السودان امام خياران . والخيار الاول انهيار العملية السلمية هو استمرار الحرب هذه المرة الحروب لم تكن في الصحاري ولا في الجبال وبل قلب الخرطوم وان اطراف الحرب تختلف عما كانت عليها فان المحصلة النهائية لميزان القوة ليست من مصلحة المركز علي الاطلاق .لان قوات الكفاح المسلح كلها و الشرق وبل الجيش السوداني الذي تمرد في حرب دارفور ليس من المحتمل ان يحارب تحت قيادة اولاد البلد وانسحاب الدعم السريع من التحالف النيلي واذا نظرنا الي الاجهزة الامنية التي كونها النظام السابق ايا كانت تسميتها هم ايضا غالبيتهم تتشكل من ابناء الهامش فان عمليات التعبئة الاطراف ضد المركز باتت حقيقة ماثلة. هذا الي جانب استمرار الحصار لحكومة المركز وحتي اذا كان في امكان الجيش الصمود امام قوات الكفاح فان الظروف الاقتصادية لم تمكن الدولة من تمويل الحرب لان الحرب القادمة البديل للسلام العادل اولها قطع بورتسودان وخنق الخرطوم . الامل الوحيد المتبقي للخرطوم ان تستعين بالقاهرة ولكن وقتها دولا افريقية اخري مستعدة للتدخل وقته تري الامم المتحدة ضرورة وضع الحد للتحركات من القاهرة حتي لا تكون حربا اقليميا بناء علي القرارات الصادرة سابقا بعدم تمويل اطراف الحرب . ولذلك راي ابناء البلد ان انهيار العملية السلمية نتائجها ليست من مصلحتهم ولا من مصلحة السودان بشكل عام لان نتائها غير معروفة والخيار الثاني هو مضي قدما في انجاح العملية السلمية يعني تخلي السودان القديم طوعا لان ثورة الشباب اكدت ان السودان القديم مرفوض حتي من الخرطوم وتكون كارثة لو تم وضعه امام خيار الشعب السوداني ،فان النظام السياسي الذي ينتج عنه السلام مطلوب ، يواجه تحديات كبيرة بشكل جاد في عمليات المحاسبة في الفساد وجرائم القتل والمخدرات واعادة صياغة مؤسسات الدولة ،بما فيها الجيش والاجهزة الامنية الاخري وصياغة جديدة لكل الخدمة المدنية بما فيها قوانين حيازة الاراضي والغاء كل انشطة التميز والرشوة التي تقدمها الحكومات لاهل الخرطوم حتي لا يثوروا عليها وفي حالة تعويق مسيرة الاصلاح ينتقل البلد الخيار الاول لانهم ليس لديهم ما يخسرون لانهم لا يملكون شيئا في الاساس وبل مشحونين بالغضب والرغبة في الانتقام وهم يرون ان الخرطوم هي الجهه التي ظلمت السودان . ولذلك هذه الخيارات ليست من مصلحة المركز ايضا ولكن خيار السلام يمكن ان يعطي مهلة للتفكير لرسم ملامح سياسية جديدة الدولة السودانية وفقا لرؤيتهم وان فقدوا السودان القديم سيكون بالتدرج يمكنهم الاحتفاظ بمكتسباتهم التي حصلوا عليها بالحيازة منذ ست عقود ولذلك لا يتم الا بوجود سلطة تضع الحد لنشاط العسكري المهدد المباشر للوضع السياسي وخاصة الدعم السريع ويجدون الفرصة الكافية للتخلص من احزابهم التي تمت استهلاكها وبناء مؤسسات جديدة مثل المؤتمر السوداني يمكنهم من دخول الحلبة السياسية من مدخل اخر من دون ان يتم استهدافهم وخاصة اغلبهم متورطين مع تنظيم المؤتمر الوطني بشكل او اخر وشركاء في الثروات التي تمت نهبها وشاركوا في الفساد بادوار مختلفة. ولذلك كان ذلك وراء دعوة المجتمع الدولي وقف نشاط المسلح اولا لان تنظيمات الهامش ليست لديهم القدرة المادية والاعلامية ولا حتي السياسية لمنافستهم اذا تحركوا جميعا نحو الديموقراطية وولم يبق لهم في ذلك سوي اعادة المؤتمر الوطني بشكل واخر للاستفادة من قدراتهم التنظيمية والمادية وتكبير الكوم وعلاقاتهم الاقليمية والدولية ليس صحيح ان دعوة مجتمع الدولي جاء من حمدوك وليس في امكانه التصرف في مثل هذا القرار الكبير بمفرده وتسكت عليه الجلابة ولذلك الشئ المؤكد هذا قرار القحت بكامله لا يمكن ان يلام عليه حمدوك وسبب هذا القرار اولا واخيرا هو استهداف الدعم السريع لانه في نظر المجتمع الدولي مدان مسبقا اما باقي الع.... امرهم ساهل. لكن هل الوصاية تخدم الغرض كما هو يخطط له . اعتقد ان كثير من الجلابة ادركوا خطورة الدعوة لاحقا بواسطة المصرين وفكروا في التراجع او في حالة عدمه تغيير رئيس الوزراء علي الاقل لان السودان تحت الوصاية سيكون الرئيس الوزراء هو الشخصية المحورية هو القلق الذي عبر عنه روسيا من دور البعثة ان لا يخرج اكثر مما يطلبه السلطة السودانية وذلك في يد رئيس الحكومة الي حد كبير وسيظل مشكلة اولاد البلد ان قادة الوصاية او الخواجات يعرفون المشكلة السودانية جيدا اكثر من عبدالعزيز الحلو نفسه كما قالوها علنا في واشنطون لابد من نهاية حكم الاقلية وهذه هي المهمة الاساسية فضلا عن المساهمة في استرداد الاموال ووضع الحد لتدخل المصري لشوؤن السودان وصرف معظم الاموال في المناطق المنكوبة والمساعدة في اعادة بناء المؤسسات الامنية بشكل قومي ولا اعتقد احدي هذه الاشياء من مصلحة أولاد البلد والا لو فعلوها بانفسهم لا توجد الحاجة للاستعانة بالبعثة الدولية لان كل شىء سيكون علي مايرام ولكن قبل بداية البعثة عملها هناك اشياء خطيرة متوقع حدوثها لان المصرين لا يريدون ان يحتمي حمدوك بالبعثة من اذيال مصر في السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة