المسألة الشرقية (2): سياسات الجزافيين وأحلام عصافير الحداثة! ..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2020, 08:20 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المسألة الشرقية (2): سياسات الجزافيين وأحلام عصافير الحداثة! ..

    07:20 PM December, 20 2020

    سودانيز اون لاين
    هاشم الحسن-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    المسألة الشرقية (2): سياسات الجزافيين وأحلام عصافير الحداثة! ..

    هاشم الحسن

    الأزمة السياسية/القبلية في الشرق لم تبدأ بصالح عمار ولن تنتهي بالجزافيات الحداثوية. وحتى الآن، فيما بعد مقاتل الشرق في سواكن وكسلا بيومي الرابع عشر والسادس عشر من أكتوبر ــ الرحمة للشهداء وحسن القبول ــ فلا أعرف إذا ما كانت قوى إعلان الحرية والتغيير والحكومة قد جاء رأسها وعرفت خلاصها وخلاصنا، أم لا تزال في غيّها الأول وهي لم تسترشد فترشد! لقد أخفقت قوى إعلان الحرية والتغيير والحكومة وكافة (الشركاء) في التعامل مع هذه القضية واستمر إخفاقهم على طول ما جاءتهم النذر وحتى نُفخ في صورها. فأما قوى إعلان الحرية والتغيير فكما لو أنها قد استمرأت حالها التقليدي من الترهل المعرفي والسياسي المؤدي حتما إلى المجازفات والمغامرات. وأما الحكومة المدنية فقد أبدت جهلا حادا بكل ما يتعلق بالقضية ولا شيء في أدائها ولا ردود أفعالها ولا في تبريراتها المتأخرة قد يبشر"علينا" بالخير. وأما العسكريون والأمنيون والفلول فإنما يستثمرون فيها لقصيرتهم وللطويلة.

    ومع كل العسر في حالنا مع هذه الحالة الجزافية ــ على قول أستاذنا د.عبدالله علي ابراهيم ــ السائدة، وسوء منقلبنا بهؤلاء المنطلقين من منصاتها لإطلاق الآراء والأحكام التي ستنبني عليها أمور كمثل حياة وموت الناس. فإنه وحتى الآن، على سيرة هذا الموت المعلن في الشرق، ستجد هذه الجزافية الحداثوية: الحداثوطنية والحداثولبرالية والحداثوية بأحلامها "ساكت كدا"، كلها وإجمالا، المتعالية على الواقع أبدا على الرغم من جهلها به على ظنها بنفسها العلم، سادرة في غيبوبتها بغواياتها القديمة. ولذا فلا بأس أن أذكّر صفوات الجزافيين التي لا تفتأ لم تع الدرس الدارفوري الأخير، ولا حتى أي شيء يذكر مما رمتها به التجربة الإنقاذية في الولايات. أذّكرهم بأن العلم بالشيء كما هو عليه، حقا وليس توهما، لهو ضرورة ملحة وواجب عاجل عليهم ولأجلهم كذلك وقبلا.

    كل ما سبق من التقريع فهو لأنني قد لاحظت أن كثيرا من المعوّل عليهم لإقامة أمرنا العام (ينتشرون في الطيف الواسع ما بين محمّد لطيف وأمجد فريد) لا يزالون في جزافيتهم إياها. وفي كل حين يقاربون فيه أمور السودان، خارجا عن الخرطوم بين النيل والسكة الحديد، فستجدهم يستسهلون إطلاق الأحكام وإملاء الخطط والتنصل عن مسؤولية الطليعي والمثقف العضوي وبغيرما رؤية أو روية، ولا أدنى المراعاة للحقائق الموضوعية. وعليه فإنني مذكرهم منذ الحين والتو؛ بأن الكذب، على النفس قبل الآخرين، حرام!

    لقد علمتنا مدرسة دارفور، في حصتين أو أكثر، أن كل "أم كواكية" ــ وهي كلمة قديمة في الاصطلاح الدارفوري تعني الهرج والمرج العام والافتقاد إلى مقومات السلم الأهلي فثم الاحتراب والموت والنزوح واللجوء، أو كما رسخت في الذاكرة الجمعية منذ أيام المهدية وحروبها ضد سلاطين الظل من الكيرا/الفور بوقتها ــ لقد علمتنا (أي كل من ألقى السمع) تلك المدرسة إن "أمهات الكواكية"، الأولى والثانية الوسطى والثالثة الأخيرة، إنما تنشب على "الويقود" المتوفر لها من الأسباب والمعطيات الموضوعية؛ التي في تفاصيل الاجتماع الإنساني وتفاعلاته مع المعطى الطبيعي أو المصطنع. وأن هذه الأسباب والمعطيات مع قابليتها للسبر والاكتناه والتحليل والتعديل والتغيير، فهي لا تحتمل المثالية و"الحش بالدقن" و"رعي غنم إبليس"، ولا الهدر العاطفي في غير مواسم النوستالجيا الرومانسية كالتي كانت ستليق بكسلا أو جبل مرة لولا الظروف. وإنها، أي (الأم كواكية) فأبدا لم ولا ولن تستجيب لذلك كله كمحفزات تتغير لها وتتطور بها، ولا هي كذلك ستنصاع للمجازفات والمزايدات السياسية، إلا بمزيد خراب!

    ولذا، فمن أجل فضيلة (العلم بالشيء كما هو عليه) ومن أجل الناس والوطن أولا، فسأرجو من طيف الجزافيين الواسع والمتسع هذا، أن يقرأ عن حقائق التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة وغيره مما يتعلق بهذه المسألة الشرقية. وإلى النظر في استراتيجيات وسياسات "الإنقاذ" بالولايات، ولكيف أدارتها قبائليا عبر قانون (فرق تسد) وبمنهجيات تعظيم الريع وقسمته الطيزى عبر الزبائنية السياسية. وإلى مراجعة مثيلات ذلك إقليميا، في ومن أضابير الواقع. أو، إذا أصروا و"ركبوا رأس" البرج العاجي، فليراجعوا مقولاتهم ومقالاتهم الأولى كما جازفوها عن صراعات دارفور، وليسائلوها عن كيف صرفوا أمرها إلى مجرى ضيق في العرقية والعنصرية فقط لا غير. وبالتغاضي عن أدنى معارف الاقتصاد السياسي أو حقائق السياسة القبلية والقبيلة السياسية وسواها من علوم الاجتماع والواقع. ولئن هم استصعبوا أو استسخفوا مثل هذا الطلب استكبارا منهم وعزّة بالإثم، فإن أدنى المسئولية الأخلاقية عليهم أن يراجعوا ما كتبوه عن السيدين موسى هلال ودقلو مثلا، حين ابتسروا أمرهما في "إكزوتيكا" (الجن الراكب جواد)، وأجانبا ومهربي إبل وباعة حمير و"الأم باغة" وثنائية عرب/زرقة وهلمّ مظاهر للأزمة. وعن حالهم الآن، مع هذا الأخير، دقلو، وهو في سدة دولة الثورة! يقطع ويربط ويحلّل ويحرّم ويحبس ويطلق ويمنع ويهب، بل قيل إنه عند بعضهم قد اعتمّد سادنا أكبر للتغيير!. ولعلّ بهكذا المراجعة سيتبين لهم خطل جزافيتهم الأولى أو كما "بانت الكوكة في المخادة" لا علينا! إن هي إلا الحقائق الواقعية القاهرة ستفرض نفسها، وفقط بمعرفتها ستتيسر سبل إصلاحها لمصلحة عموم الناس (الجماهير).

    لقد قرأت واستمعت لعدد من هؤلاء الصفوة السياسية والثقافية ينعون على الحكومة (باستثناء للبرهان ودقلو!) ضعفها في مواجهة أزمة الشرق بالقوة والجبروت والقمع. ويتحسرون لعدم قدرتها على إظهار هيبة الدولة وتنزيل مبادئ الثورة! ويحثونها على فرض قراراتها الثورية حتما!. أي باختصار يدعون لقسر أهل الشرق على أمرهم. وهم الذين ــ على رأي النخبة السياسية – مجرد قبليين وبدائيين ومتخلفين وعنصريين. وبالعدم فهم محض متآمرين على الثورة من فلول المؤتمر الوطني! حينا، فمثل مثل هذه الاستسهالات من النخب لمثيرة للشفقة حقا، عليهم وعلينا. وأحيانا فهي مدعاة للغضب الماحق مستحقا؛ وحتى أن أحد الكتاب قد وصف تناولات هذه النخب والصفوات (بالخفة غير المحتملة)، وآخر لم يتحفظ عن دمغ نظرتهم هذه (بالاستشراقية)، بينما بلغ الحنق على فشل قوى إعلان الحرية والتغيير والحكومة في التعامل الحصيف مع مسألة (والي كسلا) بكاتب ثالث أن يقول إنه سيكتفي بذلك فقط حيثية للتدليل عن فشلهما الكلي والعام وبالتالي دعوة الأخيرة أن ترتاح وتريح..

    لقد آن للنخب السياسية الانتباه إلى أن الناس في الأقاليم الطرفية (ست الاسم) لطالما قتلهم المضاربون بهم في أسواق السياسة السودانية المركزية، ومزايدات هذه ومناقصاتها في الولايات وبها. فأمسوا وحالهم مع النخب الحاكمة والمتنفذة، بل ومع كافة صفوات (الحداثة السودانية)، كما أمسى حال الطفل الغرير مع (البعاتي). لقد أصبح جليا أنه كلما تناولت هذه النخب السياسية مواضيع الأقاليم فما هي إلا رمشة عين وهذا البعّاتي يفجعها بمباغتته لها غير المفاجئة لغيرها. وحتى قد آيست هذه الصفوة المثقفة من كافة شغل المثقف العضوي واكتفت من الغنيمة الوطنية ببرج الحالمين العاجي.. عليه، فلتكف النخب السياسية وصانعة الرأي العام عن غرورها بأحلامها وعن اغترارها برأيها وعن كسلها أو خوفها من الحفر و"البحبتة" في سكك ودريبات "البعاعيت".

    وأخيرا، للجزافيين ممن كان يدعو كافة أو أي من أفرع هذه الحكومة (الثورية!) بالذات؛ أن تتجلى قوتها وتفرض هيبتها ويمشي على العصاة والمعترضين كلامها وقرارها ــ الخاطئ أصلا؛ ترشيحا وتعيينا وتلكؤا "لكاعة" في الحسم، ثم في سوء وعبثية توقيت إعفاء السيد صالح عمار عن ولاية كسلا.. سؤال واحد ولنترك الباقي من أسئلة "البعاعيت" التي فوق طاقة الحساسيات الحداثوية الجزافية! سؤال واحد فقط.. هو أقرب إلى أرض الواقع من أحلام العصافير! وبالله فعليكم أن تجيبوا عليه بصدق وإخلاص.
    إذن، سين سؤال:- وفقا لتوازنات القوة الراهنة ولمعطيات الواقع وعلى حسب الرؤية المدنية في التغيير، كيف كنتم تريدون لذلك أن يحدث ذلك؟ ثم كيف؟

    هاشم الحسن























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de