وكلّ فطيمٍ ينتهي لفطامهِ - وكلّ كليبيّ وإن شاب راضعُ ،،،، الفرزدق ،،،،، "الحرية ليست هبة تمنحها الظالم، بل حقٌ ينتزعها المظلوم" ،،، نيلسون مانديلا،،
🩸كان يوم السبت الموافق الثلاثين من أغسطس آب ٢٠٢٥ يوماً تاريخياً فريداً في تاريخ السودان لأنه حمل وجهين متناقضين بين نيالا - حاضرة جنوب دارفور، العاصمة الإدارية لحكومة السلام والوحدة "تأسيس" وبورتسودان حيث تنزح العصابة الهاربة من الخرطوم والتي تدّعي زوراً وبهتاناً بانها تمثّل حكومة الأمر الواقع "لفئة من الشعب" بينما في الحقيقة ان هذا الشعب كله ثار لإسقاطها في سبتمبر لكنها الآن تحكمه قهرياً بسكاكين مليشيا البراء الإرهابية وبنادق قوات العمل الخاص المجرمة ،،،،، لقد كانت مناسبة أداء اليمين الدستورية لطاقم حكومة تأسيس بقيادة الرئيس محمد حمدان دقلو ونائبه عبدالعزيز آدم الحلو ورئيس الوزراء محمد حسن التعايشي وأعضاء المجلس الرئاسي أمام القاضي الدستوري إبراهيم شميلا ، كان يوماً كبيساً للعصابة النازحة في الكورنيش وكل مناصريهم من (انصار، إعلاميين، قونات وحتي لايفاتية وتيكتوكرز ونصبوا سرادقاً للعزاء وصيواناتٍ للطم الخدود وشق الجيوب وأصيبوا بحالاتٍ من الإغماء والهيستيريا لشعورهم بمرارة الفطام بعد سبعين عاماً من الرضاعة.
☀️لقد كانت الأيام التاليات في نيالا كلها أيامٍ للأفراح والليالي الملاح كيف لا، وقد تحرر شعوب الهامش وإلي الأبد من أغلال الدولة المركزية الظالمة التي نهبت مواردهم وبترولهم وصمغهم "السوداني وليس العربي" ومواشيهم وعوضاً عن أن تبني لهم دولة عصرية مكتملة المؤسسات والبني التحتية والخدمات الأساسية (شبكات مياه، كهرباء، طرق، جسور، مدارس، مشافي، مصانع، والأهم الأمن لحفظ الأرواح قبل الممتلكات، لكنها كافأتهم بإستخدام وحدة شؤون القبائل بجهاز الإستخبارات لنشر الفتن القبلية بين المكونات وزرع الخلافات بسياسة فرّق تسد لتستمر الحروب العبثية بتخطيط وتمويل وتشجيع وتسليح من أنظمة المركز حتي يتمكنوا من الإنفراد بالسلطة وسرقة الثروة وبناء العمارات وتبديد بقية الأموال في الرشوة السياسية لصناعة الفتن ،،،، لكن تلك اللحظات التاريخية من أداء القسم ثم رؤية الرئيس ونائبه يمشيان الهويني في شوارع وأسواق المدينة الساحرة تحيط به شعب هام بحبهم والثقة بهم ويتسابقون لمصافحتهم وأخذ صور السيلفي معهم كأنها جداول جارية تتسابق عشان تروي الثمر !! ثم أعقب ذلك مشاهد الكرنفال المليوني عندما تقاطرت الجماهير من أكثر من ٢٢ محلية وإكتظت بهم شوارع المدينة حتي وصلوا بعد لأيٍّ لساحة ميدان المولد ومسرح السحيني ليخاطبهم نائب الرئيس ورئيس الوزراء وحاكم إقليم دارفور في مشهدٍ يسبي القلوب ويمحي الألم ولسان حالهم يقول: كل حياتنا من قبل كانت ضياع وشقي وكدَر وخسار عُمُر ،،،
🔥لكن في الضفة الأخري من النهر كان القوم مغمي عليهم في صيوانات العزاء والكل مذهول ولا يكاد يصدق ما يراه ،،، البرهان إلتزم الصمت المطبق وفقد حاسة النطق ولعله إستخدم حبوب الضغط بينما انصارهم أصبحوا كالمجانين وكشفوا كل أحقادهم السوداء وما تحمله قلوبهم المريضة من سخائم وامراض وتساءلوا عن غياب (نسور الجو) فالإعلامي العنصري بكري المدني إستعار بزّة عسكرية وتساءل بلسان "لواء في الجيش" قائلاً: أين كان الطيران الحربي من هذه التظاهرة المكشوفة؟! المتردد ما بحسم حرب. وطالب آخر بإلقاء ١٠٠ برميل في نيالا وهناك كاتب "مورالي" يسبق إسمه حرف الدال كتب : السيد حميدتي ألزم قبرك فقد أرهقتنا بتجوالك. ولا أدري في أيّ تخصصٍ نال هذا المورالي درجة الدكتوراه وهو ينتمي لقطيع الإنصرافي في تصديق موت الرئيس حميدتي، ربما دكتوراه في الفسو والظراط !! لكنه يعمل بنصيحة جوزيف غوبلز "أكذب أكذب حتي يصدقك الناس " أما القونات بقيادة أمهم ندي القلعة … أتتهنّ "المصيبة" غافلاتٍ - فدمع الحزن في دمع الدلال وقد أعلنت إعتزالها تشجيع الجيش ولم تعد (الجوية يا مطر الحصو) تجلب أيّ إنتصار أو حتي حماس بعد إسقاط آخر طيارة في الفاشر مع آخر طيّار فطيس نعاه "الصمودي المحايد" هشام عبّاس والذي أظهر "الكوز الجواه" منذ ذلك اليوم كما أظهره الكثيرين من قادة صمود مثل البراغماتي ياسر عرمان الذي قال "غِيرَةً" أن حكومة تأسيس تدعو للتقسيم وكأنه لم يري ما إتخذته عصابة بورتسودان من إجراءات عنصرية ! ولكننا نعلم بأن جميعهم يفكرون بعقلية "أبناء الإمتيازات التاريخية" الظالمة. وإنطبق عليهم عبارة القس الجنوب أفريقي ديزموند توتو الفائز بجائزة نوبل : " إذا كنت محايداً في وجه الظلم، فقد إخترت جانب الظالم" أو قول غرامشي : "أكره اللا مبالين … الحياة موقفٌ وإنحياز" ونحن نسأل: لماذا لا تملكون الشجاعة مثل محمد جلال وعبدالله علي إبراهيم وتدعمون "جيشكم"؟! ✍️خلاصة القول : إن الهامش العريض نال حريته من عصابة المركز وشكّل حكومته بعيداً عن الوصايا وممارسة دور الأستاذية والزجر السياسي من النخب الفاشلة وأصبح سيّد نفسه وقراره ووضع يده الأمينة علي موارده وبتروله بعيداً عن لصوص المركز عملاء المصريين والهوي العروبي ،،،، قبل الختام : لو امطرت السماء حرية لرأيتَ بعض العبيد يحملون المظلات" إفلاطون 🖊️ أغسطس آب ٣ باريس - متروبوليتان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة