الجماعة جقلبوا.. هذا ملخص لجقلبة الفاتح جبرا، والذي ينوح فيه نواح الثكالى لأن اتفاقية جوبا منحت الهامش بعض الفتات، الذي لو كنت امتلك جيشاً كما يمتلك مناوي أو تلفون كوكو أو عبد الواحد لما قبلت به، ولقدت تلك الجيوش لأحصل على حقوقي وحقوق سائر المهمشين في الشرق والغرب والجنوب. مكتسحاً تلك السيطرة التاريخية على المخازن، ومعيداً توزيع الحقوق توزيعاً عادلاً. الفاتح جبرا، يصف أهل الهامش بالمجرمين والمتمردين، ولكنه لا يستطيع ان يصف أهله بالمجرمين عندما ظلوا طوال تاريخهم يقترفون جريمة الإنقلاب العسكري تحت حماية أحزابهم: أقول لجبرا؛ إذا كان التمرد جريمة عسكرية، فالإنقلابات جريمة عسكرية ايضاً، غير أن الفرق هو أن أهل الهامش لم يمنحوا النفوذ الكافي داخى الجيش (غير القومي) ليقوموا بانقلابات، بل يجب عليهم أن يخرجوا شاهرين أسلحتهم على جيش الشمال نفسه. يرى دوركاييم، أن للجريمة فوائد، ومن أهم فوائدها أنها تخلق حالة مفصلية بين الماضي والحاضر، ولولا تمرد أهل جنوب السودان، لظل الجنوبيون حتى اليوم في الدرك الأسفل من التهميش، وقد يقول قائل: ولكنهم حتى الآن لم يستقروا في دولتهم؟ فأرد عليه (في دولتهم، سيتصارعون حتى يواجهوا تجاربهم القاسية فتفرض عليهم الاستقرار) لكنهم بدون الإنفصال، ما كان لهم أن يبدأوا تاريخهم اساساً. فهذه التي اسماها عصابات إن لم تنل حقوق أهلها وانكفأت على الإثراء الشخصي لكفاها ذلك شرفاً بأن أعادت تاريخ دائرة المهدي والمرغني والهندي، والأسر الشمالية التي ظلت تأكل من أمامها ومن قفاها حقوق سائر الشعب وهي لا تتجاوز الخمس وسبعين أسرة. فما الفرق عند جبرا، سوى أنه حلال على الطير من كل جنسه وحرام على أبناء الهامش الدوح. لقد علم أهل الفاتح جبرا، الشعوب الأخرى اللصوصية، منذ الاستقلال، وليسأل جبرا نفسه عن من كان يتم محاولة إسكات اصواتهم بتعيينهم في مناصب نائب رئيس ووزير وخلافه من الجنوبيين وغير الجنوبيين، لماذا كان اهل جبرا يفعلون ذلك؟ لقد علموا هؤلاء الخيانة، وعلموهم السرقة، فالمجرم الحقيقي ليسوا هؤلاء المهمشين بل المجرم الحقيقي هم الشماليون من أهل جبرا ومن لف لفه. لم يستطع أهل جبرا منذ الاستقلال بناء دولة مؤسسات قومية يأخذ فيها كل ذي حق حقه، فلماذا يتباكى جبرا على من يريد اخذ حقه بالقوة؟ إن على جبرا توجيه وصمة العصابة الإجرامية إلى أهله وليس هؤلاء، بل ليسوا فقط عصابة إجرامية أدمنت سرقة حقوق الآخرين، بل استخدمت المشانق، والإبادات وهي تضرب هذا بذاك، وتمد الجزرة المربوطة بالعصا لتركب ظهور المساكين الطامحين في الحصول على بعض انسانيتهم بقليل من الوظائف وبفتات من المال. جبرا، مثله مثل أهله، ليس عادلاً بالمرة، ولذلك فهو يستخدم أسلوباً جهولاً عنصرياً فيه حمية الجاهلية تتخفى وراء السطور المكتوبة بلغة إلتفافية مقنعة. وعدم عدالة جبرا، من عدم عدالة أهله التي استمرت منذ الاستقلال فكشفت عوراتهم الروحية والنفسية، وخفة أيديهم، وكيلهم بعشرات المكاييل، والبطش بطش الجبان عند المقدرة، والفجور في الخصومة، والكذب وتزييف الحقائق والتاريخ. لو كان جبرا عادلاً لنادى إلى مؤتمر جامع تتساوى فيه أكتاف الشرق والغرب والجنوب بالشمال، ولكنه وأهله (يفرون من مجرد ذكر ذلك فرار الصحيح من المجزوم)، ولو كان عادلاً لنادى بإعادة هيكلة الجيش ليتساوى فيه عدد الضباط الشماليين بغيرهم، ولو كان عادلاً لنادى ب....الخ الخ. لكنه كذوب، وليس الكذب بشنشنة حديثة العهد عند هؤلاء. لذلك فكلامه مردود عليه، ليس بالمنطق والعقل فقط، بل أن شتاريخه هو نفسه سيرد عليه، ولو قد قميصه من دبر. (يتبع)
الفاتح جبرا: قوات الحركات تعيث في الخرطوم فساداً-(٢)
د.أمل الكردفاني
حتى الآن لم أشاهد أي جندي من جنود الحركات الموقعة على جوبا في الخرطوم، لكنني متأكد أن من قتل المعتصمين في القيادة لم تكن مليشيات مناوي ولا جبريل، بل كانت مليشات أهل الفاتح جبرا وتحت سمعهم وبصرهم. فمن عاث ويعيث فساداً حقاً لم يستطع جبرا أن يتهمه بالواضح والمفتشر، إما تمالؤً أو جبناً وكلاهما خزي عليه. بل استمرت اكاذيب جبرا، واعتبر أن مناوي كان كوز لأنه تم تعيينه مساعداً للبشير بنفس اتفاقية جوبا التي يحاول فيها الشمالي كعادته كبح جماح مقاومة المضطهدين بمنحهم بعض المناصب الوهمية بدون سلطات حقيقية، لكن جبرا لا يستطيع أن يذكر أن البرهان هو قائد مليشيات الدفاع الشعبي، ولا يستطيع أن يصف البرهان بالكوز، لأنه من أهله ربما أو جبناً، وكلاهما خزي عليه. ولو كان جبرا عادلاً لذكر وظائف كل من يحكمون اليوم بمن فيهم حمدوك في عهد الكيزان، ولذكر روابط رأسماليي الشمال امثال داود وابراهيم الشيخ بالكيزان، ولكنه يسكت إما تمالؤً وإما جبناً وكلاهما خزي عليه. ثم عاب على اتفاق جوبا الذي وصفه بالمذل بأنه فرض على الشعب التزامات لا قبل له بها. وهل اهل دارفور وغيرهم ليسوا جزءً من هذا الشعب؟ أم أننا نرى بوادر طيب مصطفى جديد؟ واعتبر جبرا أن قول بعض جنود الحركات من قبيل (الخرطوم دة حق ابو منو) مستفزاً، ولو كان جبرا عادلا لأجاب: ما حق أبو زول وكلامكم صاح. ولكن جبرا سرت مياه النار في عروقه، ونقول له: أبرد او ارجع بلدتك التي أتيت منها، ففي كل عيد يختفي أهل الخرطوم عندما يعودون إلى قراهم البعيدة فالخرطوم بالفعل ليست حق أبو اي زول فينا.. كن عادلا واشهد بالحق، وإن كان ذلك من رابع المستحيلات طبعاً. ثم عاد جبرا لمسألة قيام بعض جنود الحركات بانتهاكات أمنية في دارفور، والحق أنه لو كان عادلاً لقال ما قاله كونفيشوس: (علموهم قبل أن تحاكموهم)، فمن ضيع هؤلاء سوى جبرا وأهله؟ ومن رماهم في ضعضاع الحروب والتفلتات سوى انعدام التنمية وانعدام فرص التعليم التي ظلت محصورة في الجيلي حتى حلفا؟ثم ضربهم بعضهم ببعض من باب (فرق تسد). (يتبع)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست