حظيت زيارة دولة رئيس الوزراء السوداني إلى المملكة العربية السعودية باهتمام واسع، وكانت التوقعات تشير إلى زخم إعلامي وبروتوكولي كبير، باعتبارها الزيارة الخارجية الثانية له بعد زيارة مصر، والأولى من نوعها إلى المملكة. إلا أن الترتيبات والإعداد للاستقبال أثارت تساؤلات حول المستوى البروتوكولي، الذي لا يتناسب مع حجم ومكانة الدولة السودانية، مهما تكالبت عليها المحن والصعاب. فكرامة وسيادة الوطن يجب أن تكونا محل احترام وتقدير دائمين.
البروتوكول الدبلوماسي: أسس الاحترام المتبادل تُعد زيارات رؤساء الدول ورؤساء الحكومات من أرقى أشكال الاتصال الدولي في مجال البروتوكول الدبلوماسي. وتتميز هذه الزيارات بمراسمها الخاصة وبرامجها المتميزة. وفقاً للأعراف الدبلوماسية الدولية، يجب أن تخضع هذه الزيارات لإعداد مسبق دقيق، يتضمن برنامج عمل كاملاً ينظم جميع تفاصيل الزيارة، بما في ذلك عدد أفراد الوفد الزائر ومستوياتهم البروتوكولية، والجدول الزمني للزيارة، وأهم محطاتها ومضامينها، وجدول الأعمال التفصيلي.
ملاحظات بروتوكولية: إشارات استفهام يثير استقبال رئيس الوزراء في المطار، وفقاً للعرف الدبلوماسي، تساؤلات حول مدى التقدير والاحتفاء الرسمي اللائق. هذا الإجراء، في عرف البروتوكول، قد يُفسر على أنه تقليل من شأن الدولة. وعليه، كان من المفترض أن تحظى هذه الزيارة بترتيبات محكمة تليق بالمكانة التاريخية للسودان وعلاقاته مع المملكة العربية السعودية.
بيان الخارجية السعودية: إقرار بخلل محتمل صدر بيان مقتضب عن وزارة الخارجية السعودية بعد الوعكة الصحية التي ألمت بدولة رئيس الوزراء، أفاد بأنه سيتم إعادة ترتيب برنامج الزيارة. هذا البيان يوحي بوجود خطأ ما في الترتيبات الأولية، وهو ما يظهر جلياً في بعض الصور والمشاهد التي رافقت الزيارة.
السودان: إرث حضاري ومستقبل واعد السودان، تلك الدولة التي تمثل "سلة غذاء العالم" وتزخر بموارد طبيعية هائلة، وتزخر بفرص استثمارية واعدة في مجالات متعددة. إنها قبلة لدول العالم، على الرغم من التحديات السياسية التي تؤثر على قرارها السيادي.
صون الكرامة: دعوة إلى الكبرياء في هذا السياق، من الأهمية بمكان أن نصون كرامة السودان وشرفه. فالقوة والهيبة تفرض الاحترام، ويجب أن نعبر عن عظمتنا كدولة وشعب على وجه الأرض. من لا يحترمك، بادله بالمثل. يجب أن نظهر الكبرياء الوطني، وأن نعكس صورة السودان الذي يستحق التقدير والاحترام.
إن زيارة رئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية تمثل فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات. ومع ذلك، فإن البروتوكول الدبلوماسي يمثل رمزاً للتقدير والاحترام المتبادل. يجب أن نولي اهتماماً خاصاً لهذا الجانب، وأن نحرص على أن تعكس الترتيبات البروتوكولية مكانة السودان ودوره الإقليمي والدولي. إن صون الكرامة الوطنية يمثل واجباً مقدساً، وهو أساس بناء مستقبل مشرق للسودان وشعبه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة