|
العلاقة الوطيدة ما بين السلام والأمن والتنمية والرفاهية في القارة الإفريقية بقلم حمانيد الكرتى
|
09:29 PM June, 20 2020 سودانيز اون لاين حماد سند الكرتى- مكتبتى رابط مختصر
العلاقة الوطيدة ما بين السلام والأمن والتنمية والرفاهية في القارة الإفريقية The strong relationship between peace, security and prosperity in Africa بقلم: حمانيّد الكرتى محامي
إن صون الأمن والسلام الأفريقيين بل والدوليين يعد من الأنشطة ذات الأهمية القصوى لمنظمة الأمم المتحدة خاصة بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب العالمية الثانية. وعند التحدث عن صون السلام والأمن الأفريقي، فإنه لا بد أن نتحدث عن موضوعات مثل منع النزاعات العرقية والإثنية والأيدلوجية والعمل على حفظ وبناء السلام. ومن الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة وغيرها من الأجهزة الإقليمية والدولية كالاتحاد الإفريقي وغير ذلك من المنظمات الحكومية، فضلا عن منظمات المجتمع المدني، يقع على عاتقها مسألة صون السلام والأمن. إن عملية حفظ السلام والأمن الأفريقي والدولي يتم عبر عدة قنوات، وذلك مثل الدبلوماسية الوقائية والوساطة والتي تعمل على منع النزاعات المسلحة وغير ذلك من أنواع الاضطرابات السياسية في المقام الأول, والهدف الأساسي من ذلك تجنب الناس المعاناة البشرية وما يترتب على النزاعات المسلحة من كلفة اقتصادية كبيرة, حيث يتم تشريد الناس وينتشر الموت والجوع والمرض. , لذا لابد من المهام الأساسية التي تقوم بها لجان الوساطة والمساعي الحميدة , فضلا عن المبعوثون السياسيون والذين يقومون بمهام منع وقوع النزاعات المسلحة , سواء كانت دولية أو نزاعات أهلية. أيضا من الأليات التي تستخدمها المنظمات الدولية للحد من النزاعات الدولية، هو لا بدّ من حفظ السلام، حماية المدنيين، المساعدة في نزع سلاح المحاربين السابقين وتسريحهم وإعادة دمجهم في المجتمع، تقديم الدعم اللازم لتنظيم الانتخابات الرئاسية والمحلية، تعزيز وحماية حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد، العمل على إعادة سيادة القانون والحكم السديد. أيضا لا بد من عملية بناء السلام في تلكم البلدان التي خرجت لتوها من حرب أهلية والعمل على خفض احتمال رجوعها إلى الحرب الأهلية مرة أخرى، العمل على تكوين لجان محلية وإقليمية ودولية لدعم السلام. أيضا من الأشياء المهمة في صون السلام والأمن في القارة الإفريقية، هو مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، حيث تعاني القارة الإفريقية من إرهاب جماعات بوكو حرام، الشباب الإرهابيتين وغيرها من الجماعات ذات الأيدولوجيات الدينية والتي تعمل على تهديد الاستقرار والسلام والأمن والتنمية في القارة الإفريقية، خاصة غرب أفريقيا. إن مكافحة الإرهاب يتطلب تعاونا دوليا وإقليميا ووطنيا على حد سواء، حيث تم اعتماد إستراتيجية فعالة في منظمة الأمم المتحدة في سبتمبر من العام 2006م، لمكافحة الإرهاب. أخيرا أن السلام والأمن مرتبط ارتباطا وثيقا بنزع السلاح حتى يتمكن المجتمع من تثبيت عملية بناء السلام، وعلى المستوى الدولي، كان لابد من وضع حد لانتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، حيث أننا مازلنا نعيش الأثار السالبة لكوفيد-19 والتي نعتبرها نواع من أنواع الهجوم البيولوجي ضد البشرية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن الأسلحة التقليدية. إن السلام والأمن الأفريقي والدولي يعززان مسألة حماية حقوق الإنسان وتطبيق المبادئ الأساسية المتعلقة بالصكوك الدولية الأساسية الخاصة بحقوق الإنسان وذلك مثل الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والعمل على حماية الديمقراطية وحفظ دولة القانون والحكم الرشيد. أيضا فإننا نرى أنه إذا أريد للسلام أن يستمر فإنه لابد من تقديم المساعدات الإنسانية والعمل على تحقيق التعاون الدولي، للعمل من أجل حل المسائل العاجلة في القارة الإفريقية والتي تأخذ الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني، إذا لا بد من مساعدة اللاجئين، والأطفال والنساء وإطعام الجوعى ومعالجة المرضى وإيواء المشردين. إن السلام والأمن ومنع النزاعات المسلحة ذات علاقة وطيدة بعمليات تعزيز التنمية المستدامة، وهناك نظرية واقعية تقول، انه لا سلام من غير عدالة ولا تنمية من غير سلام، إذا لا بد من السلام والعدالة حتى تتحقق التنمية والرفاهية. ومن الجدير بالذكر أنه لا بد من السلام والاحترام وكرامة الإنسان والمساواة بين البشر على كوكب الأرض حتى ينعم الجميع بالرفاهية والصحة. إن منظمة الأمم المتحدة، كمنظمة دولية تعمل وبصورة جادة ومنذ العام 1945م، على تحقيق التعاون في حل المشاكل العالمية والإفريقية، تلكم المشاكل والمعضلات والتي تتمثل في النزاعات ذات الأبعاد الثقافية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والعمل على تعزيز احترام حقوق الإنسان والعمل على تشجيع مسألة الحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق واللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو غير ذلك من الاعتبارات التمييزية. إن السلام والأمن يعملان على تعزيز التنمية والتي تشجع عملية الازدهار والفرص الاقتصادية والعمل على زيادة الرفاه الاجتماعي وحماية البيئة التي يعيش فيها الإنسان الإفريقي، فضلا عن توفير أفضل السبل لتحسين معاش الناس في كل مكان بصورة عامة والقارة الإفريقية والدول التي عانت من نزاعات مسلحة بصورة خاصة. إن السلام والأمن يعززان على تشجيع احترام القانون الدولي وتحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات الدولية وغير ذلك من مصادر القانون الدولي والمتمثلة في حقوق الإنسان، نزع السلاح والجريمة المنظمة، مسألة الهجرة غير الشرعية واللاجئين، مشاكل الجنسية ومعاملة السجناء، استخدام القوة وإدارة الحروب، المشاعات العالمية، التنمية المستدامة والبيئة، المياه الدولية والفضاء الخارجي، التجارة والاتصالات العالمية. كما أن السلام والأمن يتيح لمنظمة الأمم المتحدة من تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في القارة الإفريقية, تلكم الأهداف التي تتمثل في القضاء على الفقر, القضاء على الجوع, الصحة الجيدة للجميع, التعليم الجيد, المساواة بين الجنسيين, النظافة الصحية والمياه النظيفة للجميع, توفير الطاقة النظيفة لأبناء القارة الإفريقي, النمو الاقتصادي والعمل اللائق للجميع, الصناعة والابتكار, الحد من عدم المساواة ومحاربة التمييز العنصري, بناء المجتمعات والمدن, إدارة الاستهلاك والإنتاج, العمل من أجل مراعاة المناخ, إدارة الحياة تحت الماء وفى البر, لابد من بناء السلام والعدل فضلا عن المؤسسات القوية والتي تحمى عملية السلام والأمن, وغير ذلك من الأهداف والتي تتطلب تعاون دوليا وإقليميا ووطنيا حتى يتم تحقيق الأهداف سابقة الذكر. إن السلام والأمن والرفاهية والعدل أدوات مكملة بعضها البعض، وليس هناك تنمية ورفاهية من غير سلام، إذا لا بد للعمل من أجل منع النزاعات الدولية والعمل على احترام حقوق الإنسان قبل التفكير في مسألة التنمية والرفاهية.
حمانيد الكرتى محامي
|
|
|
|
|
|