نحن وباستمرار نقول للاخوة القادة السياسين في الحركات المسلحة ،كثير منهم لم يستطيعوا ان يدركوا بشكل جيد العلاقة بين القيادة السياسية والجنود الثوار المتطوعون لسنوات عدة . فالإنسان الذي قدم الي الحركة متطوعًا وظل فيها ويأتمر باوامر القيادة السياسية ويخضع للترتيبات الإدارية في التنظيم العسكري القائم لاجتهاد زعيم الحركة سواء كانت شخصية عسكرية او مدني بلباس العسكري. كل ذلك يتم في الإطار الطوعي ،وان ما لا يمكن ان يتنازل منه هو كرامته واحترامه . وقد يكون زعيم الحركة لا يستطيع الايفاء بالمتطلبات المالية للجنود حتي في حدها الادني ، هو امر يمكن فهمه لانه ليس في الأساس مطلوب منها اطعام الجنود. ولكن المطلوب منه ان يجوع معهم اذا كان هناك جوعا .ولكن بالقطع لا يستطيع القول بان احترام الجنود أمراً فوق طاعته . نعم ان الظروف التي تمر بالجنود في الميادين لسنوات عدة قد يؤدي الي التوتر ويؤثر في السلوكيات لبعض الجنود او حتي بشكل عام ،وعلي القائد يفترض ان يدرك هذه الحقيقية ويبتعد في التعامل مع الجنود المتطوعين مثل الجيش المحترف يتقاضي راتبه وتلك هي وظيفته ٠وبالتالي يخضع بشكل دقيق للتدريب حتي يمتنع مجرد استيائه للأمور الني لم تعجبه . وان طلب منه ان يحارب اهله. مثال حالة حرب الغرب . فالأخوة بعض قادة الحركات احيانا كثيرة يتعاملون مع الجنود بقسوة غير مبررة بدعوي النظام وقواعد النظام الأساسي للحركة .كان بالضرورة علي قائد الحركة ان يعلم عندما يأتي الجندي للانضمام للحركة لم يشترط قبوله بالالتزام بالنظام الأساسي للحركة ،ولربما بعض الحركات لم تكن لها النظام الأساسي او تم كتابته بعد سنوات من تاسيس الحركة . في كل الأحوال الجنود لم يضطلعوا عليه كما انهم لا يحتاجون لذلك . بقدر ما يهمهم القائد العسكري المباشر ان يكون رجلا شجاعًا وحقانيا ويعامل الجميع بنمط واحد سواء كانت القسوة او المرونة. مع ان النظام الأساسي نفسه كما يعتقده قادة الحركات هو النظام الذي يفصل كل شئ تفصيلا الا النظام المالي ومصادر التمويل و أوجه الصرف والمحاسبة. ولم يلزم اسر القادة من الشباب ضمن مكونات الجنود في الميدان كما كان يفعله الفقيد جون قرنق كان في إمكانه ان يرسل ابنه للمدارس الخاصة ليكون طبيبًا او مهندسًا ينتظر يوم السلام، ولكنه راي ان يكون بين المقاتلين. وقد كان الشئ الطبيعي ان تكون اسر القادة او زوجاتهم علي الاقل ان تكونن في معسكرات اللاجئين لتتحملن المتاعب مع الاخرين . وان التفكير ضروب النضال سيكون مدفوعًا من الإحساس بمعاملة الجنود الذين اسرهم في هذه المعسكرات والتفكير السليم لمصير الحركة في استمراره وعدمه وتوفر الإحساس الصادق مدي التضحية التي يقدمها الجندي من التضحية بكل أسرته بمن فيهم الام والوالد وضياع الابناء ان وجدوا ،في الوقت الذي بعض القادة يدرسون ابنائهم في المدارس الخاصة او تدريسهم خارج البلاد ويتسوقون من أسواق الدبي ونيويورك والحبل علي الجرار. مع ذلك بعد اكثر من عشرة سنوات في الميادين لمجرد الاختلاف مع رئيس الحركة في وجهات النظر يصدر القرار الفوري بطرده من الحركة وتلك كانت ادني العقوبة او حتي قتله وترك ابنائه يتامي علي البؤس الذي يعيشونه ، اذا قرر ان ينشق مع بعض الجنود بالأسلحة بدعوي ان الأسلحة تخص الحركة. مع ان هذه الأسلحة تأتي عن طريق الغنائم هو من حارب من اجلها وغنمها. وان الانشقاق بالأسلحة لا تعني الخيانة كما يتصوره القائد السياسي الملهم بل هي وسيلة الوحيدة ان يبقي متمردا في المنطقة ويدافع عن نفسه وهو خارج لسلطان الدولة وهو عكس الاتهام الذي يوجه له في اكثر الاحيان .وفي كثير من الاحيان هولاء القادة يدفعون المنشقون عنهم الي حضن النظام بسبب استهدافهم بجانب استهداف النظام كلاهما بالطبع لا يطاق او فوق احتمال تحملهم عندما يكون الاستهداف من كل مكان . مع ان هذه القضايا ونوع الخلافات يمكن علاجها بجهد البسيط مثل الحركات التي انشقت من العدل والمساواة وخاصة تمرد ابو قرضة وتمرد الميدوب وتمرد دبجوا وما تبعها من التصرفات قضت علي حركة العدالة والمساواة .وكذلك الحال احتجاج جنود ابناء الغرب في التحالف القوات السودانية بقيادة مدعو عبدالعزيز خالد أيام التجمع الوطني الديموقراطي . والأغرب ما في الامر انهم لم يفطنوا خطأً ما يذهبون اليه مبدأ السطوة وشريعة الغابة حتي بلغت الانشقاقات في بعض الحركات ما لا يحصي عددًا وبات من الصعب التعرف علي الاصل من الفرع وفي النهاية تكتفي بعض الحركات التمسك بالتنظيم السياسي مع تاريخ العسكري للحركة .ومنها من تسرع للسلام بأية قيمة حتي لا تنكشف ظهرها . . من ناحية اخري ان اقل الاهتمامات في قاعات التفاوض مصير هؤلاء الجنود يتم تركهم تحت بند الترتيبات الأمنية وفي النهاية يصطدم المحاربون بعد توقيع السلام بحقيقة مرة ان الترتيبات الأمنية كانت عبارة قصدت منها التخلص من جنود الحركات مع ان حاجة الجنود المقاتلين ليست الرغبة في ان يكونوا جزء من المنظومة العسكرية في الدولة باختلاف الرتب والمرتب. وان العملية الاستيعابية في القوات المسلحة نفسها مسالة تخضع لشروط قد لا تتوفر في كثير منهم ان لم يكن كلهم اذا تمت الموافقة علي المعايير التي يضعها الجيش كما حدثت في الاتفاقيات التي تمت بين الحركات والحكومة . منها مسالة الإعمار والصحة ودرجة التعليم واهم من ذلك كله ان الجيش السوداني لم يسمح الانضمام في صفوفه كضباط من كان له رائ السياسي في توجه الدولة ،والشكل البنائي للجيش . الجنود من جهه والضباط من جهه اخري امر مسلم به وواقع واجب التعامل به . وحتي لو تم استيعاب بعضهم لسبب من الاسباب ،يتم التخلص منهم في اقرب محطة .بزرائع كثيرة .منها تكليفهم بمهمات شاقة حتي يعلنوا العصيان او ملاحقتهم صحيا عن طريق الأطباء منهم في الجيش ،للناس كل اجسادهم شذايا القنابل والرصاصات وأنيميا والأمراض التي مرتبطة بها. وبل قوالب اخري عدة جاهزة منذ الزمن للتخلص من الضباط ابناء الغرب . او الذين غير مرغوب فيهم بشكل عام كما هو حال ملازم صديق . بل يريد الجنود الثوار ان يروا ما حدث لأهلهم الذين حاربوا من اجلهم ومصير الشهداء وأسرهم والقضايا السياسية التي تحققت غير التي يسعي لها قادة الحركات من المناصب الدستورية وموقعهم منها .التي لا تفيد غير الشاغلين فيها . عندما لم تكن الاستحقاقات واضحة وعدم التشاور في اية مرحلة من مراحل الحوار مع الجنود وقيادتهم وخاصة في البناء العسكري للدولة المرتقبة ومصير قيادياتهم. واكثر القضايا الملحة للجنود الثوار تلك المكاسب في حدها الادني تخص الجنود في إطار الترتيبات الأمنية اوغيرها سوف يحرم منها الجنود الثوار الذين ظلوا في الميادين لمدة تجاوزت عشرة سنوات بسبب اختلافهم مع قادة الحركات الذين يسعون في وضع ترتيبات جديدة وتشكيلات قيادية جديدة لفترة ما بعد السلام . وفي الغالب الأعم مع من تربطهم صلة القربي ،او التنظيم السياسي. كما شاهدنا بعض القادة دخلوا الجامعة وتخرجوا بعد قيام الثورة وباتوا في مقدمة الجيش ،لاعتبارات يعلمها من يعيشون بالقرب منهم .وقد كانت تلك واحدة من اسباب الانتكاسات العسكرية للحركات ومنها غياب الرؤية الثوريةً واستحقاقات العدالة وحقيقة العلاقة بين الجندي المتطوع الذي يختلف حتي من الدفاع الشعبي الذي يربطهم التنظيم اما الثوار في الحركات لا شئ يجمع مع الاخر سواء عدائهم للنظام ولربما العداء نفسه لأسباب مختلفة من جندي ولاخر . واخطأت بعض الحركات عندما حاولت فرض العقوبة عن الجنود الذين تمردوا عليهم واستخدام حق الفيتو في منابر الحوار ويريدون إلزامهم للعودة الي بيت الطاعة بدعوي ابعادهم من الترتيبات الأمنية التي سيكون تحت ارادتهم بموجب الاتفاق المتوقع كما يظنون . نعم الإنسان دائما يعلم يريد فعله ولكن لا يعلم ما يريده الاخر ، فان هؤلاء الجنود الثوار الذين انشقوا من الحركات علي عدة الدفعات لأسباب مختلفة تجمعوا اليوم في الساحة التي يسمونها الحرة في الصحراء بأعداد وأسلحة تفوق ما لدي بعض الحركات تعتبر نفسها الرئيسية بكثير . واحسب ان تلك قد تكون مفاجأة للجميع ان لم يعمل علي خلط الحسابات لدي الكثير . وهكذا نعلم ان الثائر سيظل ثائرًا ان كان حيا او ميتا.
03-01-2020, 05:32 PM
محمود محمد ياسين محمود محمد ياسين
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 142
نتابع باهتمام. ذكرت أن " هؤلاء الجنود الثوار الذين انشقوا من الحركات علي عدة الدفعات لأسباب مختلفة تجمعوا اليوم في الساحة التي يسمونها الحرة في الصحراء بأعداد وأسلحة تفوق ما لدي بعض الحركات تعتبر نفسها الرئيسية بكثير . فعل يمكن للكلتب إعطاء المزيد من المعلومات حول هذا الأمر؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
محمود محمد ياسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست