بدأت تلك الطيور الجارحة المتمردة تفلت عن الأيدي !!
من يملك العمق في الذكاء سوف يفهم هذه الإشارات .. كان الحرص الشديد من الجميع هو الأساس منذ اللحظة الأولى للانتفاضة الأخيرة .. وقد تعهد الجميع ( أهل الحرص ) في هذه البلاد بأن يمنعوا ويحجزوا بالكفوف تلك الطيور الجارحة المتمردة التي تحاول الانفلات .. وهي تلك الطيور التي كانت ومازالت تخيف بنزعاتها تلك العدوانية الشريرة !.. وذلك الوفاق المؤقت لكافة الأطراف الحريصة استطاع أن يقاوم تلك الأوضاع الخطيرة الوشيكة ،، وذلك بطريقة ماهرة وعاقلة للغاية لشهور طويلة منذ نجاح الانتفاضة .. كما أن ذلك الوفاق المؤقت ( العاقل ) استطاع أن يجنب البلاد تلك الويلات التي تشهدها دول مثيلة تعيش مراحل النقاهة في بيوت العزاء بعد تلك الزوابع التي أعقبت الانتفاضات المزعومة فيها .. والناظر المتعمق للأحوال اليوم يرى أن تلك البوادر السوداء بدأت تلوح في الآفاق ،، وذلك ليس لقوة فائضة وزائدة طرأت على مقدرات تلك الطيور الجارحة ،، ولكن هنالك إشارات كثيرة تؤكد أن الخلل بدأ يكتسح الكثير من تلك الأطراف التي كانت تصون ( الوفاق ) !!.. هنالك تساهل من البعض تعمداُ .. وهنالك تكاسل من البعض بحكم العادة في أبناء السودان .. وهنالك تضارب في السلطات بطريقة مبهمة وغامضة للغاية .. وهنالك تدخلات خارجية تريد ذلك الانفلات للطيور الجارحة .. والأحوال برمتها توحي للشعب السوداني بأن هنالك مؤامرات تحاك ضد دولة السودان في هذه الأيام .. مؤامرات من الخارج ومؤامرات من الداخل .. بجانب تلك النزاعات القبلية العنصرية البدائية التي تؤكد أن البلاد مازالت تعج بتلك القبائل المتخلفة عن ركب الحضارات .. وتلك نقطة جوهرية ( هامة ) تؤكد أن المثقفين السودانيين قد فشلوا فشلاُ كبيراُ في أداء رسالتهم في الحياة ،، كما أنهم فشلوا فشلاُ كبيراُ في قيادة البلاد منذ لحظة الاستقلال .. ولم يجتهدوا في يوم من الأيام لكي يزيلوا تلك الأفكار الرجعية المتخلفة الراسخة في أذهان القبائل والجماعات البدائية .. تلك الجماعات التي مازالت تعيش في مراحل القرون الوسطى .. وهؤلاء المثقفين السودانيين قد أهدروا أكثر من 64 عاماُ بعد الاستقلال في تلك الخزعبلات الفارغة !.. حيث تلك الخزعبلات في المنازعات والمناوشات السياسية الفارغة العقيمة .. ولا يعرف المثقف السوداني في حياته إلا تلك الحروب الكلامية التي لا تقدم ولا تؤخر .. حيث إما أن ينادي ويناضل لأجل ترسيخ تلك الأفكار السياسية اليمينية في البلاد كالأعمى في السراء والضراء .. وإما أن ينادي ويناضل من أجل ترسيخ تلك الأفكار السياسية اليسارية في البلاد كالأعمى في السراء والضراء .. وإما أن ينادي بأفكار دينية بموجب قياسات معينة ترضي طموحاته الشخصية ولا يرى للآخرين ديناُ .. وإما أن ينادي بتلك الأفكار الإلحادية المنحرفة التي أتى به أحد أنبياء الزيف بالسودان في يوم من الأيام .. وكل هؤلاء مجرد غوغاء في الفارغة لم ينفعوا البلاد في يوم من الأيام .. بل كانت مضارهم للبلاد أكثر من منافعهم مليون ألف مرة !.. أجسادهم كالخشب المسندة وعقولهم تلك الخاوية كالطبول الجوفاء .
هؤلاء المثقفون في السودان لا يفكرون في يوم من الأيام بأن رسالتهم في الحياة ليست فقط تلك الممارسات السياسية .. وليست فقط تلك الوقفات والميول الدينية المتشددة .. وليست ممارسة ونشر تلك الأوساخ الإلحادية المنحرفة ،، بل أن رسالة المثقف في كل بلاد العالم هي تثقيف الآخرين وإخراجهم من براثن الظلمات والجهل .. ومحاربة تلك الأفكار البدائية المتخلفة الرجعية الراسخة في أذهان بعض الأقوام .. وبالتالي فإن أصابع الاتهام تلاحق المثقف السوداني ليلاُ ونهاراً بأنه ذلك الفاشل الكبير بين المثقفين في أرجاء العالم .. فهو مجرد مسخ وكائن يدخل في مسميات ( المثقفين ) دون أن يملك تلك المؤهلات الثقافية .. ودون أن يفيد بلاده كالآخرين من المثقفين في العالم !!.. فالمثقف السوداني عدمه أفضل من تواجده ألف مرة .. كيف لا والعالم يسمع ويشهد في هذه الأيام تلك الحروب القبلية في مناطق السودان وذلك في القرن الحادي والعشرين ؟!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة