اليقين السياسي .. ما بين الجهل والتنوير بقلم يوسف نبيل فوزي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2020, 08:04 PM

د.يوسف نبيل
<aد.يوسف نبيل
تاريخ التسجيل: 07-25-2019
مجموع المشاركات: 73

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليقين السياسي .. ما بين الجهل والتنوير بقلم يوسف نبيل فوزي

    07:04 PM March, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    د.يوسف نبيل-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    في تجربة أمريكية شهيرة، تمَّ اختبار بها مجموعة من مؤيدي مُرشح الحزب الجمهوري، ومجموعة أُخرى من مؤيدي مرشح الحزب الديمقراطي. أخذت إحدى المجموعات المؤيدة وعُرض عليها صور وأدلة تثبت أنَّ مُرشحها مجرم قام بارتكاب أعمال سيئة بالدليل القاطع. أثناء هذا قام العلماء بمسح لأدمغة المؤيدين خلال هذه التجربة، والنتيجة كانت أنَّ المناطق التي نشطت أثناء رؤية أدلة تثبت إدانة مُرشحهم كانت مناطق العاطفة وليست المحاكمة العقلية.

    نفس المجموعة عُرضت عليها أدلة وصور تثبت ارتكاب المُرشح الخصم لجرائم وأفعال سيئة، ونتيجة المسح الدماغي أظهرت أنّ المناطق التي تفاعلت مع أدلة الخصم هي مناطق المُحاكمة العقلية وليس مناطق العاطفة.

    النتيجة من هذه التجربة كانت أنَّ الإنسان كائن مزدوج المعايير ومُنحاز عاطفيًا. فهو مع الخصم عقليًا صلبًا كالصخرة يريد أدلة وبراهين، بينما مع المُرشح الذي من «نفس الجماعة» يتفاعل عاطفيًا وكأنَّه يقول: تبًا لكم كيف يكون هذا مُجرم وهو مرشحي وأنا من أتيت به ، إنّه حليفنا وفي نفس صفنا!

    تحدث الفلاسفة قديما وحديثا وأجمعوا على شيء واحد وهو "من يستطع أن يفصل إدراكه بعيدا عن عاطفته ذلك شخص حكيم"

    في التجربة التي سردتها عليك عزيزي القارئ تثبت بأن الإنسان كائن موجه تحت تأثير العاطفة. لكنه يعد إنسان حكيم (يستطيع أن يقوم بتوجيه الآخرين) متى ما استطاع فصل العاطفة عن العقل.

    فالمؤيدين لذاك المرشح ، لم يستطيعوا تقبل "فكرة" أن مرشحهم آثم ، حتى "أشركوا" العاطفة وغيّبوا العقل عن تقبل الحقيقة..

    لذلك تعد صناعة الرأي العام صناعة آثمة ، لأنها تختزل العقل في مجرد شكليات بينما تلهب العاطفة نحو قرارات حاسمة وللأسف خاطئة .. وهذا هو حال المواطن العربي عامة والسوداني خاصة.

    لقد أثبت قديما بأن "العقل اللاواعي لا يفكر" اي أنه يتخذ قرارات من ضمن مخزونه القديم المتكون في لحظة من اللحظات التي غالبا ما شابتها العاطفة وشوهة مضمونها وارغم منطقه على تبني أهواء العواطف المتقلبة.. وهذا ما قاد السودان إلى هذا التفسخ السياسي الوظيفي الذي أصبح عبئا على السودانيين وعارا يجب إزالته.

    تتكالب العاطفة مع العقل اللاواعي في التأثير على قراراتنا و أهدافنا وطموحاتنا الوطنية ، حتى أصبح المنادين بالمدنية والعلمانية والعسكرية والدولة الدينية ، مجرد مفسدين ينهالون على العاطفة "المواطن" لتجيش المشاعر بغرض تحقيق رغبات "شخصية" فئوية. لذلك يجب حل ونسف اي جهة سياسية تتحدث باسم "السودان الجديد" تحت اي ذريعة ، ومن ثم بناء بنيان جديد للأحزاب السياسية السودانية.


    الأسئلة: تتردى الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في السودان يوما بعد يوم ، ولم نسأل عقلنا يوما: من هو المسؤول عن ذلك؟

    سيجيب المواطن العاطفي "المدني" بأنها فواعل العسكر ..

    سيجيب اليساري العاطفي إنها فواعل الإسلاميين ..

    سيجيب اليمني الملتهب عاطفة سياسية إنها فواعل البشر الخطائين..


    سيجيب العقلاني إنها فواعل "عاطفة" أيديولوجيا كل من اليساريين واليمينيين والعسكريين


    إنها فواعل عاطفة الأيديولوجيا السياسية!! بمعنى: أن المنظّر الذي قام بوضع الأيديولوجيا السياسية لم يضعها حتى تتم ممارستها أيديولوجيا "فكريا" على أنه متى ما عرف أخطاء توجهه الفكري قام بتعديلها ، لكن كل المنظرين السياسيين تعلموا من العصور القديمة والوسطى مدى اهمية العاطفة في تسيير جيوش تحت وقع انغام العاطفة .. ومن هنا بنى كل مفكر سياسي منهجه في كيفية استمالة عواطف المفكرين وليس إقناع أفكارهم .. وهنا حلت الكارثة السياسية. فإن الكتابات الأيديولوجية السياسية بُنيت جميعها على محور من إحدى محاور العاطفة.

    الدينيين آثروا عاطفة التدين ، واليساريين آثروا عاطفة التحرر -ذاك الكبت النفسي الذي يُرهق أعتى البشر ، أما العسكر فقد اثروا عاطفة العظمة -تلك الرغبة المخفية في كل انسان.

    لقد أدرك المنظرين قديما ماهية آثار الحنكة العاطفية في قبول الأيديولوجيا وإن كانت خاطئة حتى يتم تحميلها على عاطفة الجميع قسرا ومن ثم يدافعون عنها حتى الموت - وأن أثبت التاريخ خطأها.

    التحليل

    لا يوجد فصيل فكري مكتمل ، ولا يوجد فصيل فكري جل أفكار حزبه خاطئة .. "فالكل مصيب جزئيا" وأن القاعدة المنطقية الرئيسة تقول: «اليقين من علامات العقل المُغلق»؛ لأنَّه من الصعب جدًا أن يتواجد شيء يقيني ثابت في نطاق هذا العالم المادي المحسوس – عدا بعض الثوابت الفيزيائية والرياضية – يقيني مؤكّد بنسبة 100%. أما التوجهات السياسية تتباين بين الصواب والأقل صوابا والخاطئ تماما. فإن يقين الدنيين بأن كل أفكار المدرسة السياسية الدينية صائبة ، يدل على عقل منغلق ، وكذلك اليساريين وكذلك العسكر

    العبرة التاريخية: "الكل مصيب جزئيا"

    لدى اليساريين أفكار جيدة في إنشاء دولة المواطنة في التساوي في الحقوق بين جميع أفراد الشعب وصون الحريات ..

    لدى اليمنيين أفكار جيدة في الحفاظ على الهوية الثقافية الموروثة بجانب التماسك الاجتماعي والإبقاء على الشكل المحافظ للأسرة ..

    لدى العسكريين سلطة غاشمة باطشة لا تفرق بين أبناء الوطن وأعداء الوطن ، لكن لديهم ترتيب وتنظيم محمود جدا ، لكن تنظيمهم وترتيبهم لأمور شؤون الدولة مفقود تماما. لأنه مقتصر فقط على إدارة الصفوف والرتب والتعليمات ، لكن أن تم وضع هذا التنظيم والترتيب العسكري ضمن خطط الدولة لتبدلت الأحوال السودانية كثيرا.

    فإن كل ما أصاب السودان يعد في المقام عدم تنظيم ، لقد كان عدم تنظيم ممنهج حتى أصبح الوضع "عدم التنظيم" هو الشكل الشائع في إدارة الدولة وكما قال أحد المفكرين " لقد اصبحت الجريمة منظمة بينما تعمل الحكومات بطريقة غير منظمة" .. أصبحت اضحوكة تلك الحكومات غير المنظمة في ظل عمل الجريمة المنظمة!!

    الدرس

    نحتاج الى تنظيم شؤون الدولة بالقانون بنهج عسكري صارم ، فكل من يخطأ تتم محاسبته وليس مجرد إقالته. الإقالة لا تفد الشعب في شئ لكن المحاسبة تجعل الناس حذرين في اتخاذ القرارات المستقبلية.

    عدم التنظيم هو أصل كل كوارث السودان ..

    عدم التنظيم هو ما جعل السودان حتى الآن بلا مجلس تشريعي ..

    عدم التنظيم هو ما سهل استئثار المكون العسكري بالسلطة التنفيذية التي هي في الأساس مهمة الحكومة في المقام الأول والأخير ..

    عدم التنظيم هو ما جعل حكومة حمدوك حكومة تشريعية فاقده حقها التنفيذي ، فما زال وزير العدل يعدل القوانين ولم يطبق منها شيئا ولن يستفد الشعب شيئا ولو صبر على حكومة حمدوك ألف عام. لأنه لا يوجد تنظيم !!

    عدم التنظيم هو ما سهل على للتجار الانفراد بسوق المنتجات دون حسيب ولا رقيب

    عدم التنظيم هو ما جعل كل ما حدث ويحدث في السودان عبارة عن بلية متكررة.

    الحلول : نداء التغيير

    نحتاج الى نهج يساري في تنظيم شؤون الدولة على الصعيد العلاقات الخارجية ، ووضع خطط إنسانية اقتصادية اجتماعية تكفل الحقوق للجميع وتصون الحريات ..

    نحتاج لليمنيين في إدارة الوضع الإجتماعي المتعلق بالأخلاق والقيم ، دون اللجوء الى الفروض "المسيسة" والخطب التي لا تغني ولا تسمن من جوع ...

    نحتاج إلى العسكر للحفاظ على أمن وسلامة البلاد دون مزايدة او مرابحة.

    إنها دعوة سياسية لتوحيد جميع الأحزاب السودانية في ثلاثة أحزاب: أحزاب اليمين ، أحزاب اليسار ، وأحزاب الوسط. مع الإلتزام بمصالحة العسكر سياسيا وتوجيههم نحو الواجب الوطني الأول وهو الدفاع عن الوطن وإعداءه المتربصين به من كل الجوانب.

    ان لم يتم وضع تنظيم للدولة السودانية فلن تتغير الأحوال أبدا ، وهذا التنظيم يبدأ بالأحزاب.

    1/ إعادة تنظيم عمل الأحزاب وبلورة كل الأطياف في كيان منظم متسق له قيادة عليا "مستقلة سياسيا" تعمل مراقبا ومشرفا عليه ، على أن يتم تحديد العمل الحزبي وماهيته الوطنية.

    2/ تحديد دور العسكر في السلطة السياسية

    3/ تكوين هيئة تشريعية عامة وأخرى خاصة

    4/ إقامة نظام رقابي مالي "شفاف" على جميع العاملين بالدولة بالمراكز الحساسة

    تنظيم كل صغيرة وكبيرة في أرض الوطن بما لا يسمح لأي شخص تخطي حدوده الوظيفية المنصوص عليها بوضوح.

    فلا يتاجر الرأسمالي بسلعه وفق معاييره الإقتصادية الخاصة..

    ولا يتاجر أهل القانون "المحامين" بالدفاع عن الباطل من أجل التربح الآثم

    ولا يتاجر القضاة بالتلاعب بالقوانين والانفراد ب تعمية العامة عن سير الإجراءات القانونية ..

    ولا يتاجر السياسيين بالزيف وتشويه الوقائع من أجل مصالحهم الفئوية ولا يتكلمون في قضايا جدلية تثير عواطف الشعوب دون طائل منها ..

    ولا تتاجر الصحافة برغبات الشعوب من أجل تحقيق مآرب تلميع صور القلة

    ولا يتأخر كل من له ضمير حي في عدم تقديم المساعدة -أي كان شكلها - من أجل النهوض بالبلاد وليس النهوض بالاطماع الشخصية.

    وليكن شعار الدولة السودانية: الله والوطن من وراء القصد

    يوسف نبيل فوزي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de