المغربُ يجتازُ توقيتاً يَتطلَّب وُلوجاً لإتقان ترقُّبٍ لما سيأتي مغيِّراً لواقع بآخر قد تستقيم فيه الأمور للأحسن دون التقليل عن ذلك بالمرَّة ، نفس الأجواء عاشها أواخر أيام الملك الراحل الحسن الثاني حيث بلغت الحالة في المغرب حداً لا يُطاق وجل عوامل الحياة السياسية كانت أو الاقتصادية بدت متذبذبة متوترة . إذن لا مجال لأي انفراج انطلاقاً لشرارة توقيت مغربي جديد وذاك التحسُّن مرهون بالانتظار المرفوق بالصبر كالسالف دورة بعد دورة ، مِن دورات سباق للفوز آخر المطاف بفوائد نفس العِبرة ، المتوارثة مِن قِبَلِ المغاربة جيلاً بعد جيل ليظلَّ تماسُّكهم بأقوَمِ خِبرة ، إذ للاستقرار السياسي أثمنة باهظة تُدفَع لابتياع تخلُّص مِن ضائِقَةِ مخطَّطَة لتبقى مُستمرَّة ، وفي نيتها الوصول لنتيجة تُعَدُّ لأي طموح طائشٍ قاهِرة ، فالمغرب هو المغرب يُعْتَبَر في حُكْمِ نفسه بنفسه أدق ظاهٍرة ، مبتكراً من قديم زمان أسلوباً متلاحماً مهما تباينت مقوماته بين إظهار الليونة كقاعدة وإخفاء الخشونة كاستثناء حفاظاً على نظامِ يراه منارة ، يخال نورها هادياً حتى بعض العقول الحائِرة ، بين الاقتناع عن قناعة بالأصيل أو بما تظن بابتعادها عن حداثة هذا العصر خاسِرة ، تحت غطاء التقدُّمية المستبدِلة التقدُّم بالمنفعة المختصرَة ، دون الدخول في تفسيرات تُعَقِّدُ المُعَقَّد بعُقَدٍ مستعارَة ، من علَلٍ جوفاء المبادئ حتى على وقاية ذاتها من تلوث الشرور متكبِّرة .
قد تتجمَّد المؤسسات أكثر مما هي متجمِّدة ومع ذلك تكون سائِرة ، نحو نهاية ولاية وبداية أخرى بالقطع ليست أخيرة ، لا أحد فيها فابل لآخذ القرار مكتفياً بنقاش مضيِّعا به طول نهار بغير إلحاق الفحوى بمذكِّرة ، حتى لا تأخذ مسار الرسميات شأنها معاكساً يكون لما للجدية مُعمرَة ، بل فارغة لمسؤوليات المناصب بما يناسب الإبقاء على الحال بغير جزئية مُضِرَّة .
الحكومة كالأحزاب القليلة التي تمثلها عاجزة تكون عن إنقاذ الصمت ولو بضجيج أنشطة صغيرة ، ليقينها أنها زائدة أو ناقصة ليست سوى عابرة ، بما كرسته من حقائق أنها كسواها لم تكن غير كسور رقم في معادلة ليسـ بالمُغيِّرة ، لتلك الأسباب الداعمة لفقدان الثقة في ديمقراطية أفرزت هذا الصنف من المسؤولية غير المسؤولة عن تصريف مواقف مقرَّرة ، إلا بما يلزم التعلُّق بشعار "وغداً تُشرق الشمس" فإذا الأجواء بعد كل صباح مكفهِرَّة ، ومع ذلك يغطي التريث طموحات المتذمرين أكانوا من المتربعين على الأرائك أم المكتفين بالجلوس على أيه حصيرة . البرلمان بغرفتيه كائن حيث كان منذ أول تجربة دخلها المغرب حتى الآن لم يكن في العامة أعماله مؤثرة ، وعلى ضبط غير المضبوط إتباعاً لصلاحياته تدخلاته قادرة ، لانعدام ثقافة واضعة النقط على الحروف اتقاء مخاطر تموقعات خطيرة ، ومن ضمنها انفراد مثل المؤسسات الدستورية بما تتستَّر عليه من تجاوزات ظاهرة ، بعيدة مهما اقترب القريب منها لإصلاحها كحق يحميه الشعب حتى لا تبقى جروح الديمقراطية في الجوهر غائرة .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنى-استراليا mailto:[email protected]@yahii.fr
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة