القراي و القرآن .. مناهج التعليم و "هذا البلد العقيم" !! بقلم محمد سمنّور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2020, 05:04 PM

محمد سمنّور
<aمحمد سمنّور
تاريخ التسجيل: 04-30-2020
مجموع المشاركات: 131

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القراي و القرآن .. مناهج التعليم و "هذا البلد العقيم" !! بقلم محمد سمنّور

    05:04 PM May, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    محمد سمنّور-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    قبل عدة اعوام كنت مع بعض الاصدقاء، وحدث ان قابلنا تلميذا في الصف الاول
    اساس فسألناه السؤال المعتاد: "ادوكم شنو في المدرسة؟"، فاجاب انهم حفظوا
    سورة التين، فطلبنا منه ان يتلوها، فقرأ: (والتين والزيتون، وطور سينين،
    وهذا البلد الأمين)، ولكنه استبدل كلمة (الامين) "بالعقيم"، فاحترنا جدا،
    واخذنا نتسائل من اين جاء الطفل بكلمة "العقيم"؟ وكيف ارتكب هذا الخطأ
    الشنيع؟ بالطبع لا يمكن ان يكون من المعلم، لابد ان يكون من اخيه الذي
    ساعده في الحفظ، والذي يكبره بسنتين او ثلاث، والذي عليه حفظ مقرر اطول
    من ضمنه سورة الذاريات والتي من آياتها (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح
    العقيم)، فقد تشابهت كلمتا "العقيم" و "الأمين" علي الطفلين.

    الحقيقة ان الاطفال ومعلميهم واسرهم يعانون معاناة شديدة من مسألة الحفظ
    والتحفيظ، لان المقررات كبيرة عليهم، والزمن المخصص للمادة لا يكفي،
    والمعلمون يعتمدون فقط علي التهديد بالجلد، وعدم حفظ القرآن هو من اكثر
    المخالفات التي يعاقب عليها القانون المدرسي، وقد دخلت مرة مدرسة اساس
    للبنات فهالني ان اري سوط "عنج" يسوطون به الصغيرات بعدما يطلب منهن ان
    يشددن عليهن ثيابهنّ، عقابا علي عدم حفظ السور والآيات؛ واساتذة وشيوخ
    القرآن مرهوبين عند الاطفال اكثر من غيرهم. والوزارة والمدارس الخاصة
    كانوا يستعينون بالحفظة من خريجي الخلاوي الذين يختلط حفظهم بألحان
    جليّة، مع ان هناك جامعة اسمها "جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية"
    درس خريجوها التفسير واللغة والتجويد ولكنهم غير ملزمون بحفظ القرآن كله،
    لكن المشكلة تتمثل في ان الاهتمام بالحفظ اكثر من الاهتمام بالنطق
    والمعني، واذكر انني التقيت طفلين في الصف السابع يدرسان بمدرسة قرآنية
    يفتخر ذووهما بحفظهما لسورتي الأنعام والأعراف، وقد اثنيت عليهما بشدة في
    أول الأمر، ولكن عندما استمعت اليهما لاحظت اخطاءا كبيرة في القراءة تؤدي
    احيانا الي تغيير المعني، فاستأت جدا من ذلك، لأن الحفظ علي خطأ يستمر
    ازمانا طويلة حتي بعد ان يُعرف الصحيح.

    نحن نذكر ان مقرر القران في السابق كان ايات مختارة هدفها ترسيخ مبادئ
    وقيم اخلاقية معينة لدي التلاميذ، ولذلك كان التركيز علي المعني، وايات
    القرآن نفسها تحث علي فهم القرآن وتدبره وتعقله وتفقهه، وفي القرآن خطاب
    للرسول صلى الله عليه وسلم بالا يتعجل حفظ القرآن، وانما عليه ان يتبع ما
    جاء فيه، فقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: «كان رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يشتد عليه حفظ التنزيل وكان إذا نزل عليه الوحي يحرك
    لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل مخافة أن لا يحفظ، فأنزل تعالى: {لا تحرك
    به لِسانك لِتعْجل به إِنّ عليْنا جمْعهُ وقُرْءانهُ فإِذا قرآناهُ
    فاتّبِعْ قرآنه} [القيامة: 16- 18]. وعن عثمان وابن مسعود وأبي : أن رسول
    الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر
    أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فيعلمنا القرآن والعمل جميعا. وعن
    أبي عبد الرحمن السلمي قال: كنا إذا تعلمنا عشر آيات من القرآن لم نتعلم
    العشر التي بعدها حتى نعرف حلالها وحرامها وأمرها ونهيها. وعن مالك عن
    نافع عن ابن عمر قال: تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر
    جزورا. وعن عبد الله بن مسعود: إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل
    علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن، ويصعب عليهم العمل
    به.

    والقرآنُ دعا إلى النظر والتأمُّل وإعمال العقل، قال علي رضي الله عنه:
    "لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءةٍ لا تدبر فيها"، وفي عشرات
    من الآيات القرآنية، بل مئات منها، تتكرَّرُ لفظة (العقل)، وما ارتبط بها
    مِن ألفاظِ الفِقه والعلم والتفكير، على النحو التالي:
    (أ) (عقل) ومشتقاتها: (عقَلوه - تعقلون - تعقل ... إلخ)؛ ذُكِرت 48 مرة.
    (ب) (علم) ومشتقاتها: (علم - يعلم - يعلمون ..... إلخ)؛ ذُكِرت 866 مرة.
    (جـ) (فقه) ومشتقاتها: (تفقهون - تفقه - يفقهوا - يفقهوه .. إلخ)؛ ذُكِرت 20 مرة.
    (د) (فكر) ومشتقاتها: (فكر - تتفكروا - يتفكرون .... إلخ)؛ ذُكِرت 18 مرة.
    (هـ) (قرأ) ومشتقاتها: (قرأ - اقرأ - قرآن ... إلخ)؛ ذُكِرت 87 مرة.
    (و) (وعى) ومشتقاتها: (تعيها - أوعى - واعية ... إلخ)؛ ذُكِرت 4 مرات.
    ومجموع هذه "المواد": ثلاث وأربعون وألف لفظة، وكلها تدورُ على تقدير
    القرآن للعقل والنَّظر والتفكير.

    والله عز وجل دعا عباده إلى تدبر ما أنزله إليهم من آيات: {كِتَابٌ
    أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ
    وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وأنكر على من أعرض عن
    تدبره كما في قوله: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا
    لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 68]، وقال تعالى:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ
    اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، وقال:
    {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرءان أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:
    24].
    قال الإمام الزركشي رحمه الله تعالى : من لم يكن له علمٌ وفهمٌ وتقوى
    وتدبر، لم يُدْرك من لذة القرآن شيئاً.
    وقال العلامة ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: إني لأعجب ممن قرأ القرآن
    ولم يعلم تأويله كيف يلتذُّ بقراءته!.
    قال تعالي: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا
    أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) [البقرة:78] قال الـشـوكـانـي
    رحمه الله : وقيل.. (الأماني: التلاوة) أي: لا علم لهم إلا مجرد التلاوة
    دون تفهم وتدبر.
    وقال الحسن البصري رحمه الله (يا ابن آدم ، كيف يَرِقُ قلبك وإنما همتك
    آخر السورة).
    وقال الآجريّ رحمه الله واصفا حال من أراد التدبر "وكان همَّه عند تلاوة
    السورة إذا افتتحها: متى أتعظ بما أتلوه ؟ ولم يكن مراده: متى أختم
    السورة ؟ ..وإنما مراده: متى أعقل من الله الخطاب ؟ متى أزدجر ؟ متى
    أعتبر ؟ لأن قراءة القرآن عبادة والعبادة لا تكون بغفلة"

    الانقاذ كرّست لمناهج اعتمدت علي نظام الحفظ دونما فهم، وهو نظام "عقيم"
    ارتدّ بالتعليم الي اسفل سافلين، والنظام ادخل مقررات تخدم شعاراته في
    الحرب، مثل مقرر "الجهاد في الاسلام" الذي الغي بعدما تم انتقاده بعد
    احداث الحادي عشر من سبتمبر، ولازال الطلاب في الصف الثاني الثانوي
    يدرسون سورة الانفال بكاملها والتي تتضمن تفاصيل دقيقة عن وجوب الجهاد
    والتعبئة العسكرية والاسري والنصر والاستشهاد وطاعة القائد، ومعها نموذج
    غزوة بدر، واذا اخذت تلك التفصيلات مع القول بان الجهاد انما هو حرب، وان
    الجهاد ماض الي يوم القيامة، وعليه تصبح الحروب ماضية الي ما لا نهاية.
    وبهذا يصبح المقرر عبارة عن دورة تدريبية لاناس في طريقهم للحرب،
    والمتلقين عبارة عن شباب مراهقين تأخذهم العاطفة اكثر من العقل، ولهذا لم
    نستغرب انضمام بعض طلابنا حتي ممن تخرجوا في كلية الطب الي الجماعات
    المسلحة في بعض البلدان المعروفة، وكذلك لم نستغرب دخول النظام في حروب
    دارفور وكردفان والنيل الزرق حالما انتهي من حرب الجنوب؛ وقد احسن
    الازهر الشريف الذي عقد فى اواخر يناير الماضي مؤتمرا عالميا لعلماء
    المسلمين عن التجديد فى الفكر الإسلامي، فخصص بندا في بيانه الختامي
    لمسالة الجهاد في الاسلام جاء فيه:
    "الجهاد فى الإسلام -ليس مرادفًا للقتال، وإنَّما القتال الذى مارسه صلي
    الله عليه وسلم وأصحابه هو نوعٌ من أنواعه، وهو لدفع عدوان المعتدين على
    المسلمين، وليس لقتل المخالفين فى الدين، كما يزعم المتطرفون، والحكم
    الشرعى الثابت فى الإسلام هو حُرمة التعرُّض للمخالفين فى الدين، وحرمة
    قتالهم ما لم يُقاتلوا المسلمين."

    لا اريد ان اطيل في استعراض المقررات غبية التصميم التي فرضت فرضا علي
    الطلاب والمعلمين، ولكن لا بد ان اذكر مقرر الفقه للصف الثامن والذي
    يشتكي المعلمون انفسهم من عدم فهم بعض محتواه، وكذلك مقرر التربية
    الوطنية للصف الرابع الذي يكرس لبعض عادات التكلف والبذخ في مناسبات
    الافراح والاتراح التي يفترض محاربتها، والتي ظن مؤلف المقرر انها تفرّد
    سوداني مما يعكس التباس في مفهوم التربية الوطنية، ولا بد اخيرا من
    الاشارة الي مقرر مادة الحاسوب للصف الرابع والتي وضعها احد الاساتذة
    الجامعيين، والتي هي عبارة عن "شيت" لطلاب جامعيين، ففيها يذكر المصطلح
    باللغة العربية ومقابله باللغة الانجليزية، هل يصلح هذا لتلميذ في مرحلة
    الاساس؟ قد يصلح كمرشد للمعلم وليس ككتاب تلميذ، والطامة الكبري انهم
    الزموا المعلمين بتدريسه نظريا، لان معظم المدارس لا تتوفر فيها اجهزة
    حاسوب، وتدريس المقرر نظريا لا هدف له اللهم الا جعل مادة الحاسوب "عقدة"
    لدي التلميذ مستقبلا.

    الآن هناك دعوات بابعاد الدكتور القراي من منصبه في ادارة المناهج تأتي
    من اهل النظام السابق وبعض الذين لا زال يسهل خداعهم بشعارات الدين. وهم
    يشيعون اشاعات خبيثة بأن الرجل له مشكلة مع كتاب الله العزيز، مع ان
    الرجل لم يأت به غير تخصصه وخبرته في المجال، لأن تصميم المناهج عملية
    معقدة، وتحتاج لعلم متخصص وعمل دؤوب، خاصة في ظل التركة الكبيرة من اللّت
    والعجن من قبل النظام السابق، لانهم انما كانوا يسندون الامور الي غير
    اهلها، وهذا ما اوقعهم واوقع البلاد في الهاوية.

    سياسة المناهج الجديدة تبين من عنوانها، فقد دعا المركز القومي للمناهج
    كل المهتمين والمعلمين وحتي الطلاب واولياء امورهم لابداء ارائهم حول
    المناهج، وقام المركز بنشر ارقام تليفوناته والايميلات في وسائل الاعلام.
    في السابق كان شخص واحد - غير مؤهل - يقرر ادخال مقرر وحذف آخر. مشكلة
    الداعين الي اقالة الرجل انهم يظنون ان المنهج سيضعه شخص او شخصان كما
    كانوا يفعلون، ويتوهمون ان هذه الشخص سوف يصبغ المناهج بايدلوجيته
    الخاصة، اي انه سيفعل مثل الذي فعلوه، وقد صدق المتنبي حين قال:
    اذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءت ظُنونُهُ وصدّقَ ما يعتادهُ من توهّمِ.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de