استيقظت صباح هذا اليوم وانا مفعم بالنشاط والحيوية والتفاول، انه الخميس يا رفاق! ولكن ليس لانه فقط الخميس! بل هذا اليوم اكثر تمييزًا من اي خميس اعتيادي! انها راس السنة الهجرية 01/01/1442 وميلادياً ايضا كان مميزاً 20/08/2020
اعددت قهوة الصباح وتجهزت للخروج من المنزل كعادتي الى محطة القطار. كل شي كان اشبه بالمثالية في هذا اليوم الجميل اوجه البشرالابتسامات ورقي التعامل الى ان ركبت القطار وسقطت عينايا في صحيفة ملقاة بجانبي في داخل القطار تلك الصفحة الاولى جذبتانتباهي وكانت المفاجاءة بان اقراء اسم دولتي (السودان) "في الصفحة الاولى في الصحيفة البريطانية المجانية METRO" ذكرت الله كثيرًا وقلت في نفسي اللهم اجعله خيرًا! فانه حدث لا يحدث في العادة! وقد تكون تلك المرة الاولى التي اقراء فيها اسم دولتي في اولى الصحف الأجنبية! اخذنى الفضول لألقي نظرة على ذلك المقال ولم انتهي من قراءة المقال ولا شعوريا بدات دقات قلبي تتزايد والعرق يتصبب من جسدي ويداياترتجفان! لم يكن الخبر خيرًا! كانت المفاجاءة وفاة شاب سوداني لم يبلغ العقد الثاني من العمر! حاملا احلامه واماله للوصول الى بلاد الحرية والسلام والعدالة التي لم يراها في بلاده.
الشاب السوداني البالغ من العمر ١٦ عامًا، حاول الهروب من المعاناة التي راها في اقل من عقدين من الدهر يئس واختار الهروب لتحسينالاوضاع والوصول الى حياة افضل مثله كمثل معظم خيرة شباب السودان! من يرون المنكرات والظلم والقهر والذل! ولا يستطيعون تغير شئ لا بايديهم ولا بالسنتهم ولا بقلوبهم! فالهروب اصبح واجب! بل فرض عين على كل شاب سوداني! "السمبك" فمنهم من ينجو بحياته ومنهم من لا ينجو!
تسألت! كيف لهؤلاءالشباب يخاطرون باموالهم وأرواحهم للوصول الى أوروبا عبر هذه الطرق المستحيلة!!!
فوجدت الجواب، بأن المستحيل هو السودان!
لم يعد شئ يطاق كل شئ اصبح مستحيلًا! الحمدلله انو المواطن السوداني مازال يستطيع ان يستنشق الهواء الذي سخره الله للكون جميعًا،ولو كان الهواء قابل للاحتكار! السودانين القادة اللي في الحكم كان عسكري كان مدني كانو من المؤكد ان يرفعوا او ينزلو الدعم على الهواء بين اليوم والاخر!!!!
وجدت نفسي أتساءل في اسباب الهروب! فمن هو المسؤل! اذا افترضنا ان دخل الفرد العاطل الباطل في بلاد الغرب منحة فقط من الحكومة ايجار بيت مؤسس مدفوع وفواتير مدفوعة وفوق دا كبةالقروش التي تعادل ٤٠ جنيها استرليني في الاسبوع اي ما يعادل ١٦٠ جنيها استرليني في الشهر للشخص النايم في سريروا شهراكاملًا! وجدت هذا المبلغ الشهري للفرد العاطل الباطل الما بيجدع ولا بيجيب الحجارة نوم فقط حقك مدفوع بيت فواتير وفوقها ٣٤٠٠٠ جنيهسوداني. او كما كانت تسمى سابقا ٣٤ مليون جنيه سوداني!!!! راتب عاطل في بلاد الغرب تعادل رواتب ٢٠ طبيب في سوداننا العجيب!!!!
فلهم حق الهروب! حتى الموت قد يكون ارحم لمن يعلمون و يسلكون طريق الخطر للوصول الى الغرب بدلا من العودة الى السودان! فقد اصبحالجحيم هو السودان لكل شاب وشابة!
نسأل الله العفو والعافية والسلامة! وحفظ البلاد والعباد من خبث ومكر العسكر وقادة البلاد!
رحم الله إخوانا لنا حاولو الوصول الى اوروبا وكان الموت قدرهم! رحم الله كل أمواتنا! والأهم رحم الله احياؤنا المستضعفين في الارض!
انا لله وانا اليه راجعون!
ستبكون يومًا كالنساء! على وطن لم تحافظوا عليه كالرجال! image0.jpeg
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة