في الماضي كان مصطلح ( الاستعمار ) يعني استعمار الخواجات لتلك الدول الفقيرة المتخلفة .. وتلك الدول الاستعمارية كانت لا تمارس ذلك النهج المعتدي حباً في تعمير وبناء تلك الدول المتخلفة وتطويرها .. ولا تمارس ذلك النهج الاستعماري حباً في تقدم وتطور شعوب تلك الدول المتخلفة .. ولكنها كانت تمارس تلك العادة القبيحة الظالمة حباً في الاستيلاء على ثروات وخيرات وحقوق الآخرين في دول العالم .. واليوم يتواجد في دولة السودان مصطلح جديد لكلمة ( الاستعمار ) .. وهو ( استعمار) الأفراد والأطراف والجهات لحقوق العامة في البلاد .. وتلك الحقوق للشعب السوداني تحتكر بأيدي فئات وجهات متسلطة من أبناء السودان .. وهي تلك الفئات الظالمة الجائرة التي تحتكر على الكثير والكثير من ثروات وخيرات السودان بقوة الهيمنة والسيطرة بغير وجه حق !.. واليوم السواد الأعظم من الشعب السوداني يكابد تلك الويلات والأوجاع بأسباب ذلك ( الاستعمار ) المحلي السوداني بأيدي هؤلاء أبناء السودان .. والناس في حيرة شديد في هذه الأيام يسألون عن أسباب ذلك الغلاء المفرط لمواد البناء .. والمعروف للجميع أن معظم مدخلات مواد البناء هي من تلك المواد المحلية .. فالطوب مثلاً يصنع من طين وطمي البلاد .. والاسمنت مثلاً يصنع من تلك الجبال والأحجار بالسودان .. والرملة والخرسانة هي تلك المواد المحلية .. ورغم كل ذلك فإن أسعار مواد البناء بالسودان ترتفع ذلك الارتفاع الجنوني لمجرد ارتفاع الدولار في الأسواق .. فيا ترى ما هي علاقة ( الدولار ) بتلك المواد للبناء ؟؟؟ .. والمضحك في الأمر أن ذلك الأسمنت المستورد من خارج البلاد قيمته أرخص نسبياً عن ذلك الأسمنت المنتج من أحجار البلاد في أغلب الأحيان!!.
وبالمختصر المفيد فإن تلك الجبال والأحجار التي تصنع منها مادة الاسمنت هي ( مستعمرة ) ومحتلة ومحتكرة من قبل البعض من أبناء السودان .. وتلك الجبال السودانية التي تنتج معدن ( الذهب ) بتلك الكميات الوفيرة هي أيضاً محتلة ومحتكرة من قبل فئات من أبناء السودان .. ولا يصيب السواد الأعظم من أبناء السودان مثقال ذرة من ريع ذلك المعدن النفيس الغالي !!.. وتلك الثروات الحيوانية الوفيرة بدولة السودان هي أيضاً محتلة ومحتكرة من قبل فئات متسلطة من أبناء السودان .. وفي كل الأحوال فإن الشعب السوداني ( شعب البلاد ) محروم ومهضوم كلياً عن ثروات بلاده .. وهو ذلك الشعب المظلوم الذي لا يعرف مذاق اللحوم في السنوات الأخيرة !.. وهنالك الكثير والكثير من تلك الثروات والخيرات السودانية العامة محتكرة ومحتلة من قبل فئات من أبناء السودان !! .. هؤلاء الأبناء الذين يمثلون قمة الجشع والأطماع في البلاد .. ويمثلون ذلك ( الاستعمار ) الجديد .
في الماضي كان الشعب السوداني يحاور ويجادل هؤلاء ( الشيوعيين ) من أبناء السودان ويجتهد كثيراً ليؤكد لهم عدم جدوى وصلاحية تلك النظريات الاشتراكية والشيوعية في البلاد ،، وهي تلك النظريات التي تجتهد لتعادل وتساوي بين مكونات الشعب الواحد في الحقوق والواجبات .. وتلك النظريات والتوجهات الشيوعية والاشتراكية كانت لا تجد القبول والرضا لدى الشعب السوداني بصفة عامة في كل الأوقات .. ولكن بالنظر لتلك الأوضاع الاحتكارية و( الاستعمارية ) السائدة في البلاد في هذه الأيام فإن الشعب السوداني يتمنى أن تطبق في البلاد كافة تلك النظريات ( الشيوعية والاشتراكية ) في أسرع وقت متاح .. حيث تلك النظريات التي سوف تقتل ذلك النوع من الاحتكار الظالم المجحف .. وتعدل بين مكونات المجتمع السوداني .. بل أكثر من ذلك فإن تلك الأوضاع الحالية في السودان تستوجب تطبيق أشد أنواع النظريات الاشتراكية والشيوعية المتطرفة المعروفة عالمياً لتأديب هؤلاء أبناء السودان المحتكرين الجشعين .. ويقال في الأمثال : ( المضطر يركب الصعاب ) .. والشعب السوداني مضطر في هذه الأيام ليجاري تلك النظريات الاشتراكية مرغماً رغم أنفه حتى يؤدب هؤلاء .. ويا بخت تلك النظريات الشيوعية في هذه الأيام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة