مظاهر الإدعاء تخدع الكثيرين من الناس .. وصاحب العلة هو بالضرورة يجهل العلة في الذات !.. ناقص يجهل النقص والعيوب في أفكاره وتوجهاته !.. ويضع الثقة الزائفة في مؤهلاته وأفكاره .. فلو كان ذلك الناقص يدري مقدار النقص في مؤهلاته وأفكاره لما تجاهر بالإدعاء .. والمعضلة الكبرى تتجلى في هؤلاء الأتباع الجهلاء الذين يتبعون الآخرين من أهل الضلال كالأعمى في السراء والضراء .. جهلاء من الناس بمنتهى الغفلة يتبعون أصحاب الضلال دون ذلك التمحيص والدراسة والتعمق .. وتلك العلة المريضة تؤكد ضحالة العقول في هؤلاء الأتباع .. والصورة بإطارها الخارجي وبمحتوياتها الداخلية لا تستحق ذلك الجدل في المعيار والقيمة .. بل مجرد إفرازات تفرزها العصور عبر الحقب والأزمان .. حيث أن تلك الحقب توجد الغث من الأفكار ،، كما توجد المفيد من تلك الأفكار .. والتاريخ يقول الكثير والكثير عن هؤلاء الجهلاء أهل الضلال الذين ظهروا عبر الحقب والدهور .. هؤلاء الذين يضلون أنفسهم ويضلون الآخرين من الناس بأفكارهم تلك الخربة .. وهنالك صنف من البشر مكتوب عليه أن يجاري الضلال وأهل الضلال حتى الممات بحكمة الأقدار .. والله سبحانه تعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء .. وتلك القبور فوق المعمورة تحوي الكثير والكثير من هؤلاء الذين يهدرون الأعمار في تلك الخزعبلات ثم يفارقون الحياة وهم على ذلك الضلال .. وأغلب هؤلاء الجهلاء يظن الصواب في أفكاره وتوجهاته حتى ذلك الرمق الأخير !. فيا حسرة على أقوام يخسرون الدنيا والآخرة بفرية الهداية وهم على ذلك الظلام والضلال المبين !
الغفلة في هذه البلاد قد توجد الغير مرغوبين في تلك المناصب العليا والوظائف الحيوية الهامة .. وتلك الغفلة قد تكون قاتلة ومهلكة وخطيرة في بعض الأحيان .. حيث عدم تواجد الشخص المناسب في المنصب والوظيفة المناسبة .. والمعضلة الكبرى تتجسد دائماً حين يتعامل أبناء السودان بمنتهى العفوية والطيبة مع الكثير من تلك الوظائف الهامة التي تقتضي ذلك الحرص الشديد !! .. حيث إيجاد الشخص المؤهل المناسب للوظيفة المطلوبة .. ومن عادات أبناء السودان الغير سوية أن يجاروا كل متسلق على الأكتاف لمجرد المجاملة والترضية !.. وتلك الصورة الساقطة تضع دائماً أبناء السودان في خانة هؤلاء الأغبياء البهاء .. وما أضاعت دولة السودان منذ استقلال البلاد إلا تلك المجاملات الفارغة بفرية الصمت وعدم تجريح المشاعر!.. وقد جاء الوقت لكي يقول الناس تلك الحقائق ( مجردة ) دون ذلك الزيف أو الرتوش .. وخاصة وتلك الشعارات المرفوعة بعد الانتفاضة هي : ( حرية سلام وعدالة ) .. وتلك ( الحرية ) تفتح المجال لغربلة وتنقية تلك الشوائب المتوفرة في المجتمع السوداني بوفرة وكثافة منذ استقلال البلاد .
جاء الوقت في السودان ليمارس الناس تلك المواجهات الصريحة دون تلك المجاملات الفارغة .. حيث يقول الناس للمفسد بمنتهى الجرأة : ( أنت فاسد )،، ويقولوا لذلك القاتل المجرم بمنتهى الجرأة : ( أنت قاتل ومجرم ) .. ويقولوا لذلك المتسلط المتسلق على الأكتاف بمنتهى الجرأة : ( أنت متسلط )،، ويقلوا لصاحب الأفكار الفاسدة المفسدة الخربة بمنتهى الجرأة : ( أنت فاسد تفسد المجتمع بأفكارك تلك الخربة !! ) .. ويقولوا لذلك التاجر الجشع الطماع بمنتهى الجرأة : ( أنت بجشعك وأطماعك تسبب الغلاء والبلاء في هذه البلاد ! ) .. ويقولوا لذلك المحتكر لضروريات الحياة بمنتهى الجرأة : ( أنت باحتكارك لقوت الناس الضرورية مجرم حقير وتستحق العقاب ! ) .. ويقولوا لذلك المهرب بمنتهى الجرأة : ( أنت مهرب وتفسد في الأرض ! ) .. ويقولوا لكل صاحب خدمة يستغل ظروف الغلابة من الناس في هذه الأيام بمنتهى الجرأة : ( أنت مستغل قذر ونتن ! ) .. فقد كفى ذلك الصمت وتلك المجاملات الفارغة التافهة التي يمارسها الناس في المجتمعات السودانية منذ استقلال البلاد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست