الكريسماس بين الخيال و جداريات الواقع بقلم:زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2020, 03:35 AM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 915

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكريسماس بين الخيال و جداريات الواقع بقلم:زين العابدين صالح عبد الرحمن

    02:35 AM December, 24 2020

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    تسبق أستراليا دول العالم في احتفاليات أعياد الكريسماس، و لم تسبقها غير دولة نيوزيلندا و عدد من الجزر الصغيرة, و الكريسماس مناسبة تخرجنا من شرنقة السياسية و تجعلنا ننظر إلي الواقع بعيون طبيعية لا تقبل غير ألوان الطبيعة الزاهية و المنسقة تنسيقا بديعا من الخالق الواحد الأحد. فالسياسة مهما كانت درجة الحيادية و العلمية فيها لكن تتخللها مجموعة القناعات التي تختزن داخل ألاشعور. لذلك أحاول أن أكتب عن قصص الكريسماس الاجتماعية بعيدا عن السياسية، و القصة حوار حقيقي، لكنه يحتاج أيضا لشيء من الخيال لكي يلامس الثقافة العاطفية السودانية.
    قالت حاكمة ولاية " Queensland" ترجمتها " أرض الملكات" و هي ولاية استرالية تقع في شمال شرق أستراليا، و مساحتها أكبر من مساحة السودان. قالت الحاكمة و هي تتحدث عن الموجة الثانية لوباء " الكرونة" أن المواطنين في الولاية قد صرفوا في اعياد الكريسماس مليارات الدولارات. و الصرف عن الكريسماس ليس في الملبوسات و الزينة و الحلويات و الأطعمة، لكن الأغلبية يحاولون تغيير عفش المنزل و تغيير السيارات و غيرها و هي التي ترفع مبالغ الصرف. و الغريب في الأمر أننا أيضا نحاول مجارات ذلك حتى لا يعتقد أننا لم نندمج في المجتمع الاندماج الكامل، فالكريسماس هو وباء كرونا علي المدخرات و الجيوب بكل أنواعها و و أعماقها.
    تزدحم المتاجر و معارض العفش و الملابس و السيارات بالناس، و في المجمعات التجارية كبيرة " Malls" هناك كفتريات و مقاهي و أيضا هناك جلسات من الموبيليا و الكراسي الجميلة يرتاح عليها البعض، جلست في أحدى " الكنبات الجميلة" و أطلقت العنان للخيال، و فجأت قطع الخلوة شاب و شابة جلسا بجواري و لكنهما من فاقدي البصر. و لكنهما ذو بصيرة متقدة و خيال جامح تعرفت عليه من حواريهما. و هما لم يبلغا العقد الثالث، لكن من حديثيهما أنهما متزوجان قبل فترة قصيرة، في الأول اشتغلت بحالي، و ظلا يثرثران مع بعضيهما في قضايا مختلفة، و دون سابق تمهيد قال لها: أليس هو الوقت المناسب " أنيتا" أن تتصلي بوالديكي و تهنيهما بالكريسماس و يكون مدخلا لإعادة العلاقة الطبيعية بينكم؟ قالت و يتخلل صوتها شيئا من التمتمة تأكيدا لحالة الاستغراب التي ألمت بها من هذا الطلب غير المتوقع، لماذا اتصل و أنت تعرف الشيء المكسور داخلي. طلب الزوج و ردها له جعلاني أرخي السمع أكثر، لآن الطلب مرتبط بثقافتي الاجتماعية و الدينية في احتفالات الأعياد، عندما يطلب الجميع من المتخاصمين بالصلح و تواصل الأرحام. و كنت متطفلا لكي أريد أن أعرف سبب الاستغراب عندها: قالت و هي تعتذر أسفة جدا للإجابة السريعة و هذا لا يعني إغلاق الباب، و لكنني لم أكن مهيأة بالشكل الكافي للحوار في هذه القضية، و مادام فتحتها يمكن الحديث عنها. قال طلبي ليس مرتبط بشرط، و لكن أعتقد؛ أن الحياة تعلمنا دائما أن نراجع مواقف نعتقدها كانت صائبة في ذلك الوقت، لتداخل أشياء كثيرة الحالة النفسية للجميع، الاستعداد لتقبل الصدمات، القدرة المعرفية لمواجهة التحديات، لكن بمرور الزمن؛ عندما نراجع أنفسنا نجد هناك أشياء كثيرة تحتاج لإعادة النظر فيها....! و قالت أنت تعلم و معرفتي بك ليس قصيرة نحن كنا أصدقاء في المدرسة و تخرجنا من الجامعة و تطورت العلاقة أن نتزوج و نعيش سويا. أنت تعرف أنني كنت أحب مواد العلوم و الرياضيات، و كنت أريد أن أصبح مهندسة أو عالمة في علم الفيزياء، و كان والدايا يشجعانني علي ذلك ،و قد ساعداني كثيرا، و كنت من الناجحات المتميزات في المدرسة، حتى وصلت " Grade 10" و هي "تعادل ثانية ثانوى عالي في نظام الأربعة سنوات أي في التعليم القديم، قبل تغيير السلم التعليمي في السودان عام 1971م،" حيث أصبت بمرض الجلاكوما، الذي افقدني البصر تماما عندما وصلت " Grade 12" حيث بدأ الخلاف بيني و والدايا الذان طلبا مني تغيير مساري التعليمي، و كنت اتوقع منهما المناصرة و الوقوف معي حتى أكمل دراستى، إذا لم تكن في الهندسة يجب أن تكون في علم الفيزياء، و لكن للأسف الخلافات أخذت تتطور، لم اقتنع برأييهما، و في النهاية أخترت طريقا أخر. هذا التغيير لم يكن تغييرا شكليا فقط من دراسة إلي أخرى، لكنه أصبح تغييرا لكل الأحلام و التصورات، فترة الأحلام هي التي كانت تبعث داخلي الإرادة و قوة النشاط و المثابرة و القدرة علي مواجهة التحديات، لكن التغيير قد سبط همتي، و حطم حتى مصدر الخيال عندي، و كأنني الآن مولودة جديدة بدون هدف، و حتى أنني فقدته القدرة علي إعادة شريط الأحلام السابق لكي أقتبس منه بعض منها يساعدني علي الحياة الجديدة. عندما يتخلى عنك كل الذين كنت تحبهم في ظرف أنت في أمس الحاجة لمساعدتهم تنكسر فيك كل الأشياء الجميلة، و تتغير نظرتك للحياة تماما، و هذا الانكسار يؤثر سلبا علي كل تصورات المستقبل. و بعد كل هذا الذي تعرفه تسألني أن أعاود الاتصال؟ بعد تنهدتين؛ كأنه يريد أن يستجمع كل قواه العقلية و العاطفية و تجاوز الواقع بالخيال، قال: لماذا جمعتيني مع الآخرين و كنت أشجعك أن تذهبي في تحقيق أحلامك، كنت مصرا أن تكملي المشوار رغم صعوبته و رغم تخلي الأخرين عن مساعدتك، لكن في تلك الفترة الصعبة في حياة إنسان تقسوا عليه الظروف و المجتمع الحوله تكون قدرته علي التفكير الصحيح فيها شيئ من الخلل. والديك لم يتخلا عنك لكنهما نظرا إلي القضية بجانب أخر، أن علم الهندسة يحتاج إلي آلاليات تكنلوجية لم تكن أمكانياتهما تسعدهما علي توفيرها، كما أن الكبيوتر و تركيز النظر الكثير علي القراءة هما الذان سببا لك تضاعف المرض، فلا ترمي كل الأسباب عليهما، أنت تعرفينني أنني أحبك رغم أنني لم أعرف ملامح شكلك، و لكن رسمت بالخيال صورة جميلة حسب مقاييس الجمال عندي، أنتي تذكرينني دائما بأمي التي أحبها. و متأكد تماما أنتي تحبينني، و أنت لا تعرفين حتى ملامح شكلي، و لكن الذي جعلني أحبك هو نباهتك، و تقييمك الأشياء بحكمة، و حسن تصرفك، و إثارتكي للموضوعات الجادة و محاولة أخضاعها للعقل، و ألشيء الأخر دائما تحاولي الحوار في الأشياء التي تعتقدين تحتاج في فهمها لعدة آراء. و طوال هذه الفترة لم أفتح هذا الموضوع لأنك كنتي واقعة تحت التأثير النفسي، الآن أنتي تجاوزتي هذه الحالة و دلالة علي ذلك تحبين عملك و تقدمين فيه أشياء جملية و كل الذين حولك يحبونك و أنا أولهم، و ألان نحن نستقبل مولودا يقول عنه الطبيب أن اعضائه مكتملة و سوف يكون مبصرا، فلماذا لا تحقيقين حلمك في تسهيل كل الظروف الجيدة و البيئة لهذا المولود، و هذه البيئة أساسها والديكي. و قبل أن ترد عليه زحفت علي الأريكة حتى تلامست أكتافيهما و حضنته و قبلته، أن الأحساس دائما بنجاعة الفكرة و جمال المقصد تسبق فيه المشاعر إعمال العقل الذي يحتاج لشيء من التروي، لذلك مالت للعاطفة عندما تكون العاطفة المعبر الأقوى لتوصيل القناعات، و العقل هو الباحث عن الفكرة التي تشعل العاطفة.
    قالت: و نبرات صوتها تغيرت من صورتها الأولى، و هي تقول دائما أنت تحاول أن تدفعني للأشياء الجملية، كلنا يستطيع أن يفكر من خلال حمولات نفسية و عاطفية و تأثيرات من أفرازات الواقع الاجتماعي، ربما لا نصيب في تقيمنا الأولي لذلك لابد من إعادة التفكير مرات عديدة، أنا بالفعل في حاجة لإعادة النظر في علاقتي بوالديا، أنت في حديثك ذكرت أنني الأن أحب عملي و أنا سعيدة جدا فيه لأنني أقدم نصائح للنشء، و هي الوظيفة التي كان قد ذكرها لي والدي " مسؤولة اجتماعية في مدرسة" أن القدر بعض المرات هو الذي يدفعنا لتغيير مسار أحلامنا، و لكن يجب أن يكون لنا استعدادا كاملا لمواجهة التحديات. عندما قال لي والدي ذلك؛ اعتقدت أنه يحاول التبرير لتغيير موقفه، لكنه كان ينظر للأشياء بعيدا عن العاطفة، ألان أنت ذكرتني بذلك عندما قلت أن والدي لم يتخلا عني و لكنهما نظرا للقضية من جانب أخر. و هما بالفعل نظرأ إليها من جانب أخر، و لكنني لم أوافق علي رؤيتيهما.
    قالت و العبرة تقف حائل بين نسياب الكلمات منها: أن القضية الآن أصبحت مربكة جدا لدي، و لا استطيع أن اتمالك نفسي، لا اعرف انتابني شعور لا استطيع وصفه. قال و هو أيضا مربك حتى في ضحكة تؤكد انتصار فكرته، يجب الآن أن نقرر ماذا نشتري لهما هدايا تليق بعظمتي المناسبة الكريسماس و العودة لدفق الحياة العائلية. قالت لا اتستطيع أن اتصل. قال أعرف أنا الذي سوف اتصل، و سوف أخبرهما أنني سعيد بزيارتيهما، و أنت الآن اتركي هذا الإرباك لكي نشتري الهدايا ثم عودي للإرباك مرة أخرى، لأنه حالة عاطفية أكبر من قدرة الإنسان علي التحمل لذلك ينتج هذا الإرباك، أرجو أن لا تنسيني عندما نكون هناك أنا تجعليني أن أنظر بأنني علي هامش الحياة و ينتقل التوتر عندنا، لم تقول شيئا لكن فقط عبرت بأن احتضنته بشيء فيه أحساس عاطفي شبق.
    أليست هي الثقافة النابعة من قيم التسامح و التي تسمو فوق انكساراتنا و جراحاتنا، دائما يجعل الله لنا فرصا نتعلم فيها من الآخرين، و كان الخيال عند الزوجين هو المحرك و الباعث لتنشيط القدرات الذاتية، فالله قد عوضهما بفقد البصر بقوة البصيرة و الخيال الذي يلعب دورا كبيرا في الوصول إلي الأفكار الجيدة و محاولة طرحها في الوقت المناسب، عندما يكون الإنسان عنده الاستعداد لتقبل ذلك، و أيضا كانت المعرفة هي المساعدة للإقناع و أيضا قبول الفكرة. كل عام و جميع الإنسانية بخير " Mary Christmas and happy new year " و دامت الأفراح علي السودان.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de