المهمشون يمارسون التهميش بقلم اسماعيل عبد الله

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2021, 03:33 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المهمشون يمارسون التهميش بقلم اسماعيل عبد الله

    02:33 PM August, 24 2021

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الكتابان الاسود وجدلية المركز والهامش قدما احصاءً وشرحاً تحليلياً كافياً، حول موضوع التهميش السياسي والثقافي والاجتماعي الذي أسس لوقوع المظالم التاريخية لسكان اطراف البلاد، واسهما اسهاماً ملحوظاً في تحريك المياه الراكدة في البركة المركزية للحكم، ودفعا بعدد مغمور من الناشطين ليعتلوا سنام السلطة بعد ان تم حشد رأي عام لدى القاعدة العريضة لجمهور المهمشين عبر العقدين الاخيرين، لقد وجد الحراك السياسي في المثلث الملتهب - دارفور - جنوب كردفان - جنوب النيل الازرق - وقوداً حيوياً وسيلاً داعماً من حبر هذين السفرين، جُيشت المشاعر الشعبوية بالمعلومات الموثقة من داخل اضابير دولاب الحكم منذ أول حكومة (وطنية)، تآلفت قلوب المحرومين وتضامنت من أجل استرداد الحق المسلوب، فوجدت التنظيمات السياسية والعسكرية الناشطة في المنطقة الملتهبة حاضن شعبي مؤمن بالاجندة المعلنة من قبل الفاعلين بهذه التنظيمات، الشعور العام بالغبن اصبح الصفة الملازمة للناشطين والناقمين على مركز القرار السياسي ممن نشأوا على الأرض المنكوبة، فبنوا آمالاً عراضاً للنصر االمحقق بفوهات المدافع الجاثمة على اسطح سيارات الدفع الرباعي.
    المهمشون قادة الاجسام المطلبية بعد أن شحذوا عقول الشعوب القاطنة لارض الاجداد، واستنهضوا همم المهمشين المسحوقين، دخلوا غرفة الامتحان التجريبي والحقيقي لانزال وعودهم للفقراء البائسين، عبر ثلاث محطات هي نيفاشا وابوجا والدوحة وجوبا، فسقطوا في هذه الامتحانات المتتالية وقدموا نموذجاً متعسفاً لممارسة السلطة، فخلقوا مركزية اخرى هي صنو وتوأم للمركزية الرئيسة التي حاربوا من أجل ازالتها، ونيفاشا تمخضت عن انتاج دويلة صغيرة ضعيفة سيطرت عليها قبيلة المؤسس، وابوجا أتت بفصيل قبلي اكتنز ذهب وفضة القصر لحساب محاسيبه وعشيرته الأقربين، والدوحة كذلك ذهبت باتجاه التمركز والتمحور حول القبيل الاجتماعي والتمترس الشللي القاصر، فاستمر سير البؤساء على ذات الدروب والطرقات البائسة التي لم تحقق استرداداً لذلك الحق الذي سلبه الغول المركزي، بل تحوّل القادة المهمشون الى مُهمِّشين (بكسر وتشديد الميم الثانية)، فاصبحوا مركزية صغيرة (على وزن برجوازية صغيرة) داعمة ومندغمة ومتماهية مع المركزية الرئيسة، فخاب حسن ظن البؤساء ببني جلدتهم الذين عرضوا بؤسهم على شاشات المشاهدة العامة بقنوات الاعلام الدولي.
    ثالثة الأثافي - جوبا – لم تكن بالأوفر حظاً من صويحباتها، لقد كشفت هي الأخرى عن ذات الاجندة العشائرية والقبائلية الماكرة بكل عناد واصرار ومكابرة، فتقلّد المناصب الأقربون المتحلقون حول كل زعيم عشائري متدثر برداء التنظيم السياسي المخفي بداخله الوجه القبلي اللئيم، وتوزعت المكاسب السياسية بين صلات الارحام وترك البؤساء في العراء وتم وضعهم كخلفية للصور الملتقطة بغرض الدعاية والاعلان، وبدأت المركزية الانتقالية الجديدة المسنودة برموز قضية التهميش الذين اصبحوا في اعلى عليين، وتركوا البؤساء يرزحون تحت نير النزوح واللجوء في اسفل سافلين، هذه التجارب المعلولة المتكررة زرعت اليأس وسط المهمشين المسحوقين، وافقدتهم الثقة بالقائد (الكمرد) الصائح والهاتف بشعار (الموت للمركز)، فصار (الكمرد) هزيل الصورة باذهان هؤلاء البؤساء المغرورقة اعينهم بدمع الحرمان، وباتوا لا يولون اهتماما ولا يلقون بالاً للصائحين الصارخين المتوعدين للصنم المركزي بالاجتياح والهدم ثم الازالة، وساروا على الطريق المؤدي الى تفتيت لحمة المجتمع وتكسير عظم الوطن.
    قضية المهمشين هُزمت من الداخل وهازموها هم المتنطعون، وواضع اسس تفكيكها الفاقد التربوي المعتمد على فوهة البندقية، التي استخدمها اسوأ استخدام عندما ابعد خيرة حملة الاستاذية والمهندسين والقانونيين، وهمّش بها اصحاب الملكات والمقدرات الفذّة المعترف بهم دولياً، واذا كان الغراب دليل قوم فحتماً سيهديهم الى دار الخراب ولن يفلحوا ولن يفلح الغراب، ومجرب المجرب لن يستطيع ملأ الجراب، وكما يقولون أن الذي حدث ما هو الا عملية اعادة تعبئة وملء لنبيذ قديم في قنانٍ جديدة، فلم يأتنا المبشرون بتحويل ارض كسوة الكعبة لرواندا افريقيا الناهضة، سوى انهم قاموا باعادة تدوير القديم، اما وقد بانت (شوقارة) خريفنا اليابس من عناوين القرارات الأولية الصادرة والسادرة في الغي والغيبوبة القديمة المتجددة، فليتهيأ البؤساء لخريف وصيف حارين جافين ليس بهما دفء ولا امطار، وهكذا يكون مصير كل أمة لا تتبع ابجديات الاجراءات الصحيحة المؤدية لممارسة فن ادارة الموردين البشري والمادي، والهروب من تطبيق القاعدة التقليدية الخالدة (الرجل المناسب في المكان المناسب).

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]
    24 اغسطس 2021























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de