هنالك من ينتقدك بشدة لمجرد الهوى ولمجرد الرغبة في الانتقاد .. وهنالك من يعارضك من منطلق المواقف والخلافات السياسية .. ويرى فيكم طرفاُ سياسياُ يوالي بمنتهى الإخلاص لحزب المؤتمر الوطني السياسي .. وهنالك من يعارضك من منطلق الخلافات والاختلافات الإيديولوجية والدينية .. حيث عداءك المستدام للعلمانية والشيوعية والبعثية والأفكار الدخيلة الأخرى .. وهي تلك المعركة المعهودة بين الحق والباطل منذ فجر الإسلام .. وهناك من يعارضك لمجرد الرغبة في المناكفة والمناوشة بحجة أنك لم توالي الانتفاضة والثورة في البلاد .. وهنالك من يملك مقاصد أخرى حين ينتقدك .. ولكن نحن لسنا مع هؤلاء ولسنا مع هؤلاء .. بل أكثر من ذلك نحن نرى أن كفاحكم ضد العلمانيين والشيوعيين وغيرهم يدخل في صلب واجباتكم .. وتلك رسالة من رسائل الدعاة والوعاظ .. وإذا لم تقوموا بتلك الرسالة المقدسة نتهمكم بالتقصير في واجباتكم الدينية .. والمسلمون في العالم بصفة عامة وفي السودان بصفة خاصة يقدرون جهدكم ذلك الكبير في خدمة الإسلام .
ولكن يا شيخنا عبد الحي يوسف يجب أن تعرف بأن الشعب السوداني لديه صوت لوم وعتاب شديد عليكم .. ولابد أن تقف قليلاُ لتستمع لذلك الصوت من إخوانك المسلمين بالسودان .. وهي تلك النصيحة المفروضة التي يقدمها لكم الإخوة المسلمين في الداخل والخارج .. فهؤلاء الإخوة يرون أن الشيخ عبد الحي يوسف يبذل كل مجهوداته في ناحية من النواحي الدينية .. وذلك دون الاهتمام يتلك النواحي والقضايا الدينية الأخرى الهامة التي تهم حياة الأمة المسلمة .. فهو يجتهد ليلاُ ونهاراُ ليدافع عن مرحلة سياسية كانت قائمة في البلاد في يوم من الأيام وقد انتهى عهدها !.. ولا يمكن أن تعود تلك المرحلة مرة أخرى بأي حال من الأحوال .. وليس من رسالة الشيخ الدينية أن يدافع عن العهود السياسية ويستميت عنها .. إنما عليه أن يدافع عن الإسلام والمسلمين بغض النظر عن التوجهات السياسية في البلاد .. واليوم الكل يتحدث في السودان ويقول أن ذلك الشيخ عبد الحي يوسف لا يتطرق إطلاقاُ لأحوال الشعب السوداني الذي يكابد الأوجاع والويلات لأكثر من ثلاثين عاماُ .. وذلك بالقدر والجهد المطلوب .. ويقولون أن الشيخ عبد الحي يوسف لا يتناول في خطبه الدينية تلك الأوجاع والآلام التي يكابدها الشعب ليلاُ ونهاراُ منذ سنوات الإنقاذ البائد وحتى هذه الأيام التي تواجه أبشع ألوان المصائب !.. ورغم كل ذلك فإن الشيخ عبد الحي يوسف يواصل مواجهاته تلك السياسية العقيمة وكأنه لا يبالي بأوجاع الأمة المسلمة !.. بل كأنه لا يعرف أن هنالك من يبكي ويجوع ويشتكي في هذه البلاد .. والشعب السوداني لا يسمع يوماُ بأن الشيخ عبد الحي يوسف يتأسف ويتحسر حين يسمع بأن أكثر الأسر السودانية المسلمة لا تتناول وجبة الطعام لأيام وأيام .. وهي تلك الأسر السودانية المسلمة التي نسيت طعم اللحوم والأسماك والفواكه والألبان لسنوات طويلة .. وقد أصبحت وجبة ( الفول ) لديها هي الوجبة الغالبة في أكثر الأيام ( إذا وجدت ) !.. وحتى أن تلك الوجبة في هذه الأيام تعد من وجبات المترفين من الغلابة بسبب الغلاء والندرة !!.. أما معظم الناس فوجباتهم حبات تمر مع جرعات من الماء !.. وكان الأحرى بالشيخ عبد الحي يوسف أن يجمد قليلاُ تلك المناوشات الجانبية مع العلمانيين وخلافهم وأن يجارى خطوات أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أمثال ( الفاروق عمر ) رضي الله .. الذي كان يهتم بشئون الرعية .. ويتفقد أحوال الجوعى عند أنصاف الليالي .. ويفترض بالشيخ عبد الحي يوسف الواعظ أن لا يوالي جانباُ واحداُ طوال المسار .. وأن لا يتناول قضية واحدة من قضايا الأمة المسلمة طوال الحياة !.. بل عليه أن يتناول كافة القضايا الإسلامية بالقدر الذي يغطي ويخدم الأمة .. وهي تلك القضايا التي تهم وتعالج أحوال وظروف المسلمين الذين يكابدون الأوجاع والويلات أينما يتواجدوا .. عليه أن يحارب بشدة هؤلاء المحتكرين لأقوات الشعب السوداني دون وجه حق .. والواجب الديني يفرض عليه أن يحارب ويفضح هؤلاء الذين يفسدون وينهبون في البلاد .. وهم هؤلاء الذين كانوا ومازالوا يفسدون منذ عهد البشير البائد .. وهو ذلك العهد البائد الذي يدافع عنه عبد الحي يوسف دون أن يستنكر تلك الممارسات الخاطئة التي كانت تخالف الشريعة الإسلامية .. وهو يعرف جيداُ أن النهب والسرقة والاختلاسات وسلب أموال الدولة وتفشي مظاهر الخلاعة والمجون في البلاد حرام في الإسلام .. وبالتالي يفترض أن يكون هو الذي يستنكر ذلك قبل الآخرين !.. وكذلك يرى الشعب المسلم أن على الشيخ عبد الحي يوسف أن يحارب هؤلاء السماسرة وهؤلاء التجار الذين يجعلون من حياة الناس جحيماُ في جحيم .
هل يعرف الشيخ عبد الحي يوسف ماذا يقول الناس عنه في هذه الأيام ؟؟ .. يقولون بالحرف الواحد أن الشيخ عبد الحي يوسف لا يعاني ولا يكابد كالغلابة من أفراد الشعب السوداني .. فهو لا يشتكي من ندرة الخبز .. ولا يقف في تلك الصفوف الطويلة كالآخرين .. ولا يشتكي من الغلاء .. ولا يشتكي من قلة وغلاء اللحوم والفواكه والألبان وخلافها من ضروريات الحياة .. ولا يشتكي من أزمة المواصلات .. بل هو ذلك الشيخ المبجل الذي إذا أراد شيئاُ من متاع الدنيا يشير بمجرد الأصابع فيهب ويركض هؤلاء الأغنياء والأثرياء أصحاب السيارات الفاخرة ليجلبوا له ما يشاء من الأغراض !! .. وبغض النظر عن صدق أو كذب تلك المزاعم التي يقولها الناس فإن عدم اهتمام الشيخ عبد الحي يوسف بأحوال الشعب السوداني في حال وعظه وإرشاده دليل على أنه لا يبالي بأحوال الأمة المسلمة المتردية !.. وهي تلك الأمة التي تكابد أشد ألوان الويلات والأوجاع .. بل تهمه فقط تلك المناوشات الجانبية مع هؤلاء وهؤلاء .
فالمرجو ثم المرجو من ذلك الشيخ الجليل عبد الحي يوسف أن يبدل أسلوبه في المواقف والدعوة .. وأن يهتم قليلاُ بأحوال الغلابة المسلمين الذين يواجهون أشد ألوان المعاناة .. وأن يجتهد في إزالة الدموع عن أحداق هؤلاء الأطفال والأرامل والجوعى والفقراء في هذه البلاد .. وأن يحسس الأمة السودانية المسلمة بأنه لا يبالي كثيراُ بتلك المواقف السياسية الجانبية بقدر ما هو يبالي بأحوال المسلمين .. ولا يشرف الشيخ كثيراُ أن يواصل ذلك الطناش الذي تلوح بأن الأمة لا تكابد ولا تواجه الويلات ولا تقف في الصفوف .. وهو يعرف جيداُ أن تلك الصفوف من عهد البشير البائد .. وقد حان الوقت للشيخ عبد الحي يوسف أن يتجرد من تلك النزعة السياسية .. وأن يحارب هؤلاء المفسدين في البلاد .. ويطلب من هؤلاء المحتكرين لقوت الشعب السوداني أن يتوقفوا عن تلك الممارسات المجرمة .. وأن يصفوا الضمائر مع الله .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة