بريطانيا.. ما هي خلفيات حزب كوربين الجديد؟ كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-09-2025, 05:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2025, 03:38 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 398

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بريطانيا.. ما هي خلفيات حزب كوربين الجديد؟ كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    04:38 AM July, 27 2025

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة




    في مشهد سياسي بريطاني بدا لبعضهم محكمَ الإغلاق، اخترق جيريمي كوربن وزهرة سلطانة الصمت الثقيل، وأعلنا عن مشروع سياسي جديد يسعى لإعادة الاعتبار لصوت اليسار الجذري، ولإحياء السياسة التي تنحاز بصدق للفقراء والمهمّشين والمقهورين من أبناء هذا الكوكب. خطوة لم تكن مفاجئة تماما، لكنها جاءت كمزيج من الإصرار والعناد، بعد سنوات من الإقصاء الممنهج ومحاولات القتل الرمزي التي تعرّض لها كوربن على يد حزب العمال نفسه، الذي كان يوما زعيمه المنتخب بإجماع القواعد.

    الحزب الجديد لم يُعلن عن اسمه بعد، ويُشار إليه مؤقتًا باسم «Your Party» (حزبك)، وهو اسم يحمل رمزية شعبوية، ويشير إلى أن القرار بيد الناس لا النخبة. وقد أكدت سلطانة أن الاسم النهائي سيُحدده الأعضاء، في إشارة إلى أن الحزب يُبنى من القاعدة لا من القمة، في محاولة لكسر النمط الهرمي التقليدي في العمل الحزبي البريطاني.

    يُعرّف الحزب نفسه كـ«نوع جديد من الأحزاب السياسية، ينتمي إليك»، ويهدف إلى «إعادة توزيع جماعية للثروة والسلطة». ومن بين قضاياه المركزية، نجد فلسطين. فقد أعلن الحزب دعمه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، في وقت تتواطأ فيه حكومة المحافظين، وحزب العمال الحاكم حاليا بقيادة كير ستارمر، مع الرواية الإسرائيلية دون خجل.

    كوربن، الذي بات رمزا لليسار النقيّ، لم يُقصَ من المشهد لأنه ارتكب جرما، بل لأنه تجرأ على قول الحقيقة في وجه الإمبراطورية. فمنذ سبعينيات القرن الماضي، عُرف بدعمه للقضايا العادلة، ورفضه للهيمنة الغربية، ومعارضته للحروب الإمبريالية، من العراق إلى أفغانستان، ومن الناتو إلى «إسرائيل».

    ولأن المؤسسة البريطانية لا تغفر للخارجين على النص، جرى إبعاده عن حزب العمال بطريقة تُدرّس في فنون القتل السياسي الناعم. تهمة «معاداة السامية» كانت السلاح المُفضل لتشويهه، رغم أن انتقاده لـ«إسرائيل» ككيان استعماري لم يحمل أي كراهية عنصرية. لكن في بريطانيا، حين تدافع عن شعبٍ مُستعمَر تصبح متهما بالكراهية، وحين تؤيد قصف غزة تصبح «صاحب مسؤولية سياسية»!

    وقد كشفت وثائق مسرّبة عام 2020 كيف تآمرت قيادات الحزب لإفشاله من الداخل، وشجعت تصعيد ملف «معاداة السامية» لتقويضه، تارة باسم الأخلاق، وطورًا باسم احترام الأقليات.

    أما كير ستأتمر، رئيس الوزراء ورئيس الحزب الحالي، فلم يُخفِ انحيازه المطلق لـ «إسرائيل»، ولا تردده في تهميش الأصوات الناقدة. فقد سعى لطمس الإرث التقدمي الذي حاول كوربن ترسيخه، وحوّل حزب العمال إلى نسخة باهتة من المحافظين، يدور في فلك المؤسسة نفسها ويتحدث بلغة السوق. وهو في ذلك لا يختلف كثيرا عن توني بلير، الذي سبقه في إعادة تشكيل الحزب على هوى السوق النيوليبرالية، وجعل منه أداة طيّعة في يد المصالح الإمبريالية. فبلير لم يكن مجرد سياسي يميني في عباءة يسارية، بل كان أحد أبرز الداعمين للغزو الأميركي للعراق، وشاركت بريطانيا في عهده بفعالية في تلك الحرب الكارثية، التي ما تزال آثارها تلوح في الذاكرة والخرائط.

    في هذا السياق، يبدو الحزب الجديد محاولة جادة لاستعادة السياسة من أنياب البيروقراطية والعلاقات العامة. فقد تعهّد مؤسسوه بأن يكون حزبًا قائمًا على “المجتمع»، و«الفيدرالية المرنة»، مع تركيز على العدالة الاجتماعية والبيئية، ورفض واضح لتحالف رأس المال مع الدولة.

    ولعلّ أكثر ما يعكس جوهر رؤية الحزب الجديد الذي بشر به كوربن هو ما صرّح به مؤخرا، حين قال: النظام في الدولة يكون غير صالح إذا كان هناك أربعة ملايين ونصف المليون طفل يعيشون حالة فقر دائم داخل سادس أغنى دولة في العالم. وعندما تجني الشركات الكبيرة أرباحها من رفع الفواتير على الناس. وعندما تقول الحكومة لا توجد أموال للفقراء بينما ترسل ملايين الجنيهات الإسترلينية لدعم الحروب الخارجية. كلــــــمات تختصر جوهر الانحراف السياسي والاقتــصادي الذي يسعى الحزب الجديد لتقويمه. وقد أعلن كوربن رفضه القاطع لخصخصة خدمات الصحة العامة (NHS)، وخصخصة شركات الطاقة والمياه والقطارات، التي حوّلتها النيوليبرالية إلى مزادات مفتوحة على حساب المواطن العادي.

    لكن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود. فالمجال اليساري مزدحم بأحزاب كـ«الخضر»، والنظام الانتخابي البريطاني لا يرحم الصغار. غير أن الرهان لا يقتصر على الانتخابات، بل يتجاوزها إلى تحريك الوعي، وطرح خطاب يعيد تعريف السياسة بوصفها صراعا من أجل العدالة، لا مجرد منافسة على المقاعد.

    كوربن لم يتقاعد من السياسة، بل قرر أن يُعيد تشكيلها وفق رؤيته. وبدلًا من أن يلعن الظلام الذي غرق فيه حزب العمال، قرر أن يشعل شمعة، ولو في وجه العاصفة.

    للاطلاع على مزيد من مقالات الكاتب سلسلة (أمواج ناعمة): https://shorturl.at/YcqOh























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de