تاكسي الخرطوم الأصفر بقلم:علي أبوزيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 11:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2021, 06:23 PM

علي ابوزيد
<aعلي ابوزيد
تاريخ التسجيل: 07-17-2020
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاكسي الخرطوم الأصفر بقلم:علي أبوزيد

    05:23 PM July, 03 2021

    سودانيز اون لاين
    علي ابوزيد-قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تاكسي الخرطوم الذي لاصاحب له وليس صديقاً لأحد . كانت العلاقة بينه وبين المواطن فاترة دائماً وفي ادنى حالاتها ، حتى في ظل ازمات المواصلات الخانقة في وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ففي عزّ ازمات المواطن كان يستمتع سائقو التاكسيات بأرستقراطيتهم وبرجهم العاجي، خاصّة وانّهم أصحاب سيارات بينما المواطن العادي يسير على قدميه .لم يبادروا يوماً للوقوف مع المواطن –الا في حالات نادرة طرحة لمدينة امدرمان فقط ولم ادر لماذا؟ -في محنه وازمات المواصلات التي كانت تعترضه،وبالمقابل لم يفكّر محمد أحمد في الاستعانة بالتاكسي الأصفر الاّ في حالة اوحالتين تمران عليه .
    الحالة الأولى عندما تكون زوجتك على وشك الولادة فتحجز التاكسي مذعناً من قبل أيام، لينقل لك زوجتك من الأحياء الطرفية الى مستشفى الولادة ، وهذا في حالة ان لم تكن هناك داية في المنطقة تقوم بالواجب وتكفيك شر الحجز والاذعان . والحالة الثانية عندما تكون انت او أي من اهلك على سفر في صباحٍ مبكّر فتقوم بحجز التاكسي مذعناً راضياً بكل الشروط والتوجيهات السديدة المملاة عليك منذ عصر اليوم الذي يسبق سفرهم.ويا ويلك أن ركبت التاكسي ، فسائقه يسرد لك كل المشاكل التي واجهته منذ ان اعتلى ظهر تكسيه الخردة هذا ، غلاء البنزين، وغلاء الاسبيرات وندرتها ، ومشاكل الاطارات ، وحفر الشوارع ، وصلف الزبائن ،وووو حتى يوجع قلبك ويدور رأسك ويُخرج ما في جيبك ،ثم تحلف بأغلظ الايمان بأنّك لن تعيد الكرّة مرةً أخرى حتى إن جئيت الى محطة القطار أو المطار راجلاً والشنط على رأسك وكرتونة الزاد على يمناك.
    تاكسي الخرطوم ليس كتاكسي أي مدينة اخرى ، هم موجودون في شوارع الخرطوم ولكن المواطن لا يراهم بالرغم من لونهم الأصفر الفاقع ولا يسروا ناظريه، ولا يطمع في ان يكونوا جزءً من حلول مشاكله والوصول الى اهدافه القريبة أو البعيدة. نأوا عن المواطن واعتلوا عليه فرآهم صغاراً ثم تركهم ولم يعد يراهم حتى في اماكن اصطفافهم الغزيرة في ساحة الوصول بمطار الخرطوم .
    بينما في المدن الأخرى خارج السودان ، هم اول الحلول لديك للوصول الى اهدافك،بل هم ينادونك بأبواقهم ليحملوك الى وجهتك أينما كانت قريبة أو بعيدة . قد يتركونك أذا كنت واقفاً على حافة الشارع ، وتستغرب!!!!! ، ولكنهم يتوجهّوا الى إمرأة معها طفل أو رجلٍ مسّن ، فترتاح لذلك ،يعطونك درساً في الانسانية ويذلّون انانيتك، يُشعرون الناس بأنّهم أصدقاؤهم وراغبون، بل مستمتعون بحمل الزبائن الى وجهاتهم.
    بعض التاكسيات خارج السودان تغيّر حالهم ، ارتدى سائقو التاكسي ربطات العنق ، ولم يعودوا يلتفتوا لزبائنهم المعتادين على حواف الطرق ، كانوا يركزّون فقط على المشابهين لهم في سحناتهم وجنسياتهم ،يتوقّفوا لهم ويأخذوهم ويتركوا الآخرين. ومالبثوا ان أختفوا عن اعين الناس ، واختفت تكسياتهم وهي موجودة ،ووجد زبائن الماضي بدائل أكثر صداقة منهم .
    امّا زبائن الخرطوم الدائمون فكانوا دائماً يبحثون عن خيارات غير تاكسيات الخرطوم الصفراء ، فجاءتهم البرنسيات ولبثت ما لبثت، ثم التكسيات التعاونية ولم تلبث كثيراً ، ثم جاءت الدفارات على شاكلة البرنسيات بل هي أكبر سعة ، ثم جاءت الحافلات الصغيرة ومكثت الى ان بدأ تطاولهم على المواطن ودس الفكّة واستهبال الكماسرة على المواطن وتحديد الأسعار وفقاً لهواهم الشخصي وبدأ اختفاءهم من حياة المواطن رويداً رويداً بحجة نقل المدارس ورياض الأطفال ، ثم جاءت سيارات امجاد ولبثت ثم بدأ اندثارها أيضاً.
    ولم يتبقَ الا اصدقاء المواطن ووجيع السيدات، الرقشة وسائقها الذي يكد على نفسه وعلى صاحب الرقشة ويرفع كيس الخضار، والرغيف،وكفاتيرات ست الشاي،وقفف الجرجير لبائع الخضار،وكيس الاسمنت، وانبوبة الغاز ويساعد في انزال الاطفال وركوب المسنين، ويعمل صاحبها اخصائي نفسي ومرشد اجتماعي وموجّه تربوي فإمتلك قلوب حرائر السودان قبل قلوب احرارها . فسائق الرقشة مواطن سوداني كأي مواطن ، لكنه لايشتكي لك عن الغلاء ،ولا عن معاناته في اصلاح رقشته وكم دفع مقابل ذلك ، ولايشتكي عن الحفر في الشوارع ولا عن مياه الامطار فهو يدخل الحفر ويسبح برقشته في مياه الامطار الراكدة،يدخل للأوحال بعجلات رقشته ويصعد للحجارة على جنبات الطريق،بل هو لايتحدّث كثيراً ولكنّه يبتسم كثيراً في كل المواقف طريفها وحزينها، ويغوص في الاستماع والاستمتاع بمشاكل زبائنه بينما تهُب عليك نسائم هواء عليل من جنبات رقشته.
    مؤسسات العمل في السودان العامّة والخاصّة ، وخاصّة بنوكها والعاملين في الخدمة العامّة والخاصّة ان لم يكونوا أصدقاء للمواطن السوداني وتعرّفوا على همومه واعانوه في حياته وعلى حمله الى وجهاته واهدافه القريبة والبعيدة سيكونون خارج حساباته ويخرجوا من حياته، ولن يكونوا جزءً من حلول مشاكله،وحتماً سيجد محمد أحمد البدائل الأكثر صداقة في كل مجالات حياته.
    علي أبوزيد
    3.7.2021























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de