حمدوك لايفاء ايا منها والفرصة الوحيدة التي امامه العودة الي الوراء باعادة تسليم السلطة لاصحابها في اي شكل كان . ولذلك تطلب تدخل السلطة الحقيقية لانقاذ الموقف هو معني تحركات التي يقوم بها صلاح قوش بين الخرطوم والقاهرة والمشاورات المكثفة بشأن العملية السلمية واجراءات السيطرة علي الشارع وسيناريو جديد علي مسافة السكة. وقد يحتاجون الي اجراء اضطراري لقطع الطريق اي احتمال اخر . ◦ رابعا ◦ واحدة من الاشياء التي كانت غير متوقع ايضا موقع قوات الدعم السريع وقدرتها علي التأثير علي مجريات الاحداث وقد تعاملت مع هذه القوة ظاهريا بالود كشريك في التطورات السياسية والعمل سرا علي القضاء عليها عبر التفكيك قبل التوقيع علي السلام لان ايا كانت نوع السلام يتم التوقيع فمن المحال تستطيع السلطة في التنصل من الاتفاقيات التي وقعها قائد الدعم السريع بنفسه وبالتالي من المؤكد يؤثر قبضتهم علي السلطة .وهذا اذا لم يتم تعاون الشركاء الجدد مع الدعم السريع الذي هو وحده ازعج سلطة المؤتمر الوطني في الواجهه وفي الخفاء .ولكن قائد الدعم السريع نفسه ادرك ان الامور ليست كما كانت في عامها الاول عندما بدأ المؤتمر الوطني وجهاز الامن يمارس ادوات الضغط قد تكون بعضها كافية لتغير المسار وبدأ يفكر في عدة اتجاهات في وقت واحد ولكن كلها في سباق مع المؤتمر الوطني . ومهما كان ان الخروج من ورطة تسليح البقارة من المؤكد يحتاج لجهد غير قليل مهما توفر لديهم ادوات الضغط كمعادلة من الصعب تجاوزه هو معني تفكيرهم في الترويض الي حين يوم الضربة القاضية. ◦ نعم ان المؤتمر الوطني لديه ما يكفي من القوة للعودة للسلطة وتستطيع قمع كل الاحتجاجات ولكن ذلك ليس قبل التخلص من التنظيم الاسلامي وتبعاته من ناحية ومن ناحية اخري لابد من ان تكون الاوضاع سيئة لدرجة التي الشعب السوداني والمجتمع الدولي والاقليمي معا يتمنون عودة المؤتمر الوطني بدعوي ان الاوضاع التي كانت افضل بكثير مما هو عليها اليوم وغدا ولا شي يصلح الا بهم . وان التمارين العمليه جارية لترويج للمؤتمر الوطني بدءا من بعبارة معليش يا بشة وشغل كل الميديا بمقارنة الوضع عما كان عليه قبل الثورة .وبدأت السلطة في تنشيط رجال المؤتمر الوطني واعادة رجاله في الخارجية وتوجيه مهمة لجنة التمكين لملاحقة الاسلامين فقط وتم القرص في الاذن لبعض المندفعين من اعضائها وتنبيهم بمصير الاكرم وبدوي وامثالهم لقد كانت مغادرتهم ليس لانهم اقل كفاءة ولكنهم اصحاب القراءة الخاطئة للساحة السياسية .من المحال ان يبقي الوزير وزيرا لهذه الحكومة من دون موافقة مكتب غندور الذي اصبح مثل بيت النمل حتي بعض الحركات في جوبا وجدت شرف اللقاء. ◦ فالمطلوب الحوار المباشر مع الوطني وان الحوار الداخلي الذي جري في عهد البشير ليس هناك ما يعيبه سوي اليات التنفيذ وان حكومة البشير الاخيرة كانت اقرب لتحقيق العدالة من حكومة حمدوك هذه حقيقة وان الهبوط ايا كانت درجة النعومة افضل من تغير وجهه السلطة فقط مثلما يحدث الان وعلي الجلابة يلزمهم تحمل مسوؤلية اعمال سلطة المؤتمر الوطني بل كل الحكومات ما عدا الفترة التي كانت الترابي حاكما فيها .وفي كل الاحوال علي الجلابة جناحي الوطني من اليمين الي اليسار وما بينهما عليهم ان يدركوا ان مساحة المناورة باتت محدودة ومن المحال استمرار الاوضاع كما يتمناه القوش الذي يريد ان يفرض واقعا بمعادلات دولية علي مزاعم الافضال التي قدمها للثورة التي لم تصل لاصحابها وهو الموقف الذي بدأ الامام في تسويقه انطلاقا من الدبي والقاهرة. . ◦ ولكن المهم والافضل علي ابناء النيل ان يقودوا الحوار ككتلة واحدة لانهم شركاء في السلطة وان لم يكونوا شركاء في جرائم المؤتمر الوطني مثلما حدث في جوهانسبرج وقته ليس كل البيض كانوا في السلطة او استفادوا مباشرة من السلطة ،ولكن الجميع كانوا مستفيدين من الوضع الطبقي المميز من دون ان يكون لهم اليد فيها بل من دون ان يشعروا بانهم شركاء في الظلم . فالعنصرية في السودان ليست من صناعة الموتمر الوطني ولا قرارا من مجلس الوزراء في اي عهد وبل سلوك ممارس حتي في شوراع الحتانة هو الإحساس بالتميز صدقا او كذبا خلاصته احتقار الاخر، وتفصيل الارزاق علي الشكل وكل الذي يترتب علي الاحتقار حتي رفض السكن بالجوار مثلما يحدث في حلفا الجديدة مصدره الموقع من الطبقة الحاكمة وان احتمال الاخرين علي هذه الاوضاع لم يبق منه كثيرا. او كما يقوله اخي ورفيق الدرب الطويل محمد صالح يوسف افضل مغادرة السوق والحفلة قبل النهاية واضيف علي ذلك السلطة الظالمة. واكثر انواع الظلم القاتل هناك من يرفض حتي دعوته بالجلابة الا بالاسم الذي يختاره هو لنفسه هو السيد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست