فقط " لقمة " من فطير بلبن من بقايا أفطار أبي او قطمة بطيخ تكفي وجبتي للغداء وابدل ثوبي ناصع البياض بأخر و شنطة قشرة العمل برزمة كتبي اخلاص وسهام فريجون ومنى ونادية وووو أنتظارا علي باب دارنا .. جارنا الحاج أحمد عمر بحي الاملاك بناته الكبار زوجات لدبلوماسيين قامات .. عرف أنني سجلت بمدارس اتحاد المعلمين جاء مغربية لابي لتكون اخلاص رفقتي … وفي صفي الدراسي اتحول لطالبة مشاغبة أجلس بالمقاعد الامامية استاذ التاريخ يسرد درسا فاقدم اعتراضي فيزجرني" كان نجحتي علقيها لي هنا ممسكنا بطرف اذنه " ولوري دنقلا العجوز جاء بقريباتي أنقطعنا عن التعليم لعدم وجود مدرسة ثانوية وتفاخرت امهاتهن بناتنا بمدرسة عواطف بت امنة كانور " ضو البيت بلغة الدناقلة " اشتهت زميلاتي نجاة كمبال زوجة رئيس شعبة اللغة الانجليزية بجامعة الخرطوم وهي بشهرها الخامس وعفاف عتيق قراصة بملوحة اتقنتها أمي كوليمة دسمة قدمت ضيفاتي لحدئقة عبود نجاة تتصبب عرقا وبالكاد تجرجر رجليها فاوقفت تاكسي لايصالها لمنزلها ببري وما أن رجعت أخي محمد هاج وماج بأنني فضيحة ولم أكرم رفيقاتي .. فكيف أعزم بنات كمبال وعتيق " ملوحة " فزاد أرقي وحينما وصلت المدرسة عصرا رابضت امام الباب خوفا علي نجاة فاذا هي تصل وبابتسامتها العريضة .. لو شفتي عثمان عمل فيني شنو … كاد قلبي يقف .. قال لماذا لم أحضر له ملوحة .. قلت لها اخي كاد يضربني … اليوم الثاني ظبطت بت كانور حلة اخرى … وضعناها بغرفة غفير المدرسة بطشت به ماء لعدم وجود ثلاجة .. وظللت أتفاخر لاخي بأن الملوحة أكل الاغنياء وصفوة المتعلمين … اما شادية المشاغبة من حلة حمد .. ظلت تركب بص المدرسة مجانا ونهاية الشهر كشكش لها الكمساري لتدفع " خمسة وعشرين قرشا بالتمام " فولولت أبني بكتلني اكلتهم ساندوتشات طعمية.. فدفعت عنها مجبرة .. وحينما أحبت شادية استاذ الفيزياء كما أحببت أنا مهندس الكهرباء " ص . ع " ساومتني وضع كراستها أمامي مقابل أن تخط لي بخطها البدئع المجلة الحائطية التي أراس تحريرها وما ان فتحها الاستاذ خبطها بدرجي بانفعال .. ما هذا فاذا كراسة شادية الولهانة ورود وسهام وقلوب بالاحمر وقصيدة وسط دروس الفيزياء " محبوبي الاستاذ القلبوا من فولاذ " .. انطوت سنوات الدراسة كلمح البصر وكموظفة صباحا أسترق سانحة خروج الوزير لتراجع لي صديقتي طيب الله ثراها سلمي الكارب ما يعن لي .. وما أن طرق ابن مفتي الديار السودانية باب دارنا وانا في منحني الثانوية " تركت الجمل بما حمل " ولم أقدم استقالتي عن الوظيفة ويوم اعلان الثانوية .. تجمعنا بمنزل الداية الوقورة الحاجة بهجة عبدالله لمعرفة النتيجة بهاتفها الوحيد بحي الختمية وكنت متماسكة لا اشكو مقصا او " أسهال " ألو استاذ هل نجحنا .. وبصوت عالي أنقل رده .. نادية ساقطة منى ساقطة .. اخلاص ساقطة .. عواطف ناجحة .. وضجت رفيقاتي مستنكرات نجاحي وأنا المبعثرة ما بين الوظيفة والدراسة .. وخرجنا " كداري " صوب المدرسة … في الطريق طالبة تنتحب واخرى نكشت شعرها ... دلفنا للمدرسة فاذا بلوحة الاعلانات أسمي " موهط " لامعًا بالخط العريض وسط عشرون كوكبة من أكثر من خمسة وستون طالبة … ذات صديقتي فتحية عبدالله جاءت تلح ان وظيفة بدار الصحافة للطباعة والنشر تنتظرني ...لقرب سفر اربعة موظفات لانجلترا كأول متدربات للطباعة الالكترونية بالسودان فتحية اقتلعتني من عالم آخر أقلد لوحات فنية لجارنا الفنان التشكيلي علي عبدالله وصممت بغرفتي مكتبة بشكل هندسي أنيق لا تخلوا من جورج ذيدان ويوسف ادريس واحسان عبدالقدوس ومجلة حواء .. ولان لفتحية معزة عميقة زرتها فاذا مدير الموظفين صديق أزرق من ظرفاء حي الموردة العريق .. لو فعلا هذه خبراتك فانت موظفة من اللحظة .. فذهبت لاستخراج شهاداتي ودخلت علي العقيد عبدالفتاح حمد وكيل وزارة الشباب وقتها حياني كضابط عظيم .. ورفع سماعة الهاتف للادارة .. يا كركساري حضر قاموس لغة عربية لتكتب شهادة خبرة لعواطف .. وجدت ملفي بطاولته وبرغم انه جاء الوزارة بعد " ذوقاني " لن أفرط في من طلب عبدالفتاح حمد ان تكتب شهادتها من عيون اللغة العربية وقاموسها .. فطلباتك مجابة ..اعتذرت بأن وظيفة تنتظرني بالصحافة ... المضحك ان قريبي محجوب خيري تسببت بتعيينه كضابط شباب لخبرته الطويلة بالسعودية تم تسميته بلجنة النظر في غيابي فسجل بالمحضر علي مسؤوليتي " إنهاء خدمات عواطف لانها علي وشك الزواج والسفر لبلاد الضباب " وكثيرا ما كنت أمازحه " أعينك فترفدني " واستخرج كركساوي شهادة لم توسع لي مقعدا بدار الصحافة للطباعة والنشر فقط بل كانت سبب ان ينشر لي الشاعر القانوني رئيس التحرير فضل الله محمد عمودا بالصفحة الاخيرة بجريدة الصحافة فأدخلني لاصعب انواع الكتابة الصحفية وأيسرها والتي امارسها كالغذاء والماء العذب الزلال .. وليبقي للحديث بقية عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست