شكلت وفاة المواطن الأمريكي ذو الأصل الإفريقي جورج فلويد صدمة كبيرة ليس لانها الجريمة الأولي ألتي تقوم بها الشرطة الأمريكية تجاه مواطن أسود بل لأنها علي مسمع ونظر الناس وتوسلاتهم للضابط لكي يتركه يتنفس بل الضحية نفسة توسل له بأن يدعه يتنفس I can't Breathe.. فاصبحت تلك العبارة رمزا من رموز العدالة للأمريكان السود..وقد كشفت لنا أيضا تلك الواقعة تهتك النسيج الاجتماعي الأمريكي وكيف أن السود يعيشون متاخريين عن البيض في كل شيء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ... وكشفت لنا زيف التنوع في أعظم إمبراطورية بنيت منذ فجر التاريخ وحتي الان.... وقد قادت تلك الصدمة إلي خروج الناس في الشوارع تضامنا مع جورج فلويد ذلك المسكين الذي لقي نحبة نتيجة أفكار خاطئة منها : تفوق العرق الأبيض دوما على العرق الأسود وأن الإنسان الأسود خلق لخدمة الإنسان الابيض وغيرها من الأكاذيب التي لا تستند إلى حقيقة علمية واحدة وفقا لذلك التصور الأعمي تعرضت انا شخصيا ومعي صديقي لموقف عنصري في مدينة ليل شمال فرنسا من سائقة بص عمومي تفوهت بكلمات عنصرية لم نفهم معناها وقد استغلت جهلنا بااللغة الفرنسية في ذلك الوقت لكن ولسخرية القدر وقف لها مواطن فرنسي وأمرها بالتوقف واتصل بالشرطة فأتت على الحال واقتادونا جميعا لقسم الشرطة وتم طردها من عملها لاحقا... واصبحت صديقة مقربة مننا الإثنان ونبذت العنصرية للأبد وقد حكت لي كيف تحولت من إنسانة عادية إلي إنسانة عنصرية بسبب علاقتها مع شخص من السنغال بسببه زرعت كل الكراهية في قلبها تجاه الشخص الإفريقي بصفة خاصة والأجنبي بصفة عامة .... فالعنصرية ظاهرة اجتماعية لايمكن تفسيرها إلي وفقا لسياقها التأريخي فهي قديمة قدم الإنسان نفسة وقد أخذت منعطفات تاريخية كبيرة فالعنصرية في القدم كانت تتحكم فيها نظرية الاقوي فكل من أنتصر في الحرب كان المهزومين عبيدا لة يسخرهم كيفما يشاء دون مراعاة للون او الجنس اوالعمر...الخ منذ تفجر الاذمة والتغيرات الكبيرة ألتي طراءت علي المجتمع الأمريكي وخاصة السود منهم فأنا أري مجموعات كبيرة من السودانيين يدعمون ويقفون مع الضحية وهذا شيء جيد المضمون والمحتوي غير أني اكثر الناس دهشة حينما ينكر عدد منا ويدعي بأن لاعنصرية في السودان.... فنحن كسودانين دائما ماندفن رؤسنا في الرمال عند مناقشة ظواهر إجتماعية محددة ومنها العنصرية باعتبارها من المسكوت عنه إجتماعيا .... فنحن أسري لماضي صنعة غيرنا من الأجداد لكنه لم ينتهي حتي الآن ولمناقشة تلك القضايا وتحليلها التحليل الصحيح لأبد من الوقوف عندها ومعرفة مسبباتها وإيجاد سبل العلاج لها لأنها مرتبطة بشكل أساسي بمستقبل الأجيال ومستقبل الوطن ككل لان عدم مناقشة تلك القضايا الجوهرية يقود الوطن إلي مذيد من الانقسام والتشرزم ... يتحدث الناس الان عن السلام وفرص تحقيقة ولم يتحدثو قط عن مسببات الحرب وكيف ينظر الناس في الأقاليم البعيدة لإنسان المركز والغبن الذي بداخلهم نتيجة غياب التنمية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . فمنذ خروج المستعمر من السودان منذ أكثر من ٦٤عاماوالفوارق الإجتماعية تذداد يوما بعد يوما.. كما ان للإرث التاريخي المتمثل في مؤسسة الرق التي صنفت الناس علي حسب العرق اللون الخصائص الجسمانية والمناطق الجغرافية ودرجة قرب الإنسان للغة العربية ...الخ فااصبحت وظائف الخدمة العامة حكرا على فئة محددة دون غيرها تلك الفئة التي تحارب الجميع الآن حتي لاتفقد مزاياها التاريخية علاوة علي ذلك سيطرتهم التامة على الإقتصاد ومفاصل الدولة ومماسبق يتضح لنا جليا بأن لاحل لمشاكل بلادنا المعقدة سوي معرفة مكامن الخلل وعلاجة بوحدة الناس والعدالة والاحترام وأن تكون هنالك مصالحة تاريخية حتي ننقي جسد الوطن من كل الادران ألتي ألمت به ونضمد جراحنا جميعا وأن نفعل قوانين حقيقية تحمي كل إنسان تعرض لتمييز فوحدة القانون مع الوعي هما اللذان يوقفان تلك الظاهرة..وأن تكون الوظائف العامة وفقا للخبرات العلمية فقط وليس الولاء القبلي أو السياسي ..الخ أيضا تغير المناهج الدراسية حتي يتعلم أطفالنا تعليما صحيحا خاليا من التعالي وتمجيد الأشخاص وتزوير التاريخ لأناس اصبحو بين غمضة عين والتفاتتها أبطالآ وهم بعيدين كل البعد عن البطولة.. أيضا لكي نضمن لأبنائنا تنشئة إجتماعية سليمة فلابد لنا أن ندفعهم لحب التعليم وأن نرفع من مستوي الوعي داخلهم وحب الآخر المختلف عنهم ثقافيا ودينيا وعرقيا.. فكلنا سودانين وأن نترك التفاخر والتباهي بماضي لم نعشه ولن نعيشه وأن يكون الإحترام ولاشيء غيرة هو ديدنا آخر القول كلنا من آدم وآدم من تراب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدو العشي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست