المثقف السوداني وبندقية الجنجويد.. متوالية الانتهازية وزيف الضمير.. كتبه عبدالغني بريش فيوف

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-19-2025, 00:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2025, 06:44 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 583

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقف السوداني وبندقية الجنجويد.. متوالية الانتهازية وزيف الضمير.. كتبه عبدالغني بريش فيوف

    06:44 PM September, 04 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    في ظلال الفجيعة والكارثة التي تتراقص على أنقاض السودان الوطن، وبينما تستعر نيران حرب لم تبق حجرا ولا بشرا إلا مسته، يبرز مشهدٌ أشد قسرا على الفهم من فظاعة الجنجويد ذاتها، مشهدٌ يجسّد مفارقة مؤلمة وقاسية، ويثير سؤالا يكاد يفتك باليقين، وهو: كيف لمن حُملوا أمانة الكلمة، وصون الفكر، ونشر الوعي، أن يتحوّلوا إلى أبواق تبريرية، وأن ينبروا دفاعا عن آلة الدمار التي تفتك ببلادهم؟
    إنها قصة مثقف المهجر أو بعض أصحاب القلم السوّدانة بصفة عام، الذين يبدو أن بندقية ميليشيا الجنجويد قد أغدقت عليهم رزقا وفيرا، أو ربما ألهمتهم منطقا لا يدركه إلا من باتت روحه رهينةً لرنين الذهب، أو الدولار.
    لقد مضى أكثر من عامين على هذه الملحمة الكارثية، وحالة الغرابة تتفاقم، فبينما تتهاوى المدن، وتغتصب النساء، وتنهب الممتلكات، ويُهجّر الملايين، بل ويُذبح الآلاف في صمت مريب، يطلّ علينا من شاشات الفضائيات أو من زوايا المنصات الرقمية، أو حتى من صالونات المقاهي الأنيقة في عواصم اللجوء الأوروبيّة والغربيّة وبعض العواصم الأفريقية، مثقفون وكُتّاب سودانيون، بعضهم كان يُحسب على قامة الوعي وضمير الأمة، ليقدموا لنا تحليلات وتبريرات أشبه ما تكون برقصة المهرّج على جثث الضحايا.
    إنهم يصمّون آذاننا بالرواية الرسمية لميليشيا الدعم السريع، وكأنهم الناطقون باسمها، أو هم بالأحرى، وكلاء الحقيقة البديلة التي يرتضيها عيال زايد بن نهيان.
    ما أشدّ دهشة المرء حين يسمع حجّتهم الواهية، التي لا تزال تُردّد حتى اليوم كببغاء مُدرّب: يا أخي، الجنجويد ديل جابوهم الكيزان، الكيزان هم السبب، الفلول هم اللي ورطونا فيهم، وكأن هذه الجملة السحرية تمحو كل دماء سُفكت، وتنسف كل جريمة ارتكبت، وتجفف كل دمعة نزلت.
    إنها، ببساطة شديدة، محاولة يائسة لغسل أيدي القتلة بماء القاذورات الذي يزعمون أن غيرهم قد أغرق به الوطن.
    دعونا نتوقف لحظة عند هذا المنطق البديع، الذي يفوح منه عبق الانتهازية ورائحة المال الفاسد القادم من أبوظبي، لنسألهم: ألم يكن الكيزان، بحسب منطقهم، هم من ارتكبوا الفظائع باسم الدين؟
    ألم يحكموا البلاد بقبضة من حديد، وأفسدوا في الأرض، واستباحوا الحرمات؟
    الإجابة بنعم، ولا يختلف اثنان على ذلك، ولكن هل هذا يعني كوّن الكيزان، هم من أتوا بالجنجويد، أن الجنجويد باتوا بريئين من جرائمهم وارهابهم؟
    هل كون الأب قد أدخل لصّا إلى بيته، يبرئ اللص من سرقته وقتله واغتصابه.. هل يمحو جريمة الجاني لمجرد أن آخر قد فتح له الباب؟
    هذا المنطق، سادتي الكرام، ليس سوى محاولة بائسة لتبرير ما لا يمكن تبريره، ولإضفاء شرعية زائفة على وحشية لا تعرف حدودا. إنه أشبه بمن يقول إن السرطان الذي أصاب الجسد قد نشأ من خلل سابق في الجينات، وبالتالي، فلا داعي لمكافحته، بل لربما يجب تفهم نموّه وتغذيته ليأكل ما تبقى من صحة. يا لها من سخرية أن يكون هذا المنطق الفاسد هو زاد مثقفين، كان يُفترض بهم أن يكونوا بوصلة الأمة، لا مرآة عاكسة لتشويهات الواقع.
    السؤال الذي يطرح نفسه هنا بحرقة، بل يصرخ في وجه كل من يرى المشهد بوضوح، هو: ما الذي دفع هؤلاء المثقفين، الذين طالما تغنوا بالوعي وقول الحقيقة، إلى هذا الانقلاب الصارخ في المواقف.. ما الذي حوّل أقلامهم من سيوف الحق إلى سكاكين تذبح العدالة؟
    الإجابة، للأسف الشديد، تكمن في ذلك الرزق الوفير الذي يبدو أن بندقية الجنجويد قد أدرّته عليهم.
    نحن لسنا سُذّجا أو أغبياء، فالتاريخ مليء بقصص من باعوا أقلامهم وذممهم بأبخس الأثمان، لكن في الحالة السودانية الراهنة، يبدو أن الثمن قد ارتفع قليلا، أو ربما هو الثمن الوحيد المتاح لمثقف، باتت أسهمه تتهاوى في سوق الوعي الوطني.
    إنها، كما تشير كل الدلائل والوقائع، صفقات واضحة المعالم، وإن تمت في دهاليز مباني السفارات أو الحسابات البنكية المشبوهة، فبينما يرى السودانيون في الداخل ويلاتها، ويدفعون أثمانها من أرواحهم وممتلكاتهم، يرى بعض مثقفي المهجر في هذه الحرب فرصتهم الذهبية للبروز، وللظفر ببعض الفتات من موائد الداعمين لهذه الميليشيا.
    كيف يُفسّر التحول المفاجئ في الخطاب، بل كيف يُفسّر الظهور المتكرر على شاشات فضائيات مشبوهة، أو استضافة في مؤتمرات سلمية لا هدف لها سوى غسل سمعة المجرم؟
    كيف يُفسّر تلك الحجج التي تتراقص بين مدنية الدولة المزعومة، وبين ضرورة تفكيك دولة الكيزان العميقة، وكأن تدمير المدن وإبادة البشر، هو الطريق الوحيد لتحقيق ذلك؟
    إنها، ببساطة، لغة الزبون الذي يرضي الممول الخليجي وأسرة آل دقلو.
    لقد باتت الروايات تتواتر عن حسابات بنكية انتفخت فجأة، وعن رحلات مكوكية بين عواصم القرار السياسي والعواصم التي يستقر فيها بعض هؤلاء المثقفين، وعن تسهيلات لوجستية لم تكن متاحة من قبل على الإطلاق.
    إنها علامات استفهام لا يمكن تجاهلها، بل هي أقرب إلى إجابات دامغة لمن يملك عينا بصيرة وضميرا يقظا، فالقلم، للأسف الشديد، يمكن أن يصبح أداة للبيع، حين يكون ضمير صاحبه قابلا للشراء.
    عزيزي القارئ..
    ما يدعو للدهشة والإستغراب، أن هؤلاء المثقفين كانوا بالأمس القريب من أشد المطالبين بالحرية والديمقراطية والحكم المدني ومحاسبة الفاسدين.
    كانوا يصدحون بالحقوق، ويتغنون بثورة ديسمبر المجيدة، ويطالبون بوطن يسوده القانون والعدالة، فإذا بهم اليوم، بقلمهم ولسانهم، يدافعون عن ميليشيا تمارس كل أشكال القهر والقتل والتدمير والفساد التي طالما نددوا بها، إنها سخرية القدر التي تحوّل الحارس إلى جلاّد، والمدافع عن المظلومين إلى مبرّر لظلم الظالمين.
    إنهم يمارسون الدعاية بمهارة، يغلفون البشاعة بعبارات منمّقة عن الإصلاح وإعادة البناء ودولة بلا كيزان وفلول، لكن، أي إصلاح هذا الذي يبدأ بتدمير كل شيء، وأي إعادة بناء هذه التي تقوم على أنقاض أرواح الأبرياء وبيوت المهجرين؟
    وأي دولة يمكن أن تبنى على جماجم الأطفال وجثث الشيوخ، هذه ليست رؤية مستقبلية، بل هي روشتة لتغييب الوعي وتشويه الحقائق، كتبها طبيبٌ بيطريّ بمال مسروق.
    الحقيقة الساطعة، هي أنّ هؤلاء تخلصوا من عبء الأخلاق عندما عرفوا ان الحكاية فيها راتب مالي شهري يوضع في الحساب البنكي حتى اشعار آخر، وتحولوا من طبقة المثقف العضوي إلى نماذج دكان الثقافة، لا يهمهم من يحكم أو من يقتل، المهم أن يستمر تدفق الراتب والمصروف والظهور في تلفزيونات الشتات.
    الصمت في وجه الظلم جريمة، والكلمة الحق راحة، لكن ماذا عن الكلمة الباطلة، عن الكلمة التي تُبرر الظلم وتُزيّن الباطل؟
    إنها خيانة مضاعفة، خيانة للوطن، وخيانة لأمانة الكلمة، وخيانة للتاريخ، وهؤلاء المثقفون للأسف، قد اختاروا هذا الدرب الوعر، ليس لأنه يوصل إلى الحق، بل لأنه يوصل إلى الرزق العاجل والمكاسب الرخيصة.
    لقد فقد هؤلاء المثقفون بوصلتهم الأخلاقية، وتلوثت أقلامهم بمداد العار، لم يعودوا يمثلون الضمير الوطني، بل باتوا يمثلون جيب الجنجويد، فبينما كان الكاتب والمثقف في السابق يُنظر إليه كمفكر ومصلح ومُلهِم، بات بعضهم اليوم أقرب إلى محامي دفاع لقضية خاسرة أخلاقيا، مهما بدت رابحة ماديا.
    إنهم لا يدافعون عن قضية، بل يدافعون عن كفيل، وهذا هو الفارق الجوهري الذي يكشف عري موقفهم.
    هذا التشوه الفكري لا يلحق الضرر بهم وحدهم، بل يمتد ليلوّث مساحة الفكر العام، ويُربك الرأي، ويخلق حالة من البلبلة والتيه في أوساط من يبحثون عن الحقيقة.
    إنهم يقدمون خدمة جليلة للقتلة، فهم يُلبسونهم ثوب التحرر والتغيير بينما هم في حقيقتهم مجرد عصابات مسلحة لا تعرف إلا لغة القوة والنهب.
    في الختام، إن ما نراه من هؤلاء المثقفين الذين انبروا للدفاع عن ميليشيا الدعم السريع، بحجة أن الكيزان هم السبب، ليس سوى محاولة يائسة لتسويق بضاعة فاسدة، ولتبرير جرائم حرب ترتكب على مرأى ومسمع العالم.
    إنها محاولة مكشوفة، لا تنطلي إلا على سذج العقول أو مطايا المصالح، فالحقيقة أن الجنجويد، مهما كانت جذورهم التاريخية، هم اليوم فاعل مستقل، يمارس جرائمهم بوعي كامل، وبتخطيط واضح، وبدعم خفي وظاهر، وكل من يبرر لهم، أو يدعو لتفهمهم، أو لمنحهم فرصة، هو شريك في هذه الجرائم، ولو كان شريكا باللسان والقلم، إنها مسؤولية تاريخية سيسجلها التاريخ بأحرف من نار وعار.
    أما السخرية، فهي ليست مجرد أسلوب تعبير، بل هي سلاحٌ لإظهار التناقضات الصارخة، ولتعرية المواقف المزيفة، وفي الحالة السودانية الراهنة، فإنها تتجلى في أبهى صورها حين نرى مثقفا كان يوما ما يحمل شعلة التنوير، يتحوّل إلى ناطق باسم ميليشيا تسفك الدماء، ويجد في بندقية الجنجويد مصدر إلهامه ومصدر رزقه أيضا.. فهل باتت كلمة الحق بائرة، وكلمة الباطل مزدهرة في سوق الفكر السوداني المشوه؟
    إنها، لسوء الحظ، صورة لا تُنسى من صور سودان اليوم، صورة تدمي القلب وتفطر الروح.
    أما عن الكلمة، فإنها، مهما بيعت أو شوهت، ستبقى شاهدة على من صانها ومن خانها، وستبقى العدالة، مهما تأخرت، قادرة على كشف الحقائق وتعرية المنتفعين، والمجد للوطن الذي سيُبعث من بين الركام، رغم أصحاب الأقلام المأجورة.























                  

09-05-2025, 05:36 AM

دينق عبد الله
<aدينق عبد الله
تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 1889

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني وبندقية الجنجويد.. متوالي (Re: عبدالغني بريش فيوف)

    يا السلام
    يا لجمال كلمة الحق
    المقال بمداد من الدهب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de