بابكر، علماني: نصٌ حاضرٌ وذاتٌ متوارية بقلم الأرقم كرار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2020, 11:43 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بابكر، علماني: نصٌ حاضرٌ وذاتٌ متوارية بقلم الأرقم كرار

    11:43 PM June, 06 2020

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر







    استلام الراية

    صدرت منتصف مايو الطبعة الانجليزية لكتاب الطيب صالح: منسي – إنسان نادر على طريقته عن دار بانيبال، وقد أنجز ترجمته الأستاذ عادل بابكر، المعروف بترجماته الأدبية مثل الجنقو مسامير الأرض لعبد العزيز بركة ساكن، ومتاهة كل صيف لليلي أبو العلا، بالإضافة إلى منجزه اللافت "مختارات من الشعر السوداني" والذي حوى عشرات القصائد لعشرات الشعراء السودانيين في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

    وهي المرة الأولى التي يتصدى مترجمٌ عربي اللسان لأعمال الطيب صالح، وكما هو معلوم فقد قيض الله سابقاً لها المترجم البريطاني الكبير دنيس جونسون – ديفيز، والذي نذر عمره لترجمة الأدب العربي حتى بلغت ترجماته 25 مؤلفا لأبرز الكتاب مثل يوسف إدريس وغسان كنفاني وقد وصفه كل من إدوارد سعيد ونجيب محفوظ بأنه "رائد الترجمة العربية إلى الإنجليزية".

    وإذا كان التاريخ على أرجح الروايات لا يعيد نفسه، فإن اللغات على أصدق البراهين تمنحنا الفرص، فها هي تمنحنا مترجماً سودانياً يتسلم الراية بثقة واحترام من جونسون، مثلما استلم الأزهرى الراية من روبرت هاو وهز كفه هزته الخالدة.

    خصوصية النص

    ومنسي كتاب ذو خصوصية ويستمد خصوصيته لأنه أثار الكثير من الجدل حول تصنيفه وقد أشار إلى ذلك المترجم في مقدمته، هل هو رواية أم سيرة ذاتية، هل هو قصة واقعية أم محض خيال، ويبدد عادل بابكر كل شك بأن الكتاب يحوي أحداثاً واقعية تماماً بإقرار الطيب صالح نفسه وقد كتبها متفرقة في " نحو أفق بعيد" ثم جمعت ونشر لأول مرة عام 2004، وقد سجل فيه أديبنا الكبير بتواضعه الجم جوانب من سيرته وهو يحكي عن منسي وعن نفسه من خلال سرده الأدبي للأحداث والمواقف بحكمة وتأمل وفكاهة.

    كتابة ممتعة وشهادة مستحقة

    في تقديمه للترجمة الإنجليزية، يقول الكاتب والصحافي والناقد البريطاني، بويد تونكن، إنه "يظهر جانباً آخر من الطيب صالح غير مألوف للقراء الذين عرفوه من خلال روايته الأشهر "موسم الهجرة إلى الشمال". ويضيف الكاتب البريطاني، الذي عمل سنوات طويلة محرراً أدبياً في صحيفة "الاندبندنت" اللندنية في اعتراف مشفوع بالترجمة أن هذه (أي سيرة منسي) كتابة ممتعة في ذكرى صداقته مع شخصية متقلبة وجريئة تتعامل مع الحياة على أنها "ضحكة متصلة لا تنقطع"، وأن صالح يرسم لوحة لكاتب وممثل ومغامر أشبه بالمتشردين، لوحة زاخرة بحكايات أٌقرب إلى الخيال. ولعل في قوله الراسخ أن اللوحة التي رسمها الطيب قد نقلها المترجم بأبعادها وألوانها، شهادة قاطعة لا ينقصها أي توقيع.

    مشهد درامي: كمونية آل مور
    يقول الطيب صالح عن منسي بعد زواجه من ماري سليلة عائلة مور الارستقراطية:

    "وهكذا تحول منسي بين عشية وضحاها من حال إلى حال، انتقل من غرفته البسيطة في حي فولهام، إلي بيت من طابقين في شارع سدني الشهير في حي شيلسي العريق. كنت تراه متى زرته يجري طالعا نازلاً آمراً ناهياً. قلب تلك الدار رأسا علي عقب. وسرعان ما أخذت الدار تمتلئ بأصناف من البشر لم تخطر على بال أجداد ماري النبلاء الراقدين في مضاجعهم في أطراف انجلترا."

    "يفتح لك منسي الباب فتهجم عليك روائح الكمونية والملوخية والكوارع والمسقعة، روائح تتلوى منها دون شك، أمعاء أولئك الاسلاف في مراقدهم النائية."


    Thus Mansi underwent a complete transformation. From his small room in Fulham, he moved to a two-storey house on the famous Sydney Street in the posh district of Chelsea. Whenever we visited him, we would see him running around, up and down, issuing orders. He turned that house upside down and it would never have crossed the minds of Mary’s noble ancestors, lying in peace in their graves in the English countryside, that the kind of people who now frequented their home would ever set a foot there. Call on Mansi at home, and once he opened the door, cooking smells of molokheya, kammoneyah, kawarie, and masaqaa* would invade your nostrils: smells that would have caused the intestines of those ancestors to writhe as they lay in their remote graveyards.


    *(popular Egyptian dishes)

    الحفاظ على الطابع الأدبي
    تشعر بالصورة التي رسمها الطيب صالح عن منسي وهو يفعل الافاعيل في هذا البيت ذي التقاليد المحافظة والصارمة صورة حية في الترجمة مثلما أرادها الكاتب ومعبرة، بلغة انجليزية سليمة التراكيب سهلة ممتنعة شبيهة بأسلوب ولغة الطيب صالح، انظروا إلى اختياره حين ترجم:

    لم تخطر على بال it would never have crossed the minds ، ترجمة تحمل طابعاً أدبياً يماثل روعة الاصل.

    يقول الطيب صالح عن منسي:

    ولم تكن تراه أسعد حالا منه وهو يتصدر مجلساً والناس منجذبون إليه وهو يحكي ما حدث له، ذلك كان مسرحه الحقيقي، ويستحسن أن يوجد شخص مثلي ، يكون شارك في تلك الاحداث لكي يذكره ويذكي جذوة حماسه:

    “احكي لهم يا الطيب لما سافرنا لبيروت حصل إيه في المطار"

    هذا معناه أنه يريد أن يحكي هو القصة فأعطيه طرف الخيط، وأضيف شيئا من حين لاخر وأوجهه الوجهة التي يريدها بالفعل.

    His happiest moment was surely when he sat at the centre with people around him listening attentively to his stories. That was his real theatre. It would be best if there were someone like me who had been witness to those events in order to refresh his memories and keep his excitement high.

    “Tell them Tayeb, when we went to Beirut, what happened at the airport؟” With that he wanted me just to give the lead for him to relate the full story all by himself, my role being to add a small remark every now and then and direct the conversation back to the course he wanted to follow.


    ترجمة بمذاق الأصل

    وانت تقرأ النص تشعر السلاسة، هناك انسياب في اللغة مع تماسك المبنى والمعني، لا تشعر بأن النص مترجمٌ أو مصطنعٌ، بل تشعر به طازجاً حياً له طعم ومذاق اللغة الأصيلة:


    So apart from being a godfather to him, I played a secondary role like those one sees in such comedy duos as Laurel and Hardy, and Morecambe and Wise. In such shows, you see two characters sharply contrasted in physical appearance and mental qualities: lean versus fat, tall versus short, a smart and resourceful getting out of trouble unscathed versus a dunce stuttering and stumbling, always taking the brunt. The latter was my role – a role, let me admit, that I took consciously of my own free will.

    التصوير الحركي: فقاعة بين الزحام
    مرة أخرى يبرز النص الانجليزي الصور التي رسمها المؤلف وهذه صورة بارزة في توصيف شخصية منسي وهزليته بشكله ذلك ومعه الطيب صالح داخل السيارة الفقاعة التي تجوب شوارع لندن وتنحشر بين بصاتها الحمر الضخمة ذوات الطابقين، في بيكادلي في مشهد يثير السخرية، والسيارات تزمر والناس يهتفون، ويتحول الميدان إلى سيرك ومنسي غارق في الضحك.
    Mansi used to ride around on a bike when he first came to London but after getting married and moving to Sydney Street, he bought that strange bubble car. I would occasionally go for a drive with him and you would see us in Piccadilly in the heaviest of traffic, wedged between two of London’s red double-decker buses. The sight of that ugly car with its glass rooftop and the two of us squashed inside would stir the mockery and ridicule of passengers from front and behind. Piccadilly Circus would turn into a real circus: people shouting, car horns honking, and the two of us trapped in that bubble – and Mansi wrapped in his fits of laughter!
    الشاعرية والغنائية
    باتفاق النقاد، من أبرز سمات أسلوب الطيب صالح في السرد لغته الشاعرية، حتى تظن وأن تقرأ له أنه يكاد في بعض المواضع ينتقل من النثر إلى النظم، عبارات قصيرة موحية، الاشارات الرمزية، والتشبيهات والتصوير الفني والاقتباس الشعري، وهنا يتحدث عن زيارته إلى لبنان:

    ولبنان كأنه في حلم جميل لن ينتهي. المال يتدفق من كل الجهات، كما قال الشاعر القطري "البيت فاض ومصب السيل لبنان"والمصارف لا تدري أين تضع البيزات، والليرة مثل الذهب، والمطاعم والمراقص والملاهي غاصة بالخلق من مغيب الشمس حتى مطلع الفجر، نساء بيروت على طول الساحل يستقبلن شمس البحر المتوسط وكأن ذلك الزمان الرغد سوف يدوم إلى الأبد، كان اخونا نزار قباني يكتب شعراً يبكي العذراي في خدورهن ويجعل العجائز يتحسرن على شبابهن، وقال بيتين سار بهما الركبان:
    أيلول للضم فمد لي زندك
    هل أخبروا أمي اني هنا عندك
    آه يا صفاء ما أقسى ما عبثت بي وبكم الحياة منذ ذلك العهد!

    And Lebanon was living a seemingly endless romantic dream. Money poured in from all corners, as the Qatari poet said – “The house is flooded down to the estuary that is Lebanon”. Banks did not have enough room to keep cash. The lira was as strong as gold and people thronged restaurants and nightclubs from sunset to dawn. The ladies of Beirut would stay on at the Corniche to greet the Mediterranean sun – as if that pleasant time was meant to last forever. Our brother Nizar Qabbani’s romantic poems would cause young girls to wet their velvet pillows with tears and would stir old women’s yearnings for a youthful time that would never be re-visited.
    September is the season for romance,
    So take me in your arms,
    And let us embrace.
    Did they tell Mother I am here with you؟
    Oh! Look, folks, how life has played havoc with you and me ever since؟

    انظروا كيف نفذ المترجم إلى هذه الشاعرية واستطاع أن ينقل نبضها وأنفاسها: حيث أحال صفة الجمال " حلم جميل لا ينتهي" : endless romantic dream في الترجمة إلى الرومانسية، فاحدث المعنى الذي أراده الكاتب بلغة شاعرية.
    ويستمر في هذا النهج: الجهات corners -، نساء بيروت يستقبلن شمس المتوسط: The ladies of Beirut would stay to greet the Sun Mediterranean، الزمان الرغد pleasant time، حتى ينتهي إلى ترجمة البيتين بايقاع وموسيقى، ويختم بتلك العبارة المتحسرة والتي يرسل فيها الكاتب نداء الشوق والحسرة إلى صفاء، وقد اختار المترجم أن صفاء هم اصفياء تلك الايام، خلان زمن الصفاء فذهب إلى أنها folks ولعل ذاك من بديع التصرف أنه لم يقع في فخ أنها اسم علم لأنثى، الامر الذي قد يدفع القاريء للبحث عن تلك الانثى ولن يجد لها أثرا.

    أما في حديثه عن الهند يمزج الطيب صالح فيه التاريخ بالفن والسياسة بالأدب والشعر في صورة بديعة وهو ينظر بإعجاب إلى حركة التحرر الهندي وزعيمها غاندي الذي حياه أمير الشعراء شوقي بقصيدة الخالدة ويحرص الطيب صالح على تخليدهما معا:

    لم تكن الهند غريبة علي، فقد قرأت شعر رابندرات طاغور وسيرة غاندي وسيرة نهرو، وشاهدت افلام المخرج الهندي الموهوب "ستاجت روي" وشغفت حبا بموسيقى رافي شنكار واستمعت إلى نهرو عن قرب يتحدث في نيويورك عام ستين. وكنا في السودان ونحن طلبة في المدارس الثانوية أواخر الأربعينيات، نعجب بأفكار المهاتما غاندي، ونتابع باستمرار مسيرة كفاح الهند ضد الاستعمار البريطاني. بل إن ظهور مؤتمر الخريجين في السودان كمنطلق للعمل الوطني، كان متأثرا لحد كبير بحركة المؤتمر الهندي. كنا نعرف أسماء زعماء الهند، ونعرف جغرافيتها وتاريخها وتستهوينا أسماء مدنها، ونحفظ قصيدة شوقي التي حيا فيها غاندي وهو في طريقه إلى مؤتمر المائدة المستديرة في لندن،
    سلام النيل يا غاندي
    وهاك الزهر من عندي
    سلام حالب الشاة
    سلام ناسج البرد
    وكنا نطرب بصفة خاصة لقول أمير الشعراء:
    وقل هاتوا افاعيكم
    أتى الحاوي من الهند
    مرة أخرى يفاجئنا الطيب صالح بقدرته العالية في التخلّص بعبقرية وبرشاقة ساحرة من النثر إلى الشعر، ويمزج بينهما في غنائية عالية، تتطلب ترجمتهما مهارة رفيعة تجاري هذا الاسلوب المميز.

    India was not entirely new to me. I had read the poetry of Rabindranath Tagore and the biographies of Gandhi and Nehru. I had watched the films of the gifted director Satyajit Ray and had developed a strong passion for Ravi Shankar’s music. I was not far from Nehru as he delivered his country’s address in New York in 1960. As high school students in Sudan in the late 1940s, we were fascinated by the ideas of Mahatma Gandhi and followed with keen interest India’s struggle against the British colonial powers. In fact, the creation of the Graduates’ General Congress in Sudan to spearhead the struggle for independence was largely inspired by the Indian Congress Movement. We knew India’s leaders by name and were familiar with its geography and history and fascinated by the names of its cities. We still memorise Shawqi’s poem in praise of Gandhi when Gandhi was on his way to attend the Round Table Conference in London:
    Greetings from the Nile, O Gandhi,
    And a flower bouquet from me,
    Greetings from the she sheep milkman
    Greetings from the gown weaver.
    We were particularly moved by this line:
    And say: call in your snakes:
    The charmer has come from India!

    حضور النص وتواري الذات
    وفقاً لتلك الشواهد والاشارات يجد القاريء أن الترجمة تُحدِثُ في النفس والذهن والمشاعر ذات الأثر الذي أراده الكاتب، ببساطة لأنك تنسى نفسك في كثير من الأحيان وتظنّ إنما تقرأ الأصل وليس الترجمة، وكأنما الطيب صالح نفسه هو الذي يخاطبك مباشرة بلا وسيط، ولا أظن أن ثمة إبداع في الترجمة بعد ذلك، أن يغيب المترجم ويظل الكاتب نفسه هو الحاضر أمامك، ولعل المرء وهو يقرأ منسي في نسخته الانجليزية يتذكر الأعمال الأدبية العالمية الخالدة التي قرأناها بالعربية، نتذكر مائة عام من العزلة، والحب في زمن الكوليرا، كنا نقرأ لماركيز ونناقش مع أصدقائنا ما تقوله شخصيات غبراييل، لم يدر بخلدنا المترجم مطلقاً، كان ماركيز هو الذي يخاطبنا ونخاطبه، بل لم نقدر حقيقة دور المترجم الا بعد سنين ربما بعد دخولنا غمار الترجمة، الآن ندرك اي إبداع قام به صالح علماني، ليجعل النصوص حاضرة بكل بهائها وعبقريتها أمامنا ثم يتوارى هو خلف النص ليرقبنا ونحن نلتهم هذا الإبداع مثلما تفعل الأم مع أبنائها، يكون تمام رضاها أنهم سعداء بعد أن أدت دورها بشغف، ها هو عادل بابكر تماماً مثل علماني، نصٌ حاضرٌ وذاتٌ متوارية.

    الأرقم كرار
    منتدى المترجمين السودانيين
    30 مايو 2020لكيك g;d;لكيك























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de