الشعب قد أعيته الحيل تلو الحيل وقد أصبح ( اليأس ) هو ذلك الفرس الوحيد المتاح .. وتلك التباشير التي تبشر الشعب السوداني باقتراب موعد الخروج من عنق الزجاج بدأت تفقد المصداقية والحماس والمذاق وأصبحت لا تجلب الاهتمام .. حيث أن المجريات في أرض الواقع تؤكد بأن تلك التباشير مجرد كذبة من صنع الخيال !.. والعلل كل العلل تكمن في ذلك الإنسان السوداني الذي يجيد الثرثرة والأكاذيب ولا يجيد الصدق في الأقوال والأفعال .. القائل في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. والمبشر في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. والمتحدث في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. والقائد في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. والتاجر في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. والناصح في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. الصالح في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. والطالح في هذا السودان هو كاذب بالفطرة .. وتلك الحقائق تؤكد لو أن هؤلاء أبناء السودان قد وضعوا الأيدي فوق المصاحف وأقسموا بالله لما أصدقوا القول في يوم من الأيام .
لقد أغلقت الأبواب والمنافذ أمام الشعب السوداني بذلك القدر الكاتم الخانق .. ولا توجد في السودان اليوم حالة واحدة من تلك الحالات التي تجلب الراحة والسعادة والحبور في حياة الإنسان السوداني .. وبنفس القدر لا يلوح في الآفاق ذلك الفجر البهيج الذي يوحي بالانفراج في المستقبل القريب .. ولا توجد تلك العلامات التي توحي بأن حياة الإنسان السوداني في طريقها للتحسن والراحة والرفاهية .. ومع الأسف الشديد فإن تلك الساحات السودانية اليوم تعج بأشكال وألوان تلك الأوجاع والويلات والهموم والأزمات المتفاقمة .. والغلابة الفقراء من أبناء السودان هم الذين يكابدون تلك الأوجاع والويلات التي تسببها تلك الفئات الظالمة من أبناء السودان .. وهؤلاء الغلابة يمثلون السواد الأعظم في تركيبة المجتمع السوداني عند الإحصاء .. أقوات ومصائر الشعب السوداني المغلوب على أمره محتكرة وفي أيدي هؤلاء المتسلطين من صنوف البشر .. وهؤلاء في حقيقة الأمر أبعد الناس عن مسميات ونعوت البشر .. بل هم أقرب من نعوت الأنعام والدواب والبهائم والوحوش في سلوكياتهم وتعاملاتهم وأخلاقياتهم .. وبالمختصر المفيد فإن تلك الأحوال في السودان في هذه الأيام تؤكد مائة في المائة بأن التواجد في باطن الأرض أفضل من التواجد في ظاهر الأرض ألف مرة .. وذلك لأن الإنسان السوداني قد فقد شهية الحياة بمعية هؤلاء الحثالة من البشر .. حيث ضاعت وتلاشت تلك السعادة في حياة الإنسان السوداني كلياً .. وتلك البسمات الوضاحة قد أصحبت نادرة في وجوه الناس في هذه الأيام .. ولا تتواجد تلك البسمات إلا في ثغور الموتى من أبناء السودان .. حيث علامات التخلص من مشقة الحياة .. وكل جوانب الحياة بالسودان قد أصبح اليوم جحيماً في جحيم ولا يطاق .. وتلك الظروف الحياتية والمعيشية القاسية الصعبة تبكي هؤلاء الكبار من الناس قبل أن تبكي هؤلاء الأطفال الصغار .. ومن أسعد اللحظات التي يتمناها الإنسان السوداني في هذه الأيام هي تلك اللحظات التي تنطفئ فيها شاشة الوجود في مشوار الحياة للأبد !.. حيث بعدها تلك الراحة الأبدية من مشاكل السودان !!.. لا شقاء ولا بكاء ولا غلاء ولا بلاء ولا دواء ولا صفوف ولا أزمة مواصلات ولا ركض خلف الحافلات !!،، لا بشير ولا حمدوك ولا حميدتي ولا غيرهم من تلك الأسماء !! .. لا برهان ولا يهود ولا شيطان ولا تطبيع ولا يحزنون !! .. وبعد ذلك الموت لا يهم الإنسان كثيراً إذا رفعوا اسم السودان من قائمة الإرهاب أم لم يرفعوا ذلك الاسم حتى قيام الساعة !.. وبنفس القدر لا يهم ذلك المفارق للحياة إذا تمادى هؤلاء التجار السودانيين الجشعين الطامعين في رفع تلك الأسعار عند رأس كل ساعة كالعادة .. وتلك الأيام قد أثبتت بأن هؤلاء التجار في السودان يعدون من أفظع وأمقت التجار فوق وجه الأرض !!.. ولا يماثلون إطلاقاً هؤلاء التجار في أرجاء العالم .. وتلك أخلاقياتهم قد تدنت بذلك القدر في الحضيض !.. ولا يهم إطلاقاً ذلك المفارق للحياة إذا تمادى هؤلاء التجار بالسودان في ممارساتهم تلك النتنة القذرة القبيحة أو ماتوا جميعاً بداء الطاعون .. ولكن في نهاية المطاف فإن الجميع سوف يلتقون في تلك الحفرة القاتمة المظلمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة