أذكر أنني كتبت مقالاً بعنوان ( الصفر الماضي والصفر الآتي .. فاشلون ) عام 1995م في جريدة الخرطوم المهاجرة نفياً وإغتراباً إلى القاهرة ، والغربة أقسى نضال ، كما غنى فنانا القامة الراحل عبد الكريم الكابلي . أسجل هنا من الذاكرة هذه الجزئية من المقال ، حيث اقترحت فيه (ساخراً لا غير ) ولم أكن أنوي أن اتأبط شراً ، فقط تفريغ شحنة غيظ وغضب غير عابرة ، بل مستمرة ومتواصلة ، إلى يومها هذا ، وذلك بمناسبة إنقلاب البشير النازيوإسلاموي في يونيو 1989م
واقتراحي الساخر ، كان الآتي ، أن يكون وأحداً من أهم مقررات الدراسة في الكلية الحربية مادة دراسية بعنوان ( كيف تصبح رئيساً دكتاتوراً للسودان "الهامل" حين التخطيط لساعة صفر الإنقلاب ، في الحصة لاوطن وإنما فقط برنامج تعليمي توجيهي ومسلي للطلاب ، ومسيل للدم والدموع والإبادة لباقي الشعوب الآمنة) ، وهم طبعاً الروساء المحتملين للبلاد ، حتى لايأتي ويحكمنا مثل طيش حنتوب النميري ، أو مجرم الكيزان الإسلاموي البشير . أما عبود طبعاً (لا جابا من راسو لا من كراسو) ، تسليم وتسلم بس ، على وزن أغنية الفنان بلال موسى لاحب لا غرام لا خطوبة .. عَقِد بس ، وبدوره الشعب الما بقصر رد عليهم بي "تسقط بس" والحشاش منهم ، "عسكرية أو مدنية" يملأ شبكتو .
وبعد مقال 95 في صحيفة خرطوم غربة القاهرة ، تجاسرت وبي لداحة وقوة عين شديدة ، وباصرار أشد ، كتبت في 20 نوفمبر 2020م بوست في صفحتي بالفيس بوك ، وكنت قد قررت وحزمت أمري ونويت تطوير اقتراحي لسدنة الكلية الحربية وكهنتها ، بمناسبة استيلاء اللجنة الأمنية على السلطة بواسطة الإنقلابيين ( البرهان وحميدتي) ومن والاهما ، وخطط لهم من وراء ستارة قوشية . واقتراحي الجديد في ذلك الحين من سلسلة هذه الإقتراحات "لأن هناك ثالث في الطريق" ، أن تُلحق بالكلية الحربية ، فصولاً لمحو الأمية للرؤساء الجدد الحالمون بالرئاسة ( حسب توصيات أبائهم في ليالي الحلمية !!) وهم قادمون لحكمنا أم فكو يعني "لم يفكو الخط بعد" . قلمهم ودوايتهم فقط هي البندقية الآلية وخزنتها ، وأرنبة أنوفهم الشمامة للسلطة ، وقد يكون هناك غيرها من أنواع الشم والله أعلم ، فلا أدري مدي إطالة شمهم للممنوعات المتجددة صناعياً .
ألا يصلح هذا بمثابة اقتراح -مدنكل- لتطوير عقول ورؤوس وأمخاخ ، رؤساء عسكر بلادنا المنكوبة بهم وفعائلهم الخرقاء في السياسة لا في العسكرية التي هي شغلتهم الأساسية .
ويظهر إقتراحاتنا السابقة راحت (شمار في مرقة) فما مر عام إلا شهر واحد وجاء الإنقلاب المشؤوم في 25 اكتوبر 2021م فقدكان تسجيل هذا البوست في الفيس بوك في 20 نوفمبر/2020م ، والذي أعاد لي ذكراه أمس المستر مارك "كتر خيرو فقد أهداني هذه الكتابة في الموضوع مجدداً" .
لذلك قررت أن أغامر بالإقتراح الثالث فيما يخص هذه الكلية الحربية التي عذبتنا ، كما يقول ذلك الممثل الكوميدي في تلفزيوننا الفقير إلى مولاه ويا مولاي ايه من حديث أشتهيه .
وأمري لله في هذا الإقتراح وعواقبه ، وهو إغلاقها نهائياً بالضبة والمفتاح . الكلية الحربية " اطال الله بقاءها في عهد سودان جديد" ، والبديل جاهز ، وهو افتتاح كلية جديدة بمواصفات حربية نازية فاشية مافية إرهابية ، لتحمل مسماها الجديد كلية "السواقة بالخلاء" وشعارها السواقة بدون لوحات بدون نور بدون فهم ، وهي التي اثبتت كفاءتها العالية ، في تخريج أمراء الحرب على سنجة ورمح ، ولي رجاء أخير من المجلس المركزي تابع الحرية والتغيير المتخاذل ، أن يكون أول قراراته للإصلاح الأمني والعسكري المرتقب ، بعد التوقيع النهائي على الخدعة الإطارية ، هو تنفيذ قرار افتتاح كلية السواقة بالخلاء ، أما الكلية الحربية السابقة فرجائي الخاص أغلقوها .. ياحرية وتغيير أو أقولكم خللوها وبس . وتسقط بس والثورة مستمرة والردة مستحيلة والنصر آتِِ آتِ حتى لو طال السفر والسير والمصير والخطر
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 20 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة