الموت في البحر وروح عبد الوهاب لاتينوس بقلم:د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 09:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2020, 03:38 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموت في البحر وروح عبد الوهاب لاتينوس بقلم:د.أمل الكردفاني

    03:38 PM September, 14 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لقد تداولت الصحف -ومنها عالمية- وفاة الشاب عبد الوهاب لاتينوس، وهو شاعر صغير السن، ومغمور. تناولت الصحف نبوءاته عن موته غرقاً. لكنه في الحقيقة لم يتنبأ، فلاتينوس، كان يدرك أن الحرية لا تتأتى بالوصول، بل بعدم الوصول، فأن تظل حراً، يعني أن تظل هارباً، ولا يعد الموت إلا استمراراً لحالة الهروب المستمر نحو الحياة..تلك الحياة التي لا يعرف أحد أين تختبي، هنا، أم هناك، أم في لا مكان ولا زمان. لاتينوس، ليس شاعراً فذاً، لكن روحه فذة، روحه حرة. والروح الحرة مضطرمة كأمواج المحيط، لذلك فهما يلتقيان ويتماذجان، ويحتضنان بعضهما. فالروح لا تغرق بل تنحل في الكون.
    لا يفهم الأشخاص العاديون تلك الروح، وأقصد بالعاديين ليس أولئك الذين لا يكتبون شعراً، بل أولئك الذين لا يؤرقهم الوجود كثيراً، أولئك المنسحقون في العبور الطيفي بلا صخب. أما الأرواح المُخلَّقة من أوار البراكين، فاضطرامها أكبر من الشعر، أكبر من اللغة، وأكبر من الفن.
    روح لاتينوس، روح مبدعة إن أبدعت أم لم تبدع، فهي لا تحتاج لأداة من الخارج لتجسد إبداعها، إن إبداهها في مسها المستمر لتخوم الوجود..، ومن تلك التخوم الهشة، تهبط منحلة في العمق. ولذلك فلاتينوس لم يهرب كما قال من بؤس الحياة ولا حبيبة تضنيه، بل لأنه لا يستطيع إلا العيش هارباً، حتى هناك، في بلاد العالم الأول، سيظل لاتينوس هارباً، هو لا يعرف لماذا؟ يبحث عن سبب مادي، وهو لا يدرك أن الروح الهاربة لا تموت إلا ساعة استقرارها. إنها لا ترغب في الوصول. ولذلك فلاتينوس لم يتنبأ بموته، بل بمواصلة هروبه، وهذا واقع حاله الأبدي. إن فكرة العودة، لا تحبذها الروح الهاربة، الوطن المحدود (لا حدود له عند الروح الهاربة)، المنزل، الأسرة، الحبيبة، المال، كل ذلك عدو تلك الروح.
    وهناك نوعان من تلك الروح الهاربة، نوع ينهش من جسد الفن والادب، بشراهة ونهم، لأنها تهرب عبرهما، تنهش بشراهة فلا تبلغ الوصل أبداً، فيجن جنون تلك الروح، وتزداد غوصاً في إلتهام عبودية الوجود لتتحرر، خالقة كونها الخاص بحقيقتها الخاصة. إن أرسطو الذي كتب في كل شيء أساساً لكل معرفة وفن؛ كان يهرب نحو المجهول بقسوة، محطماً ما ظنه عائقاً من النجاة. وأمثاله كثر، كافكا، درويش، طاغور. وأما النوع الثاني فالذين شنقوا أنفسهم عندما وصلوا لحدود اليأس من الإفلات من عبودية أن تكون مُلقى في عراء الوجود هكذا. هؤلاء ينتحرون بطرق متعددة، في سبيل حلم لا يعرفونه حق المعرفة، في سبيل وطن لن يجدوه، في سبيل أنثى تقدس سرها في السماء. إنهم ينتحرون، عندما يختارون إجابة أسئلة صعبة، عندما يختارون الإجابات الأصعب.
    لقد اختار لاتينوس الإجابة الأصعب، ومضي في سبيله، هل وصل؟ لا أحد يعلم.. لكن المؤكد أنه الآن يستمر روحاً هاربة في الأزل.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de